أفق نيوز
الخبر بلا حدود

منذ إعلان الرئيس مجانية الخدمات والمستشفى لا يهدأ على مدار الساعة

770

أفق نيوز – تقرير – محمد العزيزي

 

يتزاحم آلاف المواطنين في طوابير طويلة أمام نوافذ صناديق هيئة المستشفى الجمهوري التعليمي بالعاصمة صنعاء، تمتد تلك الطوابير الطويلة حتى ساحة المستشفى منذ الصباح الباكر لغرض قطع سندات التحويل للعيادات الطبية ..

وبمجرد أن تدلف قدماك أبواب وأحواش المستشفى تشعر وينطبع في ذهنك وللوهلة الأولى أن مواطني الجمهورية في الجمهوري وكأنه المستشفى الوحيد في البلاد نتيجة كثافة البشر من طالبي العلاج والسبب أن المستشفى يقدم خدماته مجانا للمواطنين، وفقا لإعلان رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط خلال الربع الأخير من العام الفائت 2023م، مجانية الخدمات الطبية مقابل دعم من هيئة الزكاة للمستشفى .

الفقراء والمستضعفون من المرضى ومن جار عليهم الزمن جراء الوضع الاقتصادي الذي تسبب به العدوان والحرب على مدى تسع سنوات، هؤلاء المواطنون الذين يتقاطرون من كل محافظات ومديريات الجمهورية رجالا ونساء ويرابطون داخل حوش المستشفى وسط صقيع وبرد الشتاء القارس، بحثا عن العلاج، حيث وجدوا ضالتهم بعد قرار وإعلان القيادة السياسية مجانية العلاج والخدمات الطبية بالمستشفى الجمهوري ..

“الثورة” نزلت واستطلعت آراء المواطنين المستفيدين من الخدمات واطلعت على ما يدور في المستشفى الجمهوري التعليمي المجاني بالعاصمة صنعاء بعد مرور نحو ربع عام من إعلانه مستشفى مجانياً.. وخرجت بهذه الحصيلة:

 

وقفنا عند دخولنا حوش المستشفى ورأينا الناس يتزاحمون وكأنهم في محشر، مواطنون يغادرون بوابة المستشفى وآخرون يدخلون وعلى عجلة من أمرهم، والغالبية من الناس في طابور لقطع السندات المجانية للعيادات أو للاستفادة من الخدمات الطبية.

سألت عددا كبيرا من المواطنين من محافظات حجة والحديدة والمحويت ومن مديريات محافظة صنعاء وآخرين من محافظة ذمار وريمة .. لماذا هذا الزحام والانتظار؟ وهل فعلا الخدمات مجانية؟ .. كان ردهم جميعا أن المتعب لهم هو الزحام والبطء في قطع سندات الخدمات وأمام العيادات الاستشارية، أما الخدمات فهي مجانية وتشمل المعاينة والفحوصات والوسائل التشخيصية والرقود والعمليات وكل شيء مجاني ما عدا العلاج أو الأدوية.

آخرون أكدوا أن المرضى وخاصة الذين يعانون من أمراض مستعصية ويحتاجون إلى عمليات وأجهزة تشخيصية يأتون ومعهم اثنان إلى ثلاثة وربما خمسة أشخاص والجميع يتابع ويراجع للمريض الذي يرافقه وهذا سبب الزحمة وفقا لردودهم على تساؤلتنا لهم، لكنهم أشادوا بالتعامل والخدمات التي تقدم.

جميع المواطنين الذين التقينا بهم أكدوا أن الحرب والعدوان والأزمة والظروف الاقتصادية هي من أجبرت الموطنين من متوسطي الدخل والفقراء والمطحونين من معدومي الدخل على ذلك وهي من تقف وراء هذا العدد الكبير الذي نراه في المستشفى ليلا ونهارا والمستشفى لا يهدأ بالإضافة إلى أن المستشفى يستقبل الحالات المرضية من العاصمة كونه يتوسط المدينة .

بعد ذلك عملنا جولة داخل المستشفى ومراكزه ووجدنا أن جميع الأقسام تعمل بوتيرة عالية وبالرغم من أن العمل المالي والإداري الطبي يتم بالنظام الآلي الإلكتروني إلا أن الزحام يفوق قدرات العاملين، كما أن بعض الأجهزة تتوقف عن العمل نتيجة ارتفاع حرارة هذه الأجهزة.

