أفق نيوز
الخبر بلا حدود

اغتيال مدير برنامج الغذاء العالمي في تعز .. تفاصيل عبث وفوضى العدوان!

232

أفق نيوز |

تسببت جريمة اغتيال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي “مؤيد حميدي” في تعز بفضيحة مخزية لسلطات العمالة والخيانة والإرتزاق ، أمام العالم أجمع وأمام المواطنين المدنيين القاطنين في المحافظات والمناطق المحتلة والواقعة تحت سطوة وسيطرة عصابات المرتزقة، وضاعفت الجريمة من معاناة المواطنين التي تتفاقم يوماً بعد آخر جراء الممارسات العبثية الهدامة التي تنتهجها قوى العدوان وسلطات العمالة وعصابات الارتزاق المسعورة.. حيث أعلنت بعثة الأمم المتحدة عقب حادثة الاغتيال إيقاف نشاطها الإنساني وتحركات موظفيها إلى المناطق التي تسيطر عليها عصابات المرتزقة بمحافظة تعز، حتى إشعار آخر.. تفاصيل في سياق التقرير التالي:

يستمر الانفلات الأمني والفوضى المدمرة في كافة المحافظات والمناطق المحتلة وتستمر مشاهد الإجرام والقتل والاغتيالات والاختطافات والتقطع والسطو المسلح والسلب والنهب، وغير ذلك من الجرائم والممارسات العبثية والانتهاكات الجسيمة، التي كان آخرها جريمة اغتيال مدير برنامج الغذاء العالمي في محافظة تعز، حيث تلخصت تفاصيل الجريمة في إقدام مسلحين من مرتزقة العدوان، يوم الجمعة الماضية، على اغتيال مسؤولٍ في برنامج الغذاء العالمي بمدينة التربة التي تسيطر عليها مليشيات حزب الإصلاح .

وقالت مصادر محلية، إن مسلحين تابعين لفصائل مرتزقة العدوان أقدموا على اغتيال مسؤولٍ في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في مدينة التربة التي تسيطر عليها مليشيات المرتزقة التابعة لحزب الإصلاح.

وأكدت المصادر أن المسلحين قاموا بإطلاق النار على رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي مؤيد سعيد حميدي “أردني الجنسية” في منطقة التربة بتعز.. بعد صلاة الجمعة أثناء تناوله وجبة الغداء في أحد المطاعم وهو في طريقه إلى تعز لأغراض إنسانية وإغاثية.

وجاءت هذه الحادثة عقب فترة وجيزة من إقرار المنظمات العالمية فتح مكتب رسمي لها في مدينة تعز لتنظيم تدخلاتها الإنسانية.

وعقب حادثة وجريمة اغتيال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي، أعلنت بعثة الأمم المتحدة إيقاف نشاطها الإنساني وتحركات موظفيها إلى المناطق التي تسيطر عليها عصابات المرتزقة بمحافظة تعز، حتى إشعار آخر.

وعبر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن حزنه لمقتل أحد موظفيه برصاص مسلحين في مدينة التربة الخاضعة لسيطرة التحالف السعودي الأمريكي.

وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي والمدير القطري في اليمن أن فقدان زميلنا مأساة عميقة لنا وللمجتمع الإنساني ككل.

 

شاهد على نوايا العدوان

وفي إدانته لعملية اغتيال رئيس فريق الغذاء العالمي من قبل مسلحين مجهولين في المناطق التي يسيطر عليها مرتزقة العدوان في تعز، أشار رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، إلى ما تشهده كافة المناطق المحتلة والتي يسيطر عليها مرتزقة العدوان حيث يعمها الانفلات الأمني إضافة إلى تردي الوضع الاقتصادي وانهيار العملة.. لافتاً إلى أن ذلك يعتبر شاهد على ما تسعى إليه قوى العدوان من فوضى، لإرهاق المواطن اليمني وإشغاله عن الاهتمام بمصير بلده وسيادته واستقلاله.

 

اتهامات متبادلة

إلى ذلك اتهمت قيادات بارزة في صفوف المرتزقة، خلايا تابعة للمرتزق عمار صالح بتنفيذ جريمة اغتيال المسؤول الأممي.

وقال القيادي “عادل الحسني” أن الإمارات وخلايا المدعو عمار محمد عبدالله صالح يقفوا خلف جريمة اغتيال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي.

وأشار الحسني في تغريدة نشرها في “تويتر” أن هناك خلايا اغتيالات تتبع عمار صالح المقيم في أبوظبي تتواجد في محافظة تعز لزعزعة الأمن والاستقرار.

