في تمام التاسعة او ربما التاسعة والنصف ليلاً انتهيت من عملي وذهبت لتسليمه لاستاذي ومديري في عملي وصلت اليه اشار لي بيده انتظر ، فجلست منتظراً انتهائه منها لكن طال به الحديث وكان منهمكا في حديثه حتى ظننت انه تناسى انتظاري له ..!
أخيراً انتهى .
بدون اي سابق انذار وبدون النظر الى عملي قال لي أسامة انت غداً متحرك تعز مع الوفد الإعلامي الذي نازل مع المبعوث الاممي للامم المتحدة عشان يشوفوا حقيقة حصار تعز ،
كذالك انا قلت له بدون سابق انذار استأذنك اذهب اجهز نفسي للسفر .
ذهبت وجهزت كل ما يلزم لرحلة يومين واستعدت الى ان اخلد للنوم في وقت مبكر مخالفا لعادتي في السهر ، تقلبت تارة يمين وتارة شمال ولا جدوى من النوم حينها قررت ان افتح تلفوني واستغل غياب نومي واتصفح صفحات ناشطي من يروجون حصار تعز، ومن بين فيديو لطفل يناشد فك الحصار الي صورة حمار مغمى عليه ومن ثم صورة لطفل رضيع توفي إلى قصة عروسين توقف زواجهم وكلهم بسبب الحصار الى ان قضيت الكثير من الساعات وانا اتنقل من هنا وهناك بين خبر هذا وصورة ذاك فقررت أن اخلد للنوم لأن قصصهم كثيرة ولا اظن ستنتهي .
مرة أخرى اتقلب تارة شمال وتارة يمين لكن لا جدوى من النوم مع انه هذا الوقت المعتاد ليومي ..! لكني عرفت ما يؤرقني فقد املتئ رأسي بالعديد من التحليلات والشكوك ،
تارة اقول هل يعقل ان حملتهم لفك حصار تعز هي حقيقة ونحن فعلا محاصرين لهم وما نزول المبعوث الاممي الا لفك الحصار فعلاً وما ذهابنا معه الا لمحاولة التشويش على حقيقة ما نقوم به من حصار،
وتارة اقول هذا لا يعقل فاخلاق مسيرتنا واضحة للعيان وهي كلمة سر انتصارتنا وما هذا الا امر طبيعي لحرفيتهم في صنع الهالات الزائفة للهروب من واقع الهزيمة الميدانية ،
الي ان وصلت مع ضميري الى حل قد يرضيه ويجعلني انام ان لا يستعجل وينتظر الى يوم غد فقد بات قريباً .
في اليوم التالي تواصلت مع معظم القنوات لتغطية الحدث واجتمع كل الفريق الذي سيذهب ليغطي هذا الحدث وبسم الله تحركنا .
لحظة .!
لا اظن ان يوجد اجمل من ان يكون رفيق سفرك ورئيس فريقك الاستاذ علي جاحز الذي سيشبع ضمئنا لمعرفة خفايا السياسة وابعادها .
سنعود لحديثنا انتهت المجاملة ؛
وفي اثناء السير ونحن نتبادل الحديث مع كافة الإعلاميين وبعد مرور نصف الطريق فجاءة ..!
وقد مر نصف الطريق يصلنا اتصال من مكتب القناة الصينية يطلب عودة طاقمها لعدم توفر الشروط اﻻمنية لطاقمها هذا من بعد موافقتهم بالنزول ،
حينها قال الاستاذ علي جاحز اكيد وصلتهم معلومة استخبارتية انه سيكون هناك شيء ما
لم نبالي وواصلنا طريقنا الى ان مر وقت قرابة الساعة ويصلنا خبر قصف فندق السوفتيل بتعز حينها أيضا قال جاحز الم اقول لكم ما هذه الا رسالة للمبعوث ولنا بعدم النزول وفعلا وصلت رسالتهم لكن ايضا لم نبالي وتابعنا المسير .
وصلنا الى اب
استرحنا يوم في فندق في اب وفي الصباح الباكر ذهبنا لاستكمال بقية مسيرتنا ، وفي رؤية منا عن وضعية الارض ومن المسيطر انذهلنا بأن ما يقارب 90 % او اكثر بايدي الجيش واللجان الشعبية وهم يسيطرون فقط على قليل من الشوارع والكثير من الازقة فانذهلت من هذه الهالة الاعلامية من اجل شارعين وبعض اﻻزقة لايكاد يوجد فيها مدنيين اﻻ ماندر وجلهم مرتزقة مقاتلين ، عندها تأكدت ان الشوارع التي سيطروا عليها جعلوا منها مسرح واسع يتفننون في اداء ادوارهم باحترفية عالية ، ممثليه مقاتلين ومصوريه مرتزقة يدعون انهم ناشطين والاخراج أمريكي بمونتاج اسرائيلي .
وصلنا الى منطقة التماس ولم يسمحوا الا بدخول المبعوث فقط فضحك جاحز وقال
” والله ما محاصرين الا احنا من دخول تلك المناطق “
انتهت الزيارة وتم توزيع السلل الغذائية وعدنا الى محافظة إب لستكمال الجزء الاخير ” مؤتمر صحفي “
وقالها المبعوث بصريح العبارة لا اتحدث عن حصار تعز والوضع في تعز ماهو الا نتاج صراع حرب وهو موجود في اكثر مناطق اليمن وخلال هذا الأسبوع سيتم زيارة حجه ومن بعدها صعدة.
حينها تندمت على ضياع نومي وانا افكر واحلل وتعجبت على الحمار كيف جعلوا منه بطل مسرحي وتنهدت قائلاً افخر بك يا #صعدة_الشموخ