وبحسب المختصين هناك فإن هناك عدداً من الأجهزة الحديثة دخلت إلى الخدمة وأخرى في طريقها وقد تصل قريبا.

ويؤكد المسؤولون بالمستشفى أن المواطنين توجهوا فور الإعلان نحو المستشفى للاستفادة من مجانية الخدمات الطبية وهذا شيء طبيعي جدا، كون غالبية الشعب اليمني يعاني من العدوان والحصار وارتفاع كلفة العلاج ونتيجة الحالة الاقتصادية الصعبة التي نعيشها جميعا، توجه الغالبية العظمى نحو المستشفى للاستفادة من تلك الخدمات الطبية المجانية بعد أن ظل بعضهم في منازلهم وهم يعانون من المرضى لسنوات.

من جهته أوضح الدكتور محمد حجاف -رئيس هيئة المستشفى الجمهوري التعليمي بالأمانة أن المستشفى يعاني كثافة شديدة وزحاماً كبيراً لم يشهده المستشفى من قبل وذلك بعد إعلان رئيس الجمهورية مجانية الخدمات الطبية التي يقدمها المستشفى.

وأكد الدكتور حجاف أن المستشفى خلال العام المنصرم 2023م أجرى عمليات جراحية بلغت 22,686 عملية جراحية كبرى ومتوسطة وصغرى في مختلف التخصصات الطبية.

وأضاف مدير عام المستشفى الجمهوري أن المستشفى قدم خدمات طبية في مجال الوسائل التشخيصية حوالي 210.671 خدمة، وما يزيد عن 726.899 فحصا طبيا، وأكثر من 200 ألف معاينة وما يقارب نصف مليون مواطن استفادوا منها خلال العام المنصرم ، وما يزال المستشفى بكل كوادره وأطقمه الطبية والإدارية والاستشاريين والأطباء ومساعديهم يقدمون هذه الخدمة حتى الساعة مجانا تنفيذا لتوجيهات فخامة الرئيس.

وعن أبرز خطوات تحول المستشفى الجمهوري إلى مؤسسة تقدم خدماتها بشكل مجاني وأهميتها لقطاع الرعاية الصحية الحكومية وللمجتمع .. أجاب الدكتور محمد جحاف إنه لا يخفى على أحد من المهتمين بالقطاع الصحي في بلادنا سواء من الجهات الحكومية أو الجهات ذات العلاقة، المزايا والخصائص التي تفردت بها هيئة المستشفى الجمهوري التعليمي، بأمانة العاصمة عن بقية الهيئات والمستشفيات والمؤسسات الصحية والتي أهلتها لتكون في مطلع ومقدمة المستشفيات المرشحة من قبل القيادة السياسية ممثلة بالأخ الرئيس المشير الركن مهدي المشاط، حيث تتفرد الهيئة بخصائص، أبرزها موقع المستشفى الذي يتوسط ويتربع على قلب العاصمة صنعاء، إلى جانب كونها تشرف على العديد من المراكز الطبية والنوعية والحيوية على مستوى الوطن، مثل مركز طب وأبحاث الكبد والجهاز الهضمي والذي يحوي أكبر وحدة مناضير للجهاز الهضمي على مستوى الوطن (وقريبا سيتم فيه تدشين مشروع زراعة الكبد)، ومركز طب الحروق والتجميل ومركز طب وجراحة العيون ومركز الأمومة والطفولة ومركز الطوارئ والخدمات النموذجي ومركز الغسيل الكلوي والمركز التشخيصي ومركز العلاج الطبيعي ومركز الحميات، إلى جانب العديد من المراكز المزمع تدشينها قريبا مثل مركز القلب وغيره ..

مشيرا إلى أن من أهم الخطوات التي دفعت بالهيئة لتكون مؤسسة طبية مجانية هو سعينا برئاسة الهيئة لمحاولة تنفيذ بنود الرؤية الوطنية الشاملة فيما يخص ضرورة التطوير والتحديث لخدمات الرعاية الصحية المقدمة في المؤسسات والهيئات الصحية.. وبالتالي بذلنا الجهود الحثيثة في رئاسة الهيئة خلال الثلاث السنوات الأخيرة لرسم الخطط ووضع المعالجات وخلق السياسات والإجراءات بغية تسريع عجلة التنمية الطبية من خلال تطبيق مفهوم الجودة الطبية الشاملة.

