قائد الثورة يكشف عن مفاجآت فاعلة ومؤثرة لا يتوقعها الأعداء في مسار العمليات العسكرية
أفق نيوز | كشف قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، عن مفاجآت ستأتي بصورة فاعلة ومؤثرة لا يتوقعها الأعداء نهائياً، على مستوى العمليات العسكرية اليمنية.
وقال السيد عبدالملك الحوثي في خطاب له اليوم حول آخر التطورات والمستجدات ” لدينا بإذن الله تعالى مفاجآت لا يتوقعها الأعداء نهائياً، وستكون مفاجئة جداً للأعداء وفوق ما يتوقعه العدو والصديق، مفاجآت ستأتي بصورة فاعلة ومؤثرة، لا نريد الحديث عنها، لأننا نريد أن تبدأ بالفعل، ثم نعقب عليها بالقول”.
وجدد دعوته لأبناء الشعب اليمني بالخروج المليوني يوم الغد في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات، مخاطباً إياهم بالقول ” يا شعبي العزيز معدن لكل القيم والمعاني الإنسانية النبيلة والعزيزة، أدعوكم بدعوة الله والقرآن والمسجد الأقصى ودعوة الشعب الفلسطيني المظلوم للخروج المليوني يوم الغد في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات، تضامناً مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ودعماً لمقاومته الباسلة”.
وأضاف “خروجكم الأسبوعي في يوم الجمعة الماضي في 132 ساحة خروج مليوني يعني الكثير لأهميته، فالأعداء يحسبون للخروج المليوني ألف ألف حساب”، مبيناً أن الضربات الصاروخية وعمليات الطائرات المسيّرة وعمليات القوات البحرية تعبّر عن الشعب اليمني الذي يخرج بالملايين في الساحات والميادين.
وشدد السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على استمرار الخروج المليوني لما له من تأثير كبير ومساند في ظل وضع خذلان رهيب، باعتبار الخروج في الساحات هو جزءاً من الموقف والجهاد، وهو أيضاً جزء من الميدان ولا ينبغي أن يتم إخلاء الساحات طالما والمعركة مستمرة.
وأضاف “من النعم الكبرى أن وفقنا الله سبحانه وتعالى في هذا البلد ليكون لنا هذا الموقف الشامل، بل من فضل الله العظيم على شعبنا العزيز أن يكون في موقف عظيم كبير شامل مشرّف يرضي الله سبحانه وتعالى ويرفع الرأس ويبيض الوجه”.
وتابع “نحن في مرحلة مصيرية وتاريخية منظورة برقابة الله وتدبيره أمام هذا الاختبار، وعندما يتاح للإنسان فرصة أن يكون في موقف عظيم ثم لا يتحرك فهي حالة خطيرة عليه، ومن يعمل لصالح الأعداء أو يتخاذل عن النهوض بمسؤولياته لن يسلم من عقوبات الله”.
وأوضح قائد الثورة أن من يتحرك في مرحلة كهذه فليبشر بموعود الله سبحانه وتعالى، خاصة وأن هذه المرحلة لها ما بعدها ولها ما يكتبه الله في مصائر الشعوب والأشخاص والمصائر الفردية والجماعية.. مشيراً إلى أن التحرك في هذه المرحلة يعبّر عن الشرف والعز والإباء والرجولة والشهامة والكرامة والحرية وكل المعاني الإنسانية النبيلة.
وعرّج على مخرجات التعبئة المستمرة بالآلاف والحضور الواسع في الساحات، الذي يعني الكثير للشعب اليمني.. داعياً جماهير الشعب اليمني إلى الخروج المليوني للتضامن مع الشعب الفلسطيني والأقصى الشريف.
كما خاطب أبناء الشعب الفلسطيني في غزة قائلاً ” نقول لأبناء الشعب الفلسطيني والمجاهدين في غزة لستم وحدكم، وشعبنا بخروجه يوم الغد سيعبّر بترجمة فعلية عن ذلك، لستم وحدكم نحن معكم حتى النصر، لن نكل ولن نمل ولن نفتر ولن نتراجع، ونحن بالإرادة الإيمانية والجد سنواصل المشوار حتى يفرج الله عن الشعب الفلسطيني المظلوم”.
