أفق نيوز
الخبر بلا حدود

واشنطن تروي أهوال المعركة البحرية وتقر بقدرات اليمن العسكرية

279

 قائد الأسطول الخامس الأمريكي: لم نتمكن من حماية السفن و ”الحوثيون” مستمرون في تطوير قدراتهم وقد يصبحوا مصدرين للتكنولوجيا العسكرية
الطائرات المسيرة اليمنية تنجح في فرض توازن جديد على الساحة الإقليمية والدولية

 

يواصل قادة البحرية الأمريكية، الحديث عن الأهوال والأخطار التي يعيشونها جراء الهجمات اليمنية المساندة لغزة.

وفي أحدث اعتراف للضباط الأمريكيين من الرتب العليا، اعترف قائد الأسطول الأمريكي الخامس جورج ويكوف بفشل العدوان الأمريكي البريطاني في عملية ردع اليمن وإيقاف العمليات اليمنية المساندة لقطاع غزة.

وقال ويكوف في مقابلة أجراها مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: إن المشكلة في اليمن تتطلب جهدا عالميا لحلها، مؤكدا أنه من الصعب الحديث عن ردع “الحوثيين” فلا تزال عملياتهم مستمرة ومنذ بضعة ليال هاجموا السفن الحربية الأمريكية كما استهدفوا السفينة Groton، ومن المثير للضحك أن هذا التصريح أتى من شخص طالما تباهي بالقدرات العسكرية الأمريكية، وأن واشنطن ستنهي المقاومة في اليمن بغضون أيام.

وبالفعل وكما قالت القوات المسلحة اليمنية بداية العدوان الأمريكي على البلد، بأن واشنطن بدأت الحرب، لكن مسألة إيقافها لن يكون بيد واشنطن بل القرار سيكون في صنعاء، وهذا قائد الأسطول الأمريكي الخامس يؤكد وعيد القوات المسلحة اليمنية، حيث أقر ويكوف بعدم القدرة على إيقاف الهجمات اليمنية، قائلا: “لقد نجحنا في إضعاف قدرات الحوثيين، ولكن هل أوقفناهم؟ لا، هذا خيار الحوثيين، وهم قادرون على إيقاف هذا في أي يوم يريدونه”، كما أقر ويكوف” أن القوات الأمريكية تخوض الحرب الأكثر استدامة وكثافة منذ الحرب العالمية الثانية وأن البحارة الأمريكيين يقاتلون في بيئة مرهقة.

تهديد السفن مستمر

بعد عشرة أشهر من تبني واشطن عملية الدفاع عن السفن التجارية من النيران اليمنية، ها هي اليوم تعلن فشل مهمتها التي راهنت على حسما مهما كلف الأمر، وبالرغم من حشد عدة تحالفات دولية لتحقيق هذا الغرض، إلا أن المحصلة، اعترف بها قائد الأسطول الأمريكي الخامس قائلا: “الحوثيون” نجحوا في ثني السفن عن المرور عبر باب المندب، حيث ترفض شركات الشحن المرور عبر باب المندب قبل تحقيق مزيد من الاستقرار في المنطقة، وأضاف: “نحاول الاستمرار في الحفاظ على المكان الذي نحن فيه الآن للسماح للأذرع الأخرى المحلية والدولية بالضغط على الحوثيين لوقف ما يفعلونه في البحر الأحمر” .

في ذات الصعيد، فقد أبطل قائد أسطول أمريكا ما تشيعه بلده بأن اليمن مجرد متلق للدعم الإيراني، ففي هذا الشأن يقول “ويكوف”: “لا نعتقد أن قدرات “الحوثيين” تقتصر على الدعم من إيران، وهناك تنوع في القدرات العسكرية لديهم، و ”الحوثيين” مستمرون في تطوير قدراتهم العسكرية، وهناك نقاش حول إمكانية أن يصبحوا مصدرين قادمين للتكنولوجيا العسكرية”.

