أشهر حوادث طائرات المسؤولين حول العالم
أفق نيوز | شهد قطاع الطيران حول العالم العديد من الحوادث سواء طبيعية أو مدبرة، كان أبرزها تحطم طائرة الأمين العام للأمم المتحدة داغ هامرشولد عام 1961، ومقتل الرئيس العراقي عبدالسلام عارف عام 1966، وغيرهما الكثير… تعرف عليها
واليوم أعلن التلفزيوني الإيراني استشهاد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بعد سقوط طائرة هليكوبتر كانت تقله ومعه وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان ومسؤولين آخرين اليوم الأحد أثناء تحليقها عبر منطقة جبلية يحيط بها ضباب كثيف في طريق عودتها من زيارة للحدود مع أذربيجان، حاولنا رصد أبرز حوادث الطائرات في التاريخ التي أنهت حياة مسؤولين وقادة وزعماء حول العالم.
فعلى مدار القرن الماضي شهد قطاع الطيران حول العالم العديد من الحوادث سواء طبيعية أو المدبرة، كان أبرزها تحطم طائرة الأمين العام للأمم المتحدة داغ هامرشولد بينما كان في مهمة للسلام في الكونغو عام 1961، ومقتل الرئيس العراقي عبدالسلام عارف عام 1966 إثر تحطم طائرته السوفياتية الصنع في ظروف غامضة، ومقتل الرئيس الباكستاني ضياء الحق وكبار مسؤوليه إثر تحطم مروحية عام 1988، فضلاً عن انفجار طائرة كانت تقل الرئيسين الرواندي جوفينال هابياريمانا ونظيره البوروندي سيبريان نتارياميرا وعدداً من كبار مسؤولي البلدين إثر استهدافهما بصواريخ أرض – جو عام 1994 مما تسبب في مذابح التوتسي برواندا التي خلفت مئات آلاف القتلى، وأخيراً تحطم الطائرة التي كانت تقل زعيم قوات “فاغنر” الروسية يفغيني بريغوجين قرب موسكو العام الماضي.
محاولات اغتيال فاشلة
في الأعوام التي سبقت الحرب العالمية الثانية (1939/1945)، وفي خضم الصراع بين دول المحور والحلفاء، سعى قادة الدول المتحاربة لاستهداف مسؤولين عبر رحلات الطيران المدنية. وكانت الحالة الأولى التي سجلت في أغسطس (آب) 1938، وخلال الحرب اليابانية – الصينية الثانية حينما استهدفت مقاتلات يابانية طائرة ركاب تجارية من طراز “دي سي-2” تحمل اسم “كويلين”، بعد هبوطها اضطرارياً، وكان على متنها 18 شخصاً، وذلك اعتقادا بوجود الابن الوحيد للرئيس الصيني آنذاك صن يات سن على متنها.
ووفق الموسوعة البريطانية، فقد لقى 15 شخصاً حتفهم إثر الاستهداف الياباني، وكان من بين القتلى ثلاثة من كبار المصرفيين الصينيين.
محاولة اغتيال أخرى لم تصب هدفها، تكررت في يونيو (حزيران) 1943، من قبل القوات الألمانية، حين قامت ثمان مقاتلات من طراز “جونكر جو 88” باعتراض وإسقاط طائرة من طراز “دي سي-3” تابعة للخطوط الجوية البريطانية، وذلك بعد دخولها المجال الجوي لفرنسا الواقع تحت السيطرة الألمانية آنذاك. في تلك الحادثة التي استهدفت الرحلة رقم 777، اعتقدت الاستخبارات الألمانية أنها تحمل على متنها رئيس الوزراء البريطاني آنذاك ونستون تشرشل (تولى رئاسة وزراء المملكة المتحدة مرتين من 1940 إلى 1945 ومن 1951 إلى 1955)، بينما قضى جميع من كانوا على متنها، ومن بينهم الممثل البريطاني المشهور ليزلي هاوارد.
كانت رحلة همرشولد إلى الكونغو هي الرابعة له في محاولة لمنع اندلاع حرب أهلية وذلك قبل أن تتحطم طائرته (أ ف ب)
مقتل “همرشولد” خلال مهمة سلام
من بين أشهر حوادث طائرات المسؤولين حول العالم تأتي حادثة تحطم طائرة الأمين العام للأمم المتحدة داغ همرشولد بينما كان في مهمة للسلام، حيث محاولة لمنع اندلاع حرب أهلية في الكونغو في سبتمبر (أيلول) 1961.