استمرار الإجرام الصهيوني:
وأشار السيد عبدالملك الحوثي إلى أن العدو الصهيوني يواصل مسلكه الإجرامي على أعتاب الشهر السادس بحماية وشراكة أمريكية وغربية وتخاذل عربي واسع، مبيناً أن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا في تناقض تام ومعاكس بشكل كامل مع العناوين التي يرفعونها ويدّعون أنهم رعاتها، بما فيها حقوق الإنسان وحتى حقوق الحيوان.
وأوضح أن مظلومية الشعب الفلسطيني منذ بدايتها على مدى عقود من الزمن ومراحل التصعيد والعدوان القائم على غزة، تفضح الغرب والدول الغربية بشكل عام وأمريكا الأكثر إدعاءً بالعناوين والأكثر تناقضاً في سياساتها وأعمالها وتصرفاتها، إضافة إلى الأحداث التي وقعت في مختلف بلدان العالم الإسلامي التي استهدفتها أمريكا والدول الغربية وفي أفريقيا وكثير من البلدان الآسيوية وأمريكا اللاتينية.
واعتبر، الإجرام الصهيوني الذي يشارك فيه أمريكا بشكل مباشر ويسانده الغرب بشكل رسمي تجاوز كل التصورات وانتهك كل الحرمات والمحرمات.
حصار غزة:
وقال قائد الثورة “إن الإبادة الجماعية عنوان رهيب وفظيع وخطير لا ينبغي أن يمر على مسامعنا بشكل عادي، كما أن العدو الإسرائيلي جعل من تجمع الأهالي الجائعين والمحاصرين على شاحنات الإغاثة شمال القطاع فخاً يستهدفهم”.
وأفاد بأن العدو الإسرائيلي يحول بين حصول الجائعين في غزة والقليل من الطعام ويسعى إلى الإبادة الجماعية في إجرام رهيب جداً.. لافتا إلى أن عدد الشهداء والمفقودين والجرحى والأسرى بلغ أكثر من 114 ألفاً و500 شخصاً من سكان غزة بما يعادل نصف عشر السكان وهذا إجرام رهيب جداً، في حين أن الأمراض المعدية تنتشر بين قرابة ثلث السكان ومعظمهم من الأطفال.
وبين أن ما كان يدخل إلى غزة قبل تشديد العدو الإسرائيلي للحصار لا يلبي 5 بالمائة من احتياج الأهالي وهي نسبة ضئيلة جداً، مؤكداً أن كافة أهالي غزة يعيشون مأساة حقيقية.
وعّد قائد الثورة ما يجري شمال قطاع غزة فوق مستوى الكارثة، حيث اضطر الأهالي أكل أوراق الشجر وأعلاف الحيوانات، وجميع الأطفال يواجهون المجاعة و95 بالمائة من السكان لا يحصلون على ما يشبع جوعهم.. لافتاً إلى أنه بالرغم من هذه المجاعة والحصار، يحث العدو الإسرائيلي الأهالي في شمال القطاع على النزوح للتخلص من هذه المشكلة.
وأضاف “من تحرك من أهالي شمال غزة عبر الشوارع التي حددها العدو ليعبروا منها بأمان استهدفتهم الدبابات والقناصة”.
فشل العدو الصهيوني الأمريكي:
وأكد السيد عبدالملك الحوثي فشل العدو الصهيوني بشكل واضح في تحقيق أهدافه المشؤومة والسيئة بالرغم من تفاقم المأساة والخذلان العربي .. وتابع “بالرغم من كل ما عمله العدو الإسرائيلي من قتل وتدمير وتجويع لكنه فشل في تهجير الأهالي من القطاع بل يتشبث الأهالي ببقائهم، فشل في القضاء على المجاهدين في قطاع غزة واستعادة أسراه”.
ووصف صمود وصبر وثبات للمجاهدين بغير المسبوق، حيث ما يزالون يقاتلون ببسالة وفاعلية وتأثير وتنكيل بالعدو في مختلف محاور غزة، بالرغم من الحصار والخذلان والصمت العربي والإسلامي والدولي تجاه مجازر العدو الأمريكي الصهيوني الأوروبي بغزة.
