الكيان» في مصيدة «الدائرة المفرغة»
أفق نيوز – بقلم – وديع العبسي
المقاومة، ويكفي في هذا السياق التأمل في جانبين: الأول: أنه طوال عقود الاختلال كانت مكونات المقاومة تتوالد أكثر فأكثر وبأكثر من مسمى يجمعها هدف التحرير، والثاني: مواكبة هذا الكم لتشكيلات المقاومة بحيازة السلام والتوجهات لصناعته، ما يشير إلى أن حماسة الدفاع عن الأرض لا تزال بذات الوهج.
في العام 1987 ظهرت حركتا حماس والجهاد وبعد أكثر من عقد ظهرت حركة المجاهدين في العام 2000، وبعده وقبلها كانت مختلف الحركات تشهد ولادة التنظيمات العسكرية الفاعلة في الميدان، وكان آخرها مجموعات (عرين الأسود)، وخلال العقود الماضية تنامت قوة المقاومة وباتت المعادلة العسكرية على الأرض تقوم على تفاعلات مختلفة، تتصدر المقاومة في تشكيل مدخلاتها، الأمر الذي أوصلها ليس فقط برفع وتيرة الأعمال الجهادية، وإنما أيضاً إطلاق الصواريخ على المستوطنات غير الشرعية، والتصدي لطائرات العدو والسيطرة على طائرات تجسس تابعة له.
بالتزامن مع ذلك كانت مجازر العدو الصهيوني ضد الفلسطينيين تتكاثر بصورة عبثية، وأمس مرت الذكرى الـ 29 لمجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل، حين عمد الصهاينة لقتل المصلين ثم قتل آخرين أثناء تشييع من استشهدوا ليقتل ويصاب في هذه العملية النكراء (200) فلسطيني منهم (50) شهيداً، وفي نفس اليوم قتلت قوات الاحتلال (60) فلسطينياً في مواجهات غير متكافئة، إلا أن ما كان يأمله الكيان بأن تخلق مثل هذه العمليات رادعاً للفلسطينيين عن المطالبة بتحرير دولتهم خاب وفشل.
مكابرة العدو الصهيوني في الاعتراف بهذه الحقائق أسفر عنه بلا شك هذه الحالة من الانفجار التي يشهدها الوضع الداخلي للكيان اليوم والذي ينذر بتفككه قريباً جداً حسب ما توقعه رئيس حكومة الاحتلال السابق لابيد الذي حدد ما تبقى من عمر كيانه بستة أشهر، فيما رئيس الكيان حدد قبل أسابيع سنتين لتلاشي هذا الكيان رغم محاولات النتنياهو إعادة توحيد الهدف للتكتلات الممزقة من خلال تنفيذ عمليات إجرامية ضد الشعب الفلسطيني علها تصرف الأنظار عن الداخل المهترئ له، كما تعيد توجيه اهتمامات مجتمع الاحتلال إلى هدف مواجهة العرب من خلال الفلسطينيين.