انهيار الريال اليمني أمام الدولار يشكل صدمة جديدة للمواطنين في المحافظات المحتلة
أفق نيوز – تقرير- أحمد المالكي
سجل الريال اليمني، انهياراً تاريخياً جديدا أمام العملات الأجنبية في عدن والمحافظات المحتلة، مقترباً من حاجز 1600 ريال، ومسجلاً بذلك أدنى انخفاضا له منذ أكثر من عامين، عندما وصل سعر صرف الدولار في أواخر ديسمبر 2021 إلى 1735 ريالاً.
وارتفاع سعر بيع الدولار هذا الأسبوع بشكل جنوبي أمام الريال اليمني شكل صدمة جديدة للمواطنين في مدينة عدن الواقعة تحت سيطرة المرتزقة وقوى العدوان، جراء الانهيار الاقتصادي والمعيشي المستمر التي تشهده المحافظات الجنوبية المحتلة.
وأفادت مصادر مصرفية هذا الأسبوع بمحافظة عدن المحتلة، أن سعر بيع الدولار الأمريكي وصل 1594 ريال يمني بزيادة 50 ريالا منذ الثلاثاء الماضي، فيما وصل سعر الشراء 1582 ريالاً يمنياً.
وبينت المصادر أن الريال السعودي حقق زيادة مقدارها 10 ريالات أمام الريال اليمني خلال الثلاث الأيام الماضية ليصل سعر البيع بمبلغ 419 ريالاً يمنياً.
فشل
وأرجعت المصادر ارتفاع أسعار العملات الأجنبية إلى فشل حكومة المرتزقة التابعة للرياض وأبو ظبي اتخاذ أي تدابير اقتصادية تحافظ على سعر العملة المحلية بسبب طباعتها قرابة 6 ترليون ريال يمني دون غطاء نقدي خلال السنوات الماضية.
وأنعكس الانهيار الاقتصادي على الوضع المعيشي للمواطنين في عدن وبقية المحافظات الجنوبية المحتلة وارتفعت أسعار المواد والسلع الغذائية الأساسية بشكل جنوني وفلكي ووصل الحال بعدم قدرة الحكومة على صرف مرتبات المعلمين للشهر الماضي في عدن.
وفي المقابل سجلت أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني في مناطق صنعاء، ارتفاعا طفيفاً، حيث زاد سعر صرف الدولار الأمريكي بمقدار ريالين من 528 في تعاملات الخميس الماضي إلى 530 ريالاً مطلع الأسبوع والريال السعودي بمقدار 20 فلساً من 140 إلى 140,20 ريال.
الوديعة
وكان بنك عدن المركزي التابع للمرتزقة أعلن، الثلاثاء الماضي، أنه تلقى الدفعة الثانية من الوديعة السعودية، والتي قال إنه تم تحويلها إلى حسابه لدى البنك الأهلي السعودي.
ونشر موقع البنك خبراً، أكد فيه عن مصدر مسؤول في بنك عدن أنه تم تحويل الدفعة الثانية من الوديعة السعودية المخصصة لدعم البنك المركزي اليمني الى حساب البنك في البنك الأهلي السعودي.
وكانت مصادر مالية مطلعة ، قد كشفت عن حجم المبلغ الذي حولته السعودية إلى حساب البنك المركزي اليمني بعدن مؤكدا أن المبلغ لم يتجاوز 75 مليون دولار، ولذلك وجد البنك حرجا في أن يفصح عن هذا الرقم الضئيل، فيما كان المنتظر هو أن يتم تحويل الدفعة الثانية من المنحة وبمبلغ مقارب للدفعة الأولى التي كانت 266 مليون دولار.
انهيار اقتصادي
وتشهد المحافظات المحتلة الواقعة تحت سيطرة المرتزقة انهياراً اقتصادياً غير مسبوق بسبب الفساد المستشري في مفاصل مؤسسات الدولة والممارسات غير القانونية المتمثلة بطباعة قرابة 6 تريليونات ريال دون غطاء نقدي منذ نهاية العام 2016ـ 2021م.
ووفقا لمهتمين ومتابعين للشأن الاقتصادي اليمني تعيش حكومة المرتزقة حالة من الفشل والانهيار الاقتصادي بسبب النهب المنظم لكافة الإيرادات وصرفها على المسؤولين والنافذين التابعين لها خارج اليمن بالدولار وبمبالغ خيالية بينما الشعب يعيش الأمرين بسبب فساد وترف هؤلاء المرتزقة ، ورغم طباعتها للعملة إلا أنها تمتنع عن صرف المرتبات بحجة عدم وجود سيولة.
حراك شعبي
وتعيش المناطق المحتلة في عدن وشبوه وحضرموت وأبين ومأرب وغيرها حراكاً شعبياً وسياسياً واسعاً واعتصامات قبلية وقطعاً للطرقات من قبل مجاميع قبلية مسلحة تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية وتوفير الخدمات وتخفيض أسعار الوقود بالتساوي مع بقية المحافظات.
دول العدوان
ويحمل المواطنون والنخب السياسية والناشطون في المحافظات المحتلة، دول تحالف العدوان ومرتزقتها، السبب في التدهور الاقتصادي وانهيار سعر العملة، وتفاقم الوضع المعيشي للمواطنين نتيجة ارتفاع الأسعار وانعدام الخدمات الضرورية وعلى رأسها خدمات الكهرباء، ناهيكم عن الانفلات الأمني وانتشار جرائم القتل والاغتيالات وحالات الاعتقالات والإخفاء القسري، وارتفاع معدل الجرائم الأخلاقية وارتفاع أعداد المتعاطين من الشباب للخمور والمخدرات بأنواعها.