السيد عبدالملك الحوثي : بالدورات الصيفية نقدم رسالة ثبات في وجه الاعداء
أفق نيوز |
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن اهتمام الشعب اليمني بالدورات الصيفية في ظل الاستهداف الكبير له، يقدّم رسالة كبيرة لأعدائه، بأنه ثابت ومستمر وقوي ويواصل مسيرته الإيمانية رغم أنف الأعداء.
وقال قائد في كلمة له مساء اليوم بمناسبة تدشين الدورات الصيفية” إن اهتمام الشعب اليمني بهذه الدورات يقدم رسالة لأعدائه بأنه لا يمكن أن ينكسر بالضغوطات الاقتصادية ولا بالحرب العسكرية ولا بالحملات الدعائية والإعلامية ولا بأي شكل من أشكال الاستهداف”.
وعبر عن الأمل في اهتمام الجميع بالدورات الصيفية .. لافتاً إلى أن الجهات الرسمية معنية بالإشراف على هذه الدورات، لأن البعض قد يسعى للاختراق بإقامة دورات بطريقة مختلفة، بعيدة عن الرعاية والاهتمام والإشراف الرسمي والبعض ما تزال لهم ارتباطات بتحالف العدوان أو بمن هم جزء من التحالف، ما يتطلب أن يكون هناك حذراً وانتباهاً واهتماماً أوسع.
وقال “في هذه الفعالية ندشن ونفتتح الدورات الصيفية التي تأتي في إطار الاهتمامات التعليمية والتثقيفية لشعبنا اليمني المسلم العزيز الذي تمسك وواصل اهتمامه بالتعليم والأنشطة الثقافية بمختلف أنواعها، بالرغم مما يعانيه من عدوان وحصار واستهداف واسع توّجه جزء كبير منه نحو منع التعليم وإقامة أي أنشطة تعليمية وتثقيفية”.
وأضاف “لا يخفى علينا جميعاً كم دُّمرت من مدارس واُستهدفت من جامعات ومساجد من قبل تحالف العدوان، وكيف استهدفت العملية التعليمية في كل مراحلها ومجالاتها بالحصار الذي جزء منه يستهدف التعليم وكيف تستهدف الأنشطة التثقيفية بحملات دعائية وإعلامية واسعة ومكثفة بهدف إبعاد الناس وثنيهم عنها والتشكيك فيها والسعي لصد الناس عن الإقبال عليها”.
الحرب شاملة لاستهداف التعليم
وأشار السيد عبدالملك الحوثي إلى أن الحرب متنوعة وشاملة لاستهداف العملية التعليمية، ما يفضح طبيعة أهداف الأعداء وعدوانهم على الشعب اليمني.
وتابع “من الشواهد الكبرى على سوء أهدافهم وطبيعة توجهاتهم العدائية أنهم حاربوا الشعب اليمني في كل شيء حتى في هذا الجانب المهم، يريدون بذلك أن يعيقوا شعبنا من نهضته وإعاقة كل أنشطته الأساسية التي يبني عليها مسيرة حياته”.
كما أكد أنه بالرغم من حجم الاستهداف والمعاناة وتقدّيم قوافل الشهداء والمعاناة الشديدة على المستوى المعيشي، إلا أن الأنشطة التعليمية مستمرة بمعونة وتوفيق الله وبصبر الرجال الأكفاء ومثابرة الطلاب وتعاون أبناء الشعب.
انزعاج الأعداء من الدورات الصيفية
وأوضح قائد الثورة أن الدورات الصيفية تلقى حصة أكبر من الاستهداف وبالدرجة الأولى الاستهداف الإعلامي والحملات الدعائية في الصد عنها وفي التشويه لها، ما يدل على أهميتها الكبيرة وإيجابيتها وأثرها النافع.
وقال “انزعاج أعداء الشعب الذين استهدفوا بنيته التحتية بالتدمير واستهدفوا أبنائه بالقتل الجماعي وفي معيشتهم وواقعهم الاقتصادي وفي كل مجالات حياتهم، انزعاجهم الشديد من الدورات الصيفية، يعبر ويشهد على أهميتها لأنهم لا يريدون لشعبنا أي خير”.