أما فشل الخيار العسكري فقد أكده “ويكوف” حين قال في مقابلته: “ما نحتاج إليه هو حل دبلوماسي حتى لا نضطر إلى القلق بشأن محاولة الدفاع عن السفن التي تمر عبر المنطقة، ما نعتمد عليه حقا هو وجود جهات فاعلة عقلانية في المنطقة تتصرف بعقلانية”.

وتطرق ويكوف إلى أن “الحوثيين” مسلحون جيدا، وما يحتاجونه هو أن يصل سلاح واحد من أسلحتهم إلى سفينة حربية أمريكية أو من سفن التحالف وحينها سيكون الأمر صعبا وخطيرا للغاية، ولهذا تحتاج البحرية الأمريكية إلى دفاعات بنسبة 100%.

وبشأن أسباب العجز الأمريكي في ردع العمليات اليمنية قال قائد الأسطول الأمريكي الخامس: إنه من الصعب للغاية العثور على مركز ثقل مركزي واستخدامه كنقطة ردع محتملة، كما أن طبيعة اليمن تتطلب التعامل بنهج حذر.

 

استبدال الخردة بخردة

ميدانياً وفيما يتعلق بالوضع المنهك للقطع البحرية الأمريكية، فإن قلة خيارات واشنطن أضعفت موقفها في المعركة البحرية، فمنذ فشل “آيزنهاور” عن كسب الرهان واضطراها لمغادرة مسرح العمليات في البحر الأحمر، تجد الولايات المتحدة الأمريكية نفسها في أزمة حقيقية بعد عجزها عن ملء الفراغ في مسرح عمليات القوات المسلحة اليمنية، إثر فشل كل بارجاتها الحربية عن الوفاء بالتعهدات التي قطعتها أمريكا على نفسها في حماية الملاحة البحرية الإسرائيلية.

مجلَّةُ “ناشيونال انترست” الأمريكية قالت في تقرير لها: إن اضطرارَ البحرية الأمريكية لاستبدال حاملتَي الطائرات (آيزنهاور) وَ(روزفلت) على التوالي، يكشفُ حالةَ الاستنزاف التي تواجهُها الولاياتُ المتحدةُ في القدرات البحرية، ويسلِّطُ الضوءَ على عدم وجود ما يكفي من هذه السفن الحربية، لمواجهة كُـلّ التهديدات، مشيرة إلى أن تمديدَ نشر حاملات الطائرات كما حدث مع (آيزنهاور) يؤدِّي إلى تكاليفَ باهظة للصيانة.

وقالت المجلةُ في تقرير: إن “حاملة الطائرات الأمريكية (يو إس إس أبراهام لينكولن) تتجه من المحيط الهادئ إلى البحر الأحمر، حَيثُ ستحل محل حاملة الطائرات الشقيقة لها (يو إس إس ثيودور روزفلت) والتي وصلت قبل أسابيعَ قليلة إلى منطقة عمليات الأسطول الخامس، لتحل محل حاملة الطائرات (يو إس إس دوايت دي آيزنهاور)”.

وأضافت أن “تناوُبَ حاملات الطائرات يسلط الضوء على مدى استنزاف الولايات المتحدة في الوقت الحالي، فقد شهدت حاملةُ الطائرات (آيزنهاور) تمديدَ فترة انتشارها مرتَين، وتم اتِّخاذُ القرار بإرسال حاملة الطائرات (ثيودور روزفلت) إلى المنطقة لمنع تمديدها للمرة الثالثة”.

وقالت: إن “نشرَ حاملة الطائرات (روزفلت) في الشرق الأوسط كشف عن نقطة ضعف في البحرية الأمريكية، وهي عدم وجود عددٍ كافٍ من السفن الحربية وحاملات الطائرات، وقد أَدَّى تمديدُ نشر الحاملة (آيزنهاور) عدة مرات لضغوط شديدة”.