وأفاد رئيس هيئة المستشفى الجمهوري بأن القيادة الصحية والقيادة السياسية كانت تتابع التحول الكبير بالمستشفى باهتمام، وهذا ما لمسناه من تحول جذري في جودة الخدمات بهيئة المستشفى الجمهوري وزاد هذا الاهتمام بعد افتتاح مراكز نوعية جديدة مثل مركز الكبد ومركز الأمومة والطفولة ومركز الطوارئ النموذجي وإدخال مجموعة من الأجهزة الطبية والتشخصية الحديثة للخدمة، لعل أبرزها جهاز الرنين المغناطيسي الذي يعد من أحدث أجهزة التشخيص الإشعاعي على مستوى الشرق الأوسط …وبالتالي كانت تلك المراحل قد ساهمت في تحول هيئة المستشفى الجمهوري إلى مؤسسة طبية مجانية، يلمس مخرجاتها وأثرها كخدمات طبية المواطن وبالذات في ظروف العدوان الهمجي على بلادنا والذي ألقى بضلاله على الوضع المجتمعي للمواطن بانهيار وضع الدخل المادي لديه وعجزه عن دفع تكاليف الخدمات العلاجية والطبية الشخصية له ولأفراد أسرته.

وحول الجديد في استراتيجية المستشفى الجمهوري الجديدة بعد هذا التحول رغم أنه معروف أن المستشفيات الحكومية كانت تقدم خدمات مجانية قبل العدوان والحصار أو شبه مجانية.. رد الدكتور محمد جحاف: بالتأكيد كان مستوى تقديم خدمات الرعاية الصحية الحكومية أعلى بكثير قبل العدوان وفي ظل توفر موازنات مالية وتوفر الأدوية والمستلزمات الطبية وإمكانية دخولها عبر المطارات والموانئ والمنافذ البرية والبحرية…فكانت هناك خدمات شبه مجانية، لكنها كانت تقابل بأن ظروف المواطنين كانت مستقرة وكان هذا يشكل نوعا من التخفيف الكبير على المواطن وعلى الدولة بمنشآتها الصحية ..لكن في ظل الحصار الحالي والمستمر لقرابة عقد من الزمن وتأثر القطاع الصحي على مستوى الوطن كان لزاما علينا تبني استراتيجيات جديدة ومرنة قابلة للتلائم مع ظروف الواقع وضرورة استمرارنا في تقديم خدمات الرعاية الصحية بهيئة المستشفى الجمهوري وبقية المستشفيات، وبالنسبة لنا حاولنا أن نوازن بين ضمان توفير وتقديم رعاية صحية بجودة عالية للمرضى مع مراعاة ظروف المواطنين، أما حاليا فبفضل الله أصبحت الخدمات الطبية والتشخيصية والعلاجية مجانية لعموم المواطنين ومن مختلف انحاء الجمهورية وعلى مدار الساعة .

وأخيرا يقول رئيس هيئة المستشفى الجمهوري حول الإضافات التي تمت إضافتها لمواجهة هذا الكم الهائل ولمواكبة الإقبال الكبير على المستشفى من حيث التخصصات والكوادر المساعدة: هذا كان أحد أهم وأبرز الأهداف التي سعينا لتحقيقها في أن يكون المستشفى الجمهوري ملتقى كبار الأطباء الاستشاريين بمختلف التخصصات، لما لذلك من أثر هام وبالغ في الارتقاء بجودة خدمات الرعاية الطبية المقدمة، وبفضل الله تكللت مساعينا باستقطاب واحتواء عدد من ألمع الأطباء الاستشاريين على مستوى الوطن مثل أ.د.خالد معصار- استشاري أول أمراض الكبد والجهاز الهضمي و أ.د.يحيى السياغي- استشاري حروق وتجميل وكذا أ.د.منصور التويتي استشاري مسالك بولية وغيرهم في مختلف التخصصات، بالإضافة إلى العديد من الكوادر الطبية المساعدة وكذا الفنية، لأن كل هذه الكوادر مطلوبة لمواجهة الإقبال وأيضا لتقديم خدمة مميزة للناس.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com