فلسطين تستقبل الصواريخ اليمنية بالسؤال عن باقي صواريخ العرب!
أفق نيوز – تقرير – إبراهيم الوادعي
بموقف رسمي صلب تواصل اليمن توجيه الضربات نحو عمق الكيان الصهيوني وجنوبه، وأجبرت العدو على تحويل جزء من قدراته لصد الجبهة اليمنية، عوضا عن مشاركة العملاء في المنطقة للدفاع عن الكيان بما في ذلك من افتضاح أكبر لهم .
الداخل الفلسطيني يستقبل أنباء الضربات اليمنية بفرح يتجدد، وشعور افتقده لعقود وتحديدا منذ حرب 73 م، غابت عن نصرة فلسطين دول عربية .
دخول اليمن كدولة معركة طوفان الأقصى بقدر ما مثل مساندة كبيرة، بقدر ما شكل ضربة للجهود الأمريكية بثنيه عن هذا الموقف، موقف قوبل بصلابة عبر إسقاط الطائرة الأمريكية التجسسية والمسلحة جنوب البحر الأحمر لتصل الرسالة اليمنية باللغة التي يفهمها الأمريكان، أن اليمن وشعبه وقواته المسلحة مستمرون في إسناد المقاومة وغير آبهين للتهديدات الأمريكية، وله فقط أن يتوقع أن اليمن سيضرب نصرة لغزة ومقاومة فلسطين بحسب ما تقتضيه مجريات المعركة، وهو حاضر للذهاب فيها أبعد من توقعات الأمريكي والإسرائيلي وعملائهما في المنطقة .
في هذه السطور نستطلع كيف تلقى الشعب الفلسطيني ومقاومته دخول اليمن معركة طوفان الأقصى وإعلان ذلك رسميا، والضربات المستمرة على جنوب الكيان وعمقه، مع ممثلي فصائل المقاومة في صنعاء.
بين موقفين
أحمد بركة – ممثل حركة الجهاد الفلسطيني في اليمن:
لو اعتبرنا البعد الجغرافيا عن فلسطين فالأولى أن الدول المحيطة بفلسطين هي التي تشارك في هذه المعركة، إلا أن عِزة اليمن البعيد جغرافيا عن فلسطين أبت إلا أن تشارك الشعب الفلسطيني دفاعه عن نفسه ضد العدو الصهيوني المجرم .
اليمن بقيادتها وشعبها لبت صرخة الفلسطيني الذي يذبح الآن تحت مرأى ومسمع من هذا العالم الظالم، الذي لا يقف متفرجا فقط وإنما يقف إلى جانب العدو الصهيوني.
هنا نفرق ما بين موقفين هامين وهو موقف الداعم لفلسطين وموقف الذين خذلوا المقاومة وخذلوا الشعب الفلسطيني، وهنا نفرق بين العربي الأصيل وبين غير العربي، العربي قبل الإسلام تعني النصرة والنجدة وإغاثة المظلوم ولا نعرف إلى من ينتمي هؤلاء .
الصدى كبير جدا في داخل فلسطين خصوصا بعد الإعلان الرسمي بدخول الحرب رسميا ضد الكيان الصهيوني.
يتلقى الفلسطينيون أنباء القصف اليمني بكثير من الفرحة، أحسوا أن هناك في الوطن العربي من يقف معهم رسميا وشعبيا ويحضر في المعركة بكونه دولة، وهذا الأمر افتقده الفلسطينيون طويلا .
إذا ما تحدثنا عن أضلاع المقاومة فهناك الضلع اللبناني والضلع العراقي والضلع اليمني الذي دخل بقوة .
الصدى في داخل الكيان الصهيوني كبير جدا أيضا وبحجم القلق الذي عبر عنه قادة الكيان الصهيوني ووسائل إعلامه .
في معركة طوفان الأقصى قال اليمن إن سلاحه وصواريخه التي صنعت هي للاستخدام ضد العدو وليس لوضعها في المخازن .
وتتميز اليمن بكونها الأولى التي تتحدث أنها دخلت في معركة طوفان الأقصى بصفتها دولة، باقي الذين يشاركون مع المقاومة الفلسطينية فهم حركات بينما مواقف بلدانهم الرسمية على الحياد .
وأيضا الدور اليمني أتى مباشرا ليختلف عن أدوار غير مباشرة لدول في المحور كجمهورية ايران الإسلامية التي تمد بالمال والسلاح و لا ينكر فضلها في هذا الجانب، وتقول بصريح العبارة إننا لن نتراجع عن قصفنا إلا إذا توقف العدوان على غزة، وهذا له وزنه في المواجهة العسكرية المقبلة والمواجهات القادمة .
سلاح اليمن اليوم محسوب ضمن سلاح المقاومة الفلسطينية إن جاز التعبير، وإذا أصر العدو الصهيوني على حماقته واستمر العدوان على غزة، فقد نشهد انفجارا كبيرا في المنطقة وتتطور إلى أن تكون هناك حرب شاملة على الكيان الصهيوني .
العدو الصهيوني يتخبط في توغله البري وهو فاشل، ويتلقى خسائر كبيرة يتكتم على عدد قتلاه، في غزة يواجه مقاومة صلبة وقوية ومتوحدة وعازمة على هزيمته .
