موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي: مأساة اليمن جاء نتيجة تدخلات الخارج
أفق نيوز – عبدالرحمن مطهر
قال موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي إن تدخل القوى الإقليمية في الحرب اليمنية، بما في ذلك، دول الخليج بقيادة السعودية، أدى إلى جر البلاد إلى صراع إقليمي بالوكالة.. حيث أن في أوائل مارس/آذار 2015، شن تحالفاً عسكرياً من دول الخليج بقيادة السعودية حملة جوية وفرض حصاراً جوياً وبرياً وبحرياً ضد اليمن، بدعم لوجستي واستخباراتي أمريكي.
وأكد أن الحصار المفروض على اليمن قد كان محور الأزمة الإنسانية طوال فترة الحرب.. وفي الوقت نفسه قادت السعودية والإمارات حملة جوية لا هوادة فيها، حيث نفذ تحالفهما أكثر من خمسة وعشرين ألف غارة جوية.. وقد تسببت هذه الغارات في مقتل أكثر من تسعة عشر ألف مدني.
وذكر أنه من عام 2021 إلى عام 2022، ردت القوات المسلحة اليمنية بسلسلة من هجمات الطائرات بدون طيار على السعودية والإمارات..فعلى أرض المعركة، حققت قوات صنعاء تقدما سريعا في بداية الحرب، حيث تحركوا شرقا إلى مأرب وتقدموا جنوبا إلى عدن في أوائل عام 2015.
وأفاد أن في يوليو/تموز 2016، أعلنت صنعاء وحكومة الرئيس السابق صالح، الذي أطيح به في عام 2011 بعد توليه الحكم لما يقرب من ثلاثين عاماً في السلطة، عن تشكيل مجلس سياسي لحكم صنعاء وجزء كبير من شمال اليمن..لكن في ديسمبر/كانون الأول 2017، انفصل صالح عن حلفائه في صنعاء ودعا أتباعه إلى حمل السلاح ضدهم..
ومع ذلك، قُتل صالح وهزمت قواته خلال يومين فقط على أيادي قوات صنعاء.
وأورد أن في عام 2018، قامت قوات التحالف بهجوم بري على الساحل الغربي شمالاً إلى مدينة الحديدة الاستراتيجية، الميناء البحري الرئيسي لشمال اليمن..
وانتهى القتال بوقف إطلاق النار والتزامات بسحب القوات من المدينة..ضل وقف إطلاق النار إلى حد كبير، لكن القتال استمر في أماكن أخرى..
وفي عام 2020، انسحبت الإمارات رسميا من اليمن، لكنها تحتفظ بنفوذ واسع في البلاد. وتابع الموقع أن في فبراير 2021، شنت قوات صنعاء هجوما برياً للسيطرة على مأرب، آخر معقل لحكومة المرتزقة..
وفي أوائل مارس، شنت القوات المسلحة اليمنية غارات جوية بالطائرات المسيرة والصواريخ على السعودية، حيث استهدافت ناقلات النفط والمنشآت النفطية.
وفي الوقت نفسه، تسببت الحرب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين اليمنيين، مما جعل اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 60 بالمائة من الوفيات المقدرة بـ 377 ألف حالة وفاة في اليمن بين عامي 2015 وبداية عام 2022 كانت نتيجة لأسباب غير مباشرة مثل انعدام الأمن الغذائي ونقص الخدمات الصحية المتاحة.
الموقع رأى أنه لا يزال ثلثا السكان، أو 21.6 مليون يمني، في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية، ويواجه خمسة ملايين شخص خطر المجاعة، كما أثر تفشي وباء الكوليرا على أكثر من مليون شخص..وبحسب ما ورد انتهك التحالف ومرتزقته حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي.
وأضاف أن الأزمة الاقتصادية لا تزال تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة.. وفي أواخر عام 2019، أدى الصراع إلى انقسام الاقتصاد إلى منطقتين اقتصاديتين واسعتين تحت الأراضي التي تسيطر عليها حكومة صنعاء وحكومة المرتزقة المدعومة من السعودية.
وأوضح الموقع أن في خريف عام 2021، أدى الانخفاض الحاد في قيمة العملة اليمنية، لا سيما في المناطق التي تسيطر عليها حكومة المرتزقة، إلى انخفاض كبير في القوة الشرائية للناس وجعل العديد من الضروريات الأساسية بعيدة المنال، مما أدى إلى احتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء مدن جنوب اليمن.
الموقع كشف أن قوات صنعاء لا تشكل تهديداً مباشراً للولايات المتحدة، فإن هجماتهم على البنية التحتية والأراضي السعودية تهدد شريكاً مهماً للولايات المتحدة.
وتطرق إلى أنه على الرغم من انتهاء وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة لمدة ستة أشهر رسمياً في أكتوبر 2022، فقد امتنع الجانبان منذ ذلك الحين عن القيام بأعمال تصعيدية كبيرة ولا تزال مستويات القتال منخفضة.. لقد استؤنفت محادثات السلام بين المسؤولين السعوديين وحكومة صنعاء بوساطة عمان، في أبريل/نيسان 2023، بالتزامن مع جهود الوساطة المستمرة للأمم المتحدة.
وأكد الموقع أن أول زيارة رسمية لوفد صنعاء إلى العاصمة السعودية منذ بدء الحرب، في 14 سبتمبر/أيلول، لم تسفر عن شيء سوى التصريحات المتفائلة..
وبحسب ما ورد تركزت المفاوضات حول إعادة فتح الموانئ ومطار صنعاء بشكل كامل، وجهود إعادة الإعمار، وتحديد فترة قصيرة لانسحاب القوات الأجنبية من اليمن.