مرحلة التصعيد الرابعة.. الحصار على الكيان الإسرائيلي يتوسع وامريكا تعترف بخسائر فادحة
412
Share
السفن الواصلة إلى موانئ فلسطين المحتلة عبر البحر الأبيض المتوسط ستكون عرضة للاستهداف
اجتياح رفح سيقابل باستهداف الشركات التي تغذي سفنها الكيان الإسرائيلي مهما كانت جنسيتها
مسؤولون أمريكيون: نتكبد خسائر فادحة ويتم إحراجنا في البحر الأحمر، هزيمة ” الحوثيين” أمراً صعباً، مشاة البحرية يتعلمون من تكتيكات اليمنيين
هذا هو يمن الإيمان، بقائده العظيم الذي هيئه الله ليقود المواجهة مع أعداء الأمة بحنكة و جدارة ، فخاض غمار المواجهة متحديا كل طواغيت الأرض وجبروتها آليتها العسكرية فنصر الله والمستضعفين من عباده فصدقه الله الوعد وأيده بنصره ومكنه من التغلب على تكنولوجيا الغرب وتقدمه واستطاع قهرهم بعون الله وهزيمتهم بقوة الله فها هي قوى الاستكبار تقف ذليلة صاغرة لتقر بصعوبة المواجهة مع المارد اليماني وتصف المعركة بالمخيفة والمرعبة والمكلفة وغيرها من المصطلحات التي تؤكد فشلهم ورعبهم وعجزهم، وكل ذلك يحدث والمفاجآت لم تكتمل بعد ولم يبدأ طروها الرابع والذي بالتأكيد سينقل اليمن إلى مرحلة متقدمة ليتربع عرش العزة ويتقلد وسام الشجاعة.
في خطابه الأخير هدد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بأن اليمن ماض في تدشين المرحلة الرابعة من عملياته العسكرية المساندة للشعب الفلسطيني طالما والعدو الأمريكي والإسرائيلي مستمر في استباحة أهلنا في غزة فقد قطعنا على أنفسنا عهداً أننا لن نبرح الساحات حتى يأذن الله بنصره.
تدشين المرحلة الرابعة
القوات المسلحة اليمنية من جانبها كشفت مسرح عملياتها المقبلة ضمن المرحلة الرابعة من التصعيد، وخلاصة هذه المرحلة استكمال فرض الحصار البحري على كل الموانئ التي يحتلها الكيان الإسرائيلي، حيث تضمن بيان القوات المسلحة البدء في استهداف أي سفينة تصل إلى موانئ فلسطين المحتلة بدء من لحظة إعلان البيان في 3 مايو الجاري.
وفي حال فكر العدو الإسرائيلي اجتياح مدينة رفح فإن هناك تصعيد أكبر يتمثل في استهداف كافة السفن التابعة لأي شركة تقدم على إمداد الكيان الإسرائيلي مهما كانت جنسيتها، ولن يقتصر الاستهداف للسفن التي تفرغ حمولتها في الكيان الإسرائيلي بل كل سفينة ترتبط بتلك الشركة التي تورطت إحدى سفنها بإمداد الكيان الإسرائيلي بالمؤنات.
القوات المسلحة أوضحت أنها تتابع تطوراتِ المعركةِ في قطاعِ غزةَ منِ استمرارٍ للعدوانِ الإسرائيليِّ والأمريكيِّ والتحضيرِ لتنفيذِ عمليةٍ عسكريةٍ عدوانيةٍ تستهدف مِنطقةِ رفح، كما نتابعُ العرضَ المطروحَ على المقاومةِ والذي يريدُ فيه العدوُّ انتزاعَ ورقةِ الأسرى دونَ وقفٍ دائم لإطلاقِ النار.
وأضافت أنها وتنفيذاً لتوجيهاتِ السيدِ القائدِ عبدِالملك بدرِ الدينِ الحوثيِّ يحفظهُ اللهُ في الانتصارِ لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ واستجابةً لنداءاتِ المقاومة الشعبِ الفلسطينيِّ المظلوم ومع تعنتِ العدوِّ الإسرائيليِّ والأمريكيِّ فإنَّها وبعونِ اللهِ تعالى تعلنُ بَدءَ تنفيذِ المرحلةِ الرابعةِ منَ التصعيدِ وعلى النحوِ التالي:
أولاً: استهدافُ كافةِ السُّفُنِ المخترِقةِ لقرارِ حظرِ الملاحةِ الاسرائيليةِ والمتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ في البحرِ الأبيضِ المتوسطِ في أيِّ منطقةٍ تطالُها أيدينا .
ثانياً: يبدأُ تنفيذُ هذا من ساعةِ إعلانِ هذا البيان.
