التواجد الأمريكي الصهيوني في المنطقة هيمنة واستعلاء
أفق نيوز | تقارير
الجيوسياسية الإمبريالية والرسمالية المتوحشة والاستعمارية قائمة على فرض النفوذ وبسط الهيمنة بأشكال عديدة واهمها على الاطلاق التواجد العسكري المباشر في المناطق الحساسة والمستهدفة ومنها منطقتنا العربية ويحب الغرب أن يطلق عليها الشرق الأوسط .
وهدف فيما يهدف الى ان يكون القرار السيادي في يديه وان تتوافر له فرصة فرض واقع حال كما يناسبه وبما يخدم حساباته
وقد شبه المراقبون العسكريون القواعد والتواجد العسكري الأمريكي الغربي الصهيوني حول الوطن العربي وداخله بانه طوق معصم لا فكاك منه .. فهذا التواجد العسكري الأمريكي الصهيوني في الجوار الجغرافي العربي .. هو التهديد الأكبر والذي يتواجد على شكل قواعد عسكرية ثابته على اليابسة أو في البحار والموانئ لدول صديقة واجنبية ارتبطت معها باتفاقيات ثنائية بينها وبين الأمريكان والصهاينة واصبحت هذه القواعد مواقع متقدمة لخدمة العدو في تخزين الأسلحة والمؤن ومراكز استخبارية عسكرية متقدمة تسجل كل شاردة وواردة خدمة لأهداف العدو الإسرائيلي الصهيوني والإمبريالية الغربية .
ومن أخطر القواعد والتواجد العسكري في الجوار العربي القاعدة الإسرائيلية في البحر الأحمر في دولة أرتيريا التي على مقربة من باب المندب على امتداد الشاطئ الأريتيري الأفريقي للبحر الأحمر بما في ذلك جزيرة فاطمة وجزر دهلك الاستراتيجيتين ..
قاعدة جيبوتي هذه في الشاطئ الافريقي على تخوم باب المندب الموازي للشاطئ العربي اليمني ..
القاعدة الأمريكية الاسرائيلية في ممباسا في كينيا للنقل الجوي والبحري وتستخدم التسهيلات البحرية اساساً على الإذن الطارئ بينما تستخدم التسهيلات الجوية للتمركز وإعادة ملء الطائرات بالوقود وهي تقدم مراكز اتصال ونقل وصيانة وشحن وقد تم الاتفاق الخاص بها في عقد السبعينيات من القرن الماضي وقد أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية (126) مليون دولار لتجهيز القاعدة الجوية وتجهيز وتعميق ميناء ممباسا بما يسمح بدخول حاملات الطائرات الأمريكية إليها وتعتبر التسهيلات في كينيا صالحة للاستخدام النزاعات في البحر العربي والبحر الأحمر والشاطئ الشرقي لأفريقيا .
قواعد في عدة دول خليجية وفي الأردن والعراق وتواجد في سوريا وغيرها من الدول ففي بعض الدول العربية تواجد على شكل خبراء ومستشارين .. والكل يؤدي عمله خدمة للمجهود العسكري والاستخباري ..
هناك قواعد في الجوار الجغرافي للوطن العربي تشكل خطرا وجودياً مثل القواعد التي تحصلت على تسهيلات متعلقة بأسلحة الدمار الشامل سواء كانت أسلحة بيولوجية أو نووية والتي نكاد نحصرها في الأسلحة النووية حيث لا توجد تسهيلات نووية إلا في اليونان وايطاليا وتركيا وفي اسبانيا توجد قاعدة كبيرة لأسلحة بيولوجية في قاعدة توريغون حيث يوجد سرب حتى كتيبة حرب بيولوجية ..
ومن اهم القواعد القاعدة المهمة في فلسطين المحتلة محصورة في ديمونة حيث يوجد المفاعل النووي الاسرائيلي ومخازن تحت الأرض على أعماق كبيرة لصواريخ وقنابل نووية التي ظلت تحت الكتمان والسرية لا يسمح الكيان الصهيوني لأي كان من المفتشين الدوليين للطاقة الذرية للدخول إلى هذه المنشأة ولم تخضع إسرائيل للقوانين الدولية تساندها أمريكا في المماطلة والمغالطة والتكتم ..
وبقراءة سريعة للمحتوى الجيوسياسي لهذه القواعد فان املاءات كثيرة وحسابات تجري لوضع هذه المنطقة تحت السطوة الأمريكية وخاضعة لحسابات متغيرات الجغرافية وما بعدها .. بحيث تخضع لكل الأفكار الغربية بان يسمح بتوسع جغرافية الكيان الصهيوني وطمس دول أو تغيير في هويتها إذا اقتضت الحاجة ذلك .. ونستدل بكلام الرئيس الأمريكي السابق الذي يحلم بالعودة الى البيت الأبيض ليجعل المساحة الجغرافية الصهيونية تتوسع .. واتضح لنا أمور كانت ملتبسة من تغول القوة الأمريكية والصهيونية .
