أمريكا تقود الحرب على غزة والغرب يساندها.. احتشاد تحالف الصهيونية العالمية في أفظع حرب وحشية
أفق نيوز – تقارير
«لو لم تكن إسرائيل موجودة، لعملنا على إيجادها، ونحن مستمرون في دعمها»، «أنا هنا جئت لأعبر عن تضامني معكم ودعمي لحقكم المشروع» هذه بعض العبارات التي تفوه بها رئيس الإدارة الأمريكية جو بايدن أمس خلال وجوده في تل أبيب مع الصهاينة، حجم الدعم الذي قدمته واشنطن بكل المستويات لكيان العدو الصهيوني في هذه الحرب الدموية الوحشية على قطاع غزة، يجعلنا نجزم بأن أمريكا هي من تدير العدوان والحرب على غزة، وتشرف على سير القصف الإجرامي والغارات الوحشية وتنفيذ المجازر واستهداف أكبر عددٍ ممكن من المدنيين والأبرياء.
تكاد حرب الإبادة المروعة التي تتعرض لها قطاع غزة منذ 11يوما، أن تكون حربا أمريكية مباشرة، نظراً للدعم الذي وفرته الإدارة الأمريكية للكيان الصهيوني عسكريا وأمنيا ولوجستيا وسياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا، هذه الحرب التي تتميز بالوحشية والإبادة الهمجية، وبالرغبة الجامحة في القتل والتدمير وإحراق الأخضر واليابس في القطاع المحاصر والمنكوب، هي التنفيذ العملي لما قاله بايدن في البداية «يجب أن يكون الرد حاسما».
الحرب أمريكية منذ البداية
حتى العاشر من أكتوبر، أي بعد يوميْن من عملية طوفان الأقصى، ظل الكيان الصهيوني مرتبكا لم يستوعب حجم الصدمة التي أحدثتها طوفان الأقصى، واكتفى نتنياهو بالقول إن الكيان في حالة حرب، وظل الكيان اليهودي يقصف منطقة غلاف غزة، لكنه بعد يومين انطلق العدو اليهودي في مسلسل القصف الإبادي الدموي على القطاع متبعا أسلوب الإبادة.
جاء ذلك بعدما ظهر بايدن ليقول يجب أن يكون الرد حاسما، فبدأت حرب الإبادة تطل بمذابحها بعدما وصل وزير الخارجية الأمريكي إلى الكيان الصهيوني شخصيا ليرسم حرب الإبادة، ليلحقه بذلك وزير الدفاع الأمريكي، والوزيران أكدا بأن أمريكا ستوفر كل شيء.
الدعم الأمريكي بدا من اللحظة الأولى ليس في توفير السلاح والصواريخ والذخائر واستدعاء حاملات الطائرات، بل برسم خطط حرب الإبادة للصهاينة، فوزير الحرب الأمريكي لويد أوستن هاتف نظيره الصهيوني يوآف غالانت. بلينيكن حضر اجتماع حكومة الطوارئ كأول وزير أمريكي يُشارك في هكذا جلسة للمرة الأولى في تاريخ الكيان، وعلى الخطّ نفسه، عمل قائد القيادة المركزية الأمريكية الذي عقد اجتماعًا بوزير الحرب ورئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي ليفي ووصل أمس الأربعاء إلى تل أبيب ليعقب وصوله مذبحة المستشفى المعمداني المروعة ثم تتالت الجرائم المماثلة خلال حضوره، وبوجود بايدن نفسه.
في الأيام الأربعة الأولى للعدوان على غزة، حركت أمريكا طائرات الشحن المحملة بالذخائر والصواريخ، لتغطية العجز الذي يعانيه الكيان الصهيوني أو بالأحرى كان يتخوف منه، ومن عادة حروب الكيان الصهيوني أنها خاطفة ولا تطول نظرا للاحتياجات المكلفة، غير أن الدعم الأمريكي هذه المرة ربما سيجعله يخوض أطول حرب.