ثالثاً: في حالِ اتجهَ العدوُّ الإسرائيليُّ إلى شنِّ عمليةٍ عسكريةٍ عدوانيةٍ على رفح، فإنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ ستقومُ بفرضِ عقوباتٍ شاملةٍ على جميعِ سُفُنِ الشركاتِ التي لها علاقةٌ بالإمدادِ والدخولِ للموانئِ الفلسطينيةِ المحتلةِ من أيِّ جنسيةٍ كانتْ وستمنعُ جميعَ سُفُنِ هذه الشركاتِ من المرورِ في منطقةِ عملياتِ القواتِ المسلحةِ وبغضِّ النظرِ عنْ وجهتِها.
وجددت القوات المسلحة اليمنية التأكيد أنها لن تترددَ في التحضيرِ والاستعدادِ لمراحلَ تصعيديةٍ أوسعَ وأقوى حتى وقفِ العدوانِ ورفعِ الحصارِ عنِ الشعبِ الفلسطينيِّ المظلوم في قطاعِ غزة.
استهداف 107 سفن
الفشل الأمريكي تؤكّـده الإحصائيات المتصاعدة للعمليات البحرية اليمنية، حَيثُ كشف قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير، أن عدد السفن المرتبطة بالعدوّ والتي تم استهدافها وصل إلى 107 سفن ، بعد أن نفذت القوات المسلحة الأسبوع الماضي 8 عمليات في خليج عدن والبحر العربي، وصولا إلى المحيط الهندي، وجنوب فلسطين ونفذت العمليات الثمان بـ 33 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيرة، تم خلالها استهداف 6 سفن مرتبطة بالعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، كما تم إسقاط طائرة استطلاع أمريكية مسلحة من نوع (MQ9) في أجواء صعدة وهي الثالثة خلال هذه الفترة.
وأضاف السيد أن إجمالي العمليات المنفذة منذ بداية معركة طوفان الأقصى بلغت 156 عملية في البحر وجنوبي فلسطين المحتلة ونفذت العمليات ضد السفن بعدد 606 صواريخ باليستية، ومجنحة وطائرة مسيرة منذ بداية عملية إسناد عملية طوفان الأقصى”، مؤكدا أن القوات المسلحة قصفت أهدافا للعدو في فلسطين المحتلة بعدد 111 ما بين صاروخ باليستي ومجنح وطائرة مسيرة.
ويبرهن هذا العدد الكبير بوضوح على أن الولايات المتحدة وحلفاءها لم يتمكّنوا حتى من أن يشكلوا حاجزًا أمام تصاعد وتيرة العمليات البحرية اليمنية، فضلا عن إيقافها أَو الحد منها؛ وهو ما يعني أن القوات المسلحة اليمنية قد نجحت بشكل استثنائي في فرض معادلة حظر السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني والولايات المتحدة وبريطانيا، وأن تجديد الذخائر الدفاعية الأمريكية لن يشكل أي فرق، ولن يضيف سوى المزيد من الخسائر المالية إلى حساب الفشل الأمريكي.
وشهد الـ29 من أبريل المنصرم معركة في المحيط الهندي استطاعت من خلالها القوات المسلحة اليمنية إجبار أمريكا وبريطانيا على الاعتراف بقدرة الجيش اليمني على استهداف السفن بدقة في المحيط الهندي في ظل عجز غربي عن إحداث تغيير في المعادلة التي طرحها الجيش اليمني .
وفي التفاصيل، فقد بدأت العملية النوعية بإطلاق العديد من الطائرات المسيرة على مدمرتينِ حربيتين أمريكيتين، كما تم تنفيذ عملية مشتركة من القوات البحرية والقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير تم خلالها استهداف سفينةَ (CYCLADES) في البحرِ الأحمرِ، وتم استهدافُ السفينةِ بعدَ انتهاكِها قرار حظرِ مرورِ السُّفِنِ المتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ وذلكَ بتوجهها إلى ميناءِ أُمٍّ الرشراشِ في 21 أبريل الجاري بأسلوب الخداع والتمويه بادعاء توجهها إلى ميناء آخر، إلا أنها كانت تحت الرصد والمتابعة من قواتنا المسلحة، وتم توجيهِ التحذيراتِ إليها بعدم دخول موانئ فلسطين المحتلة فأصرّتْ على انتهاكِ قرارِ المنعِ فأصبحتْ في قائمةِ السُّفُنِ المستهدفة والممنوعةِ منَ الإبحارِ في مِنطقةِ عملياتِ القواتِ المسلحةِ اليمنية.
وبالرغم من ضخامة العملية السابقة التي أثبتت قدرة الجيش اليمني على السيطرة الكاملة على مسرح العمليات مستندا إلى معلومات استخباراتية دقيقة، إلا أن الجزء الآخر من بيان القوت المسلحة كان الأكثر وقعاً على ثلاثي الشر (أمريكا، بريطانيا، ” إسرائيل”) والمتضمن الإعلان عن استهداف السفينة الإسرائيلية ( MSC ORION ) في المحيطِ الهندي.
