المنسق الإنساني الأممي في اليمن يكشف في حوار صحفي له عن حقيقة حصار تعز
نيويورك، صنعاء – يمانيون:
بعد زيارته لتعز وإب ناشد جيمي ماكغولدريك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جميع أطراف النزاع احترام القانون الإنساني الدولي والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والامتناع عن استهداف البنية التحتية المدنية.
وفي حوار مع ريم أباظة على إذاعة الأمم المتحدة تحدث ماكغولدريك عن الوضع الإنساني والخدمي الصعب والنقاشات القائمة مع الأطراف لتحسين ظروف إيصال الخدمات والمساعدات.
– دخلت مناطق يصعب الوصول إليها في تعز، كيف تصف الأوضاع على الأرض؟
* نعمل عن كثب مع الطرفين اللذين كانا متقبلين للغاية لطلبنا بدخول تعز فقمنا بزيارتها بدون أية مشاكل. وشهدنا بشكل واضح آثار الصراع، على سبيل المثال كانت الشوارع مليئة بالقمامة لعدم وجود سبيل لجمعها، لم نر سوى عدد قليل من السيارات بسبب شح الوقود، كانت بعض المحال مفتوحة ولكن ليس العدد المتوقع في مكان مثل هذا. شهدنا آثار الدمار في بعض المباني التي تدل على حدوث اشتباكات بالأسلحة الخفيفة، بالإضافة إلى آثار القصف والقذائف. زرنا بعد ذلك مستشفى الثورة التي تعد من المستشفيات القليلة التي مازالت عاملة داخل تعز.
كانت هناك محاولات كثيرة من قبل منظمة أطباء بلا حدود، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومنظمة الصحة العالمية لتوفير الإمدادات للمستشفى، ولكن الأمر كان صعبا للغاية بسبب القيود المفروضة والوضع الأمني. وقد تعرض المستشفى مرارا للقصف، ومثل الكثير من المنشآت في اليمن فلم تتم حمايته وفق القانون الإنساني الدولي. الموظفون الطبيون وإدارة المستشفى الذين قابلناهم يحاولون بكل السبل توفير الخدمات في ظل القيود فيما يتعلق بالإمدادات وسلامتهم. يتعين أن نضمن حماية المنشآت الطبية بأنحاء اليمن بما في ذلك مستشفى الثورة.
– أثناء زيارتك للمستشفى، ماذا سمعت من العاملين الذين قلت إنهم يعملون بدون مقابل في ظل ظروف صعبة للغاية؟
* الكثير من العاملين بالمستشفى مثل غيرهم الكثيرين بأنحاء اليمن، يعملون في ظل ظروف صعبة للغاية. الكثيرون منهم لم يتلقوا أجورهم، كما تعرضت نحو سبعين منشأة صحية للقصف المباشر العام الماضي، ويـُصعب الوضع شح الإمدادات الطبية والوقود والدعم الذي يمكن المستشفيات من تقديم خدماتها. سمعنا كل هذا من العاملين بالمستشفى وناشدونا توفير مزيد من الإمدادات لهم كي يتمكنوا من تقديم الخدمات لسكان يحتاجون الكثير من الدعم بسبب الصراع الدائر ووجودهم على الخطوط الأمامية للنزاع.
– هل تمكنت من الحديث مع بعض المدنيين داخل تعز؟
* نعم تمكنا من ذلك، بعد اجتماعنا في المستشفى التقينا ممثلي المجتمع المدني وعاملين في مجال حقوق الإنسان والسلطات، وناقشنا الأثر الواسع لهذا الصراع والصدمات والمعاناة التي خلفها على النساء والرجال والأطفال.
يعاني الناس هناك من أجل البقاء بما يتطلب البدء في توفير الخدمات من خلال المدارس والدعم النفسي والاجتماعي لنقدم للأطفال شيئا مختلفا.
استمعنا أيضا إلى صعوبة إدخال السلع الأساسية إلى تعز. هناك قيود، ويتم إدخال بعض المواد لكنها ليست كافية.
كما استمعنا إلى الحاجة لأن تعود الأمم المتحدة لتقدم الدعم والنطاق الواسع من الخدمات الصحية والتغذوية والمتعلقة بالمأوى.
وقد بدأنا فعل ذلك على نطاق صغير، ونريد الآن الاستفادة من هذه الفرصة ونجاحنا في دخول مدينة تعز، ومحافظتي تعز وإب لنشر دعمنا للسكان في هذه المناطق.
– خلال هذه الزيارة تمكنت من دخول مناطق يصعب الوصول إليها، كيف ستساعد الزيارة في ضمان الوصول الإنساني المستدام؟
* هذا هو الهدف، فلا نريد أن تكون الزيارة فرصة واحدة. إننا نرى أن الزيارة كانت تطورا مهما حاولنا منذ فترة أن يتحقق. كانت الأطراف داعمة لنا، وأتمنى أن تتفهم أن الاحتياجات الإنسانية مختلفة عما تفعله الأمم المتحدة على المسار السياسي، وأن تدرك العواقب الإنسانية للعمليات العسكرية، وأن تسمح لنا بتوصيل المساعدات أينما وجدت الحاجة إليها.
وقد اقترحنا على الأطراف من الجانبين فكرة الوصول الإنساني بشكل دوري، وناقشنا إمكانية إقامة آلية محايدة تمكن الأطراف من أن تناقش مع الأمم المتحدة والشركاء الآخرين كيفية توصيل المساعدات ومحتوياتها ومكان توزيعها بشكل شفاف للغاية كي تتوفر المعلومات للجميع وتقل الانتقادات بشأن ما نوفره هنا أو هناك.
نأمل أن يكون هذا التطور المهم شيئا يمكننا مواصلة القيام به بشكل ممنهج ودوري، فهذا هو السبيل الوحيد لمساعدة السكان، وعلينا أيضا السماح للقطاع التجاري باستعادة نشاطه والدخول إلى تلك المناطق مثل تعز وغيرها من الأماكن الخاضعة للقيود.
– في ظل الوضع الأمني الخطر، لماذا حرصت على الذهاب إلى تعز؟
* هناك عدة أسباب، أولا وقبل كل شيء أردت أن أرى بنفسي، فمن واجبي باعتباري منسق الشؤون الإنسانية أن أتفهم الوضع بأفضل شكل ممكن، لقد زرت صعدة وسأتوجه إلى الحديدة الأسبوع المقبل لأتفهم الأوضاع بنفسي لأنقلها إلى المانحين وأناقشها مع الأطراف لتسمح لنا بتحسين الوصول الإنساني.
السبب الآخر، هو إظهار اهتمامنا بالسكان داخل تعز وغيرها ونأمل في أن نتمكن من إيفاد موظفي الأمم المتحدة في أماكن أكثر مع شركائنا في المجال الإنساني، لنظهر للسكان المحتاجين للمساعدة أننا موجودون وقريبون منهم من ناحية الموقع وأيضا الحماية التي ترافق وجودنا.
نريد أن نعطي السكان بعض الأمل الذي يفتقرون إليه في الوقت الراهن.