أفق نيوز
الخبر بلا حدود

كربلاء العصر تثور بدم الحسين لنصرة الإسلام

233

أفق نيوز – بقلم – د. هشام محمد الجنيد

(كلما تعاظمت انتصارات جبهات المحور الحسينية في المنطقة وعجزت في المقابل منظومة الغرب عن فرض هيمنتها عليها وعلى روسيا، كلما ازدادت الانقلابات الإيجابية ضد الأنظمة العميلة وتوسعت دائرة استقلال أنظمة أخرى، في أفريقيا وآسيا وغيرها(.

استمرت سلطة الباطل والتجبر في فترة الدعي ابن الدعي يزيد عدو الحق الممتدة لسلطة الدعي معاوية عدو الله. إذ حرص على محاربة الإسلام ورموز وعظماء الأمة، فسلط سيفه على قتل الإمام الحسين عليه السلام ومن والاه، لكي تبقى الأمة غير محصنة بإمام وقائد رباني حريصا على عزتها، وحتى لا يوجد مسعى ومجال لإعلاء كلمة الحق وتثبيت أركانها في أمر الأمة وإصلاح شؤونها وأحوالها وفق مبادئ منهج الحق الإلهي. أي لتبقى الأمة تعيش أوضاع النكبات والصدامات والمواجهات فيما بينها، وتصبح في دائرة مفرغة خارجة عن التكليفات والواجبات والمسؤوليات الإسلامية.

دأبت سلطة الدعي يزيد في تثبيت سلطة: الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف، وسخرت سياساتها الشيطانية في استمرار دعم وتمويل نشر المذاهب والفرق الدينية لتفكيك أسس وقواعد الدين الإسلامي، واهتمت في المقابل في استمرار نشر وتأليف أحاديث تتناقض والقرآن لغرس معتقدات دينية باطلة تعمل على تثبيط وتجميد مبادئ الإسلام، وتعمل على زج المسلمين في صراعات وخلافات، وتعمدت في إخفاء وطمس الأحاديث المتوافقة مع القرآن الكريم.

حشدت سلطة يزيد الظالمة إمكانياتها وقواها في ملاحقة وقتل الموالين للإمام الحسين عليه السلام، واستمرت في تفريق وتمزيق الصف الإسلامي وإذلال الناس، وفسوقه وفجوره قد تحدثت عنها كتب تاريخية من عدة مصادر ومذاهب دينية مختلفة وكذلك عدوانه وإجرامه على المدينة المنورة والمسجد النبوي والكعبة المشرفة.

ومن أهم الأسباب المؤكدة للهوية الكفرية والروحية الشيطانية والنفسية الإجرامية للدعي ابن الدعي يزيد عدو الحق هو قيامه بنفسيته الخبيثة وكراهيته للحق بالإعداد والتحشيد لحرب إجرامية وكانت معركة كربلاء لقتل حفيد رسول الله صلوات الله عليه وآله وأطفاله وأقاربه ومن حاربوا معه – وأكثرهم من اليمنيين الصادقين..والغاية العميقة الخبيثة هي اغتيال السلطة الدينية (سلطة الحق والعدالة الإلهية التي كان يحكم بها الإمام الحسين من اتبعوه)، وانتقاما لأسلافه الأشرار في غزوة بدر.

ولا تختلف أهداف معركة كربلاء عن أهداف كربلاء العصر. فكربلاء العصر هي المعارك الدائرة في المنطقة بين جبهات محور المقاومة الإسلامية وتحالف العدوان الإسرائيلي الأمريكي. فجبهات المقاومة تجاهد في سبيل سلمة الدين بقيادة مؤمنة مقتدية ومسلمة بالولاية للإمام الحسين عليه السلام.

بينما تحالف يزيد العصر هو تحالف العدوان الصهيوني الأمريكي، إذ يسعى بعدوانه لحماية وتأمين مملكته الطاغوتية في الأرض.

ولا تختلف معارك كربلاء العصر عن معركة كربلاء في المضمون. فجبهات كربلاء العصر تثور بدم الحسين عليه السلام لنصرة منهج الحق في أمر الأمة وتبجيل القيم الإنسانية واقعا حقيقيا يجسد روحية العلاقات الإنسانية بين مختلف الشعوب التي جاهد لنصرتها الإمام الحسين عليه السلام.

