القوات المسلحة اليمنية تضاعف أوجاعَ تل ابيب بحراً وبراً
أفق نيوز |
جددت الجمهورية اليمنية إثبات أنها كما عهدها العالم إذَا قالت فعلت، وبقيادة رجل القول والفعل السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي كانت القوات المسلحة اليمنية على الموعد في مساندة الشعب الفلسطيني بعمليات خاطفة حملت عدة رسائل قوة، أولاها: أن التهديدات الأمريكية وتحَرّكات واشنطن بإنشاء تحالف لحماية سفن العدوّ الإسرائيلي لن يكون كفيلاً بعرقلة مسار الردع اليمني، ولن يرقى إلى درجة إرباك وإرجاف الإرادَة اليمنية، وهو ما يؤكّـد مجدّدًا أن اليمن يمضي بقوة نحو حجز مقعد متصدر في المنطقة على سلم القوى الفاعلة صاحبة القرار والسيادة، والحضور المتجدد؛ مِن أجل فرض الحقوق العادلة التي تسعى قوى الغطرسة الصهيوأمريكية لحرمان الشعوب المظلومة منها، وفي مقدمتها شعب فلسطين.
في بيانٍ جديدٍ للقوات المسلحة، أعلن العميد يحيى سريع عن عمليتين منفصلتين؛ وبهذا تتضاعف المشاكل والمعاناة في صفوف الكيان الصهيوني الغاصب.
وعن العملية الأولى التي تزيد من خنق الكيان الصهيوني وفرض الحصار البحري عليه قال متحدث القوات المسلحة: إن “القواتِ البحريةَ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ نفذت بعونِ اللهِ تعالى عمليةَ استهداف لسفينةٍ تجاريةٍ “إم إس سي يونايتد MSC UNITED” وذلك بصواريخَ بحريةٍ مناسبة”، لافتاً إلى أن “عمليةَ استهداف السفينةِ جاءت بعدَ رفضِ طاقمِها وللمرةِ الثالثةِ نداءاتِ القواتِ البحريةِ، وكذلك الرسائلَ التحذيريةَ الناريةَ المتكرّرة”، في إشارةٍ إلى حرص القواتِ المسلحة اليمنية على تجنب الإضرار بطاقم السفينة وحمولتها وتعمدها إقامة كُـلّ الحجج قبل الاستهداف المباشر والمشروع في ظل التحذيرات المتكرّرة.
وفي عمليةٍ موازيةٍ تجاوزت البحرَ والجوَّ وضربت عمقَ الكيان الصهيوني، أوضح العميد سريع أن “سلاحُ الجوِّ المسيرِ بالقواتِ المسلحةِ اليمنيةِ نفذ عمليةً عسكريةً بعددٍ من الطائراتِ المسيرةِ على أهداف عسكريةٍ في منطقةِ أُمِّ الرشراشِ ومناطقَ أُخرى في فلسطينَ المحتلّة”، وهذا تأكيد جديد على مدى تعاظم قدرات القوات المسلحة اليمنية في تنفيذ العمليات على اختلاف طبيعتها وتباعد مسافاتها.
وبهذه العمليتين كان الردُّ اليمني كافياً لتدرك واشنطن أن تهديداتها لن تزيد اليمن وجيشها إلَّا قوة وعزيمة نحو إسقاط الإجرام والغطرسة الإسرائيلية، وقد عزز سريع هذه الرسائل بتأكيده “أنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكّـد استمرارها في دعمِ وإسنادِ الشعبِ الفلسطينيِّ ضمنَ واجبِها الدينيِّ والأخلاقيِّ والإنساني”.
كما رسّخ العميد سريع تأكيدَ حقيقة نهاية الحقبة التي كانت فيها واشنطن تفرضُ تهديداتها الصوتية، فضلًا عن انتقال اليمن إلى مرحلةِ إسقاط تهديدات واشنطن العسكرية الفعلية، فمع هذه العملية الأولى بعد إعلان التحالف الأمريكية لحماية كيان العدوّ، نوّه العميد سريع إلى أنَّ “القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكّـد استمرار عملياتِها في البحرينِ الأحمر والعربيِّ ضدَ السُّفُنِ الإسرائيليةِ أَو المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلّةِ حتى إدخَال ما يحتاجُه قطاعُ غزةَ منْ غذاءٍ ودواء”، في إشارة إلى أن المعادلة اليمنية لن تتغير حتى يتغير السلوك الصهيوأمريكي تجاه غزة، وليس أمام العدوّ ورعاته الأمريكيين والغربيين إلَّا خيار واحد.
وفي ختام البيان جدد العميد سريع التأكيدَ على أنَّ “القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ تؤكّـد على ما جاءَ في بياناتِها السابقةِ بشأنِ منعِ مرورِ كافةِ السُّفُنِ الإسرائيليةِ أَو المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلّةِ، مع حرصِها الكاملِ على استمرار حركةِ المِلاحةِ البحريةِ إلى كُـلّ الوجهاتِ باستثناء الكيانِ الإسرائيلي”، وهي رسالة يجب على واشنطن فهمها واستيعابها، مع استيعاب غروب شمس هيمنتها عن اليمن إلى غير رجعة.
إلى ذلك علق خبراء عسكريون وسياسيون على العمليات اليمنية، حَيثُ أكّـد الخبير الاستراتيجي أمين حطيط، أن العملية تأتي “بعد إنشاء التحالف الدولي، ويوجه من اليمن رسالة قاطعة أن التصرفات العدوانية من أية جهة كانت، لا تؤثر على قرارات اليمن المساند لإخواننا في غزة تجاه ما يتعرضون له من مجازرَ بشعة وحصار خانق يمنع وصول الغذاء والدواء”.
كما نوّه حطيط إلى أن “هذه العملية تؤكّـد على صلابة القيادة اليمنية ممثلة بالسيد عبدالملك الحوثي في تنفيذ ما أعلن عنه رغم كُـلّ التهديدات”.
ولفت إلى أن “القيادةَ اليمنيةَ الحكيمةَ حذرت وأنذرت ثم نفذت، ولو كان السيد عبدالملك الحوثي يقيم وزناً أَو اعتباراً للقوات التي جاءت إلى البحر الأحمر وتريد منع اليمن من اتِّخاذ قراراته، لكانت اختلفت المنظومة”، مُشيراً إلى أن “اليمنَ تعاملت مع الوضع كما لو أنه لا يوجدُ أحدٌ غيرُها في البحر الأحمر، وهذا يعبر عن شجاعة وقوة وثقة بالنفس”.
فيما أشار نائبُ مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد عبدالله بن عامر إلى أنهه ومن خلال رسائل العملية يتأكّـد للجميع أن القوات المسلحة قد مرست على تطويع الظروف لصالحها، مُضيفاً بالقول “الأمر يتعلق باختيار الأهداف، ثم تجاوز الدفاعات الجوية الاعتراضية الأجنبية والأمريكية”.
ونوّه إلى أن “القوات المسلحة تقوم بدراسة وتقييم لكل عملية تقوم بها، بحيث تستطيع تسجيل ضربات موجعة بحق هذا الكيان تضامناً ومساند لإخواننا في غزة”.
وفي ختام تصريحاته أكّـد العميد بن عامر أن “القواتِ المسلحةَ تعملُ على تراكُمِ خبراتها، وتحسين الأداء في هذه الضربات، وخَاصَّة ونحن نعيش ظروف استثنائية، سواءً فيما يتعلق بالبحر الأحمر أَو باستهداف الكيان الإسرائيلي”.
المسيرة