وأكّـدت أن “مدى استنزاف أُسطول حاملات الطائرات التابع للبحرية الأمريكية لم يتضح إلا مع اضطرار الخدمة البحرية إلى التعامل مع تهديدات متعددة في نفس الوقت؛ فحتى مع عودة حاملة الطائرات (آيزنهاور) إلى الوطن من البحر الأحمر، ستظل حاملة الطائرات (روزفلت) في المنطقة لبضعة أسابيعَ أُخرى، في حين ستعمل حاملة الطائرات (لنكولن) كحَلٍّ مؤقَّتٍ إلى أن تصل حاملة الطائرات (يو إس إس هاري إس ترومان) إلى المنطقة”.

وأضافت أن “البحريةَ الأمريكيةَ مضطرة الآن إلى ممارسة لُعبة الكراسي الموسيقية المعقَّدة على نحوٍ متزايدٍ مع حاملات الطائرات العاملة لديها، فبالرغم من أنها تديرُ إحدى عشرة حاملة طائرات، فَــإنَّه من النادر أن تزيدَ حاملات الطائرات المنتشرة في البحر عن خمس أَو ست في وقت واحد”.

وخلال الأيام الماضية حاولت واشنطن جس النبض عن مدى جهوزية القوات المسلحة اليمنية وأرسلت مدمرتين (كول، لابون)  وتعمدت إرسال المدمرتين مع الساعات الأولى للأمطار الغزيرة التي اجتاحت الحديدة وغمرت مناطق واسعة من الشريط الساحلي، لتنتهز واشنطن فرصة حالة الارتباك وسوء الأحوال الجوية، إلا أن المفاجأة كانت صادمة، فالقوات المسلحة في جهوزية عالية وبمختلف التشكيلات، فعلى الفور نفذت القوات البحرية والقوة الصاروخية عمليات مشتركة بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية على المدمرتين وتمكنت من تحقيق إصابات مباشرة، بالرغم من الكم الهائل من الصواريخ الاعتراضية التي أطلقت من البارجتين.

 

رعب البحارة الأمريكيين

أما عن قدرة اليمن على تغيير التكتيكات، وقدرته على إقلاق خصم كالولايات المتحدة، فقد تحدث موقع معهد البحرية الأمريكية USNI News عن الأمر، لافتا إلى أن الأيام الأولى لانتشار المدمرة الأمريكية “يو إس إس ميسون” كانت فوضوية، مضيفا أن مسؤولين في البحرية أكدوا أن الهجمات “الحوثية” المستمرة تطورت مما جعل البحارة الأمريكيين أيضًا يضطرون إلى التكيف لمواكبة الهجمات.

وأكد لواء على متن المدمرة الأمريكية ميسون أن العمليات اليمنية شكلت رعبا للبحرية الأمريكية خصوصا على صعيد تواترها.

ونقل موقع معهد البحرية الامريكية عن الملازم أول ستيفن براينت، مساعد الدفع الرئيسي لماسون، لـ USNI News: قوله: إن “أحد الأشياء التي استفدت منها من هذا الانتشار هو الحاجة الملحة إلى ترميم [المصنع الهندسي]، خاصة في ظل الظروف التي كنا فيها هناك”.

“كان من المهم للغاية بالنسبة لنا التعافي من جميع خسائرنا في أسرع وقت ممكن حتى نتمكن من تقديم جميع الخدمات التي تحتاجها هذه السفينة للبقاء في القتال.”

وقال براينت: إنه خلال مهمة أكثر نموذجية، قد يكون لدى البحارة مزيدا من الوقت للاستجابة لتسرب زيت التشحيم في محطة الدفع الرئيسية، ولكن في ضوء الهجمات المستمرة بالطائرات بدون طيار والصواريخ، كان المهندسون بحاجة إلى التحرك بأسرع ما يمكن للحفاظ على استمرار نظام الدفع في المدمرة.

