الحديدة تجسد أبهى صور التفاعل الإيماني خلال احتفالاتها بالمولد النبوي
جسد أبناء محافظة الحديدة، هذا العام 1446ھ، أبهى وأروع صور التفاعل الإيماني المنقطع النظير من خلال الاحتفالات المحمدية الواسعة المعبرة عن عظمة احياء ذكرى المولد النبوي الشريف، والاعتزاز برسول الله.
مثلت الاحتفالات التي شهدتها مدن وأرياف الحديدة لوحة إيمانية فاضت بعناوين الحب والاعتزاز بنبي الرحمة، وعكست مضامين العشق المحمدي بمستوى الحفاوة بهذه المناسبة التي حظيت باهتمام غير مسبوق ابتهاجا بمقام مولد رسول الرحمة.
وحرصت قيادة السلطة المحلية بالمحافظة على توسيع مظاهر الاحتفال بذكرى النور المحمدي بالتنسيق مع مختلف الجهات الرسمية والشعبية، وتشكيل لجان واسعة للتحشيد المكثف لاحياء الفعاليات المركزية بهذه المناسبة العظيمة واعطائها القدر الكافي من الاهتمام والتوقير والاجلال.
أصالة أبناء الساحل التهامي
وتميزت محافظة الحديدة باحياء أكثر من ثمانية آلاف و500 فعالية وأمسية وندوة ووقفة ومحاضرة وخواطر وغيرها من الأنشطة احتفاء بذكرى مولد الرسول الأعظم، استجابة لدعوة قائد الثورة وترجمة فعلية للحب الصادق والولاء والارتباط الحقيقي بخير البرية وخاتم الأنبياء والمرسلين.
وعكست الفعاليات والأمسيات الاحتفالية التي نظمتها المكاتب التنفيذية والمؤسسات والهيئات ومختلف الجهات الرسمية منذ مطلع شهر صفر، مدى الحفاوة والتعظيم لهذه الذكرى الدينية التي تمثل حدثا فارقا في نشر الدعوة الاسلامية، ومناسبة استثنائية تبرز من عام لآخر تنامي الوعي بأهميتها ومكانة صاحبها عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
كما جسدت الاحتفالات الشعبية الكبيرة على مستوى حارات واحياء مربع مدينة الحديدة، ومربعات المديريات الشمالية والشرقية والحنوبية، الهوية الإيمانية الحقيقية للاسلام والرسول، كما برهنت أصالة أبناء الساحل التهامي بما قدموه من ابتهالات بأهم وأكبر مناسبة دينية في تاريخ البشرية.
صورة بهية للربيع المحمدي
تجلت مشاهد الصور البهية في احياء الربيع المحمدي، بطوفان بشري هو الاكبر من نوعه في ساحتي الاحتفال بمدينة الحديدة ومديرية بيت الفقية يوم 12 ربيع أول، لحشود أبناء تهامة الذين تقاطروا من ريف ومدن المحافظة لإيصال رسائل العشق المحمدي بما خالجتهم نفوسهم من محبة وإجلال للرسول الأكرم.
تهللت مواكب الحشود التي تدفقت من عموم مديريات محافظة الحديدة إلى ساحتي الاحتفال بمشاركة الصغار والكبار بأهازيج الفرح وهتافات المديح المحمدي، واضفت اللافتات والأعلام الخضراء روحانية وزخم كبير لمهرجان المناسبة الأكبر.
ورسم ضيوف نبي الرحمة، في مهرجان الاحتفال الذي فاق التوقعات، أيقونة الصمود والاعتزاز بالجهاد الذي يمثل رسول الأمة، بما تجلت فيهم من روحية ايمانية ومشاعر العزة بارتباط أهل اليمن وتمسكهم بنهج المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ورغم موجة الحر الشديدة في الساحل التهامي، ازدانت الاحتفالات المركزية، بالفرح لعظمة هذه المناسبة ومكانتها المتأصلة في وجدان الشعب اليمني الذي يحتفل بها جيلا بعد جيل، إجلالاً وتكريماً لصاحبها الذي أرسله الله رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
عروض بحرية وصور أخرى للفرح
وتزين حفل المهرجان بهذه المناسبة التأريخية، بتنفيذ عروض بحرية واسعة، وعشية الاحتفال المركزي شهد ساحل مدينة الحديدة، عروضا لمئات القوارب والزوارق المزينة بالأضواء الخضراء المحمدية؛ المعبّرة عن الفرح والابتهاج بقدوم المولد النبوي الشريف.
