مدير مكتب التربية بالأمانة عبد القادر المهدي.. المدارس الصيفية لهذا العام تجاوزت 900 مدرسة بالعاصمة صنعاء
أفق نيوز |
دعا مدير مكتب التربية والتعليم بالأمانة نائب رئيس اللجنة الفرعية عبد القادر المهدي أولياء الأمور إلى المسارعة لاغتنام الفرصة في الدفع بأبنائهم نحو الدورات الصيفية.
وأشار المهدي في حوار خاص مع “المسيرة” إلى الأثر الكبير الذي يتحقق لدى الطلاب جراء الالتحاق بالدورات الصيفية خلال الأعوام الماضية في سلوكياتهم والتزامهم الديني والأخلاقي والعملي.
حاوره- أيمن قائد:
بداية ما أهمية الدورات الصيفية للنشء وللطلاب لاسيما ونحن في مرحلة تشهد صراعاً كبيراً بين الحق والباطل؟
للدورات الصيفية أهمية بالغة لاعتبارات عدة، فنحن كمجتمع مسلم نسعى وفق توجيهات الله سبحانه وتعالى للفوز برضوانه من خلال تنشئة أبنائنا تنشئة إيمانية، كوقاية لنا ولهم من النار حيث يقول الله سبحانه وتعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ] صدق الله العظيم.
ثم نحن وبحمد الله نعيش في إطار مشروع قرآني عظيم يولي اهتماماً كبيراً لتربية الجيل الصاعد وفق هويته الإيمانية وفي إطار التهيئة والإعداد لهذا الجيل باعتبار مسئوليته المستقبلية والأدوار والمهام التي يمكن أن يقوم بها لتحقيق أهداف عظيمة لهذا المشروع وبناء حضارة في جميع المجالات لا يقوم بها إلا جيل نشأ تنشئة إيمانية له من المهارات والمعارف والقيم والأخلاق ما يساعده على تحقيق ذلك.
وكذا تأتي أهمية الدورات الصيفية من خلال ما نرى ونسمع ونشاهد من هجمة ثقافية وفكرية من أنظمة الاستكبار والاستعمار العالمي تستهدف الجيل في ثقافته ووعيه وإيمانه؛ سعياً منها للسيطرة على الشعوب والبلدان لنهب ثرواتها ومقدراتها، وهي ترى أن المنفذ والثغرة المناسبة وغير المكلفة عليها للسيطرة على الشعوب تأتي عبر السيطرة على عقول أجيالها وتغيير ثقافتها لتضمن السيطرة على مستقبل أي بلد عبر السيطرة على الجيل الناشئ في توجهه واهتماماته وأولوياته.
وللعدو أدوات ووسائل وأساليب كثيرة من خلالها يستطيع أن يحقق أهدافه في تغيير هوية الشعوب وثقافتها إما عبر المناهج الدراسية أو عبر برامج وأنشطة المنظمات التابعة له.
ماذا عن دور هذه الدورات في مواجهة الحرب الناعمة والأفكار والثقافات المغلوطة؟
الدورات الصيفية لها دور كبير في مواجهة الحرب الناعمة سواءً كانت عقائد باطلة أو ثقافات مغلوطة أو أفكار تستهدف القيم والأخلاق وتستهدف هويته الإيمانية وتستهدف زكاء النفوس ومكارم الأخلاق ، رغم فترتها المحدودة خلال 45 يوماً إلا أنها تحقق تحصيناً حقيقياً للجيل الصاعد أمام كل ما ذكر؛ من خلال الاهتمام بتعليم القرآن الكريم كمنهج حياة وشد الناشئة إلى الثقة بالله والتولي الصادق والعملي لله والرسول ولأعلام الهدى ، بل تكسبه وعياً عاماً حول طبيعة الصراع مع العدو مع أهل الكتاب، يأتي ذلك من خلال مضامين ومواضيع المقررات الدراسية خلال الدورة الصيفية والمفاهيم الأساسية التي يتعلمها ويستوعبها الأبناء خلالها يتم التركيز عليها مترافقة مع عدد من الأنشطة التي ترسخ لدى الناشئة خطورة العدو وفضح أساليبه.
