بعد البحرين الأحمر والعربي.. منع مرور سفن العدو عبر الرجاء الصالح!!
أفق نيوز |
مفاجأة من العيار الثقيل كشف عنها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه مساء الخميس بإعلانه عن توسيع نطاق عمليات القوات المسلحة اليمنية ضد سفن العدو الإسرائيلي أو المرتبطة به، وصولا إلى منعها من عبور المحيط الهندي، بالاتجاه المحاذي لجنوب أفريقيا.
شكل هذا الإعلان صدمة جديدة وصفعة قوية لأمريكا وبريطانيا اللتين عجزتا حتى الآن عن حماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر وباب الـمندب، فكيف سيكون الحال بعد اتساع دائرة الاستهداف إلى المحيط الهندي، ومنع مرور سفنه حتى عبر طريق رأس الرجاء الصالح.
وبهذه الخطوة الجريئة يقابل اليمن التصعيد والتحشيد الأمريكي في البحر الأحمر، بتصعيد أكبر من شأنه توسيع نطاق الحصار البحري على الكيان الصهيوني وبالتالي مضاعفة الخسائر الاقتصادية لكيان العدو ولداعميه من الأمريكان والغرب.
بات العدو الأمريكي والبريطاني أمام فصل جديد من المفاجآت وحرب الاستنزاف خصوصا أنها تأتي بعد اعتراف مسؤولين أميركيين بأن عمليات القوات المسلحة اليمنية تتم بشكل مفاجئ، وتلحق ضررا كبيرا بالسفن الأمريكية.
حيث نقلت شبكة “سي إن إن” الأربعاء عن مسؤول أمريكي قوله إن هذه العمليات تفاجئ القوات الأمريكية في البحر الأحمر، التي ليس لديها أي فكرة عما تمتلكه صنعاء من أسلحة.
وتزامن هذا التصريح مع إعلان المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع عن تنفيذ هجوم بالصواريخ على السفينة الأمريكية “ترو كونفيدنس” بخليج عدن بصواريخ بحرية مناسبة، أصابتها بدقة عالية.
وعقب العملية اعترف مسؤول أمريكي أن الصاروخ ألحق أضرارا كبيرة بالسفينة التي كانت ترفع علم “باربادوس” أثناء عبورها خليج عدن.. مناشدا حكومات العالم للانضمام إلى الولايات المتحدة لوقف هذه الهجمات، في إشارة واضحة إلى أن بلاده باتت عاجزة عن التصدي لها.
وإزاء التصعيد الأمريكي في البحر الأحمر اتهم نائب مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، “دميتري بوليانسكي” الولايات المتحدة بأنها لا تعرف سوى دبلوماسية البوارج، وأنها تصب الزيت على النار، إلى جانب بريطانيا، محذرا من مخاطر الحشود العسكرية في منطقة البحر الأحمر، وتصعيد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، للشهر السادس، والتي باتت تهدد المنطقة والعالم بعواقب كبيرة.
وانتقد استمرار الولايات المتحدة وبريطانيا في اعتداءاتهما على اليمن، ودعم كيان الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة، عسكرياً وسياسياً، عبر إرسال شحنات الأسلحة، واستخدام “الفيتو” في جلسات مجلس الأمن ضد قرار وقف إطلاق النار.
هكذا أصبحت أمريكا وبريطانيا في نظر دول وشعوب العالم عبارة عن حكومتين نازيتين لا تتوقفان عن استهداف الشعوب والتعدي على سيادتها سواء بشكل مباشر كما هو الحال في اليمن، أو عن طريق أدواتهما الإجرامية كما هو الوضع في غزة.
وأمام كل هذا الإجرام لا تزال بعض الأنظمة العميلة تستكثر على اليمن ما يقوم به من تصعيد عسكري لمواجهة الغطرسة الأمريكية الصهيونية البريطانية، إلا أن الشعب اليمني وقيادته الشجاعة لا تضع حسابا لمثل هذه الأصوات النشاز، كون موقف اليمن يأتي من منطلق الواجب الديني والإنساني والعروبي لإسناد شعب فلسطين الشقيق.
لهذا يؤكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن اليمن سيواصل تطوير وتحديث قدراته العسكرية الهجومية والدفاعية ولن يتوان عن تنفيذ كل العمليات العسكرية الممكنة للتنكيل بكل السفن والبوارج والقطع البحرية التابعة لأمريكا وبريطانيا إلى جانب الاستمرار في منع الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحرين الأحمر والعربي وصولا إلى المحيط الهندي.
وتنفيذاً لتوجيهات السيد القائد في الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني واستجابة لمطالب الشعب اليمني وكل أحرار الأمة، بدأت القوات المسلحة اليمنية بالفعل توسيع عملياتها ضد سفن الكيان الصهيوني والمرتبطة به لتشمل المحيط الهندي كساحة عمليات جديدة، حيث نفذت مؤخرا ثلاث عمليات ضد سفن إسرائيلية وأمريكية في المحيط الهندي بعدد من الصواريخِ البحرية والطائرات المسيرة.
وحذرت القوات المسلحة على لسان متحدثها الرسمي العميد يحيى سريع، كافة السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة أو القادمة منها من المرور عن طريق رأس الرجاء الصالح ما لم فإنها ستكون هدفاً مشروعاً لها.
وبهذا التطور اللافت أدخلت القوات المسلحة اليمنية المحيط الهندي ضمن نطاق عملياتها التي تستهدف السفن الإسرائيلية، في إنجاز استراتيجي وتاريخي، سيضع له الغرب ألف حساب وسيجعل من اليمن لاعبا أكبر في المنطقة.
وبقدر ما مثلت هذه المفاجأة صدمة للعدو فقد استبشر بها أبناء الأمة وفي مقدمتهم الشعب الفلسطيني الشقيق الذي بات يعول كثيرا على جبهة اليمن لفك الحصار الصهيوني الأمريكي الظالم على قطاع غزة بعد أن وصل إلى مستوى التجويع الممنهج لأهالي القطاع وموت الكثير من الأطفال والنساء جراء سوء التغذية.
وعلى الرغم أن عمليات اليمن جاءت لإسناد الشعب الفلسطيني منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” إلا أن العدو بات ينظر إلى التطور المتسارع لقدرات اليمن الدفاعية والهجومية كتهديد حقيقي خصوصا بعد أن وصلت مدياتها إلى المحيط الهندي والممرات البحرية المحاذية لجنوب أفريقيا.