خسائر العدو وبشائر النصر:
وتطرق قائد الثورة إلى الخسائر في صفوف العدو الصهيوني التي اعترف بها ما يسمى بوزير دفاعه بقوله “الأثمان التي نتكبدها باهظة”، مؤكداً أن صمود وثبات وتماسك المرابطين والمقاومة الفلسطينية في غزة من بشائر النصر المحتوم الذي وعد الله تعالى به.
ولفت إلى أن من بشائر النصر أيضاً الأزمة النفسية لعصابات العدو الصهيوني التي وصفها ما يسمى بوزير الصحة لدى العدو الإسرائيلي بأنها غير مسبوقة.
وشدد قائد الثورة على المسؤولية الكبيرة على الأمة الإسلامية في العالم العربي وغيره تجاه المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وتابع “على الأمة مسئولية والتزام إيماني وإنساني وأخلاقي بمساندة الشعب الفلسطيني ونصرته والوقوف معه، ولو يقدم العرب والمسلمون الدعم لأهالي غزة والمجاهدين لكانت الفاعلية مضاعفة ولتمكن الشعب الفلسطيني بمعونة الله من حسم المعركة مع العدو”.
الصراع العربي – الصهيوني:
وتساءل السيد عبدالملك الحوثي “لماذا أمتنا الإسلامية مكبّلة ومستوى دعمها للشعب الفلسطيني لا يكاد يذكر في مقابل الدعم الأمريكي والغربي المفتوح للعدو الصهيوني؟”، مؤكداً أن المسار العربي تجاه القضية الفلسطينية والصراع العربي – الصهيوني مسار تراجع، وصل إلى درجة التطبيع مع العدو الإسرائيلي، بهدف تصفية القضية الفلسطينية والعمل على إخراجها من دائرة الاهتمام نهائياً.
وأشار إلى أن القضية الفلسطينية تعني العرب إنسانياً ودينياً وأخلاقياً ولها ارتباط تام بأمنهم القومي ومصالحهم الحقيقية.. مبيناً أن هذه القضية لا يمكن للعرب التنصل عنها وإعفاء أنفسهم عن المسؤولية تجاهها، لما لذلك من تبعات خطيرة عليهم في الدنيا والآخرة.
كما تساءل “لماذا لا تهتم الأمة العربية والإسلامية بالقضية الفلسطينية، كما تهتم أمريكا وبريطانيا اللتين أتيا من آخر الدنيا لدعم إسرائيل؟، خاصة وأن في محيط العرب وجزء من بلادهم خطر يتهددهم ويشكل خطراً عليهم، والشعب الفلسطيني جزء منهم ولا يقفون معه بمثل ما تقف أمريكا وأوروبا مع الكيان الصهيوني”.
وانتقد الموقف العربي المتخاذل تجاه ما يجري في فلسطين من معاناة وحصار وجوع وحرب إبادة جماعية من قبل قوى الهيمنة والاستكبار بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني .. متسائلاً ” لماذا الخذلان والتواطؤ تجاه قضية الأمة المركزية والأولى قضية فلسطين؟.
وقال “إن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أعلن النفير العام في حادثة من قبل اليهود لتعرية امرأة مسلمة وقتل لمسلم واحد حدثت في أيامه، وتحرك المصطفى عليه الصلاة والسلام واتخذ الموقف الحاسم وغزى يهود بني قينقاع، ولم ينتظر لهم حتى إبادة المسلمين ويكون هناك مسرح جرائم رهيبة يومية، وهذا كان كافياً لاتخاذ موقف عسكري حاسم”.
وأفاد قائد الثورة بأن “من أهم وأول ما ينبغي أن نستفيده من الأحداث وهي بهذا الحجم، هو الفهم الصحيح للعدو وطبيعة الصراع معه”.. مشيراً إلى أن ما يغلب على كثير من أبناء الأمة هي النظرة السطحية الساذجة إلى العدو والتفاعل اللحظي معه.
وأضاف “هناك الكثير من الدروس والعبر ينبغي أن تأخذ نصيبها من الاهتمام والعمل والاستعداد والإجراءات والتوجهات والمواقف والسياسات، كون المسألة ليست مسألة أحداث طارئة تحصل ثم تنتهي بمجرد صفقة أو مساومة أو تهدئة مؤقتة وانتهى الأمر، فهناك صراع له خلفياته وجذوره يجب أن نحمل الوعي الصحيح تجاه العدو وتجاه طبيعة الصراع معه”.
