مفاوضات الدوحة تفضي إلى مقرح أمريكي جديد لا يلبي مطالب وقف العدوان على غزة
أفق نيوز | فيديو
على عكس ما أبدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من تفاؤل بشأن مفاوضات العاصمة القطرية الدوحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى ووصف تلك المفاوضات بأنّها “مثمرة للغاية”، وأنها من أكثر المحادثات البناءة التي أجرتها الأطراف منذ أشهر، إلا أنّ حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، وفقا لمصادر قيادية، ما زالت ترى المقترح الأمريكي الجديد يستجيب لشروط العدو الصهيوني ويتماهى معها.
وكانت قد اختتمت الجمعة بالدوحة الجولة الجديدة من مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.. وفي ختام الجولة الجديدة أعلن الوسطاء عن تقديم مقترح جديد وهو الأمر الذي ترفضه حماس وتتمسك بمقترح بايدن الذي تم الموافقة عليه في الثاني من يوليو الماضي.. كما أُعلن في ختام الجولة الجديدة عن اجتماع وشيك في القاهرة لبحث وقف إطلاق النار.
وقال بيان مشترك لقطر وأمريكا ومصر، في ختام مفاوضات الدوحة: إن المحادثات التي جرت على مدى الـ48 ساعة الماضية في الدوحة “كانت جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية”.
وأضاف بيان الوسطاء: إن الفرق الفنية ستواصل العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، بما في ذلك الترتيبات لتنفيذ الجزئيات الإنسانية الشاملة للاتفاق، بالإضافة إلى الجزئيات المتعلقة بالرهائن والمحتجزين.
وتابع: “سيجتمع كبار المسؤولين من حكوماتنا مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل، آملين التوصل إلى اتفاق وفقًا للشروط المطروحة اليوم”.
وأشار البيان المشترك إلى أنه وكما ذكر قادة الدول الثلاث الأسبوع الماضي “لم يعد هناك وقت نضيعه ولا أعذار يمكن أن تقبل من أي طرف تبرر مزيدا من التأخير.. لقد حان الوقت لإطلاق سراح الرهائن والمحتجزين، وبدء وقف إطلاق النار، وتنفيذ هذا الاتفاق”.
وأكد البيان أن الطريق الآن “أصبح ممهدا لتحقيق هذه النتيجة، وإنقاذ الأرواح، وتقديم الإغاثة لشعب غزة، وتهدئة التوترات الإقليمية”.
لكن في المقابل، قوبل التفاؤل الأمريكي المُعلن بأجواء من التشاؤم وعدم الثقة بالأمريكي الشريك الفعلي في العدوان على قطاع غزة من قبل حماس خصوصا مع تبني الأمريكي الشريك للكيان الغاصب الشروط الصهيونية التي أضافها نتنياهو على الاتفاق الجديد.
وعقب إعلان الانتهاء من جولة المفاوضات في الدوحة، نقلت وكالة أنباء “رويترز” عن القيادي في “حماس”، سامي أبو زهري، قوله: إن “الإدارة الأمريكية تحاول إشاعة أجواء إيجابية كاذبة” بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.. موضحاً أن “واشنطن لا تملك أي جدية لوقف الحرب، وإنما تهدف إلى شراء الوقت”.
في المقابل، أعلن مكتب رئيس حكومة العدو الصهيوني، بنيامين نتنياهو، الجمعة، في بيان، أن “إسرائيل” تأمل في أن تؤدي الضغوط من جانب الوسطاء الدوليين والولايات المتحدة إلى دفع “حماس” إلى قبول اتفاق وقف إطلاق النار مقابل تحرير المحتجزين والذي سبق اقتراحه في 27 مايو الماضي.
كما قال مسؤولون صهاينة: إنه تم إحراز بعض التقدم خلال المباحثات في الدوحة، لكنهم أوضحوا أن ذلك جرى مع الوسطاء، وليس حركة “حماس”، فيما “بقيت بعثة صهيونية تعمل على التفاصيل التقنية” في الدوحة، ومن المتوقع أن تغادر بعثة أخرى إلى القاهرة.