الحرب الإجرامية البشعة والوحشية على غزة صورتها اليوم بعد 11 يوما واضحة، الأمريكي يقود الحرب عسكريا وسياسيا وحتى إعلاميا ودوليا، هذا الاستنفار الأمريكي والدعم غير المسبوق للكيان الصهيوني، جاء لأسباب عديدة أولا، الخلافات التي تعصف بالكيان اليهودي وعصاباته المارقة جعلت الأمريكيين يتولون القيادة، ثانيا صدمة طوفان الأقصى أحدثت تداعيات عميقة داخل الكيان وهزة غير مسبوقة، وهو ما جعل الأمريكي يستنفر كل هذا الاستنفار، ولهذا أكد بايدن بقوله «لو لم تكن إسرائيل موجودة، لعملنا على إيجادها، ونحن مستمرون في دعمها المطلق»، هذا التأكيد منه يريد طمأنة الصهاينة، ويريد أيضا أن يكرس حقيقة أن أمريكا تعتبر الكيان الصهيوني جزء من أمنها المباشر.
ما حدث ويحدث يكشف الحقيقة بوضوح وبالشواهد أن الرعاية الأمريكية للكيان الصهيوني هي التي تحمي هذا الكيان، ويكشف أيضا أن إسرائيل ربيبة أمريكا، ولولا أمريكا لما كانت إسرائيل على الإطلاق.
الإدارة الأمريكية المُباشرة للحرب تتضح في حضور وزير الدفاع ثم قائد القوات المركزية الأمريكية، ثم حضور بايدن بنفسه أمس، وقبل ذلك حضور وزير الخارجية الأمريكي اجتماع حكومة الحرب الصهيونية في سابقة هي الأولى منذ إنشاء الكيان.
تشير المعلومات إلى أن الأسلحة التي زودت بها الإدارة الأمريكية إلى كيان العدو الصهيوني في هذه الحرب لم تُعطَ الى أوكرانيا على مدار سنة ونصف من الحرب بينها وبين روسيا، كما أن الدعم الأمريكي غير المسبوق للكيان الصهيوني الذي أظهره بايدن ووصل إلى حد إطلاق الأكاذيب في موضوع صور الأطفال الذي ادعى مشاهدته لها وزعم أن المقاومة قامت بذبحهم، وإطلاق كذبة أخرى يوم أمس إزاء جريمة العدو الصهيوني في المستشفى المعمداني مبرئا العدو بكل وقاحة ومتهما المقاومة، هذا الدعم غير المسبوق لا ينفصل عن الحاجة الدائمة لأيّ رئيس أمريكي إلى اللوبي الصهيوني المتحكم بأمريكا وحتى بالانتخابات فيها، وهذا اللوبي يُهمين على الدولة الأمريكية العميقة وله تأثير كبير من خلال أصوات ناخبيه، لهذا يُصرّ بايدن على تبرير جرائم العدو الصهيوني خاصة أن من يقود الإدارة الأمريكية هو المجمّع الصناعي العسكري “Wall street”، وهنا يستشهد بما قاله بلينكن بُعيد وصوله الى الأراضي المحتلة عن أنه يحضر كيهودي وليس كأمريكي، و»عليه يمكن فهم حجم التأييد الأمريكي والدعم الأمريكي للكيان الصهيوني.
كما أن الدور الأميركي لم يقتصر على ما تقدم، بل وصل إلى القيام بممارسة الضغوط على أنظمة وحكومات المنطقة، وكأن الحرب حرب أمريكية وهي كذلك، حيث قام وزير الخارجية الأميركي اليهودي أنتوني بلينكن بجولة إلى المنطقة بهدف طرح موضوع التهجير، وقبل ذلك وصل الكيان ليؤكد يهوديته، ويوجه رسائل إلى دول المنطقة.