كما أكد أن لا نجاة للمسلمين إلا بأن يقفوا في هذا الصراع موقف القرآن الكريم وموقف الإسلام والتعامل بمسؤولية تجاه هذه القضية، خاصة وأن اليهود حددوا أطماعهم لأنهم يريدون أن يقيموا لهم كياناً مسيطراً عليه بشكل مباشر من النيل إلى الفرات.
وأفاد بأن مجازر الإبادة الجماعية والعدوانية الصهيونية في فلسطين تكشف حقد العدو على المسلمين وفي المقدمة العرب .. وقال ” لدى العدو شعار الموت للعرب الذي يهتفون به ويعبرون عنه في مناسباتهم، ويتحركون لتطبيق هذا الشعار ولديهم نصوص في التلمود الذي هو بالنسبة لهم معتقدات ونصوص مقدسة، وهي رؤية ظلامية بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
معتقدات باطلة:
وأضاف السيد عبدالملك الحوثي “هناك نصوص من معتقداتهم الباطلة، تؤكد على اليهود قتل المدنيون في الحرب نساءً ورجالاً واستباحة لحياتهم، وينطلقون في ذلك من خلفية فكرية ظلامية ووحشية وعدوانية إلى مستوى رهيب، ما يجب أن ننظر لليهود نظرة واعية ونفهمهم كما هم لا كما يحاول المغفلون أن يقدموا نظرة وهمية وخيالية عنهم”.
وتابع “من يحاولون أن يهيئوا الساحة لليهود الصهاينة في كل أنحاء العالم العربي والإسلامي عليهم أن يسمعوا رؤية الإبادة والاستباحة”، مبيناً أن اليهود حولّوا الأطماع إلى معتقد ديني وإلى رؤية سياسية وتحركوا وفق برنامج عمل على مدى زمن طويل لتحقيق هذا الهدف.
وأشار قائد الثورة إلى أن العرب يتعاملون مع كل مرحلة تصعيد لوحدها وكأنها حالة طارئة ظهرت لا جذور لها وينتهي اهتمامهم بانتهائها، مؤكداً أن هدم الأقصى واستبداله بهيكلهم المزعوم ما يزال هدفاً رئيسياً بالنسبة لليهود واحتلال كثير من المناطق العربية.
وذكر أن رؤية اليهود رؤية متوحشة رؤية تحتقر بقية البشر ولا تعترف ببشرية بقية البشر ولا بإنسانية بقية الناس، مستشهداً بتصريحات لمسؤولين صهاينة تصف الشعب الفلسطيني العزيز المظلوم بالحيوانات.
ومضى بالقول “اليهود الصهاينة هم من يتحركون بدون أي ذرة من المشاعر الإنسانية ونظرتهم للآخرين نظرة استباحة بدون استثناء، ولا يحترمون ولا يقدّرون من وقف إلى جانبهم ويقومون باستغلاله”.
اختراق اليهود أوروبا وأمريكا:
وأوضح قائد الثورة أن القتل الشامل الإجرامي الوحشي يعبّر عن نزعة اليهود العدوانية الشديدة وهناك تعبئة عدائية مستمرة في أوساطهم.. لافتاً إلى أن الحركة الصهيونية اخترقت الساحة الأوروبية منذ قرون وحوّلت الأطماع والأحقاد في الوسط المسيحي إلى معتقد ديني ورؤية سياسية، كما اخترقت أمريكا ورسّخت معتقدات معينة وفي مقدمتها تعظيم اليهود وتقديسهم كمعتقد ديني.
وعرّج على المعتقدات التي ركزت عليها الحركة الصهيونية في أوروبا، وأولها اعتبار الدعم لليهود للسيطرة على فلسطين واجباً دينياً .. مؤكداً أن مسألة هدم المسجد الأقصى والاستبدال له بالهيكل المزعوم تحوّلت إلى مطلب ديني وربطوا به المتغيرات التي يحاولون أن يهيئوا لها.
