العالم بدون أمريكا
أفق نيوز – بقلم – أحمد الزبيري
لم تتوقف المؤامرات والصراعات والحروب والفتن في منطقتنا والتي تؤججها بريطانيا وأمريكا منذ الحرب العالمية الأولى وأخذت أبعادا جديدة بعد الحرب العالمية الثانية وهي مستمرة حتى الآن وتتداخل فيها الحروب المباشرة واستخدام العملاء والأدوات المحلية لتحقيق الأهداف الاستعمارية الأمريكية والبريطانية والغربية .
بطبيعة الحال هذه المسألة لم تقتصر على المنطقة العربية والإسلامية بل شملت تقريباً قارات العالم لكنها لم تأخذ سمة الاستمرارية على النحو الذي شهدته وتشهده منطقتنا.
ولو أخذنا على سبيل المثال في بلادنا ..الوجود البريطاني في اليمن ..الحرب اليمنية السعودية في ثلاثينات القرن الماضي ..الصراعات المحلية وفي هذا السياق عشرات الأمثلة لثورات حركات التحرر الوطني وحروب الخمسينات والستينات والجبهات على اختلاف مسمياتها من أسلامية ووطنية والحروب الشطرية ..حرب الوحدة والانفصال والبقية بحكم حداثتها معروف وقس على هذا البلدان العربية المحورية وكل هذا له علاقه ببريطانيا وأمريكا مع بعض التداخلات في فترة الحرب البادرة .
نحن نشرح كل هذا من أجل الفهم لما يجري اليوم والسؤال الأساسي في هذا كله ما الذي جاء بأمريكا وبريطانيا إلى برنا وبحرنا وسمائنا ولماذا بالأمس تشن غارات على أبناء الأرض قادمة من عشرات آلاف الكليومترات .
قصف الحدود السورية العرقية والبوكمال والأنبار ودير الزور والقائم وصعدة وغيرها من المناطق والمحافظات اليمنية والعربية هل اعتدينا على أمارة ويلز أو نيويورك أو ارزونا أم أن أمريكا هي المعتدية ومعها بريطانيا والغرب علينا دوما .
(التحيف) أن البعض سواء كانوا سياسيين أو إعلاميين يفسرون ويحللون ما يحصل على أنه رد وانتقام مما حصل من قتل للجنود الأمريكيين في قاعدة التنف وكأن الدم الأمريكي يختلف على دماء العرب والمسلمين الذي يقتلون بالآلاف من فلسطين وعلى امتداد هذه المنطقة الواسعة من العالم وقياساً على هذا أذا اردنا أن ننتقم من أمريكا وبريطانيا وإسرائيل فأن ما في هذه الدول من شجر وحجر وبشر سيكون أقل مما تعرضنا له ..ويحدثونك عن الديمقراطية وحقوق الأنسان في هذا العالم الصلف الوقح المنحط .
الاستخلاص الأهم من كل ما سبق أن أمريكا وبريطانيا والغرب عموماً يعيشون حالة هستيريا نتيجة المتغيرات .. يقف خلف ما يقومون به الخوف والرعب من المصير المجهول الذي يقترب لنهاية هذه الهيمنة المتكبرة والمستكبرة ..العالم العربي وعالم الجنوب وحتى الغرب بدون أمريكا سيكون أفضل دون الدخول في التفاصيل ودون قراءة تنجيميه للمستقبل .