الأمريكي لديه حضور تدريجي في حضرموت والمهرة والجزر والأماكن الاستراتيجية ويحاول أن يعرقل المساعي العمانية، وأدواته طليعة سيئة؛ فليدرك أنه في موقع المعتدي المحتل وعليه أن يرفع جنوده من أية قاعدة في بلدنا، عليه أن يرحل.
إنَّ تحذيراتِ قائد الثورة في خِطابِه الأخير كانت واضحةً جِـدًّا ومفهومةً، وكان من المفترَضِ على دول العدوان أن تتعامل معها بعقلانية وجدية؛ مِن أجل تجنيب المنطقة تداعيات حرب طاحنة لا تبقي ولا تذر، بدلاً عن المماطلة والتسويف؛ وذلك باعتبار أن أولوياتِ المِلف الإنساني اليمني بالنسبة لصنعاء هي أولويات ثابتة، ولا يمكن أبداً التراجع عنها أَو المساومة عليها، ناهيك عن حق صنعاء السيادي المتمثل بخروج كامل القوات الأجنبية من كُـلّ المناطق والجزر والسواحل اليمنية المحتلّة، ذلك ما التزمت به صنعاء، وهي مستعدةٌ للعمل بكل وسيلة في سبيل تحقيق ذلك، وسوف تتخذُ كُـلَّ الخيارات الممكنة والمتاحة لنيل الحرية الكاملة والاستقلال التام دون أي اكتراث منها لما سوف تؤولُ إليه الأوضاع في المنطقة من أضرار اقتصادية وأمنية وغيرها، في حال ذهبت الأمورُ نحو التصعيد، أَو استمرت دولُ العدوان في تعنتها وتسويفها.
إن تواجُـدَ القوات الأجنبية على الأراضي اليمنية لَهو عدوانٌ غاشم وانتهاكٌ صارخٌ للسيادة اليمنية والأعراف الإنسانية والدولية، وهذا ما لم يقبل به الشعبُ اليمني، وليس في قاموسه أصلاً أن قَبِلَ ذات يوم بالمحتلّ على أرضه عبر التاريخ؛ وقد أسمعهم السيدُ القائدُ القولَ الفصل، بأن تحالُفَ العدوان بقيادته الرسمية المعلَنة والمعروفة، لا يمكن له أبداً أن يتنصل عن التزاماته المتعلقة بأي اتّفاق أَو تفاهم، أَو يتحوَّلَ منفِّذُ العمليات الهجومية وقائدُ الحرب العدوانية على اليمن، إلى مُجَـرّد وسيط.
إن التحالُفَ -بكل أركانه وعواصمه المعروفة- ليس بمنأًى عن نيران اليمن؛ في حال استمرت واشنطن ومعها الرياض بتقمُّصِ دور الوسيط في المِلف اليمني، وهما أَسَاسُ العدوان على اليمن وحصار شعبه وإفقاره، ويُفترَضُ عليه أن يسارعَ في التقاط رسائل تحذيرات قائد الثورة، واستيعاب إعلان رئيس هيئة الأركان بخصوص استعداد القوات المسلحة اليمنية بمختلف تشكيلاتها لأي تصعيد عسكري، وأنها حاضرة اليوم لأية خيارات تتطلبُها المرحلةُ القادمة، وأخذ تلك التحذيرات على محمل الجد، ما لم فَـإنَّ على فريقِ الخبراء الأممي في اليمن أن يستعدَّ لنشرِ تقاريرَ وصورٍ جديدةٍ عن أهداف جديدة، قد تكون أكثرَ إيلامًا من كُـلّ ما سبق استهدافه في العُمقَين السعوديّ والإماراتي خلال سنوات العدوان الماضية، إن نفد صبرُ اليمنيين.