قلق غربي من فقدان السيطرة في المحيط الهندي
وفور إعلان القوات المسلحة اليمنية استهداف السفينة الإسرائيلية( MSC ORION ) في المحيطِ الهندي، سارع المسؤولين في أمريكا وبريطانيا للتعبير عن قلقهم من العملية، حيث ذكر موقع “ماريتايم إكسكلوسيف” المختص بالتجارية البحرية الأمريكية أنه تم تأكيد تفاصيل الهجوم على السفينة من قبل قوات الأمن البحري في المنطقة وأن الهجوم على سفينة MSC Orion في المحيط الهندي يثير القلق لأن السفينة كانت على مسافة كبيرة من اليمن وتشير العملية إلى أن اليمنيين قاموا بتوسيع نطاق طائراتهم المسيّرة،
ونقل عن منظمات التجارة البحرية في المملكة المتحدة ومركز المعلومات البحرية المشترك تفاصيل الهجوم على السفينة “MSC Orion” الذي وقع ليل 29 – 30 أبريل، ووفقًا لـ JMIC، فإن السفينة كانت في المحيط الهندي على بعد حوالي 300 ميل بحري شرق جنوب شرق البلاد، أو أكثر من 170 ميلاً بحرياً جنوب جزيرة سقطرى، فيما حددت هيئة التجارة البحرية البريطانية “UKMTO” موقع السفينة على بعد 400 ميل بحري من البر الرئيسي لليمن.
وأبلغت السفينة المستهدفة، المسجلة في البرتغال والمملوكة للملياردير الإسرائيلي إيال عوفر، والمستأجرة لشركة MSC عن انفجار وعثرت على بعض الحطام الذي يعتقد أنه من “نظام جوي غير مأهول”. مضيفًا أنها تعرضت لبعض الأضرار الطفيفة مع ورود تقرير بأن الطاقم لم يصب بأذى وأن السفينة كانت في طريقها، إلى صلالة في عمان، قبل إغلاق جهاز تعريفها.
وأشار الموقع الأميركي إلى تهديد القوات المسلحة اليمنية في منتصف مارس الماضي، بتوسيع منطقة الهجوم لتشمل أجزاء من المحيط الهندي، وأنهم سيستهدفون السفن التي تحاول الابتعاد عن البحر الأحمر والسفر حول أفريقيا، مضيفًا: حتى الآن، على الرغم من وقوع العديد من الهجمات الأخرى في المحيط الهندي، إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تأكيد هذه الهجمات على هذه المسافات.
وأوضح أنه في السابق، على سبيل المثال، كانت الناقلة مارلين لواندا على بعد حوالي 60 ميلاً من عدن عندما تم ضربها. وأصيبت السفينة بصاروخ في يناير مما أدى إلى نشوب حريق، فيما كانت سفينة “True Confidence” السائبة على بعد حوالي 50 ميلاً من الشاطئ عندما تعرضت لهجوم أدى إلى مقتل ثلاثة من أفراد الطاقم.
وقالت وكالة أسوشيتد برس إن الهجوم على سفينة MSC في المحيط الهندي أثار على الفور تساؤلات حول الكيفية التي تمكن بها “الحوثيون” من تنفيذ هجوم على بعد مئات الكيلومترات من شواطئ اليمن على هدف متحرك، فيما قال موقع maritime-executive إن الحادث يثير أسئلة مثيرة للقلق لأن السفينة كانت على مسافة أكبر بكثير من اليمن مما قد يشير إلى أن الحوثيين قاموا بتوسيع نطاق طائراتهم بدون طيار.
مشاة البحرية الأمريكية يتعلمون من تكتيكات اليمنيين
أما صحيفة مارين كوربس تايمز المعنية بأخبار البحرية الأميركية فذكرت أن مشاة البحرية الأمريكية يتعلمون من تكتيكات اليمنيين في البحر الأحمر، مضيفة أن اليمنيين يحددون مواقع السفن ثم يطلقون طائرات وصواريخ عليها وينتقلون إلى مكان آخر مما يجعل من الصعب تعقبهم، لقد اظهر اليمنيون أن القوة البرية المجهزة بأجهزة استشعار وصواريخ يمكن أن تشكل تحديات كبيرة للسفن.
وأوضحت صحيفة مارين كوربس تايمز أن اليمنيين تطورت جهودهم بسرعة الى مثال ممتاز لكيفية اجراء استطلاع فعال واستطلاع مضاد ومنع دخول البحر خلال المواجهات ،و أضافت “لقد فرض “الحوثيون” تكاليف على البحرية القوية من خلال تعقب السفن، وتهديدها بالطائرات بدون طيار والصواريخ، وتعطيل السفر عبر الممرات المائية الحيوية، أثناء وجودها بالقرب من الشاطئ.
وذكر الموقع عن بريان كلارك، وهو باحث في معهد هدسون، أن من الصعب تعقب القوات اليمنية المهاجمة للسفن، فمن داخل الأراضي اليمنية يستطيعون تحديد مواقع السفن ثم يطلقون الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للسفن على هذه السفن ثم ينتقلون إلى مكان آخر وهذا يجعل من الصعب تعقبهم، وأن الولايات المتحدة لا تسطيع إيقاف هذه الهجمات إلا إذا مارست أعمالاً عدوانية للغاية ومستمرة بالإضافة للانخراط في مراقبة مستمرة وشاملة.
