إنجاز سياسي حققته صنعاء ونجاح عملية الضخ دون معوقات
أفق نيوز – تقرير – أحمد محمد
أعلنت الأمم المتحدة، أمس الأحد، استكمال تفريغ ثلث النفط الموجود في خزان «صافر» إلى الناقلة البديلة «اليمن»، في الستة أيام الأولى من عملية التفريغ التي تهدف إلى تفريغ النفط الخام من خزان صافر إلى الخزان البديل اليمن.
وقال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، آخيم شتاينر، عبر حسابه في «تويتر»، إنّه «تم ضخ أكثر من 360 ألف برميل حتى الآن من خزان صافر إلى الناقلة البديلة (اليمن)».
وأضاف أنّ «المضخات مستمرة في العمل واستكملت فرق العمل تفريغ خزانين مركزيين إلى الناقلة البديلة»، مشيراً إلى أنّ ذلك «يمثل ثلث الكمية الموجودة في خزان صافر، والتي تقدّر بـ 1.15 مليون برميل من النفط الخام».
وأكد مصدر لـ”الثورة” بأن حمولة السفينة اليمنية «صافر»، تم نقلها بأمان إلى الناقلة البديلة «اليمن»، بعد مرور 6 أيام على بدء عملية التفريغ، التي يتوقع أن تستغرق حوالي 3 أسابيع، وبالتزامن مع تفريغ حمولة سفينة صافر المتحللة في سفينة جديدة، وجّه رئيس الوفد الوطني المفاوض، محمد عبد السلام، الشكر إلى سلطنة عُمان على ما قدمته من تسهيلات ودعم للتوصل إلى اتفاق تبديل السفن.
وبدأت الأمم المتحدة مع الفريق اليمني العمل على خزان صافر بعد وصول السفينة البديلة «نوتيكا» التي سلمت إلى الحكومة اليمنية الوطنية وأطلق عليها سفينة «اليمن»، والتي سلمتها الأمم المتحدة ونقلت ملكيتها بشكل رسمي إلى حكومة الجمهورية اليمنية كبديل لسفينة صافر التي صنعت قبل 47 عاما.
ويقع خزان «صافر» النفطي، التي صُنع قبل 47 عاماً ويُستخدم كمنصّة تخزين عائمة، في ميناء رأس عيسى، شمالي ميناء الحديدة، ويحتوي على أكثر من 1.1 مليون برميل من النفط الخام.
ولم يخضع لأعمال الصيانة، منذ بدأ العدوان الأمريكي السعودي على اليمن عام 2015، ما أدى إلى تسرّب المياه إلى هيكله، الأمر الذي دفع حكومة الإنقاذ إلى التحرك مع الأمم المتحدة لإنقاذ السفينة، وفي آذار/مارس الماضي، وقّعت حكومة الإنقاذ عبر لجنة صافر مع الأمم المتحدة مذكرة تفاهم بشأن سفينة «صافر»، لوصول سفينة بديلة عنها، بهدف نقل صافر وصيانتها.
وفي منتصف هذا الشهر سلّمت الأمم المتحدة، السفينة «نوتيكا»، إلى حكومة الإنقاذ رسميا ونقلت ملكيتها إلى الجمهورية اليمنية، التي أطلقت عليها سفينة اليمن، وبدأت بنقل كميات النفط الموجود في صافر إلى السفينة البديلة اليمن، والتي تستمر إلى نحو ثلاثة أسابيع.
وبدأت خطة التفريغ قبل ستة أيام، حين بدأت شركة سميت سالفدج (SMIT (Salvage ضخ النفط من صافر إلى السفينة نوتيكا (Nautica) التي دخلت في ملكية الجمهورية اليمنية رسميا وأصبح اسمها سفينة اليمن.
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت منتصف الشهر، بدء عمليات إنقاذ ناقلة النفط «صافر» المحملة بأكثر من مليون برميل من الخام، ويوم أمس أعلنت ضخ ثلث الكمية إلى سفينة اليمن.
وبدأت خطة الإنقاذ بتأمين السفينة التي توقف عمل الأنظمة على متنها، ثم بدأت وحدات التفريغ التي من بينها سميت سالفدج “SMIT Salvage ضخ غاز خامل في الخزانات ليخفض بشكل كبير خطر وقوع انفجار أو حريق”، ووضعت الأمم المتحدة خطة طوارئ لمواجهة أي احتمالات.
إنجاز سياسي
وحققت صنعاء إنجازا سياسيا باتفاق صافر، الذي يقضي بتسليم سفينة بديلة عن صافر، وقد تسلمت السفينة نوتيكا رسميا من الأمم المتحدة، وصارت في ملكية اليمن بموجب العقد الموقع بين ممثلي اليمن والأمم المتحدة، كما أن السفينة «اليمن» تتميز بقدرات فنية ولوجستية أكبر من سفينة صافر، وهي أيضا مصنوعة في العام 2008، مقارنة بصافر التي صنعت عقب الحرب العالمية الثانية.
كما أن صنعاء لم تتخلى عن سفينة صافر، بل ما تزال في ملكيتها، وستبقى في مكانها حتى يتم استكمال صيانتها، ودشنت الأمم المتحدة نقل النفط الخام من السفينة «صافر» التي ترسو في سواحل ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة غربي اليمن، قبل ستة أيام، ونقله إلى السفينة البديلة، وذلك بعد نحو أسبوع من إعلان وزير النقل في حكومة «الإنقاذ»، عبد الوهاب الدرّة، وصول السفينة البديلة «نوتيكا» من سواحل جيبوتي، ونقل ملكيتها إلى اليمن، ممثّلاً بشركة «صافر» النفطية اليمنية، وتضمن العقد الموقع مع الأمم المتحدة الالتزام بصيانة السفينة لمدة تسعة أشهر، ثم تمديد ذلك حتى يعاد الضخ للنفط عبر أنبوب صافر.
إلى ذلك أكد نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء، حسين العزي، أن وصول السفينة البديلة يُعدّ خطوة مهمّة، لكنها فقط «تؤجّل حدوث الكارثة»، ولفت إلى أن نقل النفط من سفينة إلى أخرى ليس حلّاً جذرياً، داعياً المجتمع الدولي إلى مواصلة الجهود للتوصّل إلى حلّ جذري لمسألة الخزان العائم، أو على الأقلّ تحقيق صيانة مستدامة في فترة الحرب.
ودُشّنت عملية نقل النفط من صافر إلى «يمن» يوم الإثنين قبل الماضي، من دون أيّ معوقات، بعد نجاح رسوّ السفينة البديلة بجانب السفينة صافر، وأشار مصدر إلى أن العملية جرت من دون مخاطر حتى الآن، متوقعاً إتمام نقل أكثر من 1.1 مليون برميل من خام صافر الخفيف في غضون ثلاثة أسابيع كحدّ أقصى، وقد مضى الأسبوع الأول بنقل ثلث الكمية.
وقدّمت صنعاء تسهيلات للأمم المتحدة في سبيل تسريع إنقاذ السفينة وصيانتها. كما لعب القطاع الخاص دوراً بارزاً كوسيط تجاري بين الأطراف اليمنية وبين الأمم المتحدة، وخاضت سلسلة مفاوضات طويلة أثمرت تسريع خطوات إنقاذ صافر، وصولاً إلى تسليم السفينة البديلة للجانب الوطني بعد وصولها إلى ميناء الحديدة، وهو ما يعد إنجازا بحد ذاته، وموّلت الأمم المتحدة والدول المانحة لخطة إنقاذ «صافر» وتوفير سفينة بديلة بنحو 120 مليون دولار.