كما يتضح إن الغالبية العظمى من دول الجوار الجغرافي للوطن العربي تحصل على مساعدات أمنية من الولايات المتحدة الأمريكية واسرائيل بينما لا تشير المراجع بانها تمنح هذه المساعدات الأمنية لهذه الدول ودول محدودة في اسيا وافريقيا هي ذات أهمية وتؤدي إلى اعتماد هذه الدول عليها مما جعلها إحدى أدوات الضغط الفعالة على هذه الدول لا تخاذ مواقف سياسية وعسكرية وفقاً لما تحدده الولايات المتحدة وربيبتها الشوهاء إسرائيل وقد ظهر ذلك في عدد من المواقف وبشكل خاص في طوفان الأقصى وتداعياته ..
ولقد طورت أمريكا وإسرائيل الصهيونية العلاقات مع دول مشاطنة لحوض البحر الأحمر من الساحل الشرقي الأفريقي مع كل من جيبوتي وارتيريا واثيوبيا البعيدة قليلاً عن الشاطئ بعد تحرر اريتريا وقد باعت إسرائيل السلاح وقدمت الخبراء والمستشارين للتدريب على هذه الأسلحة لكل من هذه الدول وأصبح لإسرائيل وجود عسكري واستخباري في إرتيريا ووجود بحري بصفة شبه دائمة في الموانئ والجزر الإرتيرية عادة ما يتمثل في زورقين صاروخين سريعين يقومان بأعمال الدورية بينها وبين أرخبيل جزيرة حنيش الكبرى التي حدثت فيها مواجهات يمنية إرتيرية وحتى فرضت سيطرتها العسكرية عليها في عام 1996م ثم استعادتها اليمن بتحكيم دولي لكن رغم مرور أكثر من عقدين ونصف على عودة الجزيرة إلا ان الصادين اليمنيين عادة ما يصطدموا بهذه الدوريات ويحدث لهم مضايقات وأحياناً اختطاف ومصادرة القوارب وحبس يصل إلى شهور وسنوات في السجون الإرتيرية .
ولا تكتفي امريكا بالتواجد العسكري في الوطن العربي بل يمتد اهتمامها الى مناطق وبلدان محيطة بالوطن العربي مثل التواجد العسكري الأمريكي في قاعدة انجرلك التركية والاتفاقيات والمعاهدات التركية الاسرائيلية حيث سمحت تركيا بموجب هذه الاتفاقيات بتدريب الطيارين الإسرائيليين في قاعدة قونية الجوية ويتردد ان خبراء اسرائيليين في مجال الاستخبارات يتواجدون بشكل منتظم في تركيا كما أن الاتفاق على ان تقوم اسرائيل بتحديث طائرات تركية يعني بالضرورة وجود خبراء ومهندسين عسكريين إسرائيليين في تركيا وقد اتفق وزير الدفاع التركي والإسرائيلي على اجرى عدة مناورات سنوية مشتركة تركية – اسرائيلية وان يشارك فيها الأسطول السادس الامريكي في البحر المتوسط إذا كانت المساعدات الأمنية من وسائل الضغط فإن القواعد والتسهيلات العسكرية هي المنطلق للأعمال العسكرية الأجنبية في دول الجوار الجغرافي وحتى داخل الجوار الجغرافي أصبحت أمريكا واسرائيل موجودتين في القواعد الامريكية في العراق والاردن وقطر والبحرين والامارات.. تلتقي في الاستراتيجية الأمريكية مع اخواتها المتواجدة في ديغوغارسيا في اسبانيا وكينيا والبرتغال وايطاليا واليونان وتركيا وقبرص , وقواعد لفرنسا في عدة دول في جمهورية جيبوتي وافريقيا الوسطى وتشاد والسنغال والتي حدثت فيها انقلابات عسكرية وهي سائرة في طريق التحرر في ظل تعدد الأقطاب بعد تطورات حرب أوكرانيا ..
كما يوجد للولايات المتحدة الأمريكية مخازن في دول الجوار الجغرافي تحتوي على صواريخ نووية متوسطة المدى وصواريخ تكتيكية ومقذوفات للمدفعية من عيار 8 بوصات ذات رؤوس نووية , و 24 لغماً نووياً وخمسين مقذوفاً نووياً عيار 155مم وغواصات نووية وصواريخ تماهوك التي تركب عليها رؤوس نووية كل هذه الانواع من الاسلحة الفتاكة موجودة في قواعد في اليونان وتركيا وإيطاليا واسبانيا هذا بحسب ما ظهر وما خفي كان أعظم .
العميد الركن د \ حسن حسين الرصابي