تفاصيل الحوار الصحفي لمدير مطار صنعاء الدولي مع صحيفة “المسيرة”
295
Share
أفق نيوز | حمل مدير مطار صنعاء الدولي، دول العدوان الأمريكي السعودي ومرتزقتهم كل الجرائم وتبعاتها المترتبة على بقاء مطار صنعاء الدولي مغلقاً، واستمرار الحظر الجوي الذي ما زال حتى اللحظة مفروضاً على المطار.
وقال الشايف في حوار مع صحيفة “المسيرة”: إن مطار صنعاء حتى اليوم لم يحصل على أي دعم من المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة، وإن العدوان يعيق وصول أجهزة مطار صنعاء، ويمنع وصول المحققين والخبراء والصحفيين الدوليين إليه.
وأكد أنه مثلما أن ميناء الحديدة يعتبر الشريان الاقتصادي لدخول احتياجات البلاد من الغذاء والسلع والمشتقات النفطية، فمطار صنعاء هو الشريان الإنساني لسفر الطلاب والمرضى والمغتربين، وكل الأنشطة الإنسانية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمطار صنعاء الدولي.
وقال الشايف خلال حواره مع المسيرة، “نحن متفائلون وواثقون بالله ثقة كبيرة كما هي ثقتنا بقيادتنا الثورية ممثلة بالسيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله-، وهناك بوادر لفتح مطار صنعاء قريباً وكل المنافذ والمطارات الأخرى إن شاء الله”.
نـــص الحــــــــــوار:
– بداية أستاذ خالد تمتدح الأمم المتحدة تسييرها رحلات خلال الأشهر الماضية لما يقارب من ٥٠ ألف مسافر.. هل هذا الرقم يستحق الترويج كإنجاز أممي في اليمن؟.. ما الرقم الذي كان يجب أن يسافر عبر مطار صنعاء في مدة الهدنة؟
الأمم المتحدة التي تتغنَّى بسفر ٥٠ ألفَ مسافر عبر مطار صنعاء لا يفترض بها ذلك، فهذا الرقمُ لا يساوي حركةَ المسافرين ليومٍ واحدٍ في مطارات العواصم العالمية، ثم إنَّ الرحلاتِ المنجزةَ كانت لوِجهةٍ واحدة فقط وهي الأردن خلال تسعة أشهر ولو حسبنا هذه المدة لخمسين ألفَ مسافر؛ فهذا الرقم لا يساوي رحلاتِ يوم واحد في مطار عربي.
– تقولون: إن حركة مطار صنعاء الدولي طيلة سنوات العدوان على اليمن لا تساوي حركة شهرين فقط في الوضع الطبيعي عام 2014.. هل كان هناك برأيكم تحايُلٌ على الرحلات من قبل تحالف العدوان لسفر أقل قدر ممكن من اليمنيين؟
فعلاً حركة مطار صنعاء الدولي كانت هزيلة وتكاد لا تذكر خلال سنوات الإغلاق والحصار، وهي لا تساوي حركةَ شهرين في الوضع الطبيعي.
والواقعُ أن هناك تعمُّداً وتحايلاً، حَيثُ كان العدوان يصر على عدم تنفيذ رحلات الطيران عبر مطار صنعاء الدولي وحتى مع اتّفاق الهدنة تأخرت الرحلات كَثيراً ولم ينفذ سوى ٥٠ % من اتّفاق الهدنة الذي نص على أن يكون هناك وجهتين: وجهة إلى القاهرة، ووجهة إلى الأردن، حَيثُ لم تنفذ سوى رحلات الوجهة الواحدة إلى الاردن، بينما رحلات الوجهة الثانية القاهرة لم تنفذ حتى اليوم رغم أنها أحد شروط اتّفاق الهدنة.
