قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي : المشروع القرآني الذي قدمه الشهيد القائد متكامل يعالج مشاكل الأمة ويبنيها في كل المجالات.
أفق نيوز | ألقى السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، اليوم السبت، كلمة بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين، التي أطلقها الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي في 3 من ذي القعدة 1422هـ ، موضحا أن الشهيد القائد أطلق هذا المشروع بالاستناد الى رؤية قرآنية وضرورة واقعية للتصدي للهجمة الأمريكية والإسرائيلية على المسلمين بعد أن وصلت إلى مرحلة بالغة الخطورة على الأمة الإسلامية بمؤامراتها تحت عنوان مكافحة الإرهاب حيث أرادت من خلال هذا العنوان للسيطرة المباشرة على الأمة وتجريد المسلمين من كل عناصر القوة.
وأكد السيد أن الأمة بحاجة إلى التحرك في مشروع يعالج وضعيتها ويبنيها لتكون في مستوى مواجهة التحديات، مؤكدا أن المشروع القرآني الذي قدمه الشهيد القائد متكامل يعالج مشاكل الأمة ويبنيها في كل المجالات.
وقال السيد: الأمة اليوم ترى إيجابية المشروع القرآني في مساندة الشعب الفلسطيني بشكل مميز وموقف متكامل، موضحا أن إيجابية المشروع القرآني تكمن في أنه يتجاوز كل تلك العوائق والحواجز، وأكد أن المتغيرات الدولية يظهر فيها الانحدار الأمريكي وبروز قوى دولية أخرى ولكن مع الانحدار الأمريكي يغيب المسلمون بل يتجه البعض إلى الالتحاق بقوة هنا أو هناك.
وأكد أن الأمة الإسلامية تملك مقومات معنوية ومادية وموقعا جغرافيا مميزا بما يجعلها متحررة وحاضرة على المستوى العالمي، موضحا أن العالم يتضرر من الهجمة اليهودية الصهيونية على قيمه وأخلاقه وأمنه، لذلك يفترض بالمسلمين أن يدركوا مسؤوليتهم وأن يدركوا بأن العدو الإسرائيلي عدو لهم ولو صادقوه، فهو لن يغير شيئا في ثقافته أو سياساته، مؤكدا أن الأمة لو اتجهت إلى معاداة عدوها الفعلي ستدرك أهمية الخطوات والمواقف والمشاريع الصحيحة.
وأوضح أن المشروع القرآني في هذه المرحلة يحضر على المستوى الإقليمي والعالمي من خلال موقفه المتميز في نصرة فلسطين ، مضيفا أن حضور المشروع القرآني سيكون بإذن الله في المستقبل أعظم وأكبر.
وبيّن أن خيار التخاذل والاستسلام لا يشكل أي حماية للأمة، وخيار العمالة للأمريكي والإسرائيلي ليس فيه أي نجاة للأمة، كما ان عاقبة الموالين لأمريكا و”إسرائيل” للتآمر على أمتهم وشعوبهم هي الخسران والندم، مؤكدا أنه لا نجاة للأمة إلا بالموقف القرآني الذي تحظى فيه برعاية الله سبحانه وتعالى فالموقف القرآني يجعل الأمة تتجه بوعي وبصيرة وحكمة وقيم ومبادئ وأخلاق.
ولفت إلى أن مؤامرات الأعداء وطغيانهم ضد أبناء أمتنا واضح كما يجري اليوم في قطاع غزة، مضيفا أن الوحشية الأمريكية في غزة دون أي اعتبار للحياة الإنسانية لا يمكن أن توفر الحماية لأي طرف، مضيفا أن مساعي البعض لعقد اتفاقيات حماية مع الأمريكي لن تنفع، بل ستفتح الباب للابتزاز الدائم فالأمريكي لن يحمي أحدا، بل سينهب ثرواتهم ويعمل على مسخ شعوبهم وتمييع شبابهم ليصلوا إلى الحضيض، كما سيتجه الأمريكي إلى السيطرة بسهولة على البلدان التي هيأت له الظروف لنهب ثرواتها ومسخ شعوبها .