وفي تعليقات أخرى على التطورات الجديدة، قال مصدر قيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” في تصريح لقناة “الجزيرة”: إن “ما أبلغنا به عن نتائج اجتماعات الدوحة لا يتضمن الالتزام بما اتفق عليه في الثاني من يوليو الماضي.
كما نقلت قناة الأقصى عن مصدر آخر في حركة حماس قوله: إن “الحركة متمسكة بمقترح الثاني من يوليو، وما يصل إلينا بطرق غير مباشرة أقل من السقف المقدم، وحماس لن تقبل به”.
ويعتقد مراقبون ومحللون سياسيون أن المحادثات الأخيرة ما هي إلا مواصلةٌ لما يوصف بإدارة مفاوضات وجولات متكررة لا جدوى منها وتأتي بغرض احتواء الرد الإيراني على اغتيال رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس ولن تحقق هذه المفاوضات صفقة ولن توقف العدوان على غزة.
كما يرى المراقبون والمحللون أن المساعي الأمريكية الحثيثة منذ انطلاق المفاوضات هي لمجرد شراء المزيد من الوقت، ومنع نشوب حرب في المنطقة مع استمرار تلويح إيران وحزب الله واليمن بردٍ قاسٍ على عمليات الاغتيال الأخيرة التي أقدم عليها العدوّ الصهيوني باغتيال هنية والقيادي في حزب الله فؤاد شكر واستهداف ميناء الحديدة في اليمن.
وفي هذا السياق، أكد الكاتب والمحلل السياسي فرج شلهوب في تصريحات نقلها المركز الفلسطيني للإعلام، أنّ مفاوضات الهدنة التي جرت مؤخرًا، كشفت عن رغبة أمريكية جامحة لتبريد حدة الصراع ما بين إيران والكيان الصهيوني على خلفية عملية الاغتيال التي قام بها العدوّ الصهيوني، وأن إيران ما زالت تتوعد بردٍ شديد وكذا لبنان واليمن.
وواضح أنّ محادثات الهدنة يوم الخميس الماضي كانت برغبة أمريكية لتبريد الأوضاع، ووضع شروط وظروف معينة، تجعل من الرد الإيراني مسألة صعبة، إذ كيف يمكن أن تذهب إلى رد انتقامي إن كان هناك إمكانية لوقف الحرب في غزة، وأن تصل الأمور إلى وضع هو المرغوب والمطلوب من مجمل القوى المتعاطفة مع غزة ومقاومتها.
وأشار شلهوب إلى أنه ومنذ مرحلة مبكرة كان هناك رغبة أمريكية سياسية جدية للانفتاح على حل والغاية هو تبريد المشهد ووضع بعض المعوقات أمام أي ردود إيرانية أو من محور المقاومة ضد الكيان.. وثانياً فيما يتمثل بمساعٍ أمريكية تريد أن تسند “إسرائيل” من خلال التخفيف من ردود فعل ربما تكون قاسية أو عنيفة من قبل إيران وحلفائها ضد “إسرائيل” على خلفية الاغتيالات.
وحول موقف حركة حماس من مباحثات الهدنة والمقترح الأمريكي، قال شلهوب: إنّ حركة حماس من البداية عبرت عن موقف الحقيقة مسؤول وأيضًا يدرك ويقرأ المشهد بوضوح عندما لم تذهب إلى هذه “الملهاة” في لقاء الخميس، لكنها لم تدر ظهرها بالكلية لأنها معنية بأي مسار يمكن أن ينتج تخفيفًا عن الأهل في غزة، ولذلك هي لم تذهب برسالة واضحة أنها لم تبتلع الطعم وليست في وارد أن تركض وراء السراب الأمريكي الذي جربته شهورًا عديدة.
وشدد على أن حماس في الوقت ذاته موجودة في مربع المرونة والتجاوب مع أي سياق حقيقي يفضي إلى وقف الحرب وعقد صفقة حقيقية.