وقال “حينما يحمل الصهاينة اليهود هذه الرؤية تجاهنا كمسلمين ينبغي أن نكون أول من يتحرك”، مشيراً إلى أن الجمهورية الإسلامية في إيران تحركت ودعمت الموقف العربي وساندته وكانت ظهراً له في مواجهة العدو الصهيوني قبل أن يصل إليها الاستهداف.
وأضاف “رؤساء مثل بايدن ومسؤولون في بريطانيا وأوروبا يتباهون أمام الآخرين بأنهم صهاينة، وانتماء رؤساء ومسؤولي الغرب إلى الصهيونية يعني أنهم يحملون الرؤية العدائية جدا ضد أمتنا وشعوبنا”.
وأشار قائد الثورة إلى أن الأمة طال سباتها بأكثر من الدُبّ في سباته الشتوي وهذا الشيء مؤسف جداً، والقرآن الكريم كشف لأبناء الأمة حقيقة أولئك الأعداء وما يكنونه من عداء شديد لهم وفي مقدمتهم اليهود قبل غيرهم.
وتابع “من العجيب أن يوالي من العرب، اليهود، من العجيب أن تحب عدوك الذي يكرهك ويحقد عليك ويحتقرك ويستبيح أملاكك ووطنك وعرضك وأرضك، وأنت بالنسبة لليهود مباح لهم، ومحتقر عندهم”.
وبرر ذلك بغياب النظرة القرآنية وأخذ العبرة من الأحداث وليس هناك ما يعمله الأعداء في ساحتهم في داخل الحركة الصهيونية واليهود وأوروبا وأمريكا بل هناك ما يفعلونه في الأمة، بالرغم من امتلاكها لإمكانيات مادية وعسكرية هائلة من جيوش وطائرات وعتاد عسكري متنوع وكذا إمكانيات إعلامية ضخمة لا تؤدي دورها في خدمة قضايا الأمة.
اختراق الأمة:
وأكد السيد عبدالملك الحوثي أن هناك اختراق يهودي للأمة كبّلها وجمّدها بحيث يتفرج أكثر أبنائها على ما يجري وما يحدث على المآسي الكبرى، من خلال سيطرة الأعداء على القرار الرسمي حتى لا يتخذوا أي موقف عملي جاد لمناصرة الشعب الفلسطيني.
وذكر أن هناك تأثير للتوجه الرسمي على مستوى تجميد الحالة الشعبية حتى من التظاهر والأنشطة الشعبية وتعطيل على المستوى الشامل، مبيناً أن معظم الدول العربية والإسلامية لم يعد فيها أي شيء مهم يتعلق بالخطر الصهيوني اليهودي على الأمة.
وبين أن الاختراق في الأمة، يتمثل في تغييب الاهتمام بالتعبئة والنفير والمناهج الدراسية وكل مراحل التعليم، مؤكداً أن مسؤولية الأمة تجاه فلسطين أصبح مغيباً تماماً.
وجدد التأكيد على أن العدو الإسرائيلي عمل على تغييب القضية الفلسطينية والأقصى من الإعلام والسياسة والتوجّهات والمواقف وأخرجها عن دائرة الاهتمام، وقال “لا تصدقوا من يصور المسألة وكأنه لا مشكلة لكم مع العدو الإسرائيلي وهو يحتل أرضكم ويقتل أبناءكم”.
كما أكد أن العدو عمل على تغييب واستهداف الأمة الإسلامية وعناصر القوة المادية والمعنوية لديها، وكذا الاستهداف الإيماني والقيم الروحية والتوجه والتحرر والجهاد، لافتاً إلى أن الأعداء أغرقوا الأمة في الفتن والنزاعات والأزمات والانقسامات مع دفع كبير جدا ليتفاعل ويستجيب معها البعض.
وبين قائد الثورة أن فتنة التكفيريين ألحقت بالأمة أضرارا بالغة جدا ولا يزالون.. وأضاف ” البعض إذا كان المسلك انقساميا فتنويا يتفاعل معه بكل جد وجهد، لكن إذا كانت المسألة موقفا من أعداء الأمة ليس مستعدا أن يتحرك نهائيا”.
