حرب الإبادة في غزة تدخل شهرها العاشر وسط تزايد الضغط بقبول صفقة تبادل
أفق نيوز | عبدالله المراني
دخلت حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الصهيوني على قطاع غزة يومها الـ275 على التوالي، مُسجلًا فيها أبشع الجرائم والمذابح التي يُمكن أن تُسجل في تاريخ الحروب الفلسطينية، ومخلّفًا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين الذين فُقدت أخبارهم في مقابر المجهولين وتحت الأنقاض وفي معتقلات العدو السرية.
وفي هذا الإطار أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة اليوم، أن العدو الصهيوني “ارتكب ثلاث مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات (55) شهيدا، و 123 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقالت الوزارة في بيانها اليومي: إنه “لا يزال عددا من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
وأكدت الوزارة ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة، إلى 38153 شهيدا و 87828 مصابا، أغلبهم من الأطفال والنساء، منذ السابع من أكتوبر الماضي.
إلى ذلك اغتالت قوات العدو الصهيوني، وكيل وزارة العمل الفلسطينية في قطاع غزة
المهندس إيهاب ربحي الغصين “أبو عبد الرحمن”.
ونعت متابعة العمل الحكومي في قطاع غزة في بيان لها، الشهيد الغصين، وأوضحت أنه ارتقى إلى العلا بعد استهدافه من طائرات العدو بشكل مباشر، حيث استشهد مع مجموعة من أبناء الشعب الفلسطيني.
وقالت: ” استشهد م. إيهاب الغصين ليلتحق بزوجته وابنته اللتان قتلهما جيش العدو الصهيوني” في قصفٍ سابقٍ بمنزل كانتا نازحتين فيه بعد أن قصفت طائرات العدو ودمرت منزلهم غرب مدينة غزة بشكل كامل.
وشغل إيهاب الغصين (45 عاما)، مناصب قيادية مختلفة في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” والحكومة، وقدمت حركة “حماس” في العدوان على قطاع غزة، مجموعة من الشهداء من قيادييها وعناصرها المدنيين، أبرزهم نائب رئيس المجلس التشريعي أحمد بحر.
وكثف جيش العدو الصهيوني، اليوم، قصف مناطق وسط قطاع غزة بعد مجزرة ارتكبها في مدرسة إيواء بمخيم النصيرات راح ضحيتها 16 شهيدًا وأكثر من 50 جريحًا.
وفي مجزرة جديدة، أعلنت فرق الدفاع المدني انتشال جثامين ثلاثة شهداء مكبلي الأيدي أطلق جيش العدو النار عليهم بعد الإفراج عنهم شرق رفح.
وفي وسط القطاع، أعلنت مصادر طبية عن استشهاد سبعة وجرح آخرين بينهم نساء وأطفال في قصف صهيوني استهدف منزلا في منطقة الزوايدة وسط قطاع غزة.
في حين قال الدفاع المدني في غزة: إن طواقمه انتشلت جثامين ثلاثة شهداء قضوا إثر قصف شنّه العدو على منزل في حي الميناء غرب مدينة غزة.
كما أعلن الدفاع المدني استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة 15 آخرين بقصف طائرة صهيونية لمنزل شمال مدينة غزة.
وجددت المدفعية الصهيونية نسف المربعات السكنية وقصف المنازل، حيث قصفت منطقة سكنية شمال مخيم النصيرات، ومنزلا في منطقة الميناء غرب مدينة غزة، ومنزلا في بلدة الزوايدة وسط القطاع.
وشن طيران العدو الصهيوني غارة على مواقع في شمال مخيم النصيرات، بعد المجزرة التي ارتكبها في مدرسة إيواء تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) تضم آلاف النازحين بالمنطقة.
كما أصيب أربعة مواطنين جراء قصف العدو منزلًا لعائلة راضي بمخيم النصيرات، وجرى نقلهم إلى مستشفى العودة في المخيم.
وأفادت مصادر محلية، لأن ثلاثة مواطنين أصيبوا جراء استهداف قوات العدو مبنيي البريد والداخلية في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وجرى نقلهم إلى مستشفى ناصر بالمدينة.
ونددت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة بـ”المجزرة البشعة”.. مشيرة إلى أن القصف أسفر أيضا عن إصابة 50 شخصا آخرين في هذه المدرسة بمخيم النصيرات نقلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى.
من جهة أخرى وبينما تلوح في الأفق بوادر إيجابية لإنهاء الحرب في المنطقة، تظاهر عدد كبير من الصهاينة وأغلقوا الطرق في “تل أبيب” لليوم الثاني على التوالي.. مطالبين حكومة العدو بإبرام صفقة لتبادل الرهائن مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.
وتستمر الغارات الصهيونية والقتال العنيف بين جيش العدو الصهيوني والمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مع دخول الحرب شهرها العاشر، وإعادة إطلاق الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وكان مكتب رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتانياهو قد أعلن أن حكومته ستعاود “الأسبوع المقبل” إرسال موفديها إلى الدوحة لإحياء المفاوضات حول وقف للنار في القطاع.. لافتا إلى وجود “تباعد بين الجانبين”.
وأفادت قناة “القاهرة ” الإخبارية” المقربة من السلطات مساء السبت نقلا عن مصدر رفيع بأن مصر “تستضيف وفودا صهيونية وأمريكية للتباحث حول النقاط العالقة في اتفاق التهدئة بقطاع غزة”.
وبحسب المصدر فإن “هناك لقاءات مصرية مكثفة مع جميع الأطراف خلال الأسبوع الجاري لدفع جهود التوصل لاتفاق تهدئة في قطاع غزة”.
وتزامنا، أغلق متظاهرون صهيونيون اليوم الأحد، الطرق في “تل أبيب” لليوم الثاني على التوالي، مطالبين الحكومة الصهيونية بإبرام صفقة لتبادل الرهائن مع حركة “حماس” مع دخول الحرب في غزة شهرها العاشر.
وأوقف متظاهرون حركة المرور عند تقاطع طرق رئيسية في “تل أبيب”.. مطالبين الحكومة بإجراء انتخابات وبذل المزيد من الجهود لإطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزة.
وأطلق الوسطاء محادثات هدنة جديدة بين العدو الصهيوني وحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وتقول عائلات الرهائن إن لديهم أملاً متجدداً.
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن قوات العدو بدعم أمريكي حربا على غزة أسفرت عن أكثر من 125 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن عشرة آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل قوات العدو الصهيوني الحرب على قطاع غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.