كيف تقيمون إقبال الطلاب بالالتحاق بالدورات الصيفية وتفاعل أولياء الأمور مع ذلك؟
نلحظ حجم الإقبال على الدورات الصيفية من خلال المقارنة بين احصائية كل عام عن العام السابق، فبتوفيق الله سبحانه هناك وعي متنامي بأهمية الدورات الصيفية من خلال ما يكتسبه الطالب والأثر البالغ الذي يراه الآباء على أبنائهم نتيجة التحاقهم بالدورات الصيفية، ونتيجة لذلك هناك إقبال جيد للالتحاق بالدورات الصيفية سواءً المفتوحة أو الدورات النموذجية ، حيث وأن بعض المدارس الصيفية تستكمل الطاقة الاستيعاب لها خلال الأسبوع الأول من التسجيل ، وهناك توسع على مستوى فتح مدارس صيفية جديدة لاستيعاب الملتحقين بها من الأبناء ، حيث تجاوزت المدارس الصيفية المرشحة لهذا العام 900 مدرسة في عموم أحياء أمانة العاصمة.
ما الذي يتم تقديمه لأبنائنا الطلاب من خلال هذه الدورات الصيفية؟
هناك مقررات دراسية مختصرة ومفيدة ومهمة يتم تقديمها خلال الدورات الصيفية لكل مستوى دراسي على رأسها الاهتمام بتلاوة وتجويد القرآن الكريم، وتعليم القراءة والكتابة بحسب المستويات ، ودروس في الفقه والنحو إضافة إلى أنشطة عملية تكسب الطالب مهارات علمية وعملية منها زيارات المصانع ومعاهد التعليم الفني والمهني والمستشفيات، ورحلات ترفيهيه هادفة تحقق ما اكتسبه الطالب من قيم ومعرفة وأعمال إحسان على مستوى المدرسة والمسجد والجرحى وأسر الشهداء وأنشطة زراعية وكل ذلك بحسب الجماعات الطلابية المشكلة بحسب الميول والرغبات.
وماذا عن دور مكاتب التربية في تشجيع الطلاب والدفع بهم نحو الدورات؟
نحن في مكتب التربية والتعليم بالأمانة وفروعه بالمديريات نعتبر الدورات الصيفية امتداداً لمديرة الطالب التعليمية خلال العام الدراسي وما يليه ونتعامل على هذا الأساس من خلال تشجيع وتكليف الطلاب الملتحقين بالدورات الصيفية بإقامة الأنشطة المدرسية وتشكيل الجماعات الطلابية، وبالفعل نراهم نموذجاً لبقية زملائهم وهذا يشجع بقية الطلاب للالتحاق بالدورات الصيفية وكذا نفذت جميع المدارس الحكومية والأهلية حملة ترويج للدورات الصيفية في نهاية العام الدراسي.
كما أننا نسهم في تهيئة عدد من المدارس الحكومية والأهلية كمقار للدورات الصيفية إضافة إلى تكليف كادر مؤهل للمشاركة الفاعلة في إنجاح برامج وأنشطة الدورات الصيفية.
هل هناك إشكاليات وصعوبات يواجهها القائمون على الدورات لاسيما ونحن في ظل معاناة سببها العدوان والحصار الأمريكي السعودي منذ أكثر من 9 أعوام؟
لا شك أنه عند تنفيذ أي مشروع لا بد أن تواجهه تحديات ومخاطر وإشكاليات ميدانية في الظروف الطبيعية فما بالك ونحن نعيش حالة حصار وعدوان، والذي يؤثر سلباً على الحالة المعيشية للمجتمع، وهو الأمر الذي يجعل عدداً من الأبناء خلال الفترة الصيفية يقومون بتحمل مسؤولية مساعدة أسرهم في العمل والكد لتأمين بعض احتياجاتهم المعيشية وهو نفس الحال مع بعض الكادر التعليمية، إلا أن الكثير ينطلق لهذا النشاط للدورات الصيفية من منطلق استشعار المسئولية باعتبارها مهام جهادية لا تقل أهمية عن المرابطة في الجبهات.