المشروع القرآني انطلق في ظروف صعبة
ولفت السيد إلى القيمة الايمانية للتحرك في الظروف الصعبة والمراحل الخطيرة وفي مواجهة التحديات الكبرى والذي يأتي عندما يكون التحرك بدافع ايماني واستجابة لتعليمات الله ، لافتا إلى النماذج التي قدمها الله في القرآن الكريم لعباده المؤمنين الذين تحركوا في ظروف صعبة ومنهم أصحاب الكهف الذين تميز موقفهم أنهم انطلقوا في ظروف خطيرة يتحاشى فيها اكثر الناس ان يعلن موقفه الحق الموحد لله الذي يصرخ في وجه الطاغوت المستكبر الظالم فكان تحركهم بدافع ايماني في ظروف صعب يستند فيها من يتحرك فيها استنادا كاملا الى ثقته بالله وتوكله على الله مع استعداد تام للتضحية .
وأكد السيد أن الظروف التي تحرك فيها الشهيد القائد هي ظروف صعبة والمرتكز في تلك الظروف هو الثقة بالله والتوكل على الله والجهوزية للتضحية في سبيل الله، فالشهيد القائد لم يبدأ مشروعه العظيم بالاستناد إلى قدرات كبيرة إنما انطلق من نقطة الصفر ومن واقع على المستوى المادي متواضع جدا ولا يقف إليه لا قوة عسكرية ولا مادية .
ولفت إلى أن التحرك في ظروف خطيرة لا يكون إلا بالاستناد إلى الحالة الإيمانية الراقية التي تدل على العلاقة العظيمة بالله، كما أن التحرك في الظروف الخطرة تعبر عن مصداقية الانتماء الإيماني وتتجلى نتيجته في الواقع.
وبيّن السيد أن المشروع القرآني هو ضد الطغيان والاستكبار بما يشكله من خطورة على المجتمع البشري وعلى المسلمين بشكل خاص فالهجمة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر2001م كانت أخطرة هجمة على المسلمين وهي امتداد لما سبقها من مؤامرات فالأعداء يتحركون وفق برنامج طويل وكبير لاستهداف أمتنا الإسلامية وعلى مراحل ويتوارثون هذا الدور العدواني.
المؤامرة الأمريكية ومشروع الشهيد القائد
وقال السيد : بعد أحداث 11 سبتمبر شكل الأمريكي تحالفا دوليا وقاد حملة ترهيب واسعة وهجمة إعلامية منظمة على أمتنا و من المؤسف أن الإعلام العربي والإسلامي تماهى آنذاك مع الهجمة الأمريكية في ترهيب شعوب أمتنا فالإعلام العربي والإسلامي آنذاك عمل على ترسيخ الهزيمة النفسية التي تهيئ المجال لأمريكا للسيطرة التامة على بلداننا ، كما أنه في مقابل الهجمة الأمريكية، لم تتخذ الدول الإسلامية آنذاك موقفا واحدا لحماية بلدانها، بل ظهرت في حالة من الشتات والضعف و عقب 11 سبتمبر تسابقت أغلب الأنظمة الإسلامية لاسترضاء الأمريكي حتى لو كان الثمن هو التضحية باستقلالها وحرية شعوبها فيما سارعت أغلب الأنظمة الإسلامية إلى فتح المجال للنفوذ الأمريكي وكانت جاهزة لفتح قواعد عسكرية أمريكية.
وأكد السيد أن الأنظمة في تلم الفترة كانت جاهزة للخنوع للأمريكيين في التوجه لتغيير المناهج الدراسية ليتحكم بالتعليم والتثقيف والإعلام، كما كانت الأنظمة مستعدة لفتح المجال للسيطرة الأمريكية التامة عسكريا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا وفي كل مجال وعقب أحداث 11 سبتمبر اتجه أغلب الزعماء العرب ليتجندوا مع الأمريكي يخضعون لتوجيهاته وسارع الزعماء لتنفيذ ما يملى عليهم حتى بالحرب على أي طرف من أبناء شعوبهم، كما عملت الأنظمة على ترهيب شعوبها لتبرير موقفها المتخاذل والخاضع لأمريكا، أما على مستوى النخب في أمتنا اتجهت بعد أحداث 11 سبتمبر إلى الصمت بسبب حالة الخوف ولانعدام المشروع.