وتوهج ساحل البحر الأحمر بهذه العروض الاحتفالية بأنوار العشق للرسول الأعظم، فرحا بمشاركة الموكب المحمدي في حارس البحر الأحمر، التي تفردت بزخم كبير من مظاهر الاحتفال بذكرى مولد النور والسراج المنير للأمة.
وبالتزامن مع هذه العروض، تلألأت سماء مدينة الحديدة، بإطلاق ألعاب نارية وانطلاق مسيرة ضوئية لمئات السيارات، التي جابت شوارع مركز المحافظة وكورنيش ساحل البحر الاحمر، في مشهد محمدي بديع ازدان بأضواء البهجة والفرح، والاعتزاز بيوم مولده الأغر.
الإنشاد والمديح النبوي
اكتست الفعاليات والأمسيات الاحتفالية بمولد الرسول الأكرم، بالمديح النبوي الزاخر بألوان إنشادية متعددة في حب النبي، تعبيراً عن الهوية الايمانية للشعب اليمني والتي صدحت بها حناجر الفرق الانشادية في مختلف الاحتفالات، تجسيداً لعظمة المناسبة ومحبة النبي -عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم.
حيث طغت الاحتفالات الانشادية على أعظم وأقدس مناسبة في تاريخ البشرية بذكر رسول الله، في مختلف مساجد الحديدة والجامعات والمدارس الدينية والفعاليات الرسمية والشعبية، ما اكسب أجواء الفرح بذكرى مولد سيد الكائنات زخم وخصوصية تأكيدا على ارتباط أهل اليمن بالرسول الكريم.
وتنفس ساحل البحر الأحمر بتراتيل محمدية وابتهالات بديعة ومؤثرة في مدح النبي، عبر مهرجان الموالد والمدائح النبوية الذي استمر ثمانية أيام بمشاركة أكبر وأشهر فرق الإنشاد وقصائد الشعراء من عدة محافظات، على مسرح الهواء الطلق الذي تلألأ بملامح الحب والوفاء لنبي الأمة وتعظيم مقام النبي والفرح باحياء هذه المناسبة.
ارتياح كبير
وأثنى وكيل أول محافظ الحديدة أحمد البشري، على التفاعل الكبير للقطاعات الرسمية والشعبية في احياء فعاليات وأمسيات المناسبة، ومشاركة الجموع الغفيرة من أبناء الحديدة الذين دفعهم الشوق والحب لرسول الله، للاحتفال بيوم مولد صاحب الخلق العظيم والمقام الكريم وخير داع إلى المنهج القويم.
ونوه بالتميز غير المسبوق في تنظيم الاحتفالات وما شهدته المحافظة من أروع صور الولاء والمحبة لخير الأنام والرحمة المهداة والنعمة المعطاة والقدوة المثلى والأسوة الحسنة، إمام الأنبياء، وسيد المرسلين الصادق الأمين خير البرايا أجمعين المبعوث رحمة للعالمين.
وأشاد الوكيل البشري، بجهود لجان التحشيد والتنظيم والاعداد للفعاليات المركزية بذكرى المولد النبوي الشريف، والتي ساهمت في انجاحها، إتماما للنعمة الإلهية العظيمة التي أنعم الله بها على البشرية، وترجمة عملية للبهجة والسرور في احياء ذكرى يوم ميلاده عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
بدوره عبر رئيس وحدة العلماء بالمحافظة الشيخ علي صومل، عن الفخر بما شهدته الحديدة من تفاعل كبير في إحياء هذه المناسبة الدينية لتعزيز ارتباط اليمنيين برسولهم الكريم وتعميق الروح الإيمانية في الاقتداء به صلى الله عليه وآله وسلم وإحياء منهجه والسير على خطاه وتعميق الحب والنصرة والجهاد في قلوب الأجيال من أبناء الأمة على ذات التوجيه الذي جاء به النبي الخاتم.
واعتبر الحضور اللافت الذي عم كافة الساحات المركزية في مختلف المحافظات بيوم 12 ربيع الأول، أحد صور إحياء ذكرى مولد رسول الله لترسيخ معاني الاحتفال بها، واظهار البهجة والفرح والتوقير وتجديد الولاء للرسول صلى الله عليه وآله وسلم والتمسك بهديه.
وشهدت محافظة الحديدة، حضور لافت للجانب الأمني الذي حرص على احياء ذكرى المناسبة على المستوى المركزي ومربعات المديريات، وعلى مستوى المديريات ومراكز الشرطة، وتميزت الهيئة النسائية والعلماء والقطاع الشبابي والرياضي بزخم الانشطة والفعاليات، وتم تنفيذ أنشطة وبرامج احسان ومسيرات ضوئية، وأنشطة تعبوية للمتخرجين من الدورات العسكرية.