بحسب ما تقول الأمم المتحدة، فقد كانت رحلة همرشولد الرابعة إلى ذلك البلد، للإشراف على عمليات قوة الأمم المتحدة في الكونغو التي أنشئت في يوليو (تموز) 1960 استجابة لطلب عاجل من الحكومة الكونغولية إلى الأمم المتحدة لتقديم المساعدة العسكرية لها، حيث أقلعت الطائرة المقلة الأمين العام والوفد المرافق له في رحلة لـ 200 كيلومتر في مساء 17 سبتمبر (أيلول)، إلا أنها لم تصل إلى وجهتها، ولم تتصل ببرج المراقبة في مطار ندولا. وأفادت تقارير إلى مشاهدة ضوء لمع في السماء في ساعات الصباح الأولى من يوم 18 سبتمبر (أيلول) فوق أراضي روديسيا التي تعرف اليوم بزامبيا، على بعد بضعة أميال من المطار.
ووجد فريق بحث حطام الطائرة في وقت باكر من الظهيرة ووجد معها 15 جثة وناج واحد، هارولد جوليان الذي توفي بعدها بعدة أيام متأثراً بحروقه.
وبعد أيام من الحادثة زار كنوت ابن أخو هامرشولد موقع تحطم الطائرة، ووصف الأمر قائلاً “كان حطام الطائرة مبعثراً في المكان، ولم أر أي جثة، فقد أزيلت قبل وصولي على ما أعتقد”.
وبينما لم يتم التوصل إلى أي تفسير نهائي حتى الآن لتحطم طائرة الأمين العام، إلا أن تحقيقاً لاحقاً أجرته الأمم المتحدة لم يستثن أن تكون هناك “مؤامرة”.
وعلى مدار الأعوام التي تلت الواقعة جرى تداول أكثر من تفسير، كان أبرز تلك التفسيرات، والتي أوردتها صحيفة “الغارديان” البريطانية عام 1992، نقلاً عما كتبه شخصان خدما ضمن قوات الأمم المتحدة قبل وبعد مقتل هامرشولد بقليل، ادعيا فيها أن الطائرة أسقطت بالصدفة بنيران مرتزقة بعد أن أطلقوا نيراناً تحذيرية باتجاه الطائرة لدفعها لتغيير اتجاهها.
وبعدها بنحو 6 سنوات وتحديداً عام 1998 نشرت “لجنة المصالحة والحقيقة” التي ترأسها ديزموند توتو (كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق الحائز على جائزة نوبل للسلام) ثماني رسائل يتضح منها أن الاستخبارات الأميركية “سي أي إيه” والبريطانية “أم آي-5″، فضلاً عن استخبارات جنوب أفريقيا كانت ضالعة في عملية إسقاط الطائرة، لكن مسؤولين بريطانيين قالوا رداً على ذلك إن الرسائل كانت مزيفة من قبل السوفيات.
مقتل الرئيس العراقي
في أبريل (نيسان) عام 1966، وبشكل مفاجئ تحطمت مروحية الرئيس العراقي عبدالسلام عارف السوفياتية الصنع في ظروف غامضة ومعه بعض وزرائه والتي كان يستقلها هو وبعض وزرائه ومرافقيه بين القرنة والبصرة جنوبي العراق.
وبحسب أبرز الروايات المتواردة في شأن حادثة مقتل عارف، هي تعرض المروحية التي كانت تقله ومرافقيه إلى عاصفة رملية مفاجئة تسببت في ارتباك قائد المروحية، مما أدى إلى استدارة الطائرة مرتين متتاليتين قبل اصطدامها بالأرض وانفجارها، مما تسبب في مقتل جميع ركابها.
استهداف سوفياتي لـ “سيناتور أميركي”
في الأول من سبتمبر (أيلول) 1983، تعرضت رحلة “الخطوط الجوية الكورية” رقم 007 القادمة من نيويورك إلى العاصمة الكورية الجنوبية سيول لهجمة صاروخية مميتة نفذتها مقاتلة سوفياتية من طراز “سوخوي-15” قرب جزيرة مونيرون غربي جزيرة ساخالين، وقد نتج من الحادثة مقتل 269 شخصاً كانوا على متن طائرة “بوينغ-747” هذه، بما في ذلك عضو الكونغرس الأميركي لاري ماكدونالد.