يثور مجاهدو محور المقاومة الإسلامية في مواجهة سلطة الباطل ووحشية الرأسمالية الغربية لينتصروا. وفعلا، فجبهات المقاومة بعون الله وتأييده وبدم الحسين عليه السلام تصنع تعاظم الانتصارات عملا بما تعلمته من المنهجية الجهادية الحسينية في مواجهة الظلم وعدم الخضوع له.

والأحرار والمظلومين من مختلف الشعوب والقارات تنحو المسار الجهادي الحسيني في مواجهة الرأسمالية الليبرالية لينتصروا. وصمودهم وثباتهم هي مواقف دولية وحرة تعبر عن صناعة النصر. وأمثلة لتلك الصراعات والمواجهات منها قوى الشرق كروسيا والصين وكوريا الشمالية في مواجهة الأحادية القطبية الرأسمالية.

وكذلك وقوف فنزويلا وكوبا أمام سياسة الطغيان الأمريكية وتآزرهما مع القضية الفلسطينية ومحور المقاومة، وغيرها أنظمة حرة في امريكا اللاتينية.

إضافة إلى أدوار الأحرار من الإعلاميين والسياسيين والكتاب. ويمكن تسميتها بالمواجهات الشاملة أمام عدوان ووحشية النظام الغربي الرأسمالي. وهي بالمفهوم الكربلائي الشامل إن جاز التعبير هي صراعات أو مواجهات أنصار السلام أمام أنصار الإرهاب. فهي كربلاء العصر بالمفهوم الشامل.

ومختلف المواجهات والصراعات أمام همجية السياسة الصهيونية الأمريكية هي دعم ومساندة لجبهات كربلاء العصر الثائرة لنصرة الدم الحسيني وإعلاء كلمة الحق، وإعلاء الحق هي الله أكبر من كل شيء .. إعلاء كلمة الحق تعني ننصرة الإسلام. فالإسلام هو رسالة الأنبياء والرسل عليهم السلام. والإسلام ينتصر بموت أمريكا وإسرائيل واللعنة على اليهود هو طرد وإخراج صهاينة إسرائيل من الولاية على الأماكن المقدسة ليحل الإسلام بديلا بدخول أهل البيت عليهم السلام ولاة عليها. وهي الترجمة الحقيقية: النصر للإسلام.. وهذا النصر هو إعلاء كلمة الحق وعدالة الحاكمية الإلهية بين الناس.

ومن ثمار المواجهات والصراعات لكربلاء العصر الشاملة هي إضعاف وتآكل أحادي القطب الرأسمالي من مختلف الميادين .. هي تآكل قوة الردع لقوى الاستكبار الصهيوني الأمريكي وتآكل عوامل نفوذها.

والاستثمارات والتحالفات الاستراتيجية الاقتصادية والتجارية لقوى الشرق وإيران هي ضمن توجهات وتحالفات لبناء قوة اقتصادية عالمية يتحول على إثر مؤشراتها مركز الاقتصاد والمال العالمي من الغرب إلى آسيا. وهي ليست منظمة على قاعدة الاستغلال وتحديد أسعار التبادلات التجارية من طرف منظومة الغرب وليست منظمة على نهب ثروات الدول الأخرى، وإنما منظمة على أساس المنافسات.

وهذه التوجهات والتحالفات والاستثمارات الاقتصادية والتجارية تجسد الاستقلالية والعدالة وبناء القوة الاقتصادية لمواجهة النفوذ الاقتصادي الغربي وإنهاء مظاهره الاحتكارية والاستغلالية. وتوجهات حثيثة وجادة من قوى الشرق وأبرزها الصين في مواجهة وإضعاف النفوذ المالي والنقدي لهيمنة الدولار الأمريكي الصهيوني.

وتوجهات بناء القوة الاقتصادية والمالية المستقلة والمنظمة على التكاملية والمنافسة والتعاون بين البلدان والشعوب هي أحد مظاهر البناء الشامل للدولة التي يحرص عليها الإسلام. ورفض الرضوخ لأنظمة الظلم والشر والاستعباد في أي مجال هي توجهات سامية وعادلة ونابعة من الفطرة الإنسانية. ومستنبطة من مبادئ الثورة الحسينية التي ناهض لأجلها الإمام الحسين عليه السلام. ومظاهر لتنسيق وتوحيد المواقف في مجالات أخرى كالمناورات والتحالفات العسكرية بين قوى الشرق هي أيضا تعبر عن مواقف موحدة تحمل رسائل الاستعداد ورفض الاستكبار ومواجهة سياسات الهيمنة. وهي ضمن منهجية الثورة الحسينية.