وقال كابيل: “الحوثيون يحبون استخدام عدد لا يحصى من الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار الهجومية أحادية الاتجاه، لذا فإن التطور بالنسبة لهم هو كيف حاولوا تعظيم قدراتهم باستخدام تلك الأنظمة والصواريخ الباليستية، وتغيير مكونات مختلفة وإطلاقها في أنماط مختلفة تجعلها أكثر فعالية ضدنا، ونحن نحاول الابتعاد عن كل ذلك”.

أمريكا.. من الهجوم إلى الدفاع 

وعن مدى التعقيد في العمليات العسكرية اليمنية، أكد موقع ” Americanhomefront ” موقع الجبهة الداخلية الأمريكية أن مواجهة “الحوثيين” في البحر الأحمر كانت أكثر المعارك تعقيداً و”آيزنهاور” تحولت مهمتها إلى الدفاع عن نفسها بدلاً من حماية السفن الأخرى”.

وقال الموقع: إن طاقم حاملة الطائرات آيزنهاور وجدوا أنفسهم يحاولون إحباط الهجمات على السفن الأخرى في المنطقة، وحماية حاملة الطائرات نفسها.

ونقل موقع “American Homefront” الأمريكي عن قائد حاملة الطائرات “أيزنهاور” كريس هيل قوله: إن المهمة في البحر الأحمر كانت أكثر سلسلة من المواجهات تعقيدًا شهدتها البحرية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية.

بدوره، قال قائد الجناح الجوي الثالث لحاملة الطائرات “آيزنهاور”: إنهم كانوا يحلقون ستة إلى سبعة أيام في الأسبوع، ويقوموا بتنفيذ 80 و120 إلى 140 طلعة جوية في اليوم، وكانت وتيرة العمليات مزدحمة للغاية، مضيفا أن أحد الأشياء التي تعلمها الطيارون الحربيون في البحر الأحمر هو أن الطائرات بدون طيار يصعب رؤيتها على رادار الطائرة.

 

 

مهمة مرهقة

وكان عدد من ضباطٌ طاقم حاملة الطائرات الأمريكية الفارَّة “آيزنهاور” وخُبراءُ عسكريون أمريكيون قد أكدوا في وقت سابق، أن الانتشارَ الطويلَ وغيرَ المسبوق للحاملة في البحر الأحمر، كان مرهقًا جِـدًّا للبحارة، وأن ذلك له تداعيات سلبية على الاحتفاظ بهم لفترة أطول، وسيسبب العزوفَ عن التجنيد في البحرية، كما أن له تداعياتٍ على سلامة حاملة الطائرات التي ستخضعُ لعملية صيانة طويلة ستعرِّضها للمزيد من التآكل والتلف.

في تقرير نشرته صحيفة الجيش الأمريكي ستارز آند سترايبس -(Stars and Stripes)  قال كيث وودكوك، أحد ضباط الحاملة: “حاملة الطائرات مرهقة، وجميعنا مرهقون”.

ويثير الانتشار المكثف والمطوّل مخاوف البحرية الأمريكية بشأن إرهاق البحارة وتأثيره على الاحتفاظ بالطواقم. وأشار القائد البحري المتقاعد برايان كلارك إلى أن المجندين المحتملين قد يعيدون التفكير في الانضمام إلى البحرية إذا استندوا إلى ردود فعل البحارة أنفسهم.

وأكد الملازم كولين دوجان، من سرب المقاتلات الهجومية 83، أن التحديات الحالية تختلف عن السابق لأن “القنابل حقيقية”. كما أشار مارك كانسيان، المستشار الكبير في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، إلى توقعات بانخفاض الاحتفاظ بالبحارة بسبب الإرهاق المستمر.

وأوضح التقرير أن العديد من البحارة عبروا عن استيائهم من تمديدات النشر غير المتوقعة، والتي وصفوها بأسوأ اللحظات على متن حاملة الطائرات. وقال الملازم كول كاري: “الجميع كانوا يعملون بجد ويتوقعون العودة إلى الوطن، لكن تمديدات النشر كانت صدمة مروعة”.