وفي البداية أنكر الاتحاد السوفياتي علمه بالحادثة لكنه لاحقاً اعترف بإسقاط الطائرة، زاعماً أنها كانت في مهمة تجسسية.
واتهم السوفيات حينها الولايات المتحدة بأنها تحاول اختبار مدى استعداد الجيش السوفياتي للحرب، فيما قالت السلطات في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أن الطائرة دخلت الأجواء السوفياتية نتيجة خطأ قبطانها في تحليل بيانات نظام الملاحة الجوية.
قال نجل الرئيس الباكستاني ضياء الحق إن طائرة والده تم تفجيرها عبر صناديق “مانجو” وضعت على متنها عام 1988 (أ ف ب)
مقتل الرئيس الباكستاني ضياء الحق
في 17 أغسطس (آب) 1988، وبينما كان الرئيس الباكستاني آنذاك الجنرال محمد ضياء الحق على متن طائرة مع عدد من كبار ضباط الجيش والسفير الأميركي، انفجرت الطائرة وتناثرت أشلاء الجميع قرب بيشاور شرق باكستان في حادثة قيل إنها “مدبرة”.
وفيما خلص العديد من المحققين الأميركيين والباكستانيين أكثر من مرة إلى أن تحطم الطائرة كان حادثاً نتج عن خطأ فني، إلا أن رواية أخرى تبناه إعجاز الحق، نجل الرئيس ضياء الحق، قال فيها إن هناك أدلة على وجود متفجرات كانت داخل صناديق “مانجو” على متن الطائرة، مشيراً إلى أن غاز الأعصاب أيضاً ضخ في قمرة قيادة الطائرة لتشويه الطيارين، زاعماً إن الطيارين فقدوا السيطرة على الطائرة قبل الانفجار بسبب استنشاقهم غازاً معيناً في قمرة القيادة. وأردف أن “إسقاط طائرة ذات أربع محركات، مثل سي130 ليس مهمة سهلة، وقد كان المتآمرون يعملون في اتجاهات كثيرة”.
حادثة مهدت لـ “أكبر إبادة في التاريخ”
في 6 أبريل (نيسان) 1994 أُسقطت طائرة من طراز “فالكون-50” كانت تقل رئيس رواندا يوفينال هابياريمانا ورئيس بوروندي سيبريان نتارياميرا، أثناء استعدادها للهبوط في العاصمة الرواندية كيغالي مما أدى إلى مقتلهما ومن كان على متنها.
وفيما لم يتم تحديد المتورطين في إسقاط الطائرة إلى الآن إلا أن وسائل الإعلام المحلية وجهت أصابع الاتهام للتوتسي، واتهمتهم بالضلوع في اغتيال الرئيس، وحثت الهوتو على “التدخل والقيام بواجبهم”، وعليه كان هذا الاغتيال المزدوج العامل الرئيس للإبادة الجماعية في رواندا وحرب الكونغو الأولى اللتين حصدتا أكثر من نصف مليون قتيل.
وفي عام 2010 قال تقرير حكومي رواندي إن متشددين من الهوتو أسقطوا الطائرة التي كانت تقل الرئيس السابق جوفينال هابياريمانا، وهي حادثة اغتيال أذنت ببداية مذابح عرقية استمرت 100 يوم عام 1994. وقال التقرير الذي أمر به الرئيس بول كاجامي إن أعضاء من الدائرة الداخلية لهابياريمانا خططوا لقتله قبل أشهر بهدف إحباط اتفاق لتقاسم السلطة مع كاجامي الذي كان متمردا آنذاك، واستخدموا الحادثة كذريعة لقتل 800 ألف من التوتسي والهوتو المعتدلين.
وقبيل مقتل الرئيس جوفينال تعرض إثنية التوتسي في تلك الفترة لحملة قمع عنيفة من قبل حكومة الهوتو، واتهمتهم بالتواطؤ مع جبهة رواندا الوطنية. وصورتهم الدعاية الحكومية على أنهم “خونة”، مما أثار غضباً واسع النطاق ضدهم.
