‘كارثة بيولوجية بشرية’..الأرض في خطر ‘الانقراض السادس’!
أفق نيوز |
لا يوجد نوع أو فصيلة تدوم إلى الأبد، فالإنقراض جزء من تطور الحياة، ولكن على مدى خمس مرات على الأقل، اجتاحت كارثة بيولوجية الكوكب، مما أدى إلى مقتل الغالبية العظمى من الأنواع في الماء وعلى اليابسة خلال فترة جيولوجية قصيرة نسبيا.
ومن أشهر أحداث الانقراض الجماعي هذه – هي اصطدام كويكب بالأرض قبل 66 مليون سنة ، مما أدى إلى هلاك الديناصورات والعديد من الأنواع الأخرى – هو أيضا الأحدث، ولكن العلماء يقولون إنها لن تكون الأخيرة.
وبحسب تقرير CNN البريطانية، يجادل العديد من الباحثين بأننا في منتصف الانقراض الجماعي السادس، الذي لم يحدث بسبب صخرة فضائية بحجم مدينة ولكن بسبب النمو الزائد والسلوك التحويلي لنوع واحد هو الإنسان العاقل، لقد دمر البشر البيئة الطبيعية وأطلقوا العنان لأزمة المناخ، فنحن على مشارف كارثة بشرية تحدث آثار الكارثة البيولوجية التي تحدث هذا الانقراض.
إذ أشارت الحسابات في دراسة أجريت في سبتمبر الماضي ونشرت في مجلة PNAS البريطانية،إلى أن مجموعات من الأنواع الحيوانية ذات الصلة تختفي بمعدل 35٪ أعلى من المعدل المتوقع عادة، وفي حين أن كل انقراض جماعي له فائزون وخاسرون، فلا يوجد سبب لافتراض أن البشر في هذه الحالة سيكونون من بين الناجين.
ففي الواقع، يعتقد سيبالوس، أحد كبار الباحثين في معهد علم البيئة في الجامعة الوطنية المستقلة في المكسيك، “أن العكس يمكن أن يحدث، مع الانقراض الجماعي السادس الذي يحول المحيط الحيوي بأكمله، أو منطقة العالم المضيافة للحياة – ربما إلى حالة قد يكون من المستحيل على البشرية أن تستمر فيها ما لم يتم اتخاذ إجراء دراماتيكي”.
وبحسب المجلة العلمية PNAS، يعتقد عدد متزايد من العلماء أن حدث الانقراض الجماعي السادس الذي يعادل حجم الأحداث الخمسة السابقة حيث أظهرت دراسة جديدة أن الخسارة العالمية للحياة البرية “أكثر إثارة للقلق” مما كان يعتقد سابقا، فهناك فئات كاملة من الأنواع أو الأجناس ذات الصلة تختفي، وهي عملية قال إنها تؤثر على النظم البيئية بأكملها وتعرض للخطر بقاء الأنواع الخاصة بنا، وقام سيبالوس والمؤلف المشارك في دراسته بول إرليخ، الأستاذ الفخري للدراسات السكانية في جامعة ستانفورد، بتقييم 5400 جنس من الحيوانات الفقارية، باستثناء الأسماك. يجمع جنس واحد واحدا أو أكثر من الأنواع المختلفة ولكن ذات صلة – على سبيل المثال، يشمل جنس Canis الذئاب والكلاب والقيوط وابن آوى.
ووجد تحليل الثنائي أن 73 جنسا قد انقرضت خلال الـ 500 عام الماضية، وهذا أسرع بكثير من معدل الانقراض “الخلفية” المتوقع، أو المعدل الذي تموت فيه الأنواع بشكل طبيعي دون تأثير خارجي.
وقال الباحثون إنه في غياب البشر، كانت هذه الأجناس الـ 73 ستستغرق 18 ألف سنة لتختفي، وتتنوع أسباب هذه الانقراضات – تغير استخدام الأراضي، وفقدان الموائل، وإزالة الغابات، والزراعة المكثفة، والأنواع الغازية، والصيد الجائر، وأزمة المناخ – ولكن كل هذه التغيرات المدمرة لها خيط مشترك: الإنسانية.
ولا تقتصر الأعمال التدميرية التي يقوم بها البشر على القدرة على تآكل نوعية حياتنا على المدى الطويل فحسب، بل إن آثارها المتموجة يمكن أن تقلب في النهاية نجاحنا كنوع، وفقا لسيبالوس، وأوضح: “عندما نفقد الأجناس، فإننا نفقد المزيد من التنوع الجيني، ونفقد المزيد من التاريخ التطوري، ونفقد (العديد) المزيد من سلع وخدمات النظام البيئي التي تعتبر مهمة للغاية”.