وذكر أن الأعداء لهم سعي رهيب جدا في نشر الفساد اللا أخلاقي في الساحة لتمييع أبناء الأمة وتحويلهم إلى أمة منحطة لا ضمير لها، وهناك سعي لتوجيه الولاء في أوساط هذه الأمة لليهود وتطويعهم لصالح الأعداء.
وحث الأمة على أن تستفيق من غفلتها وتتحرك وفق مسؤوليتها بوعي وبصيرة لتحظى برعاية الله، خاصة وأن في ثبات المجاهدين في غزة وإلحاق الخسائر بالعدو والتماسك في مواجهة العدو درس وعبرة لكل المسلمين، وكذا في ثبات حزب الله منذ نشأته وفاعليته والآن في جبهة ساخنة مشتعلة جدا في مواجهة العدو الإسرائيلي عبرة ودرس كبير لكل أبناء الأمة.
واستطرد قائلاً “في فاعلية الذين يتحركون من أبناء الأمة بجدية مثل ما هو حال المجاهدين في العراق الذين هزموا العدو الأمريكي دروس مهمة”.
فاعلية جبهة اليمن:
وأشار قائد الثورة إلى “أن في فاعلية جبهة اليمن وتأثيرها وقوتها الذي يعترف به الأعداء عِبَر واضحة لكل المسلمين، وينبغي أن نتحرك بكل هذا الأمل ونسعى لتكون نظرتنا للأحداث هو الحصول على الوعي بخلفية الصراع”.
وقال “ما يزال البعض ينظر إلى الأحداث وكأنها مجرد أحداث طرأت وتنتهي”، مبيناً أن القرآن الكريم فيما يتعلق بالصراع مع العدو الإسرائيلي كان محوره ومرتكزة المسجد الأقصى.
وأكد أن “المآلات الحتمية في الصراع هي خيبة الأعداء وفشل اليهود الصهاينة وهزيمتهم المحتومة وفق الوعد الإلهي، وهذا الليل سينجلي ونور النصر والفرج والأمل الواعد لهذه الأمة قادم رغم أنوف الأعداء ومن يوالونهم من الأغبياء”.
ولفت إلى أن الأمة مع هذه المتغيرات الكبرى والمرحلة التاريخية في ذروة الصراع أمام اختبار كبير، وأضاف “نحن ننطلق في تحركنا تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني ومأساة غزة من منطلق الانتماء الإيماني، كما أننا ننطلق في تحركنا مع فلسطين من الوعي بطبيعة الصراع وفهم العدو باعتبارنا جزءاً من هذه المعركة”.
وتابع “عملياتنا منذ بدايتها وإلى اليوم عمليات فاعلة ومؤثرة ومستمرة، كما أن التحرك الشامل لشعبنا العزيز يُجسد الانتماء الإيماني والصدق مع الله والترجمة الفعلية للقيم والأخلاق التي يمتلكها”.
وبين قائد الثورة أن عمليات القوات المسلحة اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني في غزة بلغت استهداف 54 سفينة وهذا رقم مهم جدا ورقم كبير، وبفضل الله سبحانه وتعالى تحقق هدف منع حركة العدو الإسرائيلي من باب المندب على البحر الأحمر.
وجدد التأكيد على أن الأمريكي لا يحترم الشعوب والأمم ويصر على مواصلة الإجرام ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وورّط نفسه بالعدوان على اليمن حماية للإجرام الصهيوني ودعما لاستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال “موقفنا مرتبط بشكل تام بمسألة ما يجري على غزة، وهو الموقف منذ بدايته واضح من السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، والأمريكي بعدوانه على بلدنا يسند العدو الإسرائيلي وورط نفسه في إطار الاستهداف”.
وبين أن الأمريكي ويتبعه البريطاني تلقّت سفنه ضربات موجعة ومنكّلة، لافتاً إلى أن إجمالي الصواريخ والطائرات المسيّرة بلغت 384 في العمليات التي يتم استهداف الأعداء.
وأفاد بأن غارات الأعداء وقصفهم لم يؤثر على القدرات العسكرية لليمن، وإن كان لعمليات الأعداء تأثير فسيكون عكسياً وسيسهم رغم أنوفهم بتطوير القدرات العسكرية اليمنية.
