لماذا لم يفكر كل واحد منا بأن يعرض نفسه على القرآن
أفق نيوز | من هدي القرآن |
لماذا لم نفكر؟ لماذا لم يفكر كل واحد منا بأن يعرض نفسه على القرآن؟ وهو من يسمي نفسه مؤمنا، أو أنه يتحدث عن مؤمنين آخرين كانوا سيئي الحظ أن يكلفوا بأن يقوموا بهذه المهام، وأن يتحملوا هذه المشاق، وأن ينطلقوا في هذه الأعمال، أما نحن فنحن مؤمنون حظنا حسن؛ سندخل الجنة بدون أي عمل يذكر إلا ما لحقناه من هنا وهنا من هامش هدي الله ومن هامش دين الله.
لماذا لم يفكر كل واحد منا أن يعرض نفسه؟ لنرحم أنفسنا هنا ونحن في الدنيا، نرحم أنفسنا هنا ونحن في الدنيا قبل أن لا نجد من يرحمنا في الآخرة، فنسمع تلك الآيات التي يحكيها الله سبحانه وتعالى جواباً لمن أعرض عن ذكره، حتى أولئك الذين يتمسكون بآخرين هم من المستكبرين في الأرض، ممن يرون أنفسهم أنهم عزيزون بالولاء لهم والتمسك بهم واتباعهم، ويرون لأنفسهم مقاماً رفيعاً في هذه الدنيا عليهم أن يرجعوا إلى القرآن الكريم ليعرفوا من خلاله كيف ستكون حالتهم يوم يلقون الله سبحانه وتعالى، يوم يتبرأ منهم هؤلاء الذين خدموهم في الدنيا, وسخروا أنفسهم لخدمتهم، ولتنفيذ مخططاتهم، عندما يتبرأون منهم {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّأُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ} (البقرة:167).
تبرأ أنت منهم في الدنيا قبل أن يتبرءوا منك في الآخرة، إذا كان يوم الفصل، يوم القيامة هو اليوم الذي تتبين فيه الحقائق بشكل أوضح وأجلى، وهي نفسها حقائق تمثلت في الدنيا لكنا نحن الذين نعرض عنها، سترى نفسك في حسرة شديدة {يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ}(الزمر: من الآية56) ثم عندما يساق بك إلى جهنم فيقال لك: {أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}(غافر: من الآية50) ستكون إجابتك هي إجابة أهل جهنم جميعاً: {بَلَى}، لم يكن هناك تقصير، لم يك
هناك تفريط من قبل الله سبحانه وتعالى, ومن قبل رسله, ومن قبل المنذرين منه سبحانه وتعالى من أوليائه، فترى نفسك بأنك جدير بأن تعذب في جهنم، وترى نفسك أنك تستحق جهنم {بَلَى} تشهد على نفسك.
لماذا لا تتبين الحقائق هنا وأنت في الدنيا؟. لماذا لا نحاول أن نعرف الحقائق ونحن هنا في الدنيا؟ حتى لا نكون ممن يقول: {يَا حَسْرَتَى عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}(الزمر: من الآية56).
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 24/1/2002م
اليمن – صعدة