وقوى الشرق المناهضة للمشروع الصهيوني الاستكباري ودول كثيرة كفنزويلا وغيرها من الدول الحرة في أمريكا اللاتينية والأحرار تثور في مسعى مشترك لإنقاض عدوان وجبروت ووحشية مملكة الباطل الإسرائيلية الأمريكية، تثور لإنقاض تحكمها بالمنظمات الدولية. والثورة الإسلامية لجبهات المحور في ردع سياسات العدوان هي اقتداء عملي ونموذج ثوري وجهادي بالمدرسة الحسينية في مواجهة استكبار ووحشية العدوان الصهيوني الأمريكي.

ومن ثمرات الثبات والصمود في هذا المسار الثوري الحسيني هو إفشال وإعجاز الجيش اليمني سلاح المنظومة الغربية، وتحطيم المعنويات النفسية لقيادات هذه المنظومة .. الإيمان والعزيمة الجهادية والسير على ضوء المدرسة الحسينية في التصدي للظلم وأئمته قد غرس الرعب في روحية العدو. وأبسط مثال: تحطيم وإماتة حزب الله العقيدة العسكرية للعدوان الاسرائيلي، وتأكيد واقعي وميداني بأن كيان الاحتلال المؤقت هو أوهن من بيت العنكبوت أنه لم يحرك ساكنا إزاء الخيمة التي نصبها ثوار المدرسة الحسينية من حزب الله في جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة.

إن تصدي الإمام الحسين عليه السلام ووقوفه في وجه الدعي ابن الدعي يزيد وإخوانه من اليهود والنصارى المستشارين والمخططين له وأشكاله من المشركين والمنافقين والأشرار أدى إلى عدم تعطيل الدين بأكمله.. لماذا ؟. لأن الواقعة الكربلائية فريدة في المضمون: في الشجاعة والعزيمة الجهادية الصادقة ومقاتلة أعداء الدين والحق والإنسانية جيش الدعي يزيد رغم الفارق المهول بين الطرفين من حيث الشكل: العدد والعدة. وقد غرست هذه الواقعة في نفوس المؤمنين مبادئ القتال وعدم الاستسلام للقوى الظالمة.

لذلك، لولا هذه الواقعة لتعطل الدين بأكمله، فقد أصبحت أنموذج المدارس الثورية الجهادية في سبيل الله .. أصبحت مدرسة حسينية جهادية يتعلم منها المظلومون عبر الأجيال كيف يواجهون ويقفون أمام مخططات وسياسات الأنظمة العدوانية الظالمة وبأشكالها ومجالاتها المختلفة وينتصرون.

وهذه الانتصارات المتعاظمة هي استجابة لدعاء الإمام الحسين عليه السلام: (اللهم اجعل ما أصبتنا به في العاجل اجعله ذخرا في الآجل). هذا الدعاء هو على ذات التحقق في مختلف المجالات والمواجهات وأبرزها العسكرية والأمنية. والحمد والشكر لله أن جبهات المقاومة تصنع تعاظم الانتصارات في جبهاتها في المنطقة، والعدوان يخسر تعاظم الهزائم. والقادمة ستكون بإذن الله وتأييده أعظم الانتصارات لجبهات المحور.

والواقفون مع صف العدوان كالمرتزقة والخونة والمنافقين والمشركين والعملاء الرافضين لتعليمات الكتاب بما فيهم الفئة الصامتة هؤلاء هم أسوأ من الذين أشهروا وقاتلوا بسيوفهم في وجه الإمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء. وهو ما تحدث عنه الشهيد القائد/ حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه .. ولماذا هم أسوأ ؟. لأن هذه المرحلة هي مرحلة تعمقت وتغلغلت فيها معتقدات ومضامين وأهداف الجاهلية الحديثة. ولدرجة أن أصبحت القضية الإسلامية التي تجاهد وتناضل جبهات المحور لنصرتها أصبحت مجهولة ومبهمة وغريبة دينيا في ثقافة العامة من الأمة الإسلامية.. لماذا ؟.