وأضاف “ينزعج الأعداء من كل ما يسهم في بناء جيل متسلح بالعلم والارتقاء بمستواه المعرفي والوعي والتربية الإيمانية، لذلك يتوّجهون عادة لحملات دعائية عبر وسائلهم الإعلامية وأنشطة سلبية بالتشويه وبالتثبيط وعبر أبواقهم من المنافقين والطابور الخامس وممن يتواجدون في أوساط الشعب، لكنهم يفشلون وتستمر الدورات وتأتي وهي متطورة إلى الأفضل ونجاحها نحو الأفضل بحمد الله”.
مميزات الدورات الصيفية
ولفت إلى مميزات الدورات الصيفية والمتمثلة في أنها تأتي في إطار توجه الشعب اليمني المنطلق من هويته وانتمائه الإيماني ..
وتابع “الأعداء يقلقون عندما يرون أن هناك تربية إيمانية أصيلة، تربي على الحرية بمفهومها الصحيح وعلى العزة والكرامة والأمل والثقة والتوكل على الله والاستشعار العالي للمسؤولية والتوجه الجاد لبناء حضارة إسلامية راقية”.
وأفاد السيد عبدالملك الحوثي، بأن الشعب اليمني وهو يتوجه لذلك، يعبر عن ثباته على مسيرة الإسلام بدءً بالعرب، ثم البشرية بشكل عام، قدّمت نعمة التعليم النافع والبنّاء الذي يبني الإنسان والحياة ومكارم الأخلاق ويهيئ المجتمع للنهوض بمسؤولياته في الاستخلاف في الأرض على أساس من المبادئ والقيم والأخلاق الإلهية العظيمة.
واقع العرب قبل الإسلام
واستعرض واقع العرب قبل الإسلام وبعثة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم وأنها كانت أمية، يقرأ أبنائها ولا يكتبون ولا يحسبون وكانوا كما حكى القرآن الكريم عنهم في ضلال مبين وحالة من الضياع والتيه .. مشيراً إلى المفاهيم التي كانوا يعتقدونها ويعتمدون عليها في نظرتهم الدينية وللحياة، معظمها خرافات وجهالات وتصورات خاطئة وسلوكياتهم منحرفة وسادت فيهم حالة من الظلم والجبروت والإجرام وليس لهم هدف يجتمعون عليه.
وأكد أن الله تعالى منّ عليهم بأعظم معلّم عرفه التاريخ الإنساني وكذا أعظم كتاب، منّ الله عليهم برسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، سيد الأنبياء وخاتم النبيين وسيد المرسلين وكذا بأعظم كتاب وأكبر وأسمى وأقدس مصدر للعلم والمعرفة الصحيحة والسليمة والبناءة.
وقال “منّ الله على العرب بنقلة عظيمة وقفزة هائلة من واقع عاشوا فيه في أمية جاهلية إلى واقع مختلف ومستوى متقدم وصلوا فيه إلى أن سادوا بقية الأمم وكانوا في نهاية المطاف في صدارة المجتمع البشري في أخلاقهم ووعيهم ومعرفتهم فيما منّ الله به عليهم وأكرمهم به”.
وبين قائد الثورة أن الله تعالى أكرم الأمة البدائية والجاهلة والضائعة من علمه ونوره وهدايته ليرسم لها المنهجية التي ترتبط بها، وتخرج بها من أميتها وجاهليتها عندما جاء في قوله تعالى” اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، أتاها من علم وهداية الله في كتابه وعلى يد نبيه وخاتم أنبيائه ورسله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما غير واقعها وانتقل بها إلى واقع آخر.
وأشار إلى أن الإسلام بأعظم معلّم وكتاب، وهدّي سار عليه المصطفى عليه الصلاة والسلام، وتحرك به، نقل الأمة وغير واقعها وأعلى من شأن التعليم والمعرفة الصحيحة والهدّى الحقيقي ورغّب وحث وأكد عليه وجعله في إعداد الفرائض الدينية والالتزامات الدينية.
وقال “إن الإسلام جعل التعليم من مميزات الكمال البشري وضروريات الحياة ومن القُرب العظيمة إلى الله سبحانه ولذلك في الحديث النبوي “من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة” وقال تعالى “يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات”.
أهمية وقيمة الدورات الصيفية
وأضاف “لذلك ندرك أهمية الدورات الصيفية التي تأتي في إطار التعليم الصحيح وتقديم المعارف النافعة التي تُجسد مكارم الأخلاق وتُقدّم بشكل صحيح مفاهيم الإسلام”.
