أفق نيوز
الخبر بلا حدود

إبتزاز أممي لأكبر كارثة تهدد اليمنيين

185

أفق نيوز – تقرير – رفيق الحمودي
لا زال المجتمع الدولي يتاجر بالأزمات التي يفتعلها هو ذاته باليمن.. فلا يكاد اليمنيون يخرجون من أزمة حتى يقعون في أزمة أخرى تخطط لها دول العدوان الأمريكي – السعودي – الإماراتي، وترعاها الأمم المتحدة التي تكشف وسائل إعلامية محلية ودولية استغلال ومتاجرة منظماتها بأوجاع ومآسي اليمنيين.
فبعد ان استبشر اليمنيون خيرا بفتح الحصار عن ميناء الحديدة والسماح بدخول السفن التجارية للميناء وأنباء قرب تشغيل مطار الحديدة الدولي.. بعد هذه البشائر يخيم القلق على أبناء محافظة الحديدة خصوصا وعلى اليمنيين عموما إثر تهديدات بتسرب النفط من خزان ناقلة النفط “صافر” التي ترسو قرب سواحل مدينة الحديدة منذ سنوات – وبدأ بحسب مختصين – بالتهالك بما ينذر بأكبر كارثة بيئية وإنسانية قادمة في حال عدم معالجتها بخطوات عملية وعاجلة.
فلا زالت مشكلة خزان صافر تؤرق اليمنيين وتهددهم وخاصة شريحة العاملين بالإصطياد وكذا تهدد البيئة البحرية بمخاطر جمة.
ويرى خبراء بالشأن البحري ومختصون أن عدم تفريغ خزان “صافر” من النفط العائم الذي بداخله هو مشكلة حقيقية، تنذر بكارثة بيئية قي البحر قد تكون هي الأسوأ بالتاريخ في حال عدم تلافي وقوعها بحلول عملية سريعة ومجدية.
وبدأت مشكلة خزان “صافر” منذ سنوات إثر رسو ناقلة النفط “صافر” في منطقة رأس عيسى قرب سواحل محافظة الحديدة بسبب تعطلها، و”صافر” هو عبارة عن ناقلة نفط عملاقة ومتهالكة، معرضة – بحسب تقارير محلية ودولية – للإنهيار أو الإنفجار في أي لحظة.
ووفق التصريحات المعلنة: تحمل الناقلة أربعة أضعاف كمية النفط التي تسربت من ناقلة “إكسون فالديز” في ألاسكا قبل أكثر من ثلاثين عاما، وهي مرشحة لتصبح خامس أكبر تسرب لخزان نفطي في التاريخ في حال وقوع كارثة تسرب النفط الذي فيها.
وبحسب خبراء بالبيئة البحرية: سيؤدي تسرب النفط من “صافر” إلى تدمير الشعاب المرجانية وأشجار المنغروف الساحلية وغيرها من الحياة البحرية في البحر الأحمر وسيتعرض ملايين البشر للتلوث الهوائي.
كما سيكون أثر ذلك التسرب على المجتمعات الساحلية مدمرا، إذ سيفقد مئات آلاف العاملين في مجال الصيد مصادر رزقهم بين ليلة وضحاها.
وبحسب بحوث دولية: سيستغرق معالجة كارثة خزان “صافر” في حال وقوعها أكثر من 25 عاماً لاسترداد مخزون الأسماك.
ووفقا لإحصائيات ودراسات: تُقدر تكاليف تنظيف تسرب النفط، في حال وقوعه، من “صافر” بـ20 مليار دولار.
وتحمل ناقلة النفط صافر على متنها قرابة مليون برميل من النفط (أي أكثر من 140 ألف طن)، وهي ترسو على بعد 6 أميال من الساحل اليمني، وقد يسبّب وقوع انفجار أو تسرّب من ناقلة النفط “صافر” إلى واحدةٍ من أخطر كوارث التسربات النفطية في التاريخ، وفق دراسة أجرتها مختبرات منظمة غرينبيس للبحوث.