– أشرتم إلى أن عددَ المسافرين خلال سنوات العدوان الثماني لم يتجاوز 162 ألف مسافر مقارنةً بمليون و900 ألف مسافر خلال العام 2014 الذي سبق العدوان.. هل كان هذا الرقمُ محدّداً بفترة إغلاق المطار تماماً؟
هذا الرقم الذي تحدثنا عنه حول عددِ مَن سافروا خلال ٨ سنوات والذي لم يتجاوز ١٦٢ ألف شخص يشمل حركة المسافرين خلال ٢٠١٥ و٢٠١٦ قبل إغلاق مطار صنعاء الدولي؛ لأَنَّ بعدَ العدوان استمر مطار صنعاء في تسيير رحلتين بشكل يومي رحلة إلى مصر ورحلة إلى الأردن؛ أي أن هذه الإحصائية شملت عددَ المسافرين في الفترة التي لم يغلق فيها مطار صنعاء ونذكر أن المطار أغلق بشكل كامل في ٩ أغسطُس ٢٠١٦، حَيثُ توقفت بعدها الحركة تماماً، فيما استمر المطار يستقبل الرحلات الأممية فقط.
– مطار صنعاء الدولي كان يستقبل يوميًّا 50 رحلة ويصل ويغادر منه 5 آلاف مسافر يوميًّا هذا؛ يعني أن من يغادرون شهرياً تقريبًا 150 ألف مسافر، وهو رقم مقارب لمن غادروا مطار صنعاء في ١١ شهر وهي فترة الهُدنة؟
صحيحٌ ما تفضّلت به كان فعلاً يستقبل كمتوسط ٥٠ رحلة وصول ومغادرة يوميًّا لأكثر من ١٤ شركة طيران محلية وعربية ودولية وكان يغادر ٥٠٠٠ مسافر كُـلّ يوم أي ما يقارب ١٥٠ ألف مسافر شهرياً، وهو رقم مقارب لمن غادروا مطار صنعاء الدولي خلال فترة الهدنة.
وكما صرّح المبعوث الأممي؛ فلم يغادر سوى ٥٠ ألف شخص، أما عدد الرحلات التي نفذت؛ فهي رقم هزيل يساوي كما أشرنا قبل سنة العدوان رحلات يومين إلى ثلاثة أَيَّـام.
وأود أن أشير إلى أن عدد الرحلات التي غادرت منذ اتّفاق الهُدنة وحتى اليوم ١١٤ رحلة فقط خلال أكثر من ١٠ أشهر وطيلة ٨ سنوات سجلت ١٢٧٦ رحلة جوية مقارنة بـ٢٠ ألف رحلة خلال عام ٢٠١٤م، وهو العام الذي سبق العدوان على اليمن، وهذا يعني أن العامَ الواحدَ لم تتجاوز رحلاته ١٥٠ رحلةً شاملةً رحلاتِ المنظمات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة وطائرة المبعوث الأممي والطائرات الخَاصَّة بالوفد الوطني وما شابه ذلك.
– هذا الرقم الهزيل الذي لا يساوي حتى نصف رحلة في اليوم لشعب بأكمله، ألا يدل على انتهاك كبير بحق اليمنيين من قبل تحالف العدوان ويدل على مأساة كبيرة عاشها اليمنيون طوال هذه السنوات؟
صحيحٌ هو يعكسُ حجمَ المأساة وحجم القيود المفروضة على مطار صنعاء الدولي وحجم الحصار والقيود المجحفة بحق المسافرين، وعدم السماح بتنظيم وجهات سفر جديدة حتى هذه اللحظة.
– ماذا عن كميات الشحن الجوي خلال سنوات العدوان الثماني يقال إنها لم تتعدَّ ٧٢١ طناً مقارنة بـ ١٦١٧٧ طناً خلال العام ٢٠١٤م؟.. هل كان انخفاض الشحن الجوي؛ بسَببِ ضآلة الرحلات السنوية أم جوانب تتعلق بمنع الشحن من التحالف مثلًا؟
مطارُ صنعاء الدولي كان يستقبلُ كمياتٍ كبيرةً عبر عمليات الشحن، فالكمياتُ التي استقبلها خلال ٨ سنوات لا تمثل سوى ٥ % من الشحن الجوي الواصل في ٢٠١٤م، حتى المساعداتُ التي تصلُ إلى مطار صنعاء هي مساعدات رمزية، حيثُ إن بعضَ المنظمات الدولية كانت تنقلُ أدويةً بالكيلو!، وكان هذا بمثابة قيودٍ شديدةٍ على المساعدات، بما فيها الأدوية، وهي مُستمرّة حتى اليوم.
