دموع بلينكن التي استعصت الخروج أمام الكاميرات في تل أبيب كشفته كممثل سياسي فاشل
أفق نيوز – تقارير
في أحدث جرائم الكراهية في الغرب , هاجم مالك عقار أمريكي طفلا فلسطينيا بسكين عسكري كبير, موجها للطفل الذي لم يتجاوز الـ6 سنوات من العمر 26 طعنة فأرداه وأصاب والدته بأكثر من 12 طعنة، في منزل يقع ببلدة بلينفيلد، على بعد حوالي 65 كيلومترا جنوب غرب شيكاغو، وذلك بزعم أن «المستأجرين مسلمون».
وأكد المحققون للصحفيين أن الضحيتين «استُهدفا لأنهما يعتنقان الديانة الإسلامية وبسبب الحرب بين حماس والإسرائيليين».بحسب قناة سي ان ان .
ورغم إن الأسرة عاشت في الطابق الأرضي من المنزل لمدة عامين دون «مشاكل سابقة مع المالك إلا أن والدة الطفل قالت في رسالة نصية إلى والده من المستشفى بعد الهجوم إن المالك «طرق بابهم، وعندما فتحت، حاول خنقها وشرع في مهاجمتها بسكين، وهو يصرخ: «أنتم أيها المسلمون، يجب أن تموتوا»، بحسب بيان مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية.
البيت الابيض وصف الحادثة بجريمة كراهية . لكن ترى من المسؤول عن جرائم الكراهية ؟.
لقد سارعت القوى الغربية وأدواتها الإعلامية إلى إدانة هجوم حماس المباغت، وشوه الإعلام الغربي المعطيات المتعلقة بالأزمة، وانحاز بشكل واضح لوجهة النظر الإسرائيلية.
وكما اعتادت معظم وسائل الإعلام الأمريكية على تأطير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي باعتباره حربًا من جانب واحد، استخدمت لغة متحيزة لإسرائيل. وأظهرت تغطيتها الأخيرة انشغالها البالغ بتجريم حركة حماس، وتجاهل الانتهاكات الإسرائيلية طيلة الأعوام السابقة، بحيث بدا الهجوم الفلسطيني وكأنه نوبة غير مبررة من العنف وكراهية اليهود.
وركزت الصحف على الادعاء بمقتل أطفال إسرائيليين على يد حركة حماس، أكثر مما ركزوا على تقرير وزارة الصحة الفلسطينية بأن إسرائيل بقتلى أطفال غزة.
وتبنى الإعلام الأمريكي وحتى الرئيس الأمريكي الرواية الكاذبة الصادرة عن مكتب نتنياهو بالعثور على أطفال إسرائيليين مقطوعي الرؤوس، حيث انتشرت الشائعة كالنار في الهشيم على نطاق واسع ولقت الشائعة الذريعة رواجا، وتحركت الذخيرة والوحش العائم «جيرالد فورد» باتجاه غزة، وكرّر الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الادعاء خلال خطاب ألقاه في البيت الأبيض في 10 أكتوبر، في حين تناقلت شبكات الإعلام الغربية القصة باعتبارها حقيقة لا لُبس فيها.
وقع مراسل شبكة سي إن إن، نيك روبرتسون، بدوره في الفخ، حين نقل عن مصادر عسكرية إسرائيلية على ما يبدو، تنفيذ مسلحين فلسطينيين لـ”عمليات إعدام على غرار داعش”.
لقد عرضت القصة على أنّها حقيقة مُثبتة، وتناقلها الإعلام الغربي، من دون دليل أو صورة، بل وإمعاناً في الإيحاء، عرضت أكياس جثث لا تدل على كونها تعود لأطفال، ورأينا دماء منتشرة على الأرض وعلى أسرّة في البيوت.
وتم تداول هذه المزاعم على منصات كبيرة مثل «سي إن إن»، وتناقلها أيضاً شخصيات عامة مثل أحد أعضاء الكونغرس. كما أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن صرّح بأنّ «هناك تقارير عن أطفال رضّع قُتلوا وذُبحوا لأنّهم يهود»، من دون أي تثبّت أو دليل والأمر المثير للسخرية هو موقف وزير الخارجية الأمريكي بلينكن الذي وصل تل أبيب ليعلن عن يهوديته وحاول عبثا أن يذرف الدموع أمام الكاميرات على ما قال انه شاهده من صور للإسرائيليين في حين اتضح لاحقا انه لم يكن هناك صور. بحسب الاستاذ محمد عبد الرازق – رئيس وحدة الدراسات الإعلامية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية.
لم تتوقف التغطية الأمريكية عند هذا الحد، بل تجاوزتها بنشر شبكة من المراسلين في إسرائيل، دون وجود يذكر لأي مراسل صحفي في غزة. ومنحت وسائل الإعلام الأمريكية وقتًا أكبر للأصوات الإسرائيلية مقارنة بالأصوات الفلسطينية. وساهم العدد الكبير من المراسلين في إسرائيل، في إجراء تغطية صحفية منحازة ركزت على الضحايا الإسرائيليين، وتجاهل الفلسطينيين .
ومن الأمثلة على تزييف الحقائق والانحياز .فضيحة أخرى لقناة سي إن إن حين نسيت أن مراسلها يبث على الهواء مباشرة وطلبت القناة من المصور أن يركز الصورة قريبا منهما لتظهر علامات الخوف عليهما، وكذلك طلب منهما أن ينظرا حولهما بطريقة وكأنهما يشعران بالذعر من صواريخ حماس!.ليس هذا فحسب بل ان القناة تبنت الكثير من الروايات الكاذبة .
لقد تعاملت التغطية الأمريكية المبدئية للحرب على أن الإسرائيليين بشر لهم كامل الحقوق، أما الفلسطينيون فهم أقل من أن ينالوا تعاطفًا إنسانيًا، وهو ما يعكس ازدواجية المعايير التي توضح قواعد اللعبة التي تمارسها وسائل الإعلام الأمريكية حول كيفية تشويه الأزمة، من خلال استخدام لغة أحادية الجانب وإطار متحيز، كما يقول الاستاذ محمد عبد الرزاق.
لقد كان هناك العديد من الاحتجاجات المنددة بالتضليل الامريكي في غير مدينة امريكية لكن هذا لم يتم الالتفات له .
وباختصار فإن جريمة طعن الطفل الفلسطيني يتحمل وزرها الإعلام والساسة الأمريكيين قبل الجاني الذي ربما يكون ضحية التحريض وتشويه الحقائق مثله مثل الكثير من المواطنين في المجتمعات الغربية فالإدانة من قبل البيت الابيض ووصفها بجريمة كراهية ورفض الاسلامفوبيا ليس أكثر من إسقاط واجب .
لقد دفع الطفل الفلسطيني أحمد الفيوم ثمن انحياز الغرب ولا إنسانيته وغيره الكثير من أطفال غزة الذين يدفعون ثمن قضايا أكبر منهم .