وأضاف أن مهمة خلايا عمار صالح هي مقدمة لاجتياح مليشيات طارق عفاش لمدينة تعز والمناطق المحتلة في المحافظة بذريعة مكافحة الإرهاب.. ولفت الحسني إلى أن خلايا الاغتيالات في المناطق المحتلة بمحافظة تعز يديرها طحنون بن زايد وعمار صالح.

إلى ذلك أشارت مصادر، بأن مليشيات العمالقة اعتبرت بأن ما يسمى أمن تعز ومحور تعز فشلوا في القبض على المتهم الأول بجريمة الاغتيال، المدعو زكريا الشرجبي، الذي ظهر في مقاطع فيديو وهو يطلق النار على الضحية من على متن دراجة نارية.

وأعلنت مليشيات العمالقة القبض على المتهم الثاني بقتل مدير مكتب الغذاء العالمي في تعز، المدعو أحمد يوسف الصرة.

بالمقابل استهجنت مليشيات العمالقة، الحملات الإعلامية لحزب الإصلاح، في الوقت الذي تغرق فيه مدينة تعز بوحل الفوضى والإرهاب والجرائم اليومية المتصاعدة.

من جانب آخر شككت وسائل إعلامية وصحفية، بمصداقية الإعلان الذي نشره ما يسمى أمن تعز، حول إلقاء القبض على المنفذين لعميلة إغتيال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي، في الوقت الذي أفادت به مصادر تابعة لمليشيات ما يسمى ألوية العمالقة بضبط المتهم الثاني.

وزعمت ما تسمى شرطة تعز الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح، على حسابها بموقع فيس بوك، أنها ألقت القبض على المنفذين المباشرين لعملية الاغتيال، مع أكثر من عشرة آخرين مشاركين في العملية.

وبعد ثمان ساعات من إعلانها القبض على المنفذين لعميلة الاغتيال، نشرت ما تسمى شرطة تعز فيديو قصير، يُظهر تحركات أطقم تابعة لها في مناطق جبلية ومداهمة مخازن أعلاف المواشي في ريف تعز الجنوبي، دون أن توثق لحظة القبض على أي شخص ممن زعمت ضبطهم في الإعلان السابق لها.

واعتبر ناشطون ، الفيديو الذي نشرته ما تسمى شرطة تعز على فيس بوك، بأنه مسرحية هزلية للتغطية على فضيحة إعلانهم السابق، الذي زعموا فيه القبض على عشرة أشخاص إلى جانب المنفذين المباشرين لعملية الاغتيال.. فبدوره وصف الصحفي فتحي بن لزرق، إعلان ما تسمى شرطة تعز، بأنه فقاعة إعلامية من الأفلام الهوليودية.

ومن جانبه علق رئيس ما يسمى منظمة راصد لحقوق الإنسان المدعو أنيس الشريك، على جريمة إغتيال مؤيد حميدي، قائلاً “عندما يتم حماية المتطرفين والقتلة والمجرمين والمتهمين بالارهاب نكاية لهذا الطرف أو ذك أو استخدامهم ضمن الصراع في المناطق المحررة تكون نتائجها كارثيه وهذا ما حصل في المناطق المحتلة بتعز مع المتهمين بقتل مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي”.. واضاف “يتحمل جريمة اغتيال مدير برنامج الغذاء العالمي، من قام بحماية وإطلاق سراح القاتل خاصة وهو متهم بجرائم كثيرة وضمن المطلوبين أمنياً”.

فيما أشارت وسائل إعلامية تابعة لمليشيات حزب الإصلاح، إلى أن المدعو أحمد الصرة الذي تم تعميم اسمه كمتهم رئيس باغتيال مؤيد حميدي، يعد أبرز مقاتلي مليشيات المرتزق أبو العباس التي كانت تسيطر على أجزاء من مدينة تعز قبل انتقالها إلى مدينة المخا للالتحاق بمليشيات المرتزق طارق عفاش، وهي بذلك تشير بأصابع الإتهام إلى الفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي، لكن الأمر مختلف بالنسبة لمرتزقة الإمارات، فالصرة كان أحد عناصر تنظيم القاعدة وتم اعتقاله من قبل مليشيات المرتزق أبو العباس عقب قتله نحو 15 عنصراً من عناصر المرتزقة وتسليمه للنيابة بتعز والذي اودعته السجن المركزي بمدينة تعز والخاضع لسيطرة مليشيات حزب الإصلاح قبل أن يقوم الحزب بإطلاق سراحه ضمن صفقة تبادل الأسرى مع “تنظيم القاعدة” تم بموجبها مقايضة الصرة بنجل المرتزق عارف جامل.

