الشيطان عدوك المبين
أفق نيوز | من هدي القرآن
مثلاً الشيطان ما الله ذكر في القرآن بأنه عدو مبين للإنسان، شديد العداوة للإنسان؟ الشيطان هذا نفسه، هو وشياطينه، ومعه جنود كثير، هل هو يسلطهم على [قاتنا] يقطفوه؛ لكراهته لنا، أو على سياراتنا يكسروها، أو على أولادنا يسقطوهم؟ أو على [بنِّنا] يكسروه.؟
هل هو يسلطهم على شيء من أمور الحياة هذه التي لدينا؟ مع أنه عدو شديد العداوة. لماذا يتجه إلى أن يفصلنا عن الحق، وعن الدين؟ لماذا؟ لأنه يعرف بأنه إذا ضربنا في ديننا، ضربنا في الحياة هذه، وفي الآخرة، وأوصلنا إلى جهنم؛ لأنه عدو شديد العداوة، يريد أن يلحق بنا أقصى، وأقسى ضرر.
فهو يعرف أن حياتنا هنا، سعادتنا، قوتنا، عزتنا، مجدنا، شرفنا، مرتبط بديننا، فليضرب الدين حتى لا تقم لنا قائمة. الشيطان ربما يعرف أكثر مما يعرف كثير من الناس السنن الإلهية، التي ذكرها الله في القرآن؛ لأنه
سمع من أول يوم {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى}(طه123) ولنصبح هكذا: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي}(طه124) فهو يعمل على أن نعرض {فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى}.
الشيطان ما هو ذكي؟ لأنه فهم تماماً علاقة سعادة أعدائه هؤلاء، الذين هم بني آدم، أن سعادتهم مرتبطة بدينهم في هذه الدنيا، وفي الآخرة، وعزتهم، وقوتهم، ومجدهم، ورفعتهم. إذاً فليهاجمهم في هذه النقطة في دينهم، [وإلا يستطيع أن يكسر سيارات الناس، ويقطف قاتهم، وبنهم].
أليس الأعداء إذا هناك متعادين، أليسوا يعتدون على بعضهم بعض؟ هذا يقطف [قات] ذاك، وهذا يقطف [بِنَّه]، أو يحرق حطبه، أليس هذا الذي يحصل من الناس؟ الشيطان ينظر إلى أن هذه القضية قضية من يعملها يعتبر مغفل. إذا أنا أريد أن أضرب الناس تماماً، أضربهم في دينهم.
اليهود والنصارى، أولياء الشيطان يعرفون تماماً الطريقة هذه. أعداء الله الذين حكى عنهم بأنهم أعداء لنا، ألم يتجه اليهود بسرعة، وما قد احتلوا إلا شعبين، هما العراق وأفغانستان، واتجهوا ليغيروا المناهج، ويسيطروا عليها في معظم البلدان العربية. فاهمين هم أن أهم شيء يجب أن يركزوا عليه هو ما يتعلق بديننا، فليفصلونا عن هدي الله، عن دينه، فيكونوا قد حققوا كل شيء.
يخرجون أمة ضعيفة، هزيلة، مفرقة، مشتته، لا تعرف شيئاً، لا تحرك ساكناً، ويكونون قد هيمنوا على كل شيء، مما يجعل معيشتنا في الأخير معيشة ضنكا.
السعوديون الآن معيشتهم ضنكا، وهم لديهم خمسة ملايين برميل في اليوم، من غير الموارد الأخرى، من بعد ما دخل الأمريكيون لديهم في حرب الخليج من عام [91م] وضعيتهم الآن سيئة جداً مقارنة بما كانوا عليه سابقاً.
إذاً فلنفهم، نفهم أن الناس الذين يفكرون [قالوا أن هناك حرب للدين] وعنده الدين! مادام أنه ستسلم له أموره الخاصة، فليست مشكلة لديه، لا، يجب أن نفهم أن هذا الشيء، وهو: علاقة الدين بنا. لهذا في الواقع أن ما الدين هو الذي هو بحاجة هو إلينا مثلما نقول، العبارات التي تعودنا عليها: [ندافع عن ديننا].
إن الدين هو الذي يدافع عنا، نحن بحاجة إلى الدين نحن، نحن بحاجة إلى الدين في حياتنا هذه؛ لأنه ماذا يعني الدين؟ الدين هو هدى الله، هداه، هدانا، أي رسم لنا طريقة، وهدانا إليها؛ لكي نتحرك في هذه الدنيا؛ لنكون أقوياء، لنكون أعزاء، لنكون سعداء، لنكون عظماء، في هذه الدنيا، وفي الآخرة. هذا هو معنى الدين.
أليست حياة الناس ضنكا؛ لإعراضنا عن الدين، والحياة كلها ضنكا، عندنا وعند غيرنا. الحكام الذين نراهم الآن مرتاحين، بأموال كثيرة، وممتلكات هائلة، في أشد ضنك الآن، قد كل واحد ينظر إلى ما لديه، وقد هو يرى أنها لم تعد إلا أيام وأمريكا ستقضي عليهم. أليس هذا من ضنك المعيشة؟.
تصبح أموالهم، وأولادهم وسيلة تعذيب نفسي شديد لهم، مثلما قال الله في القرآن: {وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا} (التوبة85) لأن أشد عذاب لك في هذه الدنيا عندما تأتيك الأشياء الصعبة وأنت في أحسن حال باعتبار ممتلكاتك. أليست الحالة ستكون نكايتها أشد؟
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة آيات من سورة الكهف
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: الجمعة 29/8/2003م
اليمن – صعدة