ولدينا إشكالية تزامن الاختبارات العامة للشهادتين الأساسية والثانوية مع فترة الدورات الصيفية لأكثر من ثلاثة أسابيع وهذا يؤثر بالنسبة للاستفادة في عدد من المدارس، وكذا ارتباط عدد كبير من الكادر بالاختبارات، إضافة إلى حرمان ما يقارب من مائة ألف طالب متقدمين للاختبارات العامة من الالتحاق بالدورات الصيفية إلا في آخر أسبوعين لها، ونحن نأمل أن يتم إعادة النظر في التقويم المدرسي بتقديم الاختبارات العامة.
كما نعلم في كل عام أن العدو يقلق وينزعج كثيراً من التحاق الطلاب بالدورات الصيفية.. لماذا برأيكم؟
عندما نسمع انزعاج العدو من تدشين الدورات والأنشطة الصيفية نتيقن أن هذا العمل بفضل الله وتوفيقه مؤثر على العدو وأن مثل هذه الأعمال تمثل سداً منيعاً أمام خططه وأهدافه وأنها تمثل تحصيناً للأجيال أمام غزوه الثقافي والفكري وأمام حربه الناعمة التي تستهدف قيم وأخلاق وهوية الشعوب.
ونحن نؤمن أننا مع قيادة ربانية حكيمة تعرف كيف تحصن الأمة وتبنيها وتؤهلها لمواجهة أعدائها ودفع الخطر عنها.
ماهي رسالتكم لأولياء الأمور وبالأخص من لم يبادر بدفع أبنائه بالالتحاق بهذه الدورات القيمة؟
رسالتي لأولياء الأمور الذين لم يدفعوا بأبنائهم إلى اليوم للالتحاق بالدورات الصيفية أن يسارعوا ويغتنموا الفرصة وأن ينظروا إلى الآخرين الذين دفعوا بأبنائهم ويقارنوا كيف سلوك أولئك الأبناء الذين التحقوا بالدورات الصيفية وكيف هم يقضون ويستفيدون من أوقاتهم وكيف يرتاحون في المساجد، وينظروا إلى حال أبنائهم إما على مواقع التواصل ومحلات النت أو مع رفقاء السوء أو في حال حرمان من التنمية الايمانية، واقول لأولياء الأمور بأنهم سيجدون ثمار هذه الدورات عاجلاً.
رسالتكم لثلاثي الشر والإجرام وأذنابه من المنافقين والعملاء؟
رسالتي من خلال صحيفة المسيرة لثلاثي الشر ولأدواتهم أن ييأسوا من هذا الشعب لأنهم كلما أمعنوا في مواجهته وإلحاق الضرر به واستهدافه كلما ازداد صموداً وقوةً وثباتاً ويقيناً وايماناً بالنصر وتمسكاً بالقيادة وتسليماً وتولياً للسيد القائد عبد الملك بدرالدين الحوثي يحفظه الله.
وأنهم سيرون أمام أعينهم جيلاً يبنى ويتربى على الحرية والكرامة والعزة والاستقلال، جيلاً يفهم طبيعة الصراع ويستعد له، وجيلا يؤهل لبناء حضارة إسلامية منشودة بإذن الله.
كلمة أخيرة
أقول للجميع بأن نتعامل مع خطاب السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي بتدشين المراكز الصيفية كبرنامج عمل في جميع الجهات والجوانب سواءً في الجهات الرسمية أو الشعبية والمجتمعية أو الإعلامية وغيرها؛ لأن أنشطة الدورات الصيفية ليس المعني بها جهة محددة فقط وإنما هي مسؤولية الجميع، فكل جهة لها مهام ومسؤولية.
ونأمل من الجميع وخاصة من لديه قدرة ثقافية وتعليمية وتربوية أن يندفعوا للمراكز الصيفية ويستمروا طيلة فترة الدورة الصيفية كما تحدث عن ذلك السيد القائد يحفظه الله.