مخططات صهيونية للسيطرة على الأقصى الشريف
أفق نيوز – تقارير
مع تصاعد وتيرة الهجمات المستمرة والممنهجة للمستوطنين على المسجد الأقصى المبارك، والإجراءات التهويدية التي تسعى حكومة الاحتلال لتحويلها إلى أمر واقع يترتب عليه تقسيم المسجد زمانيًّا ومكانيًا، حذر مختصون ومراقبون، من مخاطر غير مسبوقة تهدد الأقصى خلال العام الجاري، وما تتضمنه من خطط تهويدية تنفذها حكومة نتنياهو واليمين المتطرف في كيان الاحتلال.
الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس حاتم عبد القادر، يرى أن الظروف التي ترافق الأعياد اليهودية لهذا العام، هي الأخطر على المسجد الأقصى المبارك.
وقال عبد القادر إن “أطماع الاحتلال تجاوزت حد فرض السيطرة على الأقصى، إلى فكرة التهويد وحسم المشروع اليهودي في المدينة المقدسة، وصولا لإقامة ما يسمى بالهيكل”.
وشدد على أن خطورة المرحلة الراهنة تكمن في وجود ممثلي عصابات الهيكل في قلب صناعة القرار بحكومة الاحتلال، مشيرًا إلى أن هؤلاء الممثلين يترجمون الأفكار والتوجهات، إلى سلوك عملي يمثل الاحتلال بأسره في تحقيق أهدافه التهويدية.
وأشار عبد القادر إلى أن الأعياد طيلة السنوات الماضية استخدمت كغطاء تهويدي للأقصى، وتحقيق الأهداف السياسية المتعلقة بفرض السيادة الإسرائيلية من جانب، وإبقاء توسد اليمين المتطرف في سدة القرار بدولة الاحتلال.
كما حذّر من أن الهدف الأبرز لهم يتمثل في هدم قبة الصخرة، واستقطاع الجزء الأكبر من المسجد في سياق مخطط التهويد، داعيًا إلى الحشد في باحات الأقصى لحمايته من المخططات الخطيرة.
السيطرة المطلقة
من جانبه، قال طارق فهمي رئيس وحدة الدراسات “الإسرائيلية” بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط بمصر، إنّ هناك مخططًا تقوده حكومة الاحتلال؛ للسيطرة المطلقة على الأقصى ضمن خطط استشرافية معدّة، هي الأخطر على واقع المسجد.
وبين فهمي أن الخطط الشيطانية التي أقرتها حكومة الاحتلال هي خطة 20/50 و خطة 20/75، وهي الخطط التي تسعى لتنفيذها للسيطرة المطلقة على القدس، في سياق ما يعرف بإقامة الهيكل.
وأكد أن “الموضوع ليس سياحة أو آثار أو تنقيب، بل مخطط حكومي بدأ تنفيذه مع مجيء هذه الحكومة، التي تعبر عن العصابات المتطرفة؛ التي بدأت تنادي باستغلال الأوضاع الراهنة والتحريض على قتل الفلسطينيين”.
وتابع: “لهذا سنشهد أحداث غير مسبوقة في الأقصى خلال هذه الأعياد، حال استكملت هذه الأجهزة الأمنية مخططاتها بحق الأقصى”.
حشد ونفير
وفي وقت سابق، دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، جماهير شعبنا الفلسطيني في عموم الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل إلى الحشد والنفير، وشدّ الرّحال إلى المسجد الأقصى المبارك والرّباط والاعتكاف فيه، بدءاً من صلاة الجمعة يوم أمس، وحتَّى يوم الاثنين القادم، حمايةً له، ودفاعاً وذوداً عنه، وإفشالاً لمخططات العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه المتطرّفين وما يسمَّى “جماعة الهيكل”، لتدنيس باحاته وإقامة طقوس ذبح القرابين داخله، يومَي الأحد والاثنين القادمين.
وأشادت حركة حماس بجماهير شعبنا في الضفة والداخل المحتل، والمرابطين في بيت المقدس وأكنافه، الذين أثبتوا أنَّهم خطّ الدّفاع الأوَّل عن قبلة المسلمين الأولى وثالث الحرميَّن الشَّريفين، مضيفة أننا “نبارك جهادهم وتضحياتهم، ونشدّ على أياديهم لمواصلة مسيرة الدّفاع والذَّود عن القدس والأقصى”.
وأكدت على ضرورة التصدي بكلّ قوَّة لمحاولات حكومة الاحتلال الفاشية ومجرمي الحرب فيها، كالمدعو “بن غفير”، النيل من قدسيَّة المسجد الأقصى المبارك، داعية الأمة والأحرار في كل العالم إلى تفعيل كل أشكال التضامن والنَّصرة للقدس والأقصى وغزَّة، ودعم نضال شعبنا المشروع، حتَّى وقف العدوان، وانتزاع الحقوق وتحرير الأرض والمقدسات.
يأتي ذلك في وقت دعت فيه إحدى جماعات الهيكل المزعوم (حوزريم لهار) أنصارها إلى التجهز لذبح ما يسمى قربان عيد الفصح اليهودي في المسجد الأقصى يومي الأحد والاثنين المقبلين.
ونشرت الجماعة إعلانين لحدثين مرتبطين؛ أولهما يوم الأحد القادم (21 أبريل)، والذي يتضمن التجمع صباحا في مستوطنة (كوخاف يعكوف) المقامة على أراضي بلدة كفر عقب شمالي القدس، والانطلاق بصحبة القربان الحيواني نحو القدس المحتلة.
أما الإعلان الثاني فتضمن دعوة علنية لذبح ذلك القربان داخل المسجد الأقصى، عشية عيد الفصح، وتحديدا يوم الاثنين (22 أبريل).