وبعد مماطلات عديدة ووعود أممية متواصلة وبعد غياب ولا مبالاة.. عادت الأمم المتحدة لتعلن عن ما اسمته قرب إنهاء مشكلة خزان “صافر” وتصرح عبر بيان أصدرته ، مساء الخميس، أنها وقعت اتفاقية لشراء ناقلة نفط عملاقة لاستخدامها في تخزين النفط الموجود في ناقلة “صافر” المتهالكة والراسية قبالة ميناء رأس عيسى على السواحل الغربية لليمن.
وقالت الأمم المتحدة في بيانها أيظا:
إن البرنامج الإنمائي (UNDP) وقع اتفاق شراء السفينة مع شركة “يوروناف” العاملة في مجال النقل البحري وتخزين النفط الخام.
وأضافت: “السفينة البديلة الآن في حوض جاف لإجراء تعديلات عليها وصيانتها بانتظام قبل الإبحار إلى غرب اليمن لناقلة “صافر” راسية على بعد حوالي تسعة كيلومترات من رأس عيسى في اليمن.
وتوقعت أن تصل السفينة البديلة في أوائل مايو القادم لبدء عملية تفريغ النفط.
وأفاد البيان: أن هذه الخطوة تأتي كجزء من العملية التي تنسقها الأمم المتحدة لتفادي تسرب نفطي كارثي يهدد بوقوع أزمة إنسانية وبيئية.
وأكدت الأمم المتحدة أنه لا تزال هناك حاجة ماسة إلى التمويل لإكمال إزالة النفط بشكل آمن من الناقلة “صافر”.
وهو الأمر الذي يراه مراقبون أنه إبتزاز اممي لمشكلة كان بالإمكان حلها بجهد ووقت قياسي ومبالغ قليلة جدا من قبل سلطة صنعاء التي قالت أنها منعت من صيانة الخزان من قبل دول تحالف العدوان وبصمت من الأمم المتحدة التي أعلنت هي الأخرى انها جمعت 95 مليون دولار حتى السابع من مارس الجاري ، تم استلام 75 مليون دولار منها، وأن الميزانية الإجمالية لمرحلة الطوارئ للمشروع تبلغ 129 مليون دولار.
وسخر اقتصاديون ومهتمون بالشأن المحلي والبيئة البحرية من تصريحات الأمم المتحدة وبما جمعته من مبالغ قالوا انها تكفي لإنشاء خزانات عديدة بدلا عن خزان “صافر”
فيما أكد حقوقيون ومسؤولون في سلطة صنعاء أن الأمر لا يعدو عن مجرد إبتزاز أممي ونهب أموال طائلة كذبا وزورا باسم إصلاح خزان “صافر” الذي يتم تستخدام ورقته ككلمة حق يراد من ورائها الإبتزاز والنهب وحاله حال تغني المنظمات الأممية بالجوع والفقر باليمن لنهب أموال طائلة تحت هذه المسميات دون أن تقدم لليمن واليمنيين سوى الفتات مما تقم بجمعه باسمهم!
وفي حين لم تذكر قيمة الناقلة المشتراة ، واصلت الأمم المتحدة ما وصفه مراقبون ب “المراوغة” في تحديد موعد بدء عملية تفريغ خزان “صافر” مكتفية بالقول إنها ستتم خلال الأشهر الثلاثة إلى الأربعة المقبلة.
ورغم إعلان الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي حصولها على التمويل اللازم لعملية إفراغ خزان “صافر” ، إلا أنها عادت لابتزاز العالم بالقول: إنها “في حاجة ماسة إلى التمويل لإكمال تفريغ النفط بشكل آمن.
جدير ذكره أن دول العدوان والحصار وراء كارثة “صافر” بحسب تأكيدات حكومة صنعاء التي حملت أكثر من مرة المجتمع الدولي نتائج هذه الكارثة بسبب مماطلة دول تحالف العدوان في رفع الحصار وتلكؤها في إيجاد حلول عملية مجدية لمشكلة خزان “صافر” الذي باتت مخاطره محدقة ليس باليمن فحسب وإنما بكافة الدول المحيطة على سواحل البحر الأحمر بشكل خاص وبالبيئة البحرية بشكل عام.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com