وأوضح أن التحرك في الظروف الصعبة بعد 11 سبتمبر وكسر حاجز الخوف والترهيب وبمشروع راق جدا هو ما تميز به شهيد القرآن ، مضيفا أن مما تميز به المشروع القرآني هو النقلة العظيمة بالشعوب من حالة الضياع واللاموقف إلى حالة الموقف.
ولفت إلى أن الموقف الرسمي عقب أحداث 11 سبتمبر والهجمة الأمريكية الغربية لم يكن ليشكل أي حماية للشعوب، وفي نفس الوقت فكان هناك من الشعوب من هو متجه بنفس الاتجاه الذي عليه الأنظمة والحكومات في معظمها ومنهم من هو في حالة استسلام تام و البعض من الشعوب ليس لديهم لا وعي ولا بصيرة، اجتمعت لديهم حالة الخوف واليأس فكانوا في حالة استسلام تام، ولا يتجهون لتبني أي موقف.
وأضاف: عند العدوان الأمريكي على أفغانستان كان بعض الناس يتحدثون لمجرد الفضول، وليس في سياق اتخاذ موقف عملي مما يجري، وأكد أن المشروع القرآني أتى للإنقاذ من حالة اللاموقف وعدم التفاعل مع الأحداث و في هذا الصراع مع الأعداء نتحدث بروحية من يفهم أنه طرف في هذا الصراع ومستهدف فيه فنحن جميعا كمسلمين بلا استثناء، مستهدفون من أعدائنا الأمريكي الإسرائيلي، ومن يدور في فلكهم.
وأوضح أن من يرتبط بالأمريكي والإسرائيلي هم أعداء لنا بكل ما تعنيه الكلمة، فخططهم، واستراتيجياتهم، ومؤامراتهم تجاهنا هي من منطلق عدائي، مؤكدا أن هناك مسؤولية دينية علينا في أن نتحرك للتصدي للأعداء ولمؤامراتهم التي يستهدفوننا بها.
أساليب الأعداء
وأوضح السيد أن اليهود الصهاينة ومن يرتبط بهم ويدور في فلكهم يعتمدون في عدائهم لأمتنا على أسلوب الخداع والتزييف، مؤكدا أن جزء كبير من النشاط الذي نواجه الأعداء به، وجزء أساسي في المشروع القرآني هو مواجهة زيفهم والتصدي لخداعهم والفضح لهم بالمشروع القرآني يكشف الحقائق لنا ولأمتنا، في الواقع الذي نعيشه وتعيشه الأمة الإسلامية كلها، مشيرا إلى أن الأمة بحاجة إلى تحرك عملي بروح مسؤولة لنخرج برؤية واحدة وموقف واحد، ونظرة واحدة، ووعي واحد، ولا نجاة لها إلا بذلك.
وأشار السيد إلى أن البعض من أبناء أمتنا يحاول أن يقدم لنا أعدائنا كأصدقاء نتحالف معهم ونحتمي بهم والبعض من أبناء أمتنا أنظمة وحكومات يطلبون من أمريكا الحماية لهم ويقدمون لها كل شيء في مقابل أن توافق لتقوم بهذا الدور، مؤكدا أن ما يؤسفنا هو حالة الغفلة الطويلة في واقع المسلمين، فالعدو يتآمر عليهم منذ زمن طويل.
وأكد أن الأمة غافلة عما يشكله العدو من تهديد وخطورة، بدءا بالاحتلال لفلسطين ومقدساتها، وما يجري على الشعب الفلسطيني المظلوم منذ البداية وحالة الغفلة واللا اهتمام واللا وعي تخدم الأعداء، وهم حرصوا على ذلك وعملوا على أن تستحكم هذه الحالة لعدم الانتباه لمؤامراتهم ضد هذه الأمة.