ورأى محللون أن إعلان الإصلاح ضبط المتهمين الرئيسيين في عملية الاغتيال وعصابتهم التي تضم 10 أشخاص في مناطق سيطرة حزب الإصلاح وفي غضون ساعات تأكيد على علاقة الحزب بشكل أو بآخر بالحادثة، لاسيما وأن الحزب حاول إبراز رجله الأول في مدينة تعز المرتزق عبده سالم المخلافي كمنفذ لعملية القبض مع أنه مجرد مستشار لما يسمى محور تعز.

 

إدانات واسعة

السلطات في صنعاء والمحافظات الحرة عبرت عن إدانتها لهذه الجريمة النكراء التي ارتكبها مسلحون تابعون لمليشيات مرتزقة العدوان.. حيث أدانت حكومة الإنقاذ والسلطات في صنعاء والمحافظات الحرة بما فيها محافظة تعز ومكاتب حقوق الإنسان والصحة وغيرها من الجهات الرسمية في صنعاء والمحافظات الحرة، أدانت جميعها وبأشد العبارات جريمة اغتيال رئيس فريق برنامج الغذاء العالمي.. وأشارت بيانات التنديد والاستنكار إلى أن هذه الجريمة النكراء وما سبقها من جرائم طالت موظفين عاملين في المجال الإنساني، توضح مدى الانفلات الأمني وما آلت إليه الأوضاع في المحافظات والمناطق الواقعة تحت سيطرة الاحتلال الأمريكي السعودي الإماراتي وأدواته وعملائه.

وأكدت، أن هذا الفعل المشين، هو أحد السياسات المتبعة من قبل العدوان ومرتزقته لزعزعة الأمن والاستقرار واستمرار في مخطط التدمير الممنهج للاقتصاد اليمني وعرقلة أي بوادر نحو التسوية السياسية السلمية.

واعتبرت البيانات، أن هذا العمل الإجرامي يشكل خرقاً صارخاً ومستهجناً لكل المبادئ والقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية، وأنه يكشف عن عدم احترام دول الاحتلال للقوانين والاتفاقات الدولية التي تضمن حماية البعثات الإنسانية.

وأشارت إلى أن هذه الجريمة تأتي في سياق سلسلة من المضايقات والانتهاكات التي تمارس في المناطق المحتلة ضد المجتمع المدني وكل ما يسهم في التخفيف من معاناة أبناء الشعب اليمني.. لافتة إلى أن هذه الجرائم تحمل بصمات استخبارات أجنبية تسعى لزعزعة استقرار تعز خاصة واليمن عامة.

ونوهت البيانات، بأن هناك خمسة عاملين إنسانيين مختطفين من قبل جماعات متطرفة في المحافظات والمناطق المحتلة، وأن كافة المساعي لإطلاق سراحهم لم تثمر عن نتائج حتى الآن.

وحملت البيانات دول تحالف العدوان المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم والانتهاكات التي تستهدف

حياة وأمن العاملين في المجال الإنساني، وغيرها من الجرائم التي تشهدها المحافظات والمناطق المحتلة علاوة على الأوضاع المزرية التي وصلت إليها.. وطالبت بمحاسبة المتورطين في هذا العمل الشنيع، الذي يعد نتيجة لاحتضان الجماعات التكفيرية المتطرفة وأحد نتائج الصراع السعودي الإماراتي الذي يعكس سياسات أمريكا المتضاربة في المنطقة.

ودعت البيانات المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم تجاه هذه الجرائم التي لا تستهدف فقط العاملين في المجال الإنساني، بل أيضًا شعب اليمن.. مؤكدةً على ضرورة توحيد ومضاعفة جهود كافة أبناء الشعب لصد هذه المخططات التخريبية التي تأتى ضمن اللعبة الأمريكية الهادفة إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة.

وأوضحت بيانات الإدانة، بأن هذه الجريمة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون اليمني ولثقافة البلد وعاداته وتقاليده، وكذا انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني والقيم الإنسانية والدينية..

واستنكرت البيانات ، صمت الأمم المتحدة تجاه ما يحدث من جرائم قتل ونهب متكررة في مناطق سيطرة مرتزقة العدوان على وكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية والعاملين في المجال الإنساني، وغيرها من الجرائم التي ترتكبها عصابات ومليشيات مرتزقة العدوان بحق المدنيين الأبرياء.. وأعربت البيانات عن تعازيها لأسرة وزملاء وذوي مدير برنامج الغذاء العالمي مؤيد حميدي.

 

– نقلا عن صحيفة اليمن

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com