– القطاعُ الصحي أكثرُ القطاعات تأثّراً بإغلاق المطار منذ بداية العدوان على اليمن، حيثُ إن الرحلات التي تمت خلال فترات الهدنة لم تؤمن الحاجة الفعلية للمواطن اليمني وخُصُوصاً للمرضى.. ما تعليقكم؟
حقيقةً أن القطاعَ الصحي هو أكثرُ القطاعات تأثراً بإغلاق مطار صنعاء الدولي؛ باعتبار أن الوضع الصحي كان متدهوراً حتى قبل العدوان، وكان أصحاب الأمراض المستعصية يسافرون لتلقي العلاج في الخارج خَاصَّة في مصر والأردن والهند، وعندما أغلق المطار تسبب ذلك في مأساة إنسانية كبيرة ووفاة أكثر من ١٥٠ ألف مريض بأمراض مستعصية، والذي كان بالإمْكَان علاجها في الخارج.
لقد كان من الواجب إنسانياً وأخلاقياً وقانونياً أن يسافرَ كُـلُّ المرضى للعلاج خارجَ البلاد؛ فليس هناك قانونٌ يمنعُ أيَّ مواطن من السفر عبر المطار، كما أن القوانينَ الدولية تجرّم وتحرّم إغلاق المطارات ومنع المرضى من السفر للعلاج.
– ما نسبةُ الحالات المرضية التي غادرت عبر مطار صنعاء للعلاج، خَاصَّة من أرادوا السفر إلى مصر وتعثروا؛ بسَببِ منع هذه الوجهة؟
نسبةُ الحالات المرضية التي غادرت عبر مطار صنعاء الدولي منذ بداية الهدنة وحتى اليوم لا تساوي ١٠ % من عدد الحالات المرضية المنتظرة، والتي كان يفترض مغادرتُها عبر مطار صنعاء للمعالجة.
– برأيكم.. ما المفترَضُ اليوم لحل إشكالية سفر المرضى عبر مطار صنعاء؟ وَما عدد الرحلات المفترض أن تتم خَاصَّة وأن الحالات المنتظرة للسفر هم بعشرات الآلاف اليوم؟
الحَلُّ الوحيدُ لمعالجة هذه المأساة هو فتحُ المطار بشكل كامل والسماح بتنظيم رحلات إلى مصر وإلى الهند وغيرها من الوجهات، في المقابل هناك أكثرية من حالات مرضية لا قدرة لها على السفر للعلاج في الوجهة الواحدة المحدّدة؛ بسَببِ الحصار الاقتصادي المفروض من العدوان على اليمن بما فيه انقطاع رواتب الموظفين ومنع التحالف صرفها، وهذا أوصل الناس ومعظم المرضى إلى العجز عن التداوي في الأردن، حَيثُ غلاء تكاليف المعالجة.
الحل الوحيد لمعالجة الحالات المرضية وجودُ أكثر من شركة طيران، حتى يكون هناك منافسة لتخفيض أسعار تذاكر السفر؛ باعتبار أن شركةً واحدةً سبّبت ارتفاعاً في أسعار التذاكر، بالإضافة إلى أن فتح وجهات جديدة ومتعددة للسفر سيمنح تسهيلات لحصول المرضى على حجوزات، كما أن تكاليف العلاج في مصر أرخص من الأردن كمثال، خَاصَّة أنه ما زال هناك عشرات الآلاف من المرضى من لا يستطيعون السفرَ للأردن، كما أن هناك صعوبةً في الحصول على حجوزات، خَاصَّة للحالات الإسعافية، حيثُ إن البعضَ ينتظر لأكثرَ من شهر حتى يحصل على حجز عبر مطار صنعاء.
