وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ
أفق نيوز | من هدي القرآن
{إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ}(النحل: من الآية7) عندما يخلق هذه الأنعام التي سخرها لكم أليس هذا يدل على أنه رؤوف رحيم بكم؟. فكيف يمكن أن يفرط في هدايتكم، في أن يرسم لكم خط الهداية الذي تسيرون عليه المتمثل بالكتب، والمتمثل بالرسل، المتمثل بالقرآن الكريم وبالرسول العظيم (صلوات الله عليه وعلى آله) هي أول نعمة منه، وهي النعمة التي تكفل بها، فإذا كنتم ترون في هذه النعم التي تشاهدونها من الأنعام وغيرها ما يدل على
أن الله رؤوف ورحيم بكم، فتذكروا، وتأكدوا بأنه لا يمكن أن يفرط في مجال هدايتكم، وهو الذي نزل هذا القرآن بكله من أجل هدايتكم.
هو يقول لنا: أن نقطع على أنفسنا من منطلق الثقة به أن من رعانا هذه الرعاية في حياتنا بهذه النعم الواسعة التي لم ينس أن يلحظ فيها جانب الجمال لا يمكن أن يفرط في الهداية، لا يمكن أن يتركنا حائرين في هذه الدنيا، لا يمكن أن يضيعنا، إنه رؤوف رحيم، إنه رؤوف رحيم؛ ولهذا قال هنا في متوسط الآيات التي تحدث فيها عن النعم المادية يقول: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ}(النحل: من الآية9) عليه هو ليس إليكم هذا المجال.
هذه نعم مادية تتقلبون فيها على النحو الذي يطور الحياة، على النحو الذي هي مسخرة من أجله أو عليه، لكن فيما يتعلق بجانب الهداية لا تفهموا أنني عندما خلقت لكم هذه الأنعام وأنزلتها ـ كما قال: {وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ}(الزمر: من الآية6) ذكر أنه أنزلها: من الأنعام ثمانية أزواج ـ أنه فيما يتعلق بجانب التشريع، بجانب الهداية أنها أيضاً يقول: خذوا تفضلوا أنتم تحركوا كما تريدون فيه. لا. لا تنظروا إلى جانب الهداية كنظرتكم إلى جانب النعم؛ لأنه خلق لكم، أنزل لكم، منحكم، فأنتم تتحركون فيها فهذا يربي غنماً، وهذا يربي بقراً، وهذا يربي إبلاً، وهذا يربي كذا وكذا.
فيرى الناس أنفسهم أنهم يتصرفون فيها بحرية وكيفما يشاءون فينظرون إلى جانب الهداية على هذا النحو، لا.. الله يقول: {وَعَلَى اللَّهِ} وحده {قَصْدُ السَّبِيلِ} أن يرسم الصراط المستقيم الذي تسيرون إليه، الصراط القاصد الذي يؤدي إلى الغاية المرجوة من وراء الهداية في هذه الدنيا، وفي الآخرة.
{وَمِنْهَا جَائِرٌ} (النحل: من الآية9) ومن السبل في هذه الحياة ما هو جائر، فإذا كانت السبل متعددة في الحياة ويأتي المجرمون والظالمون فيرسمون سبلاً من الضلال، يدعون الناس إلى السير عليها، فهو يقول: أنا لا أنساكم، وأنا الذي سأتكفل بهدايتكم، ورسم السبيل القاصد، الصراط المستقيم الذي هو هداية حقيقية لكم في هذه الحياة. {وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}(النحل: من الآية9) بأن يوحي إلى كل شخص، أو كما يقول المفسرون العدلية: عن طريق القسر والإلجاء غصباً عنك، يهديك غصباً عنك.
[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من ملزمة معرفة الله – نعم الله الدرس الخامس
ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ: 22/1/2002
اليمن – صعدة