ارتكب الكيانُ الصهيوني مؤخّراً جرائمَ مختلفةً في حق دول محور المقاومة من قتل للقادة في لبنان وطهران وقصف مدينة الحديدة في اليمن ومهاجَمة ثكنات المقومة الإسلامية في العراق، وكان هدفُ نتنياهو من ذلك إظهارَ قوة الكيان الصهيوني وقدرته على مهاجمة دول المحور في وقت واحد، وهي كذلك رسائلُ موجَّهة إلى المجتمع الصهيوني وإلى القوى الداعمة للكيان في أمريكا وأُورُوبا تفيد بأن الكيان ما تزال لديه القدرة على تحقيق إنجازات من وجهة نظره، وكأن نتنياهو يراهن على قدرة أمريكا على احتواء الموقف وإقناع محور المقاومة بأن يكون الرد منضبطًا ومدروسًا ولن يساهم في تصعيد الوضع في المنطقة، وَإذَا فشلت أمريكا في ذلك فسوف تنخرطُ في معركة الدفاع عن الكيان أمام هجوم دول المحور.
ولكن الذي لم يستوعبْه الكيانُ الصهيوني وأمريكا أن محورَ المقاومة قد اشتد عودُه وتطورت إمْكَانياتُه وتوسعت قدراته على التنسيق وتنفيذ عمليات مشتركة، وكل ذلك تم أثناء معركة إسناد غزة، وأما الأهمُّ الذي لم يستوعبه الأعداء أن محور المقاومة لا يقاتل أمريكا و”إسرائيل” رغبةً في تحقيق مصالح ذاتية، أَو لفرض نفسِه كقوة مؤثرة في المنطقة يجب أن تحظى بالاحترام اللازم، ولكنه يقاتل؛ مِن أجلِ الدين والعقيدة التي فرضت عليه الوقوفَ إلى جانب الحق والعدل والى جانب المستضعفين في هذه الأرض، وفي هذه المعادلة لا ينظر الإنسان إلى فارقِ القوة أَو القدرات أَو العتاد، ولكنه ينظر إلى الواجب الذي يجب أن يقوم به، وإلى ثقته بالله التي تمنحه القدرة على القيام بمواجهة الأعداء بغضِّ النظر عن قوتهم أَو إمْكَانياتهم لتحقيقِ النصر عليهم.
وكان محور المقاومة قد دخل معركة إسناد غزة من المنطلق الذي ذكرناه وَلكن المستجَد الآن أن دول المحور قد تعرضت للهجوم المباشر من قبل الكيان الصهيوني تحت مبرّراتٍ واهية، وبذلك أصبح المحورُ جزءًا من المعركة القائمة وسوف يدخل هذه المعركة دفاعًا عن النفس وعن الشرف وعن الكرامة إلى جانب الإسناد لمعركة غزة، ولن يكونَ محورُ المقاومة معنيًّا بالنتائج؛ لأَنَّه يثق بأن النصر أَو الخسارة ليست بيد أحد ولكنها بيد الله “سُبحانَه وتعالى” يمنحها لمن يريد من عباده.
إذن فالرد قادم بإذن الله من الجميع، وسيبذُلُ كُـلُّ طرف جهدَه ليكون الرد موجِعًا للكيان الصهيوني، ومن نتائجه المتوقعة وقف حرب غزة.