وبعد تدخل دولي وقّع الرئيس الرواندي جوفينال هابياريمانا على اتفاقات أروشا في أغسطس (آب) 1993 لإنهاء القتال، مما أدى إلى وقف هجمات جبهة رواندا الوطنية.
ونشرت الأمم المتحدة قوات لتسهيل عملية السلام في إطار بعثة أممية لمساعدة رواندا، وأثار ذلك غضباً بين الهوتو وحتى داخل الحكومة، وبدأ بعضهم تنفيذ عمليات قتل بناء على قوائم كانت تضم أسماء منتمين إلى إثنية التوتسي.
قتل الزعيم السوداني الجنوبي، والنائب الأول لرئيس السودان، جون قرنق بتحطم مروحية كانت تقله قادمة من أوغندا (أ ف ب)
حوادث “غامضة” في أفريقيا
منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي شهدت القارة السمراء العديد من حوادث الطائرات لمسؤولين وقادة دول وحتى شخصيات سياسة بارزة، اتسمت أغلبها بالغموض، وعدم الوصول بشكل دقيق لأسباب حدوثها.
من بين تلك الحوادث، كانت تحطم طائرة رئيس وزراء أفريقيا الوسطى برتليمي بأوغندا في مارس (آذار) 1959، وذلك بعد انفجارها في الجو على بعد مائتي كيلومتر من العاصمة بانغي ولم تحدد أبدا ملابسات ذلك الحادث. كذلك اختفاء طائرة رئيس الوزراء الموريتاني أحمد ولد بوسيف في البحر قبالة سواحل العاصمة السنغالية داكار، في مايو (آيار) 1979. وذلك قبل نحو 7 سنوات من مقتل أول رئيس لدولة موزنبيق المستقلة سامورا ميتشل مع شخص آخر في تحطم طائرته شمالي شرقي جنوب أفريقيا، في أكتوبر (تشرين الأول) 1986.
وجاء تحطم طائرة ميتشل، وهي من طراز “تو-134″، لدى عودته إلى مابوتو من مؤتمر دولي في 19 أكتوبر 1986، في سماء حدود جنوب إفريقيا وموزمبيق وزيمبابوي، وهي الحادثة التي أسفرت عن مقتل العديد من وزراء الحكومة الموزمبيقية، دون أن يتضح بعد إلى الآن ملابسات الحادث.
وفي أغسطس (آب) 2005، قتل الزعيم السوداني الجنوبي، والنائب الأول لرئيس السودان، جون قرنق بتحطم مروحية كانت تقله قادمة من أوغندا، وبحسب ما أعلنه الرئيس السوداني أنذاك، عمر البشير، فإن طائرة “قرنق سقطت إثر اصطدامها بسلسلة جبال الأماتونج في جنوب السودان وذلك نتيجة لانعدام الرؤية”، مضيفا أنه “نتج عن ذلك وفاة قرنق وستة من مرافقيه وسبعة من أفراد طاقم الطارئة الرئاسية الأوغندية”.
تحطمت طائرة الرئيس البولندي أثناء محاولتها الهبوط قرب مطار مدينة سمولينسك الروسية (أ ف ب)
مقتل رئيس بولندا ليخ كاتشينسكي
في 10 أبريل (نيسان) 2010 قتل العشرات بينهم الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي وزوجته وعدد من المسؤولين والقادة العسكريين البولنديين في حادثة تحطم طائرة أثناء محاولتها الهبوط قرب مطار مدينة سمولينسك الروسية.
وقدر عدد القتلى بنحو 96 شخصاً هم جميع من كانوا على متن الطائرة بما فيهم أفراد الطاقم الثمانية، وذكر مسؤولون محليون في مدينة سمولينسك أن الطائرة وهي من طراز (توبوليف 154) اصطدمت بالأشجار بسبب الضباب الكثيف عند محاولتها الهبوط في مطار المدينة.
بينما قال متحدث باسم الحكومة المحلية في سمولينسك إن خطأ للطيار قد يكون سبباً محتملاً لتحطم الطائرة، وقال إن الطيار “نصح بالهبوط في مينسك ولكنه قرر الهبوط في سمولينسك”، وأكد هذه الفرضية النائب الأول لرئيس هيئة أركان سلاح الجو الروسي الجنرال الكسندر ألوشين الذي قال إن قائد الطائرة الرئاسية البولندية تجاهل تعليمات برج المراقبة في مطار مدينة سمولينسك، وأصر على الهبوط على رغم النصائح التي قدمت له بالتوجه إلى مطار آخر.
