أفق نيوز
الخبر بلا حدود

  الدبلوماسية المكثفة.. عنوان الخطة “ب” ضد اليمن

443

أفق نيوز | تحليل _ عبد الحميد الغرباني :

تواصل الإدارة الأمريكية التصريحات المُكررة بشأن دعمها إحلال السلام في اليمن، وهي تقدم هدنة الستة الشهور وفترة التهدئة المنسحبة عليها حتى الآن إنجازا حصريا بدبلوماسية جو بايدن في تجاهل للمتغيرات التي قادت للوصول إليها و في ظل صراع الأولويات بالنسبة لأمريكا نفسها، الادعاء الأمريكي ينطلق من سبق الإعلان عما وسم بالدبلوماسية المكثفة لإنهاء العمليات الهجومية على اليمن، في المقابل ثمة اعتقاد يمني راسخ أن الدبلوماسية المكثفة هي عنوان الخطة “ب” ضد اليمن وأن واشنطن في التخطيط والتنفيذ تلعب دور فاعلا ورئيسيا وبالتالي هي المعيق الأول لإحلال السلام في اليمن وأن شواهد وبراهين ذلك كثيرة جدا وفي الآتي من السطور يمكن استعراض

الأبرز منها :

أولا : تواصل الدور الأمريكي الرئيس في خنق الشعب اليمني وتعميق معاناته عن طريق الحصار و القيود المفروضة على الواردات التجارية و تأخيرها وتحويل وجهتها وإغلاق وجهات السفر المتعددة من وإلى مطار صنعاء الدولي وغير ذلك مما لا يمكن عده أو إعتباره عمليات دفاعية تنفذها أمريكا و السعودية و شركائهما ضد اليمنيين.

كيف يمكن التصديق أن لأمريكامقاربة أكثر دبلوماسية داعمة للسلام في اليمن في ظل تجزيئ إستحقاقات الملف الإنساني وعدم الإلتزام بتنفيذها بشكل عاجل و في ظل راعيتهامقايضة هذه الحقوق بتنازلات مجحفة مطلوبة من اليمنيين، وسط ما يُشبه الإقرار من قبل معسكر العدوان أن الحصار الجوي و البحري يشكل ورقة تفاوضية ضاغطة لفرض الشروط على الشعب اليمني، أي أن عرقلة أمريكا للسلام ترتبط بدرجة رئيسة بالتأثير الذي تحدثه الولايات المتحدة بشكل واقعي في مسارات مختلفة، أخطرها هذا المتعلق باحتياجات المواطنين و مقومات الحياة من الغذاء إلى الدواء إلى المواصلات وحركة النقل والخدمات العامة المختلفة.

ثانياً : الأنشطة التي استغرقت الدبلوماسية الأمريكية المكثفة في اليمن طيلة الفترة اللاحقة لإعلان سياسة إدارة جو بايدن تجاه اليمن، ومن ذلك الإشراف والعمل على تجميع كل الملايشيات المحلية على الأرض في كيان واحد كوكيل عسكري غير متعارض و التأليف بين أهداف السعودية والإمارات لخلق موقف مشترك لهما وترتيبات أخرى بهدف إيجاد توازن قُوى جديد. شكلت في هذا السياق مجلس قيادة المنافقين من مجموعة دُماها القديمة، أعادت أيضا تموضعات ملايشيات النفاق على أمل أن يُفضي لنتائج ومتغيرات ميدانية تُنهك صنعاء، وهي وإن كانت سرعان ما وجدت ارتدادات ما بعد تجربة تجميع الوكلاء للقتال في شبوة ضربت في العمق الإماراتي، لم تطوي الرهان على هذا المخطط و على طريق تثبيت تفتيت الجغرافيا الوطنية أو قل التقسيم و الأقلمة وتخليق الصراع ويمننته و الإنتقال به لمرحلة جديدة تضمن اوراقا ضاغطة على صنعاء.

ثالثاً: استمرار الحضور والانتشار الأمريكي في بقع جغرافية إستراتيجية محتلة في سقطرى وحضرموت والمهرة والخ وفي ظل التدخلات المانعة للسيادة على الثروة الحيوية وعلى رأسها النفط والغاز ووتعطيل توظيفها في الصالح العام لعموم اليمنيين وعرقلة صيانة الباخرة صافر وتحويلها أداة تهديد للثروة البحرية و وسط محاولات للوصول إليها بمدعاة إصلاحها لتمرير أجندات أمريكية إستخباراتية.

رابعا : تعليق الإدارة الأمريكية السلام في اليمن و المنطقة بأهدافها الإستراتيجية وفي طليعتها أمن (إسرائيل) لدرجة التصريح أن لا سلام في اليمن والمنطقة إلا ب (التطبيع مع إسرائيل)، هذه العربدة الأمريكية تربط السلام بشيء مستحيل بالنسبة للشعب اليمني الحُر لشعب يرى فلسطين قضية القضايا ولا يمكن أن تشكل مدخلا لإحلال السلام

في اليمن.

خامساً: استمرار صفقات تسليح السعودية بالأسلحة الأمريكية الهجومية في ظل ادعاء حظر وتعليق جميع المبيعات، الهجومية والدفاعية على حد سواء للمملكة والإمارات، كيف يمكن لأمريكا أن تدعم إحلال السلام يمنيا وهي في الحد الأدنى لم تُعطِ الأولوية لحقوق الإنسان في علاقاتها مع المملكة وأن المهم بالنسبة لها هو المربح أو اقتصاد الحرب طالما كانت المصدر الأول لتسليح الأنظمة الغاشمة، تثبت الإحصائيات أن وتيرة بيع الأسلحة الأمريكية للسعودية، زادت في عام الهدنة أو في ظل الحالة بين السلم و الحرب القائمة في اليمن.

سادساَ : الإدارة الأمريكية برئاسة بايدن تمنع وضع آلية مساءلة حقيقية في الأمم المتحدة للتحقيق في الانتهاكات والجرائم ودعم الملاحقات القضائية المُحتملة في المستقبل للتحالف السعودي الإماراتي و كل من ثبت تورطه معهما بشكل أو بآخر، أمريكا بالطبع تحمي نفسها وشركائها الغربيين كالمملكة المتحدة وفرنسا وغيرهما وتقدم الحماية والدعم لوكلائها المنفذين للعدوان على اليمن أو بجمل أخرى تواصل الولايات المتحدة عدم إظهار الالتزام الكافي لضمان المساءلة عن الجرائم المحتملة لحلفائها، السعودية والإمارات، ودورها في ذلك بعد سنوات من التجزير في المدنيين وتدمير البنى التحتية.

لما سبق من الطبيعي أن يعلو الصوت مناديا أن أمريكا عدو السلام في اليمن، وأنها وصلت الذروة في اتباع إستراتيجية متكاملة للضغط على عموم المواطنين طيلة ثمان سنوات وأن إطالة أمد استعراض الغطرسة الأمريكية السعودية، جاذبة لردة فعل يمنية إنتقامية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com