أفق نيوز
الخبر بلا حدود

بل الإنسان على نفسه بصيرة

124

أفق نيوز |أمة الرحمن العُقيدة

 

لله أعجب منك أيها الإنسان!! وقد كرمك الله وجعلك خليفة في أرضه قائماً بالقسط والعدل ولعمارة الأرض فقد أخبرك الله في كتابه وقد أفصح عن مايجرى في الدنيا ومابعدها في الآخره وسخر جميع مخلوقاته في خدمتك فإن أمنت به فأنت في رعايته، حتي أنه جلّ شأنه تودد إليك بعظمته وسلطانه إذ قال ( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)

فما بالك أيها الإنسان تتجرئ وتعصي الله وقد جعلك أضعف المخلوقات فلماذا لاتدرك عظمة من أوجدك من العدم! هو من خلقك وأطعمك وسقاك مذ كنت في بطن امك وخرجت الى الدنيا فرعاك وسقاك وأطعمك ورباك فهداك…..

ألا تستحي من معاصيك وقد هداك لكتابه وأرسل رسله وجعل منهم أوصياء تهتدي بهم حتي لايكون للشيطان إليك سبيلا؛ فأن تمسكت بما هداك به واتخذت القرآن والرسول وأهل بيته طريق للوصول إلى مرضات الله وعملت ماكلفك به ستصبح ممن تاجر تجارةً لن تبور أبدا…

اليس لله حقاً عليك بما أعطاك من صحة بدن ورزقك من المال والبنون؛ فأنت أيها العاصي المذنب تسأل الله دائماً أن يعطيك وأن يمنحك الرضى والسعادة في الدنيا وتطلب العفو والمغفرة في الآخرة….

فكيف لك ذلك!! وقد أمرك في كتابة العزيز إذ قال (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ )

فكيف لك ان تطلب من الله ذلك!! وقد تودد إليك في كتابة العزيز إذ قال( مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ)

كيف لك ذلك!! وقد رفع مقامك إذ قال تعالى ( هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِلَّا مَقْتًا ۖ وَلَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا)

كيف لك ذلك إذ هداك وقال تعالى ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)

كيف لك ذلك! وقد منحك تجارة لن تبور ربحها في الدنيا والآخرة إذ قال تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ)

متي؟ أيها الإنسان تصحوا من غفلتك وتعلم أن لا عمل إلا في هذه الدنيا ولا سعي ولانجاة إلا هنا في الدنيا….

وما أجرائك وما أقبحك وقد اتآك الله بالوعود (ومن أصدق من الله قيلا)

(ومن أصدق من الله حديثا) وأنت ترى ظلم يسود ودماء تسفك، وأرواح تزهق وأرض مقدسة تدنس من الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذاب أليم ونساء تغتصب وأطفال ورجال وشيوخ تقطع وتحرق وتشرد…

فأعداء الله ينشرون الفجور والفسق والفاحشة في كل مكان…

وأنت ترى كل ذلك بأم عينيك ولاتعمل أي شيء….

فقد جعل الله لك السبل والوقوف ضد الأعداء فمنها الإنفاق وصدق الكلمة والبذل بالنفس والعمل في سبيل الله كلاً على سعته وجهده إذ قال تعالى ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)

فقد جعل الله كل هذه السبل تصب في منبع واحد هو الجهاد في سبيل الله إذ قال تعالى ( وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ)

فهلا أدركت أن الوقوف في محضر الله يوم القيامة يتطلب منك أن تسعى وتعمل لتنال في الدنيا العزة والكرامه والإباء والشرف والرفعة والرضوان والنعيم والغفران الدائم الذي لا نهاية فيه….

فمتي! ما ايقنت أن الحياة ليست مال وبنون وزينة وتفاخر وملذات فقط لن يفوتك ذلك فأدرك نفسك قبل أن يتوفاك الأجل؛ فتصبح في خزى وذل وعار في الدنيا وفي الاخرة متحسراً هالكً خالداً مخلداً في نار جهنم فقد قال تعالى ( وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ)

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com