قصة الطائرة… عصور من “تحدي الهواء”
واكد حاكم مدينة سمولينسك الروسية سيرجي أنتوفييف للتلفزيون الروسي أنه “بينما كانت تستعد للهبوط فشلت الطائرة التي تقل الرئيس البولندي في الهبوط على مدرج المطار”، وأضاف: “ووفقاً لتقارير أولية احتكت الطائرة بأعالي الأشجار فسقطت على الأرض متحطمة الى قطع، وليس ثمة أي ناجين في حادثة التحطم”.
وكان الرئيس البولندي متوجهاً رفقة زوجته وعدد من المسؤولين البولنديين في طريقهم إلى كاتين قرب الحدود مع روسيا البيضاء للمشاركة في احتفالات الذكرى الـ 70 لمجزرة كاتين التي قتل فيها أكثر من 20 ألف جندي بولندي على يد السوفيات إبان حكم جوزيف ستالين.
وبحسب لائحة أصدرتها اللجنة البولندية للذاكرة الوطنية التي أشرفت على تنظيم هذه الزيارة، فإن الوفد ضم خصوصاً رئيس أركان الجيش فرانشيسك جاجور وحاكم البنك المركزي سلافومير سكجيبك، إضافة إلى رئيس اللجنة وعدد من علماء التاريخ وأفراد من عائلات الضباط ضحايا المجزرة كانوا أيضاً على متن الطائرة.
توفى قائد “فاغنر” في حادث تحطم طائرته أغسطس الماضي (أ ف ب)
مقتل قائد “فاغنر” في تحطم مروحية
كانت من أبرز حوادث الطيران لمسؤولين تلك التي قضى خلالها زعيم قوات “فاغنر” العسكرية الروسية يفغيني بريغوجين في أغسطس (آب) 2023، حيث تحطمت الطائرة التي كانت تقله أثناء رحلة داخلية مما أسفر عن مقتل كل من كان على متنها وعددهم 10 أشخاص.
وبحسب الإعلام الروسي فقد سقطت الطائرة الخاصة من طراز إمبراير، التي كان بريغوجين يستقلها من موسكو متوجهاً إلى سان بطرسبورغ، وأدت إلى مقتل من على متنها، ومنهم شخصيتان أخريان بارزتان في فاغنر و4 حراس شخصيين لبريغوجين و3 أفراد هم طاقم الطائرة.
ولم يعلن المحققون بعد سبب وقوع الحادثة التي وجهت للكرملين اتهامات بالوقوف وراءه رداً على تمرد مسلح لقوات فاغنر قبلها بشهرين، إلا أن الكرملين نفى أي تورط له في ذلك.
وفي تفسير لاحق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي إنه تم العثور على شظايا قنابل يدوية في أشلاء قتلى الحادثة، في إشارة إلى أن الطائرة انفجرت من الداخل، مضيفاً أنه “لم يكن هناك أي تأثير خارجي على الطائرة، وهذه حقيقة مثبتة من تحقيق أجرته لجنة التحقيق الروسية”، وفق تعبيره، مقللاً في ما يبدو من أهمية تأكيدات مسؤولين أميركيين قالوا بعد وقوع الحادثة إنهم يعتقدون بأن الطائرة أُسقطت.
ولم يقدم بوتين مزيداً من التفاصيل عن كيفية انفجار قنبلة أو قنابل يدوية على متن الطائرة، لكنه قال إنه يعتقد أن التحقيقات أخطأت في عدم إجرائها تحليلات للكحول والمخدرات في جثث ضحايا سقوط الطائرة.
وفي الأيام الأولى من الحادثة خلص تقرير أولي من الاستخبارات الأميركية إلى أن حادثة تحطم طائرة بريغوجين كان نتيجة “تفجير متعمد”، مشيراً إلى أن التفجير يتوافق مع “تاريخ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الطويل من محاولة إسكات معارضيه”، وذلك من دون تقديم أي تفاصيل حول سبب التفجير.