وقال كلارك إنه “على الرغم من أن “الحوثيين” يفتقرون إلى بعض قدرات مشاة البحرية في الحرب الإلكترونية، لكنني أعتقد أن هذا مثال على نوع العملية التي يحاول مشاة البحرية القيام بها وقد فعل اليمنيون ذلك بفعالة كبيرة باستخدام قوة أقل تطوراً بكثير من تلك التي لدى البحرية الأمريكية”.
وأشار المقال إلى أن البحرية الأمريكية أصبح لديها مفاهيم جديدة حول إمكانية شل قدرة الخصم البحرية من خلال قوات برية مدربة مع معلومات دقيقة وصواريخ وأجهزة استشعار.
وأكد اللفتنانت كولونيل، في مشاة البحرية، ترافيس هورد، وهو طالب في الكلية، أنه وفي إطار برنامج “تصميم القوة” الذي يستمر 4 سنوات لتطوير مشاة البحرية الأمريكية بما يمكنها من مواجهة بحرية مع الصين، فإن التكتيكات التي نفذها اليمنيون في البحر ضدنا تكشف أنه بإمكان البحرية الأمريكية فعل الشيء ذاته عند الاشتباك مع خصم كالصين، ففي حين كان الاعتقاد بأن البحرية الأمريكية لا تستطيع أن تنفيذ عمليات موزعة داخل منطقة الاشتباك بالأسلحة لخصم مثل الصين، أعتقد أن ما يظهره اليمنيون هو أنه قد يكون بمقدورهم القيام بذلك، لأنهم تمكنوا من القيام بذلك ضدنا إلى حد ما”.
ومن وجهة نظر هورد، فإن “عمليات وتكتيكات اليمنيين لا يمكن اعتبارها تأكيداً مطلقاً للاعتماد عليها والبناء عليها في برنامج تصميم القوة، رغم ذلك كشفت لنا تكتيكات اليمنيين أن القوة البرية المجهزة بأجهزة استشعار وصواريخ يمكن أن تشكل تحديات كبيرة للسفن”.
أما المقدم زاك أوتا، في مشاة البحرية قال إن “الجيش الأمريكي لن يحاكي مهمة الحوثيين المتمثلة في تعطيل التجارة، حتى لو أنه قد يتعلم من تكتيكاتهم”، وأضاف “هناك اختلافاً آخر بين عمليات اليمنيين في البحر وتلك التي قد يقوم بها سلاح مشاة البحرية في حرب في المحيط الهادئ، وهو أن اليمنيين يعملون كقوة هجومية، في حين أن القوات الاحتياطية للفيلق الأمريكي موجهة نحو الأعمال الدفاعية”.
كما قال العقيد المتقاعد تي إكس هامس، والذي يعمل باحث رئيسي في جامعة الدفع الوطني، إن أحد الدروس المستفادة من القتال بين اليمنيين والبحرية الأمريكية هو أن السفن الحربية يمكنها التصدي لعدد صغير من الصواريخ فقط وليس لعدد كبير ولهذا يجب أن يكون قوات مشاة البحرية المزيد من هذه السفن.
وأكد موقع فريق مشاة البحرية، في هذه المقالة أن سلاح مشاة البحرية الأمريكية خصصوا فريقاً منهم لدراسة العمليات القتالية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأضافت المقالة أنه وفي وثيقة لعام 2021 التي تشرح القوات الاحتياطية، وهو مفهوم يتصور وجود مشاة البحرية بالقرب من الخصم لإجراء الاستطلاع ودعم المهام البحرية، خصص الفيلق صفحة لأنشطة الحوثيين، في الفترة من 2016 حتى 2018 في البحر الأحمر.
وحسب هذه الوثيقة فإن القدرات البحرية اليمنية “تطورت جهودها بسرعة إلى مثال ممتاز لكيفية إجراء استطلاع فعال، واستطلاع مضاد، ومنع دخول البحر أثناء العمل داخل منطقة متنازع عليها”.
وأضافت المقالة إن “الحوثيين ليسوا الجهات المعادية الوحيدة التي قد يتعلم منها الجيش الأمريكي.
أما مدير معهد هدسون الأميركي للتحليل العسكري، ريتشارد ويتز، فقال إن مسألة هزيمة من وصفهم بـ”الحوثيين” تعد أمرًا صعبًا لأنهم يعتقدون أن الله يقف معهم وهذا، ما يفسر نجاحهم لسنوات ضد قوات أقوى منهم سابقًا والآن مع الدول الغربية.
وأوضح مدير معهد هدسون للتحليل العسكري، في مقابلة له على قناة “الحرة” الأميركية، أن لدى “الحوثيين” حوافز أكبر من غيرهم للهجوم على الأهداف الغربية ولا يمكن منعهم أو السيطرة عليهم.
