اليمن ينتصر للإنسانية بردع أمريكا وبريطانيا في البحرين الأحمر والعربي
أفق نيوز | يمضي الشعب اليمني بكل ثقة وقوة وثبات في مساندة الشعب الفلسطيني، ودعم قضيته العادلة ومناصرة المقاومة الباسلة، بتوجيه أقسى الضربات وتنفيذ العمليات ضد قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، المتسلّطة على شعوب وأنظمة العالم.
وبالرغم من العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، في محاولة لإيقاف عمليات القوات المسلحة ضد السفن الصهيوني والأمريكية والبريطانية والمتجهة إلى الموانئ المحتلة، صعّدت القوات اليمنية مؤخراً ضرباتها على السفن البريطانية والأمريكية والصهيونية في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن وقصف عمق الكيان في الأراضي المحتلة.
قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، حذر أمريكا وبريطانيا مراراً في أكثر من خطاب بعدم التورط وشن العدوان على الشعب اليمني، المعروف تاريخياً بأنه “مقبرة الغزاة”، وكف دعمهما للكيان الصهيوني، إلا أن واشنطن ولندن، اتخذتا مساراً يفضي للتصعيد خدمة للوبي الصهيوني وقادته الذين ما يزالون حتى اللحظة يرتكبون المجازر تلو المجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة، ضاربين بكل وقاحة بالقوانين والأعراف الدولية والإنسانية عُرض الحائط.
لقد وجّهت صنعاء خلال الفترة الماضية من عملية “طوفان الأقصى”، رسائل مطمئنة للمجتمع الدولي، مفادها بأن عمليات القوات المسلحة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي، موجهة فقط ضد سفن الكيان الصهيوني والسفن المتوجهة إلى موانئه وربطت ذلك الإجراء المحدود والمؤقت، بإيقاف العدوان الصهيوني ورفع حصاره على غزة، والذي وصل حد منع الغذاء والماء والدواء، وأكدت باستمرار أن الخطر الوحيد الذي يهدّد الملاحة في البحرين الأحمر والعربي، والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، يتمثل في التحركات المشبوهة والتهديدات والأساليب المستفزة، التي تنتهجها أمريكا وبريطانيا.
لكن على ما يبدو أن أمريكا وبريطانيا لم تستوعبا رسائل صنعاء، وتحذيرات قائد الثورة وتمادتا في غطرستهما بدعم كيان العدو، الذي فشل في تحقيق أهداف عدوانه على غزة منذ ما يقارب خمسة أشهر، وكان بالإمكان اختصار الوقت بالضغط على عصابة كيان العدو المجرم، لوقف حربه ورفع حصاره والسماح بدخول الغذاء والدواء لأبناء قطاع غزة.
صنعاء ما تزال ملتزمة بحماية الملاحة في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، وتقدم أعلى درجات الحرص على سلامة الملاحة البحرية، إلا أن إصرار واشنطن ولندن على تصعيد عدوانهما على اليمن وإفشال أي جهود لإيقاف الحرب على فلسطين، واستمرار دعمهما للعدو الصهيوني في ارتكاب المزيد من الجرائم في غزة، جعل صبر صنعاء ينفد باتجاه تأديب أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني، نيابة عن شعوب وأنظمة الأمة المتخاذلة والمتواطئة.
صنفّت “أمريكا” الشيطان الأكبر المكون الوطني أنصار الله، جماعة إرهابية، نتيجة وقوفه مع فلسطين ودعمه للقضية الفلسطينية ومقاومته ضد الكيان الصهيوني، وما إن دخل قرارها المشبوه حيز التنفيذ، أصدر فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس السياسي الأعلى، قراراً بتصنيف أمريكا وبريطانيا دولتين معاديتين للجمهورية اليمنية، واعتبارهما دولتين داعمتين وحاميتين وراعيتين للكيان الصهيوني ومشاركتين في جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، ويتم التعامل معهما وفقاً لمبدأ المواجهة.
التصعيد الأمريكي البريطاني خلال الأيام الماضية قابله تصعيد يمني مزلزل، بعمليات نوعية نفذتها القوات المسلحة في إطار استراتيجية لردع القوى المعادية لليمن وفلسطين، بدك السفن الأمريكية والبريطانية، في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، ما تسبب في إغراق سفينة بريطانية، وإسقاط طائرة أمريكية في الحديدة.
التحالف الأمريكي – البريطاني الذي قدم ببوارجه وأساطيله ذات القدرات الفائقة في التسليح العسكري إلى المنطقة والبحرين الأحمر والعربي، لفرض الهيمنة على الشعوب والأنظمة غير قادر اليوم على كسر المعادلة التي فرضتها صنعاء بحنكة رجل القول والفعل السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، الذي يقود معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”، ضد قوى الشر والطغيان العالمي، للانتصار لمظلومية الشعبين اليمني والفلسطيني.
وأصبحت واشنطن اليوم غارقة في بحر من العجز، بعد العمليات التي نسفت تصريحات أمريكية تزعم بإجهاز قواتها على القدرات العسكرية اليمنية وتعطيل مفاعليها، ويؤكد ذلك تصريح نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال براد كوبر الذي قال “إن القتال ضد اليمن في البحر الأحمر، هو أكبر معركة تخوضها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية”.
نجح اليمن في اختبارين مهمين، الأول ثباته على الموقف الرسمي والشعبي المبدئي المناصر للشعب الفلسطيني رغم سياسة الترغيب والترهيب الأمريكية، والثاني أخلاقي بتجنب القوات المسلحة اليمنية سقوط ضحايا وإجلاء طاقم السفينة البريطانية قبل غرقها، وهو الفارق بين من ينتصر للإنسانية ويسعى لإيقاف جرائم الإبادة في غزة وبين القتلة والنازيين الجدد.