المحافظات المطلة على السواحل الغربية وباب المندب ترفعُ ساحاتِها الجماهيرية لأول مرة إلى 55
أفق نيوز – تقرير – نوح جلّاس
يوماً تلو الآخر يؤكّـدُ اليمنيون مضيَّهم في تصعيد المواقف المساندة لفلسطين؛ بما يواكب مجابهة الإجرام الصهيوني.
وبعد التصاعد الملحوظ على مستوى العمليات العسكرية التي توسعت إلى المحيط الهندي وتكثيفها في البحرَينِ الأحمر والعربي، شهدت الجمعة الماضية تصاعداً ملحوظاً على المستوى الشعبي اليماني المتضامن مع فلسطين، حَيثُ ارتفعت نسبة الحضور الجماهيري من جانب، وازددت أعداد الساحات في المحافظات لتتجاوز 150 ساحة، ورقم لم يتم الوصول إليه منذ بداية الطوفان الفلسطيني وما صاحبه من طوفان بشري يماني.
وشهدت المحافظات المطلة على سواحل اليمن الغربية وباب المندب، ارتفاعاً كَبيراً في الساحات والحشود؛ ما يزيد من مؤشرات تؤول إلى أن المواقف اليمانية المساندة لغزة، تسري في اتّجاه متصاعد حتى تحقيق النصر.
ومن العاصمة صنعاء التي دوماً تحتضن التجمع البشري الأكبر على مستوى اليمن والعالم نصرة لفلسطين، فقد شهدت مسيرة “قادمون في العام العاشر.. فلسطين قضيتنا الأولى” حضوراً جماهيرياً غير مسبوق في الجمعة الثالثة من رمضان، حَيثُ اكتظ الميدان اليماني المقدسي بالحضور حتى فاضت المربعات المخصصة للحشد، واضطر الآلاف للبقاء في الممرات الفرعية المؤدية إلى الميدان، وقد أظهرت الكاميرات ما لا يمكن للكلمات أن تصفه.
وقد تداول ناشطون صوراً للحشود الغفيرة التي اضطرت للبقاء في الممرات المؤدية للميدان، وكذلك تنوع جماهيري غير مسبوق بحضور لافت للأطفال والشيوخ رغم حرارة الشمس وظروف الجوع والعطش جراء الصيام، وهذا أحد المؤشرات على تصاعد الموقف الشعبي.
وفي الجانب المقابل، فقد شهدت محافظات الحديدة وتعز وحجّـة المطلة على السواحل الغربية اليمنية وباب المندب، ارتفاعاً كَبيراً في عدد الساحات، وحجم الحشود؛ ما يؤكّـد أن الاستنفار الشعبي قادم بقوة لموازاة الموقف العسكري، وتغطية متطلبات معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
وقد شهدت الحديدة مسيرات في 20 ساحة حاشدة، وهو رقم لم يتم الوصول إليه من قبل، حَيثُ كان عدد الساحات في الأسابيع الماضية لا يتجاوز 12 ساحة في هذه المحافظة الاستراتيجية؛ وهذا يعني أن عدد الساحات في المسيرات الأخيرة يؤكّـد استنفار حراس البحر الأحمر لمواجهة التحديات وردع الصلف الأمريكي البريطاني.
أما في حجّـة، فقد تصدرت بدورها كُـلّ المحافظات اليمنية من حَيثُ عدد الساحات، حَيثُ بلغت 30 ساحة حاشدة في عموم المديريات والعزل بعد أن كانت في الأسابيع الماضية تصل إلى ما بين 22 – 25 ساحة، وقد تقاطرت الجماهير من كُـلّ حدب وصوب رغم وعورة الطرق، ومشاق التنقل في ظل معاناة المواطنين الاقتصادية؛ وهو ما يعزز رسائل اليمن العظيم، القادم بكل الإمْكَانيات لنجدة الشعب الفلسطيني.
وفي تعز المطلة على باب المندب، والتي كانت في الأسابيع الماضية تحتضن ساحتين في مديريتَي التعزية ومقبنة، فقد واكبت التصعيد الشعبي والعسكري اليماني بحضور لافت في خمس ساحات حاشدة احتضنت الثلاث الجديدة منها مديريات المربع الشرقي وشرعب الرونة وشرعب السلام؛ ما يؤكّـد أن أحرار الحالمة تعز سيكونون على الموعد في مواكبة متطلبات المرحلة ومواجهة المؤامرات والأخطار.
وعلى غرار كُـلّ المحافظات المتصاعدة حضوراً؛ مِن أجل فلسطين، تأتي المحافظات والمناطق الحرة الواقعة جنوب الوطن، لترسخ التصعيد اليماني، حَيثُ شهدت مديريات الضالع الحرة المحكومة من المجلس السياسي الأعلى أربع مسيرات في الأربع المديريات الحُرَّة “قعطبة، دمت، الحشاء، جبن”، فيما أثبّت أحرار محافظة لحج في المناطق الحرة حضورهم المتصاعد بمسيرة سادسة من نوعها، لكن بحضور غير مسبوق؛ ما يؤكّـد أَيْـضاً أن القضية الفلسطينية تحتل كُـلّ الأولويات في قلوب أحرار اليمن شمالًا وجنوباً.
وختامًا نعرّج على محافظة البيضاء، وتحديداً مدينة رداع التي أفشلت زوبعةَ العدوان وأبواقه ومرتزِقته وخرجت بحضور غير مسبوق بمسيرة حاشدة، أكّـدت أن اليمن وشعبه الحر عند حسن ظن قائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي، الذي توعد باقتحام العام العاشر من الصمود بثبات غير مسبوق للجبهة الداخلية وتلاحم منقطع النظير، يقطع كُـلّ الطرق أمام دول العدوان التي راهنت كَثيراً على اختراق البلد من الداخل.
وبالنظر إلى الإحصائيات العامة على عدد الساحات الذي تجاوز لأول مرة 150 ساحة، وما صاحب ذلك الحضور من رسائل شعبيّة نقلتها وسائل الإعلام الوطنية، يتأكّـدَ للجميع أن وعدَ قائد الثورة بتطوير القوات العسكرية للدفاع عن اليمن ومساندة فلسطين، هو مسارٌ مسنود بحضور شعبي متصاعد ومتزايد على مستوى عدد الساحات، وحجم الحضور، ليواصلَ اليمنُ وشعبُه المقدام حجزَ المراتب المتقدمة على سُلَّمِ حماية الأُمَّــة ومقارعة أعدائها.
وبما أن الصمودَ مُستمرّ، فَــإنَّ للقصة بقيةً يرويها اليمن حضوراً جماهيرياً وزخمًا عسكريًّا، والأيّام القادمة كفيلة بإقناع الجميع بهذه المؤشرات ونتائجها.