ما يحدث في البحر الأحمر مهزلة
وتتوالى الاعترافات الأمريكية بالفشل أمام الضربات اليمنية النوعية وأن البحرية الأمريكية باتت عاجزة أمام الأسلحة اليمنية المتقدمة وقبل أيام انتقد عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي دور واشنطن في مواجهة هجمات البحرية اليمنية في البحر الأحمر، ووصفوا ما يحدث بأنه “مهزلة بصريح العبارة”، وقالوا: “لشهور حتى الآن، كنا في البحر الأحمر في موقف لا نحسد عليه..”.
وقال وزير البحرية الأمريكية ديل تريو خلال جلسة استماع “الكونغرس ” : ” قواتنا خاضت 200 اشتباك مع صواريخ وطائرات بدون طيار اُطلقت من اليمن “،مضيفاً: ” تم إطلاق النار على سفننا مباشرة وعلى البحارة في جميع أنحاء البحر الأحمر، وقد فقدنا للأسف 3 من عناصر قواتنا الخاصة “.
من جانبها أكدت رئيسة العمليات البحرية الأدميرال ليزا فرانشيتي ، خلال جلسة الاستماع ذاتها أن ” التهديد من اليمن كبير وصعب للغاية “.
من جهته ، أوضح رئيس لجنة الخدمات العسكرية بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز أن ” البحرية تقوم بتنفيذ العمليات بوتيرة أسرع بكثير من المخطط لها، حيث تستهلك الصواريخ بسرعة، وتحرق الوقود، وتمدد فترات الانتشار أثناء الدفاع في البحر الأحمر وحماية إسرائيل “.
وعلق السيناتور الأمريكي دان سوليفان ، في جلسة الاستماع ، على انسحاب حاملة الطائرات من البحر الأحمر ، قائلاً: ” حاملة الطائرات ( يو إس إس دوايت أيزنهاور) ومعها مدمرة حربية غادرتا البحر الأحمر مطرودتين من قبل اليمن “.
وقال السيناتور تيم كين الذي قاد جلسة للاستماع للجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأمريكي بشأن سلاح مشاة البحرية الأميركية: إن قواتنا تواجه التهديدات بشكل يومي في البحر الأحمر، وإن وجود احتمال ضئيل لحدوث خطأ في أنظمة الصواريخ الاعتراضية قد تؤدي الى كوارث عواقبها وخيمة.
وتابع: ولا ينكر أحد في هذه الغرفة التحديات والموازنات الصعبة بين التكلفة والجدول الزمني والأداء التي يضطر الموظفون والمديرون إلى العمل عليها كل يوم؛ لكن البحر الأحمر يذكرنا بأن مدى نجاح هذه المقايضات يقاس بطرق ملموسة جداً وفي أوقات الأزمات.
وأضاف: لشهور حتى الآن، كنّا في البحر الأحمر في موقف لا نحسد عليه حيث يتعين علينا النجاح فيه بنسبة 100٪ وليس 99.9٪ ولا 98٪. وظلت سلامة بحارتنا، والعديد منهم من ولاية فرجينيا، معرضة للخطر، وكذلك أولئك المرتبطين بحاملة الطائرات ايزينهاور والسفن الحربية الأخرى. كان لابد أن ننجح بنسبة 100٪. وقال: إن إرسال نظام أسلحة يصل متأخرًا أو باهظ الثمن بحيث لا يمكننا تحمله أو يكون غير قادر على تنفيذ المهمة عند الحاجة إليه، لا يفيد جنودنا أو مشاة البحرية بأي شيء وهم يواجهون المخاطر.
وتابع: كما أن الخطأ في هذه المقايضات سيستهلك أموال دافعي الضرائب التي كان من الممكن أن تشتري قدرات آنية في مكان آخر، وقال: نحن نتحمّل مسؤولية الحفاظ على سلامة أفرادنا. وعلى الرغم من أفضل جهود جميع من سبقونا، فقد شاهدنا بأم أعيننا أن أداء بناء السفن في البحرية يصبح أكثر إرهاقًا مما كان عليه التحدي الذي نواجهه في البحر الأحمر.
واعتبر كين أنه قد آن الأوان لدفع الفواتير لتحديث القدرات الاستراتيجية ، وإعادة بناء البنية التحتية لصيانة السفن النووية بسبب التقاعس خلال الوباء تواجه برامج رئيسية مثل برنامج كولومبيا صعوبة في تأمين أولوية ثابتة، كما أن البرامج الثانوية ولكنها بالغة الأهمية تعاني أيضًا. وأضاف: هناك قصص نجاح. بتقدم إنتاج السفن البرمائية الهجومية والمدمرة على قدم وساق، ولكن حتى هذه البرامج تواجه بعض العقبات الشديدة. لذا وكما يقال يجب علينا أولًا أن نعترف أننا نواجه تحديًا، وأننا نواجه معضلة لحلها.
