أفق نيوز
الخبر بلا حدود

صماء سورية تعلن ترشحها في مجلس الشعب

355

أفق نيوز |

مع إعلانها الترشح إلى “مجلس الشعب”، أصبحت (هدى محمد) أول شخص أصم يتطلع إلى الحياة البرلمانية في سوريا وتنتظر بشغف دخول السباق الانتخابي الذي ينطلق منتصف الشهر الجاري .

 

تقول هدى ..”وُلدت في عائلة متواضعة واجهت تحديات كبيرة بسبب إعاقتي السمعية ولكني لم أسمح لمصاعب الحياة أن تهزمني ولا أن تعيقني عن تحقيق أحلامي”.

 

بعدما تزوجت وأنجبت طفلتي الأولى (جودي)، قررت الانخراط في دراسة الماجستير في الإرشاد الإجتماعي، حصلت عليها بدرجة “تفوق” مسجلة بذلك حضوري كأول السوريات اللواتي يحصدن هذه الشهادة العلمية، لم يكن الأمر بتلك السهولة، لكنه في المقابل كان حقلا جديدا للانتصار على الظروف الشخصية والعامة الاستثنائيتين: “إرادتي دفعتني قدما للاندماج بمجتمع الجامعة، حاصرت خوفي، لم أنعزل عن العالم، واستطعت أن أوازن بين دراستي وبين مسؤوليتي تجاه منزل وزوج وطفلة.. وبالرغم من التعب الذي عانيته، إلا أنني أثبت للجميع قدراتي، وأولهم نفسي”.

 

تسعى الشابة هدى حاليا لدخول عالم السياسة من خلال الترشح لعضوية مستقلة في البرلمان السوري (مجلس الشعب)، يحدوها الأمل والعمل إلى تحويل حضورها البرلماني لما يشبه مضخم الصوت الخاص بإيصال مطالب ذوي الاحتياجات الخاصة ممن تكاد أصواتهم وحقوقهم ومصالحهم تتلاشى في بيئة اجتماعية غمرها الحرب والحصار الاقتصادي، بالكثير من المآسي.

 

تقول هدى: “بعد حصولي على الماجستير أصبح طموحي أكبر وقررت تأسيس جمعية لدعم الأشخاص الصم ودمجهم بالمجتمع حملت اسم (لغتي إشارتي) وقدمت عبرها مع فريق من المتطوعين أنشطة ودورات تدريبية مختلفة”.

 

كما نجحت هدى في اكتساب خبرات كبيرة في ميدان نشاطها التطوعي من خلال المشاركة بفعاليات عالمية في سوسيرا وألمانيا، والاستفادة من تجاربها ضمن بلدها سوريا.

 

اليوم، ثمة مساحة جديدة للأحلام، إذ تتمنى هدى بأن تحظى بعضوية مجلس الشعب لتكون ممثلة داعمة للأشخاص ذوي الإعاقة: “في حال نجحت في الانتخابات، لن أشعر بأن هنالك تحديات مستحيلة، وخاصة بوجود أشخاص مساعدين متقنين للغة الإشارة، سيكونون صوتي وسمعي” تحت قبة البرلمان.

 

لن تكون المنافسة التي تنتظر هدى في نيل الأصوات الكافية لدخول البرلمان السوري بالسهلة، ففي فئة المستقلين سيكون هنالك منافسين كبارا من القطاعين الاقتصادي والاجتماعي، وهؤلاء لديهم الملاءة الكافية للإنفاق بشكل كبير على حملاتهم الانتخابية.

 

ومع ذلك، تبدو الشابة المثابرة متفائلة بما تفعله، وفي الوقت نفسه، متصالحة مع النتائج الممكنة لهذه المنافسة المتوقعة بشراستها: “تقدمت بترشيحي للانتخابات التي ستجري في 15 تموز (يوليو)، سأفعل كل ما أستطيع، وفي كل الأحوال، فكلّي ثقة بأنها تجربة متميزة حتى لو لم أنجح فيها”.

 

تتمتع المرشحة البرلمانية السورية برؤية واضحة ومتراكمة من حياتها الشخصية والعملية لما تطرحه وتدافع عنه تحت قبة البرلمان.

 

تقول هدى: “سأسعى لإعادة تفعيل دور المعاهد الخاصة بذوي الإعاقة في دمشق وباقي المحافظات، وإعادة ترميم ما دمرته الحرب الإرهابية لاسيما أن هناك عددا من الأشخاص ذوي الإعاقة حرموا من التعليم بسبب عدم وجود أقسام داخلية في المعاهد، كما سأفرد مساحة للجوانب الاجتماعية والتعليمية من خلال إقامة دورات مستمرة وأنشطة متنوعة وسأعمل على تطوير هذا العمل ونقله إلى خارج دمشق”.

 

وتتطلع الشابة في حال وصولها إلى البرلمان السوري، إلى “معالجة جذرية للتشريعات الخاصة بذوي الإعاقة حيث يجب تعديل القديم منها وإحداث تشريعات جديدة تواكب العصر”.

 

وفي اختزال ممكن لرؤيتها وإيمانها، تقول المرشحة البرلمانية: “رسالتي لا شيء مستحيل على الإنسان خاصة الشباب وعليهم أن يعملوا على تحقيق أهدافهم إذا توفرت الإرادة والعزيمة وعليهم أن لا يترددوا أبدا للوصول إلى أهدافهم أي كانت الصعوبات والتحديات”.

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com