صنعاء القديمة وأمانة العاصمة
أفق نيوز – بقلم – عبدالفتاح علي البنوس
زرت عاصمة العواصم صنعاء الأسبوع الماضي، وتجولت قليلا في أفياء صنعاء القديمة مستذكرا ذكريات سنوات قضيتها في رحابها واستوقفني خلال تجوالي ما آل إليه حال سورها من تهالك وما وصلت إليه بعض منازلها من تشويه نتيجة غياب الترميم والصيانة والتي تعد واحدة من نتائج العدوان الغاشم على بلادنا، ودفعني الفضول الصحفي لتوجيه رسالة عاجلة إلى قيادة أمانة العاصمة ممثلة بأضلعها الثلاثة الأمين الأستاذ حمود محمد عباد ونائبه الأستاذ أمين جمعان والوكيل الأول الأستاذ خالد المداني تتضمن دعوتهم للقيام بزيارة عاجلة لسور صنعاء القديمة الذي يعد أحد أبرز معالم مدينة صنعاء القديمة التي تعد من مدن التراث العالمي والوقوف على حال المنازل المطلة على السايلة والتي باتت مشوهة للمشهد الجمالي لمدينة صنعاء القديمة والتي تحتاج إلى القليل من المال والوقت والجهد لترميمها وتحسينها.
سور صنعاء القديمة بدأ يتهالك من عدة جهات نتيجة سيول الأمطار وغياب الترميم للأسباب سالفة الذكر، وهو ما يتطلب تدخل قيادة أمانة العاصمة للقيام بالتدخل السريع والعاجل قبل موسم الأمطار لتنفيذ مشروع ترميم هذا المعلم التاريخي الهام وصيانة المنازل المطلة على امتداد السايلة ومجمع العرضي والمؤسسة الاقتصادية، للحفاظ على الصورة الجمالية والمكانة الحضارية لصنعاء القديمة، ولتفادي اتساع رقعة الدمار والتهالك الذي لحق بالسور والمنازل جراء مياه الأمطار وغياب الترميم من قبل اليونسكو بالتنسيق مع الهيئة العامة للحفاظ على المدن الأثرية.
هناك منازل تهدمت نتيجة الأمطار، وهناك أخرى في حالة متدهورة تنتظر متى سيأتي عليها الدور، واذا ما ظللنا ننتظر لدعم ومساعدة منظمة اليونسكو، فإن حجم الأضرار في سور صنعاء القديمة ومنازلها سيتسع ويتسع، وسيكون من الصعب على أمانة العاصمة في ظل الظروف الراهنة مواجهة ذلك، وأعتقد جازما بأن أي تحرك حكومي من قبل أمانة العاصمة الآن سيكون أقل كلفة، وخصوصا فيما يتعلق بترميم السور المبني من الطين والذي لا تتطلب عملية ترميمه وإعادة بناء ما تهدم منه من الجهة الشرقية تكاليف باهظة، هناك جهود مشكورة تقوم بها أمانة العاصمة في إطار تحسين وتطوير مشاريع البنية التحتية، وهي محط تقديرنا واحترامنا جميعا، وأعتقد أن مشروع ترميم وصيانة سور صنعاء القديمة والمنازل المتضررة فيها وتحسين واجهة منازلها المطلة على السور سيعزز من رصيدها وإنجازاتها الخدمية والتنموية التي جاءت في زمن العدوان والحصار، تجسيدا لتوجهات القيادة الثورية الحكيمة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله، وترجمة عملية لشعار المرحلة الذي أطلقه الشهيد الرئيس صالح علي الصماد رضوان الله عليه (يد تبني ويد تحمي).
بالمختصر المفيد، أثق كثيرا في تفهم قيادة الأمانة للأمر، وأنا أكثر ثقة في تفاعلها الجاد والمثمر والذي سينعكس إيجابا على صنعاء القديمة وسكانها وكل الزائرين لها من الداخل والخارج، فلم يعد منظر السور لمدينة سام القديمة لائقا بها بوضعه الحالي، ولم يعد لائقا التأخر في ترميمه، والحال ينطبق على المنازل التي تقع على واجهة المدينة والتي تحتاج إلى صيانة وترميم بمادتي الجس والنورة من أجل الحفاظ على المظهر الحضاري والصورة الجمالية لعاصمة العواصم صنعاء، صنعاء التاريخ والحضارة والتراث والأصالة.
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.