وفي الجلسة طرح السيناتور أنجوس كينج تساؤلات عن انخفاض ميزانية الطاقة في وزارة الدفاع الأمريكية بنسبة 50% خلال العامين الماضيين، وقال: نحن ننفق 4 ملايين دولار لإسقاط طائرة بدون طيار بقيمة 20 ألف دولار من طرف الحوثيين!. وقال: ما الذي حلّ بكم لتقوموا بتخفيض الميزانية؟، من يعتقد أن هذا منطقي؟.. ميزانية البحرية للطاقة الموجهة انخفضت عملياً إلى الصفر. إنني لا أستطيع استيعاب ذلك!.
وأضاف: لقد بتنا نعيش في عالم الطائرات المسيرة والصواريخ منخفضة التكلفة. هذه هي التكنولوجيا التي يجب أن تكون ذات أولوية قصوى. بدلاً من تقليص الميزانية إلى النصف، يجب مضاعفتها أو حتى ثلاثتها.
وقال مخاطباً غيرتين: هل تستطيع إعطائي أي سبب منطقي لعدم متابعة هذه التكنولوجيا الحيوية مع اقترابنا من عصر أسراب الطائرات المسيرة؟.. لا يمكننا إسقاط أسراب من الطائرات المسيرة بأي طريقة أخرى. هل هناك أي إجابة على هذا؟.
وأكّد السيناتور كينج أن “ما يحدث هو مهزلة بصريح العبارة”، وقال: لطالما تحدثت عن هذا الأمر لمدة 3 أو 4 سنوات دون جدوى. نحن نتكبد خسائر فادحة ويتم إحراجنا في البحر الأحمر، والأوكرانيون يتعرضون للإذلال بطائرات مسيرة إيرانية منخفضة التكلفة، ونحن نقوم الآن بخفض ميزانية التكنولوجيا التي كان من الممكن أن تنقذنا. ألا يفهم المسؤولون عن المعارك في الأسطول خطورة هذا الوضع؟.
هجمات اليمن معقدة
في ذات السياق قالت مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية أفريل هينز، في جلسة استماع لقادة المخابرات أمام اللجنة العسكرية بمجلس الشيوخ الأمريكي، “اعتبارا من الأسبوع الماضي استأنف الحوثيون هجماتهم شبه اليومية بعد إعلانهم الشهر الماضي أنهم يعتزمون تصعيد الضربات لتشمل المحيط الهندي”.
وفي إقرار هو الأول من نوعه لمسؤول أمريكي بارز، بالاعتراف بأن القوات المسلحة اليمنية تنتج أسلحتها بنفسها، قالت هينز: “تقييمنا أن الهجمات ستبقى نشطة لبعض الوقت، لعدد من الأسباب منها أن الحوثيون يواصلون إنتاج كمية لا بأس بها من الطائرات بدون طيار محليا وأنظمة الأسلحة الأخرى”. وأضافت “ضرباتنا لم تكن كافية لمنع الحوثيين من الاستمرار في عملياتهم.
وقالت هينز “أحد الأشياء التي كانت تمثل تحديا هو أن لديهم مبررات منطقية، وقد تغيرت هجماتهم بمرور الوقت قليلا وأصبح الأمر أكثر تعقيدا في بعض الأحيان، لقد قالوا أنهم لن يتوقفوا إلا إذا تم تسليم المساعدات إلى غزة، ويبدو أن هناك متطلبات إضافية ولكن هذا لا يعني أنهم لن يتوقفوا، إذا كان هناك وقف لإطلاق النار”.
مدرسة البحرية اليمنية
وفي منتصف أبريل الماضي ناقش تقرير لموقع “الحرب على الصخور” الأمريكي التابع للأمن القومي الأمريكي، كيف أن البحرية اليمنية من المحتمل أن تكون في عملياتها البحرية ضد سفن الشحن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية تقدم للعالم مدرسة جديدة وعصرية في الحروب البحرية مختلفة عن مدرسة الحروب التقليدية المعروفة، حيث يشير التقرير الذي كتبه “كيفن د. ماكراني” وهو أستاذ الاستراتيجية المقارنة في كلية الحرب البحرية الأمريكية، إلى أن التجربة اليمنية تكشف أنه لم يعد أمر السيطرة على البحار مقتصراً على من يملك الأسطول البحري الأضخم، وأنه بمجموعة من السفن الصغيرة جداً القادرة على حمل طوربيد واحد يمكنها أن تسبب أكبر تهديد للسفن الحربية العملاقة التي تملكها الدول العظمى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وهذا ما نشهده اليوم في البحر الأحمر، على سبيل المثال.
يقول التقرير إن القوات اليمنية، يكررون تجربة أتباع مدرسة جون إيكول الفرنسية في الحروب البحرية الفعالة وغير المكلفة في مواجهة الأساطيل الكبرى، والتي ظهرت (أي المدرسة) نهاية القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر خلال الصراع العسكري البحري بين فرنسا التي لم تكن تملك أسطولاً بحرياً وبريطانيا صاحبة أكبر أسطول بحري في العالم حينها، حيث افترضت مدرسة “جون إيكول” أنه بإمكان فرنسا مواجهة البحرية البريطانية من خلال استخدام السفن الصغيرة رخيصة الثمن لا تتجاوز 200 ألف جنيه مع تركيب طوربيد عليها وبعدد قليل من البحارة لا يتجاوزون الـ12 فرداً، فسفينة صغيرة رخيصة الثمن محملة بطوربيد واحد و12 فرداً من البحارة يمكنهم إغراق مدمرة حربية عملاقة تكلفتها ملايين الجنيهات في ذلك الحين وتحمل طاقماً يبلغ 600 فرد.