لانتشار ثقافة الجاهلية الحديثة بديلا عن ثقافة الإسلام القرآنية. وبناء على ذلك فقد أدت تراكمات أديان من أنواع أخرى في ثقافات شعوب الأمة الإسلامية إلى جهل عامة هذه الشعوب عن السبب الحقيقي لشن العدوان مختلف أنواع الحروب والحصار على بلادنا ودول المحور. وبإجابة أشمل، أدت إلى جهل عامة الناس عن السبب الحقيقي للعدوان الأطلسي على محور المقاومة وروسيا، والصين وكوريا الشمالية وفنزويلا.

أصبحت عامة شعوب الأمة الإسلامية لا تدرك السبب الحقيقي للعدوان السعودي على بلادنا. نظرا لتداعيات الجاهلية الحديثة بسياسات التضليل الدينية. والغاية الخبيثة من هذه الجاهلية التي للأسف يعيش أفكارها عامة المسلمين هي لجهل المعرفة وجهل وضع الحلول الإسلامية الصحيحة التي من خلالها يتم نهج مسار الإصلاحات الإسلامية الشاملة النافعة للأمة وأبرزها مسار القتال في الله في وجه الظالمين المعتدين ووفق أسس وقواعد إسلامية. ومسار الإصلاحات بصفة عامة منظم وفق التشريعات الإسلامية لا تشريعات وضعية. وقد كان أمر الإصلاحات من أهم أسباب الثورة الحسينية في مواجهة الدعي يزيد. والفكرة العامة التي يجب الالتزام بها هي أن إصلاح أوضاع الأمة يقوم على أسس وتشريعات لا يجب أن تخرج عن المبادئ والتعليمات الإلهية العظيمة المقدسة الموضحة بنصوص القرآن. فإذا ما وقع الخروج عنها حل محلها الدخول في مسارات الظلم والبطش والسلب وكل مظاهر الشر والكفر والباطل. وهي منظمة بالدين الوهابي بأسس ومعتقدات منحرفة وهدامة وباطلة. وتلك المظاهر هي التي أسست معتقدات الجاهلية الحديثة.. وكانت من أهم أسباب واقعة وثورة كربلاء التاريخية.

وتنامي تلك المعتقدات وتدريسها ومحافظة الأنظمة الفاسدة المتعاقبة لنظام عدو الله يزيد على تثبيتها في ثقافات الناس قد أفرزت أمة لا يدرك معظم أفرادها السبب الرئيسي للعدوان على اليمن.. فمن يجاهد في الله لسلمة الدين يقتل من قبل أي نظام فاسد يدعي الإسلام، وهو السبب الرئيسي لمعركة كربلاء وكربلاء العصر.

وإخفاء العامل الديني لدى اليهود هو خاصية أصيلة متجذرة في روحياتهم وثقافتهم جيلا بعد جيل إلا من آمن منهم. وقد حرصوا على كتمان حقيقة وأهمية هذا العامل الديني وعلى وجه الخصوص منه السيادة على المقدسات الإسلامية.. لماذا ؟. حتى لا تدرك الأمة والناس الإجابة عن السؤوال: لماذا تخاف الصهيونية الأمريكية من سيادة أهل البيت على مركزية السيادة في الأرض المقدسة ؟.

وإذا ما افترضنا توقف الخط الجهادي الحسيني للثأر ونصرة المظلومين في بلادنا وغيرها، فإن ذلك يعني موت المسار الثوري الإسلامي، وموت القضية العادلة لذلك فإحياء ذكرى عاشوراء ليس للحزن فقط، وليست فقط لسرد كافة مضامين منهجية المدرسة الحسينية الجهادية. وإنما لتجديد الاستنهاض بمضامينها، ولتجديد الوفاء بالسير على خطاها الجهادية في مواجهة الظلم، والتنسيق الجاد بين جبهات الجهاد والمقامة في مواجهة مخططات وعدوان يزيد العصر. وهو ما تسير عليه جبهات المحور.

والتزام جبهات المحور الإيماني الجهادي بمنهجية الثورة الحسينية هو سر القوة والعزيمة الجهادية للمقاومة والجيش اليمني، وهو سر الثبات والصمود، وهو سر تعاظم انتصارات الجبهات .. الاقتداء بمدرسة الثورة الحسينية هو سر هزائم تحالف العدوان السعودي الإسرائيلي الأمريكي من قبل دول المحور في المنطقة .. وعجز الأطلسي فرض هيمنته على روسيا في أوكرانيا قد أضعفت منظومة الغرب، وبات الأمر واضحا، بأفول النفوذ الغربي الصهيوني ونتائج المعطيات السياسية والميدانية قد ولدت الشجاعة لدول كانت من حلفاء منظومة العدوان واليوم أصبحت مستقلة كدولة النيجر التي كانت من الدول الفرانكفونية التابعة لفرنسا. ولكن شعب النيجر قد نفذ صبره ونطق، ليتحرر بإنقلاب ناجح من عباءة واستكبار الأنظمة الطاغوتية ممثلة بفرنسا.