– برنامجُ الأمم المتحدة الإنمائي بصنعاء يتحدث عن مشروع “إعادة تأهيل مطار صنعاء الدولي” في الجوانب الفنية.. هل فعلًا هناك مشروعٌ أممي ومساعدات تقدم لكم؟
نحب أن نؤكّـدَ أنه حتى هذه اللحظة لم يحظَ مطار صنعاء الدولي بأي دعم، سواء في جانب إعادة تأهيل المطار أَو توفير المشتقات النفطية، أَو صرف مرتبات للعاملين فيه، أَو توفير نفقات تشغيلية له، أَو تقديم أي شكل من أشكال الدعم.
مطار صنعاء حتى اليوم لم يحصل على أي دعم من المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة، ونحن نستغربُ أن مطار صنعاء الدولي كان وما زال يخدمُ بالدرجة الأولى المنظمات الدولية بكل مسمياتها والتي تستخدم المطار بشكل يومي إلَّا أنها للأسف الشديد لم تقدم أي دعم أَو مساعدة في تشغيل المطار، أَو إعادة تأهيله، حيثُ إن معظمَ التجهيزات الخَاصَّة بالمطار لا تتوفر في السوق المحلية فيما نحن بأشد الحاجة لاستيراد هذه التجهيزات التي يمنع دخولها.
– هذا ما يُفترَضُ أن تقومَ به المنظمات بما فيها الأمم المتحدة طالما أنها الأكثر استخداماً لمطار صنعاء؟
المفترضُ أن يكونَ موقفُها واضحًا، بحيث لا تقفُ في صف العدوان أَو أن تظلَّ في البُقعة الرمادية كموقف المتفرِّج أمام ما يحصل بحق الشعب اليمني.
– من يعيق وصول التجهيزات؟
تحالفُ العدوان ومرتزِقتهم هم الذين يعيقون وصولَ التجهيزات الخَاصَّة بالمطار، كما يعيقون فتح المطار، ويمنعون وصول الخبراء، ويمنعون وصول المحقّقين والصحافيين الدوليين إلى صنعاء.. وللتأكيد أن تحالف العدوان ما زال يفرض قيوداً مجحفةً بحق مطار صنعاء الدولي والشعب اليمني ومرضى اليمن الذين هم من ضحاياه.
والواقع أننا بحاجةٍ لفتح المطار بشكل كامل والسماح بدخول التجهيزات الفنية وإلى توفر المبالغ المالية الكبيرة لإعادة تأهيل المطار وشراء تلك التجهيزات وغيرها.
– هناك حديثٌ مؤخّراً عن استعداد شركات طيران مختلفة لتسيير رحلات إلى صنعاء.. صحيح هذا؟
صحيح، هناك رغبةٌ لدى كثير من الدول وشركات الطيران بتنظيم رحلات إلى مطار صنعاء، لكن للأسف الشديد تحالف العدوان ما زال يفرض حظراً جوياً على مطار صنعاء ويمنع شركات الطيران من تنظيم الرحلات إلى صنعاء.
– مع استعادة ميناء الحديدة لجزءٍ من نشاطه يفترضُ أن يستعيدَ مطار صنعاء جزء من نشاطه.. ما سبب ذلك برأيكم؟
مثلما أن ميناءَ الحديدة الشريان الاقتصادي لدخول احتياجات البلاد من الغذاء والسلع والمشتقات النفطية؛ فمطار صنعاء هو الشريان الإنساني لسفر الطلاب والمرضى والمغتربين، وكل الأنشطة الإنسانية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمطار صنعاء الدولي.
نحن متفائلون وواثقون بالله ثقة كبيرة كما هي ثقتنا بقيادتنا الثورية ممثلة بالسيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله-، وهناك بوادر لفتح مطار صنعاء قريباً وكل المنافذ والمطارات الأُخرى إن شاء الله.
– كلمة أخيرة؟
نحمّلُ دولَ العدوان ومرتزِقتهم كُـلَّ الجرائم وتبعاتها المترتبة على بقاء مطار صنعاء الدولي مغلقاً، واستمرار الحظر الجوي الذي ما زال حتى اللحظة مفروضاً علينا، وإن شاء الله النصرُ قريبٌ في مختلفِ الجبهات لليمن وشعبِه المجاهد الصابر.