غير أن الجدل ظل قائماً مطلع القرن العشرين بشأن فعالية هذه النظرية العسكرية في الحروب البحرية فبينما ظلت بريطانيا تدافع عن قدرات أسطولها البحري، ظل أصحاب مدرسة جون إيكول يدافعون عن نظريتهم بأنها فعالة عسكرياً ويمكن للجيوش الضعيفة والفقيرة هزيمة الجيوش البحرية الأقوى على مستوى العالم باستخدام هذه النظرية، لكن لم تحدث أي تجارب على أرض الواقع لقياس مدى صحة أو عدم صحة ما أتت به مدرسة جون إيكول.
و في هذا التقرير الذي رصده وترجمه “المساء برس” يشير الموقع الأمريكي، إلى أن الحرب الدائرة حالياً بين البحرية اليمنية والبحرية الأمريكية ومن معها في البحر الأحمر وخليج عدن، تمثل فرصة لدراستها من أجل معرفة مدى تأثير تغيير التقنيات التكنولوجية الحديثة وتأثيرها في طبيعة الحروب البحرية بين قوة بحرية ضعيفة لكنها تملك ما يؤلم العدو وأخرى قوة بحرية تقليدية تملك ترسانة من المدمرات الباهظة الثمن.
وهنا يصف الأستاذ بكلية الحرب البحرية الأمريكية، التجربة والطريقة التي أتى بها اليمنيون في حربهم البحرية مع الولايات المتحدة وبريطانيا، والتي تمثلت في استخدامهم أنواعاً مختلفة من تقنيات الأسلحة غير المكلفة نسبياً بما في ذلك الطائرات الجوية والبحرية بدون طيار بالإضافة إلى صواريخ كروز والصواريخ الباليستية لمهاجمة السفن الحربية والسفن التجارية حول المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، يصفها بقوله: “يمكن القول إن الحوثيين يضيفون لمسة حديثة على أساليب مدرسة جون إيكول”.
في ذات السياق كشف تقرير للمعهد الكندي للشؤون العالمية، أن التجربة اليمنية كشفت عن نقاط ضعف في أنظمة الدفاع البحرية الغربية، المعرضة للصواريخ الباليستية منخفضة التكلفة والطائرات بدون طيار والطائرات.
ويشير التقرير الكندي إلى أن الصين وروسيا قد تستفيدان من التجربة اليمنية في تطوير أنظمة الدفاع البحرية الخاصة بهما.
ويخلص التقرير إلى أن فشل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة له آثار كبيرة على توازن القوى في المنطقة، وأن التجربة اليمنية سلطت الضوء على محدودية القوة العسكرية الغربية.
اليمن أكثر جرأة على الغرب
ونشر الدكتور مايكل نايتس الباحث الأبرز في معهد واشنطن والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران واليمن ودول الخليج، دراسة عن المجهود الحربي للقوات اليمنية منذ 7 أكتوبر 2023.
وخلص الباحث الأمريكي الذي نشر دراسته في فصلية “مركز مكافحة الإرهاب” إلى أن أنصار الله في اليمن ومن بعد مشاركتهم في حرب غزة قفزوا إلى الصفوف الأمامية لمحور المقاومة، وقال إنهم الطرف الوحيد في هذا المحور الذي حول الصراع إلى عالمي بشكل حقيقي من خلال حركة قطع الملاحة عن “إسرائيل”، وأن الحركة أظهرت جرأة باعتبارها أول طرف في محور المقاومة يطلق صواريخ باليستية على “إسرائيل”، كما خلصت دراسة نايتس إلى أن القوات اليمنية أظهرت مرونة في مواجهة الضربات الجوية الأمريكية البريطانية.
وقال إن “نظام القيادة والسيطرة للحوثيين منظم بشكل جيد إلى حد معقول ويقوده بشكل عام مقاتلون حوثيون ذوو خبرة”، معدداً الإمكانات العسكرية التي بنتها القوات المسلحة اليمنية من بعد 2015 حتى الآن والتي تشمل سلاح الجو المسير، والقوات البحرية، والقوة الصاروخية، والخدمات اللوجستية، والأمن الوقائي، ووظائف جمع المعلومات الاستخبارية.
وقال نايتس إن الهجمات التي شنتها اليمن على “إسرائيل” كانت غير مسبوقة على الإطلاق، مؤكداً أنه ومنذ 19 أكتوبر عندما تم شن أول هجوم وحتى ديسمبر قصفت اليمن كيان العدو الإسرائيلي بـ46 صاروخاً باليستياً وكروز وطائرة مسيرة، وأضاف أن “الدفاعات الجوية الأمريكية والأوروبية والعربية والإسرائيلية” عملت معاً لمواجهة تلك الهجمات.