يضاف هذا إلى ما تقوم به أمريكا في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة من إفشال مشروع قرار دخول المساعدات إلى غزة الذي قدمته روسيا، وإسقاطه مرة أخرى بعد أن قدمته دولة أخرى.. وبالتأكيد ستفشل أي تحرك في هذا الشأن.
احتشاد غربي أمريكي صهيوني..حرب اليهود والمسيحية الصهيونية
الحرب المروعة على قطاع غزة، تكشف للمرة الأولى بكل وضوح وبكافة الأبعاد، احتشاد المشروع اليهودي بكافة أركانه، الكيان الصهيوني، أمريكا والغرب الكافر، وهو ما يضعنا أمام حرب بأبعاد أيدلوجية يهودية، وقد قالها بوضوح السيناتور الأمريكي غراهام « هذه الحرب دينية، يجب إبادتهم».
شحنت أمريكا أسلحة وذخائر إلى تل أبيب، وعملت دول الغرب كذلك على شحن أسلحة من الاحتياطي الاستراتيجي لحلف الأطلسي في النقب، كما فعلت ألمانيا التي هرع مستشارها إلى تل أبيب، وسمحت للكيان الصهيوني باستخدام مُسيّرتيْن فائقتي التطوّر في غزة، فيما أعلن بلينكن عن تقديم 10 مليارات دولار نتيجة انهيار الاقتصاد الاسرائيلي».
قبل ذلك احتشدت أمريكا والغرب إعلاميا وسياسيا لدعم الكيان الصهيوني إلى الحد الذي جعل مصطلحات وعبارات رؤسائها متشابهة ألفاظها وتوصيفاتها لعملية طوفان الأقصى، وجعل كافة وسائل الإعلام الغربية والأمريكية تشترك حتى في التزوير للصور والمشاهد والتضليل حول ما حدث في طوفان الأقصى وتقديمها بتوصيفات وتعريفات موحدة متفق عليها، كما لوحظ الانسجام الكامل بين كافة وسائل الإعلام الغربية حتى في طرح الأسئلة على ضيوفها والعناوين التي توحدت.
وتفسير ذلك من واقع الشواهد والحقائق، أن من يحكم أمريكا والدول الغربية هو اللوبي الصهيوني اليهودي، او ما يسمى الدولة العميقة التي تسيطر عليها الصهيونية المسيحية، وتتحكم في كل الرؤساء في أمريكا أكانوا جمهوريين أو ديمقراطيين، والحال كذلك في الدول الغربية المارقة، وهذا اللوبي يحكم أمريكا والغرب، ويدير الإعلام ويتحكم به، وهو ينظر للكيان الصهيوني المحتل لفلسطين أرض الميعاد لليهودية العنصرية الخبيثة.
التأكيد الأمريكي مرارا وتكرارا من بايدن ووزرائه، وكذلك من رؤساء الغرب، على دعم وحماية الكيان الصهيوني كان احتشادا موحدا بتوجيه من سلطات أعلى، وهو اللوبي المسيطر ممثلا في اللوبي اليهودي والصهيونية المسيحية، بحاجة ولذلك هبّ الغرب كلّه وأمريكا إلى مهمة حماية الكيان الصهيوني.
احتشاد الغرب وأمريكا والأطلسي والبنتاغون في هذه الحرب الإجرامية على غزة لم تحصل في التاريخ في حروب مماثلة، وحينما نجد أن كل العالم الغربي احتشد لدعم الصهاينة لمواجهة حركة مقاومة واحدة، فالمسألة واضحة بأن هذه الحرب ليست في مواجهة حماس بمفردها، بل هي حرب لحماية الكيان الصهيوني الذي اهتز وبفعل عسكري من مقاومة واحدة، وهذا الاحتشاد بقدر ما هو احتشاد لأجل دعم حرب الإبادة، هو أيضا رسالة إلى جميع الأحرار في المنطقة ومن يفكر بمواجهة الصهاينة.