وأكد السيد عبدالملك الحوثي أن مسار التصعيد والتطوير مستمر وقد لمس الأمريكيون والبريطانيون ذلك.. مشيراً إلى أن تصريحات الأعداء أقرّت بفشل الأمريكي والبريطاني في تدمير القدرات اليمنية أو في الحد من تأثير هذه القدرات أو من زخمها.
وأردف قائلاً “الأعداء عبّروا عن الاندهاش والذهول من قدرات بلدنا العسكرية واستخدام بعض الأسلحة لأول مرة ضد السفن في البحر”.. واصفاً الأعداء بالأغبياء حينما فتحوا معركة مع اليمن لا حاجة لهم فيها.
وأعاد قائد الثورة، التذكير للأمريكي والبريطاني بأن الموقف الصحيح الذي يسهم في استقرار المنطقة بكلها هو وقف العدوان وإنهاء الحصار على غزة، مؤكداً أن التصعيد في جبهة اليمن أو أي جبهة تساند غزة لن يفيد الأمريكي بشيء وتأثيراته عكسية.
ومضى بالقول “غارات وقصف العدو هذا الأسبوع لا تأثير لها لا على القدرات ولا على المعنويات، والغارات الأمريكية والبريطانية لن تؤثر على معنويات شعبنا العزيز المسلم المجاهد ولا حتى لدى الأطفال، وشعبنا غدا الجمعة سيصرخ بأعلى صوته ليقول: المعنويات عالية، عالية بكل ما تعنيه الكلمة”.
واستطرد “الأعداء بتصعيدهم لن يؤثروا على القدرات ولا على المعنويات ولا على حضور الشعب في الساحات” .. متسائلاً “هل يتصور الأمريكيون أو البريطانيون أو الإسرائيليون أنهم بذلك القصف في العاصمة صنعاء سيجعلون الأهالي يختبئون في بيوتهم؟”.
وتناول السيد عبدالملك الحوثي قضية التذمّر في الوسط الرسمي الأمريكي من الموقف الأمريكي، والمؤسسات الحكومية، مستشهداً بقصة الجندي الذي أحرق نفسه احتجاجاً على ما يفعله العدو الإسرائيلي بمساندة ودعم ومشاركة أمريكية تجاه أهل غزة تعبّر عما وراءها.
ودعا الأمريكي والبريطاني إلى ترك المكابرة والانصياع للضمير الإنساني وصوت العقل والمنطق والمصلحة الحقيقة، فالكل سَئِم منهما ومن تصرفاتهما الهوجاء والعدوانية والوحشية، متسائلاً “فلماذا تصرون على ذلك؟ والبعض أتى بقطع إلى البحر تحت عنوان حماية سفنه مع أنه لا مشكلة على سفنهم طالما لم تتجه إلى مساعدة العدو الصهيوني”.
وقال “لا مشكلة على أي سفينة طالما لم تتجه إلى مساعدة العدو الصهيوني، أو تحمل بضائع له، أو لم يتورطوا في العدوان على بلدنا، لا قلق ما يضمن ملاحة أي دولة في أوروبا أو غيرها، ما يضمن سلامتها وأمنها من عدم الاستهداف من جانبنا هو ألا تتوجه بحمولات للعدو الصهيوني وتشترك نظامها في العدوان على اليمن”.
وأضاف “الأمريكي عندما وصلت قطعة حربية لألمانيا في البحر أدخلهم في وضع مأزوم، بإطلاق صاروخ على طائرة أمريكية وسفينة تجارية وهذا يعبّر عن فشل وإرباك وقلق، وليس من الصحيح أبداً أن تتجه الدول الأوروبية ولا غيرها إلى عسكرة البحر الأحمر”.
وجدد قائد الثورة التأكيد على أن ما يهدد الملاحة هو الأمريكي الذي يجر الجميع إلى عسكرة البحر الأحمر وإثارة الفوضى فيه وتحويله إلى ميدان صراع وساحة حرب.. مؤكداً على الموقف اليمني الواضح باستمرار العمليات العسكرية بفاعلية عالية في اتجاه البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب.
وأضاف “لابد من دخول الغذاء والدواء والاحتياجات الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة ووقف جرائم الإبادة الجماعية، ضد الشعب الفلسطيني في غزة”.