وتعليقاً على تلك الهجمات، قال نايتس إنه ورغم أن معظمها تم التصدي لها من خلال كل المنظومات الدفاعية لأوروبية والأمريكية والعربية والإسرائيلية إلا أنه كان من المثير للإعجاب أن “الحوثيين” يمكن أن يشنوا هذه الهجمات العديدة وإلى مسافات تتجاوز 1900 كيلو متر في وقت قصير نسبياً”، ويضيف إن “تلك الهجمات فرضت على الجيوش الغربية، إنفاقاً ضخماً على أنظمة اعتراضية أكثر تكلفة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل”، وأكد أنه “منذ منتصف نوفمبر 2023 وصاعداً أصبح من الصعب التمييز بين ما إذا كانت جميع صواريخ كروز والطائرات بدون طيار التي تم إطلاقها باتجاه الشمال كانت تستهدف “إسرائيل” نفسها أم تستهدف سفناً في البحر الأحمر”، وفي ذلك إشارة إلى تزايد عدد الهجمات التي قامت بها القوات المسلحة اليمنية وتصاعد أعداد الأسلحة الموجهة والصواريخ التي يتم إطلاقها في كل هجوم.
وأضاف نايتس إن معدل إطلاق الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة لتنفيذ هجمات ضد “إسرائيل” أو ضد السفن المستهدفة منذ 19 أكتوبر 2023 حتى 24 أبريل 2024، أعلى بكثير جداً معدل ما كان يتم إطلاقه على السعودية خلال فترة الحرب التي استمرت من 2015 حتى مطلع أبريل 2022، وفي هذا السياق وصل الباحث الأمريكي إلى نتيجة عددية لعدد ما تطلقه القوات اليمنية من صواريخ وطائرات في الهجوم ضد “إسرائيل” خلال الشهر الواحد مقارنة بما كان يتم إطلاقه من نفس الأسلحة خلال الشهر الواحد على السعودية أثناء احتدام الحرب بين الرياض وصنعاء، حيث قال إنه وبحساب عدد الطائرات المسيرة التي تم إطلاقها من قبل القوات اليمنية على السعودية طوال فترة الحرب (2015 – 2022) وتوزيعها على عدد الشهور تصبح المعادلة هي 11 طائرة مسيرة في كل شهر كان يتم إطلاقها على السعودية، مقابل 40 طائرة مسيرة في كل شهر يتم إطلاقها حالياً على أهداف في”إسرائيل” أو ضد السفن المستهدفة.
أما بحساب الصواريخ الباليستية والمجنحة التي أطلقتها القوات اليمنية على السعودية من 2015 حتى أبريل 2022 فإنه يصبح معدل إطلاقها شهرياً بواقع صاروخين فقط لكل شهر، بينما في الهجمات الحالية ضد “إسرائيل” أو السفن المستهدفة فإن معدل إطلاق الصواريخ في كل شهر هو 36.6 لكل شهر، وهو معدل مرتفع جداً.
الفشل الأمريكي
قبل أيام قالت صحيفة “التليجراف” البريطانية، إن الحملة العسكرية الأمريكية البريطانية ومعها التحالف الأُورُوبي (أسبيدس) لا يمكن له أن يفوز في معركة البحر الأحمر وما يمكنهم فعله هو القتال فقط، موضحة أن اليمنيين حقّقوا أهدافهم وعطّلوا الملاحة الإسرائيلية في مضيق باب المندب والبحار المحيطة به واستنزفوا موارد المهاجمين لهم، وفي المقابل فَــإنَّ عدد السفن الحربية المنتشرة في البحر الأحمر ينخفض، بينما معدل الضربات المضادة الأمريكية البريطانية على اليمن أصبح بطيئاً، ومع كُـلّ الحضور العسكري الأمريكي البريطاني والأُورُوبي في البحر الأحمر إلا أن الملاحة البحرية الإسرائيلية لا تزال مشلولة ولم تتمكّن أمريكا من استعادتها.
وبشأن انخفاض معدل الهجمات على السفن في البحر الأحمر والبحر العربي، أفادت الصحيفة البريطانية بأن السبب في ذلك ليس ضعفَ القدرات العسكرية اليمنية؛ بل لأَنَّ السفن التي منعوا عبورها من مضيق باب المندب لم تعد تمر من هناك؛ ولهذا لم يعد هناك سفن يستهدفونها.
من جانبه أقرَّ قائدُ العملية الأُورُوبية المسانِدةِ للتحالف الأمريكي في البحر الأحمر، بالفشل في الحد من العمليات البحرية اليمنية.
وقال الأميرال فاسيليوس جريباريس، قائدُ العملية الأُورُوبية التي أُطلِقَ عليها اسم “أسبيدس”، إنه “منذ إطلاق عملية أسبيدس في 19 فبراير 2024 وحتى الآن، ظل مستوى التهديد على حاله” بحسب ما نقل موقع قناة “العربية” الناطق باللغة الإنجليزية.