ولفت إلى أن الجيل يحظى في الدورات الصيفية بترسيخ الهوية الإيمانية والانتماء الواعي والمسؤول ويكتسب الوعي، خاصة ونحن في مرحلة من أهم ما نحتاج إليه هو الوعي ..
وقال” نحن في مواجهة حرب رهيبة في هذا العصر يقودها أعداء الإسلام، اليهود والنصارى أمريكا وإسرائيل وحلفائهم، هجمة على مستوى التزييف والتضليل والإفساد وتحريف المفاهيم والتجهيل للناس بحقيقة الأمور وتقديم صورة مغلوطة عن كل الأشياء”.
وتطرق إلى أن الجيل يحظى في الدورات الصيفية أيضاً بالتربية الإيمانية على مكارم الأخلاق والتزكية للنفوس وهداية وإصلاح وارتقاء بالإنسان، ويكتسب المهارات والقدرات التي ترفع من مستوى معرفته الذهنية، والأداء المرتبط بذلك.
ثقافة القرآن الكريم
وجدد السيد عبدالملك الحوثي التأكيد على أن من أهم ما تقدّمه هذه الدورات، تثقيف الجيل الناشئ بثقافة القرآن الكريم التي هي أسمى وأرقى ثقافة، تجعله صاحب وعي ونظرة عالية واهتمام كبير وتشده إلى الله، ويستشعر من خلالها المسؤولية ويتوجه في الحياة بفعالية ليكون دعامة لنهضة شعبه وجيلاً راقياً في معرفته وأخلاقه.
تعاون الجميع
وحث على تعاون الجميع في إحياء الدورات الصيفية ودعمها بدءً بالجهات الرسمية المعنية التي هي في المقدمة .. مبيناً أن هناك عدد من الوزارات ذات علاقة مباشرة بالدورات، معنية بالدرجة الأولى بالتعاون والاهتمام وتقدّيم الدعم المادي وتوفير ما يلزم في نطاق إمكانياتها.
الميسورون
ودعا قائد الثورة الميسورون إلى المساهمة والتعاون في دعم الدورات الصيفية .. لافتاً إلى أنه كلما توفر الدعم أكثر كلما أمكن استيعاب أكبر قدر من الطلاب وكذا إقامة دورات أكثر، ما يتطلب المساندة والتعاون في هذا المجال الذي أجره كبير وفضله عظيم وإسهام مباشر في عمل من أعظم الأعمال قربة لله.
دفع الأبناء
وطالب السيد عبدالملك الحوثي من المجتمع، دفع الأبناء للالتحاق بالدورات الصيفية والمشاركة فيها لتلقي العلم النافع والتربية الإيمانية وعدم الالتفاف للمثبطين الذين يحاولون صدّ الناس عن ذلك .. مشدداً على المعلمين والثقافيين والعلماء تحمل المسؤولية في المساهمة بفعالية في هذه الدورات.
وعبر عن الأمل في استجابة المعلمين والثقافيين والعلماء وطلاب العلم للمشاركة في هذه الدورات وباهتمام وجد وبنصح وإخلاص وباستمرارية تقرباً إلى الله.
كما دعا الطلاب إلى إدراك قيمة الدورات الصيفية التي تبنيهم وترفع من مستواهم في الوعي والعلم والأخلاق والمعرفة ..
وقال “يمكن أن الدورات تكون منطلقاً في مسيرة حياتهم وتأسيساً لمستقبلهم على مستوى العلم والفهم والوعي العالي وبالتالي دورهم في الحياة في الواقع العملي، ما يتطلب تشجيعهم وتفهيمهم لاغتنام هذه الفرصة بالشكل الأفضل”.
الإعلاميون والثقافيون
وشدد قائد الثورة على الإعلاميين والثقافيين مواكبة الأنشطة ودعم الدورات الصيفية وتشجيع الطلاب في الإقبال عليها والمساهمة والمشاركة الفاعلة والاهتمام الإعلامي من قبل كافة وسائل الإعلام في مساندة برامجها وفعالياتها المختلفة.
الزيارات الميدانية
واختتم السيد عبدالملك الحوثي كلمته بالقول “إن الزيارات الميدانية من قبل أبناء المجتمع والوجاهات والمسؤولين ومختلف الشخصيات للدورات والطلاب والمدرسين، ذات أثر مهم في التشجيع والدعم المعنوي والمساندة ودعم العملية التعليمية، كل ذلك مطلوب من الجميع التعاون ليكون لذلك ثمرة طيبة وأثر إيجابي”.