وعدم وجود رد فعل من القوى الرأسمالية على تحذيرات روسيا والجزائر وأفريقيا من تدخل الدول الأجنبية في النيجر هو مثال واضح وفاضح لحالة الضعف ومنحدر الانكسار الذي تمر به هذه الأنظمة الغربية العدوانية. والنظام الجزائري بهذا التصريح ومواقفه وتوجهاته السابقة قد أثبت استقلالية قراره السياسي، واستقلالية الأنظمة الحرة ونجاح الانقلابات الإيجابية من عباءة المنظومة الغربية الاستكبارية الظالمة هي تجسيد السير بمنهجية الثورة الحسينية الثائرة في وجه الظالمين وإن كان شكل الوقائع مختلفاً، فالمضمون واحد وهو التحرر من الظلم والاستعباد.

وهذا المسار الثوري التحرري أراه في طريقه سيزداد .. فكلما: ازداد تعاظم انتصارات جبهات المحور الحسينية وعجز حلف الأطلسي عن تحقيق أهدافه الليبرالية والعسكرية ضد روسيا في أوكرانيا وازدادت مساوئ المنظومة الغربية الاقتصادية، كلما: ازداد نجاح الانقلابات الإيجابية في الدول العميلة لمنظومة الغرب وأيضا توسعت دائرة استقلال أنظمة أخرى، في أفريقيا وآسيا وغيرها.

والاستقلال والتحرر من مساوئ الأنظمة الرأسمالية سيدفع الشعوب المتحررة الثائرة إلى حاجتها إلى أنظمة سياسية وسطية: لا شرقية ولا غربية.

وتراكمات الانتصارات المتعاظمة لثوار جبهات المحور الحسينية في المنطقة التي في مقدمتها جبهة اليمن هي التي ستلبي تطلعات الشعوب العالمية بنظام إلهي يتوافق مع الفطرة الإنسانية وهو النظام الإسلامي الوسطي المجرد منه مساوئ وعيوب الأنظمة الرأسمالية والاشتراكية.

وقواعد النظام الإسلامي الوسطي هي أهم مرجعيات ومصادر النظام العالمي الجديد، وصياغة هذا الأخير من قواعد ومبادئ الإسلام مرهون بتحرير الأرض المقدسة.

وسلامة تنفيذ قواعد ومبادئ النظام الإسلامي مرتبطة بفضل الله ورحمته بأوليائه الأئمة المختارين عليهم السلام، لأنهم على تقوى الله. إذ بهم تستقيم حياة الناس في مختلف المجالات أو تتضاءل إلى حد كبير الأزمات الاقتصادية ومظاهر الفتن والقتل والظلم.

ولا يستقيم نظام الوسطية إلا بأمة تتولى الله ورسوله، بأمة طائعة لولي أمرها، أمة محافظة على نظامها الإسلامي. والأمة محكومة بقائد وإمام عادل يقيم التشريعات الإسلامية، قال الله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم) “ البقرة، من الآية 143”. وكلمة (جعلناكم) أي اخترناكم، اصطفيناكم. والخطاب لأعلام الهدى ولاة أمر الأمة ليحكموا بين الناس بنظام إسلامي (وسطي) مستقاة مبادئه وقواعده من القرآن الكريم.

إن الانتصارات في كربلاء العصر هي انتصارات حسينية إسلامية تشهد بغلبة جبهات المحور على قوى العدوان الكفرية الاستكبارية .. تتغلب عليها وتضعفها يوما بعد يوم، وحصيلة تعاظم الانتصارات هي بإذن الله وتأييده الغلبة النهائية. وبهذه الغلبة تستفيد البشرية جمعاء في زوال نفوذ النظام الماسوني الأمريكي، قال الله تعالى (قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد) “آل عمران، 12».

والعاقبة للمتقين ..

الله أكبر ..

الموت لأمريكا ..

الموت لإسرائيل ..

اللعنة على اليهود ..

النصر للإسلام ..

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com