قاعدة جعلتها نصب عيني في التعامل مع مجريات ومستجدات الأحداث التي تمر بها منطقتنا العربية , أميز بها الحق من الباطل ,والغث من السمين .
لم تكن هذه القاعدة التي أتخذها وأبني عليها مواقفي هي نتاج لتوجهات سياسية أعتنقها , بل هي وصية لأحد مشائخنا الكرام الذين غادروا الحياة في عام 2011م , كما هي أيضا خلاصةُ ما سمعته من الشيخ الجليل شهيد المحراب د/ محمد سعيد رمضان البوطي قدس الله سره والذي كان دائم التحذير من المخططات الأمريكية , كونها أداة تنفيذ المشروع الصهيوني في المنطقة العربية . والحاضن السياسي والاقتصادي للمسيخ الدجال , وإني لأتذكر أنه قال في إحدى خطبه قال :إن في رأس هرم القيادة السياسية الأمريكية أناس ينتمون إلى جماعة تعبد المسيخ الدجال ,وتُطلق عليه الرجل ذا العين الواحدة ,وأن من تلك الجماعة وزيرة خارجية أمريكا السابقة كوندرا رايز ,وأن من أهداف هذه الجماعة السعي من خلال سيطرتها على مفاصل القرار السياسي والعسكري وإشعال الحرائق والفتن في منطقة الشرق الأوسط , تمهيداً لخروج معبودهم الذي لا بد لخروجه من إغراق منطقة الشرق الأوسط بالفوضى الخناقة .
هذه هي حقيقة أمريكا التي لم تكن في أي يوم سندا ومعينا للعرب وأم رؤوم للمسلمين , بل هي دائما الفأس الذي يضرب في رؤوسهم و الخنجر الذي يقطع أجسادهم .
ومن هذا الواقع الإجرامي لأمريكا نطق أهل الله بهذه القاعدة الممتزجة باستقراء الواقع ,وبما حباهم الله من النظرة الربانية التي تتلاشى أمامها الحُجب ,فيبدوا الحق حقا والباطل باطلا , نظرة لا تُبنى وفق الأهواء السياسية ولا المصالح الشخصية , بل هي وحي الهام رباني يؤيده الواقع بشواهده الحية , التي لا تعمى عنها إلا بصائر من أغرتهم الحياة الدنيا فعميت أبصارهم وقلوبهم .
فحيثما تجد أمريكا تجد الشر وتجد الطغيان وتجد الباطل في أقذر صوره , ومن يتأمل حال أمتنا العربية والإسلامية وعلاقة أمريكا به سيجدها هي صانعة الفوضى ومهندسة الحروب والراعي الرسمي لمشاريع الصراع بكافة أشكاله السياسية والمذهبية , ففي سوريا كانت أمريكا ساعد الإرهاب وعموده ,وفي ليبيا كانت مظلته وحاميه , وفي اليمن حيث يُعتدى عليه من قبل مملكة قرن الشيطان كانت لذلك العدوان حليفاً مساندا .
هذا هو حقيقة الحال الذي لم يعد خافيا على أحد في هذا العالم حيث صارت تتبجح به كل يوم عبر الكثير من وسائل الأعلام , فبالأمس مثلاً أعلنت أمريكا عبر وزارة خارجيتها وفي بيان مشترك مع خارجية مملكة قرن الشيطان مباركتها ودعمها للعدوان على اليمن , مؤكدةً وقوفها ومساندتها ودعمها له ومشاركتها فيه .
كما سبق وأن تمت مباركة لهذا العدوان أيضا ًمن نظام أخر وهو الكيان الصهيوني المغتصب لأرضنا في فلسطين , وعبر أكثر من تصريح لمسؤوليه وقادته الذين يرون في السعودية حليفاً مهماً لهم , شاكرين لها العدوان , كونه يصب في الأول والأخير في مصلحة هذا الكيان وأمنه واستقراره .
وبذلك تكون الصورة قد إتضحت أكثر, بحيث تلاشى كل لبسٍ وغموض عن حقيقة هذا العدوان المنفذ بأيدي المسيخ الدجال في المنطقة متمثلا بمملكة قرن الشيطان, و مرتزقة الريال والدولار دواعش الأمريكان , أدوات تنفيذ المشاريع الدجالية .
وأما أولئك الذين لا يزال الأمر لديهم مختلطا , لم تفقه عقولهم بعد حقيقة الصراع وأهدافه , فنقول لكل واحدٍ منهم :
أبعد ما تقدم من كلام يا أيها الحائر لازلت في حيرتك ؟
أ لا يزال الأمر ملتبساً عليك في معرفة الحق من الباطل !
آلا زلت مصراً على البقاء في ما أوقعك العدو فيه من مصيدةٍ سماها الحياد عن نصرة الحق ! ليخذلك عن نصرته فتعيش مهزوم النفس حياتك كلها .
أما آن الأوان لتستيقظ من سباتك ! أم أن كبسولات التخدير التي دسها لك العدو ما زال مفعولها يسري في جسدك !ولن تستيقظ إلا بسيوف داعش وهي تجتز رأسك .
هل يا ترى عند ظهور المسيخ الدجال الذي ما عدوان اليوم إلا حلقه من سياساته الشيطانية الخبيثة , و التي ينبغي لك رفضها ,إن كنت ممن يرفضون ذلك الكائن ,ستختار الحياد أيضا .
وهل في الصراع مع الشيطان حياد؟ ألم ترمِ الجمرات أثناء حجك؟ لتعلن بذلك براءتك من الشيطان وحزبه ,و عدائك له ,ورفضك لسياساته!
لا تقل لي ما يحدث هي حرب أهلية أو حرب طائفية أو أو أو , من المسميات التي بثتها وسائل الشيطان وحزبه لتشعرك بأن أمريكا ناصرةُ السنة ؟ وإسرائيل منقذة الأمة !
فمن متى وأمريكا تفعل ما يخدم المسلمين ؟
الم تكن هي حارسة دولة بني صهيون ؟ وسبب كل ما تعانيه الأمة من المشاكل والأزمات والصراعات ؟ ومن متى صار الشيطان حامي ديار المسلمين الحريص على ما فيه مصلحتهم ؟
متى صار الكيان الصهيوني للمسلمين نِعم الأخ ؟
هل سُلبت عقول أهل هذا الزمن ؟وعميت البصيرة والأبصار ؟
أما آن لك أن تفهم , فتعرف الصديق من العدو , والأخ من المنافق الماكر .