وأوضح السيد أن السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه عندما تحرك في تلك المرحلة الخطيرة جدا، كانت قد أثرت على الكثير من أبناء هذه الأمة حالة الترهيب الأمريكية ففي مرحلة تحرك الشهيد القائد أصبح الخوف من أمريكا حالة تسيطر على الحكام والحكومات والمسؤولين، ومختلف أبناء هذه الأمة، مضيفا أن المشكلة بالنسبة للأنظمة ليست فقط في حالة الخوف من أمريكا، بل لأنها لم تكن مستعدة لأن تتحمل المسؤولية، وأن تتبنى أي موقف جاد ضد السياسات الأمريكية.
وأوضح أن يحول بين كثير من شعوب العالم العربي من أن يخرجوا للتظاهر والاحتجاج الذي أمام ما يجري الآن في غزة من جرائم صهيونية، هو أن الشعوب تخاف من حكامها ففي كثير من البلدان العربية لو خرجت تظاهرة لتناصر الشعب الفلسطيني لقُمعت واستُهدفت ولربما بالقتل وليس فقط بالاعتقال.
وبيّن أن العدو كبل الأمة ومعظم أبناءها في الحالة الرسمية والشعبية عن اتخاذ أي موقف، والشعوب مكبلة بمواقف الأنظمة، واستهداف الأنظمة لشعوبهم المناصرة لفلسطين تقدم حقيقة مدى ارتباط تلك الأنظمة بالأمريكي وعدم اهتمامهم بقضايا أمتهم.
وقال السيد: أمة الملياري مسلم لا تتحرك لمنع الإجرام الصهيوني في غزة هي حالة مؤسفة تعبر عن الضعف والضعة.
الفشل الأمريكي في القضاء على المشروع القرآني
وأوضح السيد أن الصرخة التي أطلقها الشهيد القائد كانت في صدارة مشروع قرآني عملي متكامل وعظيم ، موضحا أن من مميزات الصرخة أنها كسرت حاجز الخوف وحالة تكميم الأفواه وهي موقف متاح وميسر ونقلة حكيمة من حالة اللاموقف، وهي ترفع الروح المعنوية وتفضح الأمريكيين في عناوين الحرية والحقوق ومنها حق التعبير ، كما أن الشعار يحصن الساحة الداخلية لأنه يصنع بيئة ساخطة على العدو.
ولفت إلى أن السلطة في اليمن أثناء إطلاق الصرخة اتجهت لمنع أي صوت يواجه الهيمنة الأمريكية، لتبقى الساحة خانعة ومفتوحة للتحرك الأمريكي، موضحا أن المشروع القرآني تحرك بفاعلية وتجلى نجاحه منذ البداية لذلك كان الأمريكي منزعج ودفع السلطة للتحرك ضد المشروع، كما دفع الأمريكي السلطة آنذاك لمحاربة المشروع القرآني بكل الوسائل منها الحملات الدعائية والاعتقالات وفصل الموظفين، كما اتجهت السلطة آنذاك لإغلاق بعض المدارس وصولا إلى التصعيد الكبير بالعدوان في الحرب الأولى ضد شهيد القرآن السيد حسين بدرالدين الحوثي.
وأضاف السيد أن المشروع القرآني تعرض لهجمة كبيرة على مدى 6 حروب شاملة كان الأمريكي فيها محرضا ويوفر الدعم والغطاء، موضحا أنه على المستوى الشرعي فلا مسوغ للسلطة آنذاك للتحرك ضد المشروع القرآني لأنه انطلق على أساس القرآن و على المستوى القانوني لم يكن هناك ما يبرر للسلطة آنذاك مواجهة المشروع القرآني بالاعتقالات وبقية الإجراءات الظالمة فالتوجه للعدوان العسكري على شهيد القرآن ومن معه لم يكن له أي مستند لا شرعي ولا قانوني.
وأكد السيد أن محاربة المشروع القرآني فشل، ولم تحقق السلطة آنذاك هدفها في استرضاء الأمريكي لتحظى بالقرب منه، بل السلطة آنذاك خسرت شعبها، وفي الوقت نفسه لم يشكل الموقف الأمريكي حماية لها فرغم محاربة المشروع القرآني، لكنه بقي وامتد وتعاظم وتجذر ووصل إلى مسامع الدنيا بكلها .