-السند اليمني
معاذ أبو شمالة – ممثل حركة المقاومة الإسلامية حماس في اليمن:
فلسطين الداخل على مستوى الفصائل المقاومة والشعب الفلسطيني تلقى دخول اليمن رسميا معركة طوفان الأقصى ويستقبل أنباء الضربات اليمنية على الأهداف الصهيونية بكثير من الفرح والفخر والاعتزاز والاستبشار، بأن الأمة لا يزال فيها خير وأن هذه الأمة يمكن أن تتحرك وتنجز في ظل هذا الوضع العربي المهترئ، الذي يعجز عن فتح معبر رفح لدخول المساعدات لقطاع غزة المحاصر والمتألم جراء العدوان الصهيوني عليه، ناهيك عن الدخول في المواجهة العسكرية .
لكن موقف اليمن وإعلان موقفه رسميا بضرب الكيان الصهيوني هذه حقيقة تشعرنا أن لنا سندا وظهرا من أهلنا في اليمن، وأن الشعار الذي يرفعه أبناؤه والمواقف ليس للبيع والشراء وإنما لإقران الفعل مع القول .
العدو الصهيوني حريص على حصر المعركة مع غزة فقط، وعندما تتحرك الأمة من جنوب لبنان إلى العراق إلى اليمن، هكذا نشتت العدو ونجعله يرتبك و لا يعرف من أين يتلقى الضربة، حتى ما ظنه أمنا أصبح بفعل الصواريخ اليمنية غير آمن، ليسهل إضعافه ويسهل كسره .
وأورد أن الإعلان اليمني الرسمي لدخول معركة الأقصى نزل بعد دقيقة واحدة من إذاعته يمنيا على قناة كتائب عز الدين القسام على متصفح تليجرام، وهذا يدل أننا جسم واحد وأمة واحدة وإن شاء الله يكون النصر حليفنا .
اليمن تمتلك الإرادة والإيمان، وقلت سابقا إن الجندي لا يقاس بما يمتلك من سلاح وإنما بما يمتلك من سلاح وإيمان، وهو ما تمتلكه اليمن، فاذا وجد شيء من سلاح فهو يحقق المعجزات، والله قال إن نعد ما استطعنا من القوة، ونعم أن قوتنا إلى قوة العدو لا تقارن ولكن الله يتدخل لصناعة الفارق ويصنع المعجزات.
المجازر التي نشاهدها في جانب منها هي نتيجة فشله في المواجهة مع المقاومة على الأرض، المقاومة صلبة وتواجه بالثقة بالله وخطة متماسكة، وتواصل دك الكيان الصهيوني بالصواريخ، وتوقع الخسائر في الآليات المتوغلة في قطاع غزة والأمور مبشرة بخير، وننتظر ما يسرنا ومفاجآت المقاومة بوجه العدو .
اليمن أربك حسابات الصهاينة
خالد خليفة ممثل الجبهة الديمقراطية في اليمن .
الموقف اليمني دائما في أعلى درجات التفاعل مع الملف الفلسطيني وهذا نلاحظه ونقدره في الفصائل الفلسطينية وفي الداخل الفلسطيني، شهدنا منذ اليوم الأول وبعد ساعات فقط على طوفان الأقصى خروج الملايين من أبناء الشعب اليمني إلى الساحات تأييدا ومباركة للعملية البطولية والاستثنائية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية، واستمر هذا الخروج وهذا التأييد والمطالبة حتى تحقق الهدف الشعبي وهو إعلان القيادة اليمنية دخولها المعركة ضد كيان العدو الصهيوني بشكل رسمي إلى جانب حركات المقاومة الفلسطينية التي تخوض مواجهات بطولية اليوم في قطاع غزة .
إعلان القيادة اليمنية دخول المعركة رسميا كان تطوراً وارتقاء في الموقف اليمني، وهو موقف شكل حرجا للأنظمة العربية التي تمتلك من الجيوش والسلاح والعتاد مالا تملكه اليمن، وهي أقرب إلى فلسطين .
اليمن يقول للعدو الصهيوني إنني موجود وجزء من المعركة، ولتذهب المعركة إلى أين شاءت فنحن حاضرون ومواكبون لكل الأحداث .
في الداخل الفلسطيني يستقبل الشعب الفلسطيني بفرح غامر وإحساس مختلف لكونها تأتي باسم دولة عربية، وهذا الأمر افتقدته فلسطين والشعب الفلسطيني منذ عقود .
الموقف العربي لم يرتق إلى صدارة الحدث رغم القمة وما يجري من مجازر على مرأى ومسمع العالم، ظل الموقف العربي مخيبا للآمال حتى على مستوى المساعدات، ولا أريد أن أتحدث عن صمت يصل حد التواطؤ.
الشعب الفلسطيني يتابع اليوم بشغف أنباء القصف اليمني على كيان العدو، وأتذكر أن الصواريخ اليمنية التي ضربت الكيان قبل الإعلان الرسمي استقبلت بفرح شديد من قبل قادة حركات المقاومة .
العدو يعرف جيدا أن موقع اليمن الجغرافي مؤثر أكبر في سياق الحرب، اذا ما تطورت المعركة وأوغل العدو الصهيوني في جرائمه بحق المدنيين والأطفال في غزة أو احتاجت المعركة تدخلا يمنيا في أماكن أخرى يعرفها العدو الصهيوني والأمريكي ويخشاها بشكل كبير .