بدأ العدوان واسم اليمن هو اليمن وسيظل اسمه -ما ظلت الأرض- هو اليمن على خلاف مملكة بني سعود التي بدأت العدوان واسمها المملكة العربية السعودية وسعت عبره إلى حتفها المحقق الذي أصبح واضح الملامح مع صمود الشعب اليمني وبطولات رجاله ومع ما يتفاعل من متغيرات في المنطقة والعالم خصوصا تلك التي توحي بانحسار النفط كرافد أساسي في الاقتصاد وما سيلحقه هذا الانحسار على مركزية اتخاذ القرار العالمي إضافة إلى هذا تلك المتغيرات التي تتفاعل خلف ستارات هيئة البيعة وزوايا الثكنات الملكية من الخطط والمؤامرات والخلافات الدائرة حول العاهل القادم.
هذه المتغيرات التي لا يمكن لأحد أن ينكرها ستؤدي بلا شك إلى سقوط وصاية الأسرة السعودية ونظامها الوهابي الرجعي عن شعب نجد والحجاز وستخلع عن تلك الأرض اسم هذه الأسرة التي لطالما انتسبت شعوب نجد والحجاز إليها لتعيدها إلى اسمها الأزلي “بادية الأعراب والإبل”.
لم يكن ليحدث هذا لولم يقدم بني سعود على فتح نار العدوان على جيرانهم اليمنيين دون أن يحسبوا حتى عواقبها ففرضوا على أنفسهم وعلى شعبهم ثمنا باهظا لن يستطيعوا دفعه.
إنه بغض النظر عن الأموال اللامحصورة التي يصرفها بني سعود لشراء ذمم العالم منظمات إنسانية ومراكز قرار ووسائل إعلام أغرق العدوان نفسه في مستنقع الدم اليمني وفي أرض دفنت أمما من قبله كانت أكثر قوة وأشد بأسا ,وكذلك حول جاره اليمني الأمين إلى جار أيقظ الظلم في نفسه مارد الغضب فهب ثائرا منتصرا لظلمه.
إضافة إلى هذا كانت إمكانية المواجهة العسكرية لدى السعودية التي تحشر نفسها في مهاترات وصراعات كثيرة مع الكبار مواربة خلف ترسانة سلاح أمريكية هائلة ,وبمرور الأشهر العديدة على إعلانها العدوان على اليمن دون تحقيق أي تقدم يذكر في ماأعلنت أنه أهدافاً عسكرية لعدوانها في مقابل البطولات المذهلة للجيش اليمني الأفقر والأقل تسليحا في العالم؛ تعرت حقيقة هذه الإمكانية فتحطم التابو العسكري الذي ظلت تهدد به السعودية خصومها واتضح أن جيشها وأموالها وسلاحها غير قادر على تحرير مناطق تحت بسطتها من مجموعة أشخاص لا يملكون سوى الكلاشينكوف فضلا عن تقوم بإزالة دولة نووية من الخريطة كما كانت تقول.
لقد توهمت السعودية أن اليمن سهل المنال وأرادت أن تجعل منه منطلقا لتوسيع العمليات العدوانية إلى مناطق أخرى منها سورية ولبنان ففتحت على نفسها مصاريع الهلاك وباتت بعد عشرة أشهر من العدوان عاجزة عن حماية أعماق مناطق تسيطر عليها منذ عشرات السنين وبات نظامها الأسري على حافة السقوط على عكس اليمن التي تثبت يوما إثر آخر أنها الأقوى وأن مستقبلها هو الأجمل بعد أن مزقت ربقة الوصاية السعودية التي كانت على عنقها إلى ماقبل العدوان.