وأضاف التقرير أن البحرية الأمريكية تعتمد بشكل كبير على 8 من أصل 11 حاملة طائرات نشطة، مما يزيد من العبء على هذه السفن وأطقمها. وأشار المحلل كانسيان إلى أن “هيكل قوة البحرية آخذ في الانحدار، والمتطلبات تظل على الأقل عند المستوى نفسه ومن المرجح أن تتزايد”.

وتوقع القائد المتقاعد كلارك أن تؤثر أوقات الصيانة الممتدة بعد النشر على جهود التجنيد والاحتفاظ بالخدمة. وأشار إلى أن حاملة الطائرات “آيزنهاور” قد تواجه مزيدًا من التآكل والتلف، مما يطيل فترة صيانتها.

وأكد كلارك أن فترة الصيانة النموذجية لحاملة الطائرات تمتد من تسعة أشهر إلى عامين، مما يشير إلى تحديات كبيرة تواجه البحرية الأمريكية في الحفاظ على جاهزية سفنها وطواقمها.

المسيرات تفرض توازناً جديداً

وفيما يتعلق بالمعادلات التي فرضتها الطائرات المسيرة اليمنية، فقد ذكر  ACLED “ مركز بيانات مواقع وأحداث الصراعات المسلحة الممول من وزارة الخارجية الأميركية، أن الطائرات المسيرة اليمنية نجحت في فرض توازن جديد على الساحة الإقليمية والدولية.

ويضيف أن “التحليل الشامل للاستراتيجيات الرئيسية التي يستخدمها الحوثيون يوضح كيف يمكن لتكنولوجيا الطائرات دون طيار أن توفر ميزة تكتيكية، مستغلة نقاط الضعف الهيكلية للعدو بطرق مبتكرة لتحقيق انتصارات”.

 هذا التقرير، الذي أعده الباحثان لوكا نيفولا وفالنتين داوثويل، يكشف عن مدى تأثير ما أسماه الباحثان “الابتكار الحوثي في تغيير ميزان القوى الإقليمي”، حيث قال التقرير: “في 19 يوليو 2024، تمكنت طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين من التحليق لمسافة تزيد عن 2600 كيلومتر من اليمن إلى ’’تل أبيب’’، حيث أسفرت عن مقتل مواطن إسرائيلي وإصابة ثمانية آخرين. هذا الهجوم الذي يعتبر الأكثر رمزية حتى الآن، يظهر مدى تطور تكنولوجيا الطائرات بدون طيار التي تستخدمها الجماعة، وقدرتها على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

تشير بيانات “ACLED” إلى أن تكنولوجيا الطائرات بدون طيار أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحروب الحديثة، حيث زاد عدد الدول التي تمتلك طائرات بدون طيار مسلحة من 3 دول فقط في عام 2010 إلى أكثر من 40 دولة في عام 2024. وفي الصراع اليمني، كان للحوثيين دور بارز في استخدام هذه التكنولوجيا بشكل مبدع، حيث تمكنوا من إجبار السعودية والإمارات على قبول وقف إطلاق النار في أبريل 2022، وفرض حصار جزئي على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر منذ نوفمبر 2023.

ست استراتيجيات “حوثية رئيسية

ويقول تقرير ACLED”: إن هناك 6 استراتيجيات نجح خلالها “الحوثيون” من تحقيق أهدافهم من خلال الطائرات المسيرة تتمثل في حسم معركة الخصوم وإضعاف قدرات العدو وإجباره على التراجع في الساحل الغربي ومأرب، ومن خلال الطائرات تمكن الحوثيون من إحداث تأثيرات اقتصادية كبيرة على السعودية والإمارات بعد استهداف المطارات ومرافق النفط، كما عمل الحوثيون على إدخال الطائرات في الهجمات على الخطوط الأمامية في الحرب مع السعودية.

