موقع أمريكي: لا تزال السعودية مديونة للولايات المتحدة بسبب حربها في اليمن
أفق نيوز – متابعة – عبد الله مطهر
قال موقع ذا انترسبت الأمريكي إن الولايات المتحدة استأنفت للتو مبيعات القنابل والصواريخ إلى الدولة الخليجية، التي لا تزال مدينة بمبلغ 15 مليون دولار ثمنا لوقود الطائرات من حربها في اليمن.
وتشير التقارير إلى أن العائلة المالكة السعودية تساوي أكثر من 1.4 تريليون دولار ، ولكن البنتاغون يلاحق المملكة منذ عدة سنوات للحصول على 15 مليون دولار تدين بها المملكة مقابل المساعدات الأميركية خلال الحرب السعودية في اليمن.
وأكد أنه لشهور، تجنبت وزارة الدفاع الرد على أسئلة موقع “ذا إنترسبت” حول تهرب السعودية من سداد ديونها..وعلى الرغم من الديون غير المسددة، أعلنت إدارة بايدن يوم الجمعة الماضي أنها ترفع الحظر على بيع الأسلحة الهجومية إلى السعودية، وسمحت بشحنة أولى من الذخائر جو-أرض إلى المملكة الخليجية.
وذكر الموقع أن الحظر كان ساريًا على مدى السنوات الثلاث الماضية استجابة للخسائر المدنية الفادحة في حملة البلاد في اليمن، لكنه لم ينطبق على مبيعات ما يسمى بالأسلحة الدفاعية والخدمات العسكرية.. وبلغت قيمة هذه المبيعات ما يقرب من 10 مليارات دولار على مدى السنوات الأربع الماضية.
وأورد أنه يعود تاريخ المبلغ المتبقي إلى عملية نُفذت بين مارس 2015 ونوفمبر 2018..حيث أنفق البنتاغون حوالي 300 مليون دولار لتسيير مهام التزود بالوقود جواً لدعم الطائرات الحربية السعودية والإماراتية، حيث خاضت تلك الدول حربها في اليمن.. كما قدمت أمريكا للجيش السعودي وحلفائه الأسلحة والتدريب القتالي وغير ذلك من ” الدعم اللوجستي والاستخباراتي.
وفي السياق ذاته كشف تقرير صادر عن البنتاغون، حصل عليه موقع ذا انترسبت أن السعودية خدعت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا بشأن فاتورة الوقود المستحقة عليها. بعد أن سددت المملكة والإمارات جزءًا كبيرًا من الدين في عامي 2021 و2022، إذ دفعت السعودية ما يزيد قليلاً عن 950 ألف دولار من مبلغ مضى عليه سنوات، والذي بلغ إجماليه حتى أواخر العام الماضي 15.1 مليون دولار.
وبحسب التقرير الذي تم الحصول عليه بموجب قانون حرية المعلومات، سافر ممثلون عن وكالة اللوجستيات الدفاعية والقيادة المركزية الأمريكية، التي تشرف على النشاط العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، إلى العاصمة السعودية الرياض في مارس 2022 للقاء وزارة المالية السعودية وكبار قادة القوات الجوية السعودية.
وجاء في التقرير: “في ذلك الوقت، أعربت وزارة المالية السعودية وقيادة القوات الجوية السعودية عن استعدادهما لسداد ديون الوقود المتبقية المستحقة لشركة دي ال أيه انرجي بحلول ديسمبر 2022”.. وعندما التقى المسؤولون الأمريكيون مرة أخرى بنظرائهم، بعد أكثر من عام، وأثاروا قضية الديون، قال المسؤولون السعوديون إنهم “لم يكونوا على علم بالديون المستحقة وطلبوا بعض الوقت الإضافي للتحقيق في القضية”. وفي أواخر العام الماضي، وفقًا للتقرير، كان الدين لا يزال غير مسدد.
وأفاد أن الحرب التي تقودها السعودية بدعم من الولايات المتحدة في اليمن، والتي هدأت بعد هدنة عام 2022، أدت إلى مقتل الآلاف بشكل مباشر أو غير مباشر ، بما في ذلك آلاف المدنيين الذين قُتلوا في الغارات الجوية للتحالف السعودي. وجد تحقيق أجرته صحيفة واشنطن بوست ومراقب قوة الأمن في معهد حقوق الإنسان بكلية الحقوق بجامعة كولومبيا عام 2022 أن جزءًا كبيرًا من الغارات الجوية للتحالف السعودي نُفذت بواسطة طائرات طورتها وصيانتها وبيعتها شركات أمريكية، ومن قبل طيارين دربهم الجيش الأمريكي.
في نفس العام، أشار تقرير مكتب المحاسبة الحكومية إلى أنه بين مارس 2015 وأغسطس 2021، قدرت الأمم المتحدة أن الغارات الجوية للتحالف في اليمن قتلت أو أصابت أكثر من 18000 مدني.. كما قرر مكتب المحاسبة الحكومية أن البنتاغون ووزارة الخارجية فشلا في التحقيق في دور الدعم العسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة في التسبب في هذه الخسائر.
لقد شن التحالف الذي تقوده السعودية ضربات متهورة أسفرت عن مقتل ما يقرب من 15 ألف مدني بري، وتم استخدام أسلحة أمريكية الصنع في عدد من هذه الضربات، بما في ذلك ضربة عام 2018 على حافلة مدرسية أسفرت عن مقتل 40 طفلاً.. وبين عامي 2015 و2020، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 54.2 مليار دولار من المواد الدفاعية والخدمات الدفاعية للحكومتين السعودية والإماراتية، بالإضافة إلى ما يقرب من 650 مليون دولار في التدريب العسكري.