ومن إنجازات “الحوثيين” حسب تقرير “ACLED”، تمكنهم من دمج تكنولوجيا الطائرات بدون طيار مع الصواريخ لتحقيق تأثير أكبر، مثل الهجوم على قاعدة العند الجوية في 2019، بالإضافة لشن هجمات على منشآت النفط اليمنية أدت إلى توقف التصدير وتكبيد حكومة المرتزقة خسائر كبيرة، أما الإنجاز السادس لليمن عبر الطائرات المسيرة فيتمثل في القدرة على تعطيل التجارة العالمية وفرض حصار على “إسرائيل”، مما أدى إلى توسيع نطاق أهدافهم.

ابتكار مستمر

يشير التقرير إلى أن نجاح “الحوثيين” في استخدام تكنولوجيا الطائرات بدون طيار يعتمد على الابتكار المستمر واستغلال نقاط ضعف العدو بطرق إبداعية. ويؤكد أن “الحوثيين” قد استطاعوا، من خلال استراتيجياتهم المبتكرة، تغيير ميزان القوى الإقليمي وتحقيق انتصارات مهمة، وهذه التطورات تظهر أن “الحوثيين” ليسوا فقط قوة عسكرية تقليدية، بل قوة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة والابتكار لتحدي خصومها والتأثير على الصراعات الإقليمية بطرق جديدة وفعالة.

 

تآكل الهيمنة الأمريكية

ما عملته أمريكا طوال العقود الماضية لترسيخ دعائم هيبتها القائمة على تفوقها العسكري، تمكنت القوات المسلحة اليمنية من إنهائه في غضون بضعة أشهر من المواجهات البحرية.

وفي هذا الشأن تقول صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية: إن واقع المواجهة بين الولايات المتحدة وقوات صنعاء في البحر الأحمر وخليج عدن يسلط الضوء على “تآكل الهيمنة البحرية الأمريكية في المنطقة”، ويرسل رسالة مفادها أن الولايات المتحدة يتم ردعها، بدل أن تقوم هي بردع أعدائها.

ونشرت الصحيفة تقريراً، تناولت فيه أنباء عن قيام الولايات المتحدة بإرسال قطع حربية بحرية إلى المنطقة، وقالت: إنه “في حين قد يعالج هذا الانتشار التهديدات المباشرة، فإنه لا يفعل الكثير لمعالجة الضرورة الاستراتيجية الأوسع نطاقاً، وهي استعادة الهيمنة الأمريكية في الممرات البحرية”.

وقالت الصحيفة: إن “العام الماضي شهد إضعافاً لموقف الولايات المتحدة، وخاصة بسبب افتقارها إلى استجابة جريئة وقوية بما فيه الكفاية لردع الحوثيين”. واعتبرت أن هذا “سمح بتآكل النفوذ الأمريكي في منطقة يعتبر فيها التفوق البحري أمراً بالغ الأهمية”.

وذكر التقرير أن “البحرية الأمريكية كانت تاريخياً ركيزة من ركائز القوة الأمريكية”، ولكن “الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط، وتحديدا الاستجابة العاجزة للتهديد الحوثي، سلطت الضوء على حقيقة مثيرة للقلق وهي: تآكل الهيمنة البحرية الأمريكية في المنطقة”.

واعتبرت الصحيفة أن “الاستجابة الأمريكية” لعمليات قوات صنعاء في البحر الأحمر وخليج عدن لم ترقَ إلى مستوى “عمل عسكري حاسم ومستدام”.

وقالت: إن هذا الوضع الذي وصفته بـ”التقاعس” له عواقب، منها أنه “يرسل رسالة مفادها أن الولايات المتحدة هي التي يتم ردعها”، معتبرةً أن ذلك “يقوض مصداقية أمريكا ويضعف قدرتها على الدفاع عن مصالحها وحلفائها”.

وأضافت أن وضع الولايات المتحدة في البحر الأحمر “يخلق حالة من عدم اليقين بين الحلفاء الإقليميين مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، الذين قد يشككون في مصداقية الدعم الأمريكي ويسعون إلى ترتيبات أمنية بديلة، ربما مع قوى منافسة مثل روسيا أو الصين.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com