“طوفان الأقصى” تُجهِض أحلام الصهاينة باحتلال ست دول عربية
أفق نيوز | بعد مرور عام على معركة “طوفان الأقصى” البطولية.. لا تزال أحلام الصهاينة حول توسيع السيطرة وتكثيف مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلتين وقطاع غزة، في تصاعد مُستمر، بل ازدادت توُسعاً لتشمل السيطرة على أجزاء من دول عربية في المنطقة.
وهذه الأحلام الصهيونية التي صرح بها ما يسمى بوزير مالية الكيان الغاصب المتطرف بتسلئيل سموتريتش، للإعلام الصهيوني، أجهضتها كتائب عز الدين القسام بتوغلها في المستوطنات الصهيونية المحاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023م، بل تحولت إلى كوابيس مُرعبة تطارد الصهاينة في كل مكان.
وبات كيان العدو الصهيوني يُعاني تراجعاً في شرعيته الدولية وانقساماً داخلياً عميقاً وتباطؤاً لمسارات التطبيع والسلام الإقليمي، كما أن جِداره الأمني مُني بضربة قوية أفقدت الصهاينة جزءاً كبيراً من شعورهم بالأمن، مما أسفر عن حركة هجرة عكسية واسعة.
وفي هذا السياق تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أمس الخميس، مقطع فيديو قديم للوزير الصهيوني سموتريتش، يقول فيه: إن حدود “إسرائيل” يجب أن تمتد لتشمل أراضي من ست دول عربية.
وفي وقتها كان سموتريتش عضوا بالكنيست (البرلمان) عن حزب (البيت اليهودي)، الذي اندمج عام 2023 مع حزب (الاتحاد الوطني- تكوما) في حزب واحد حمل اسم “الصهيونية الدينية” ويرأسه سموتريتش حالياً.
وكشف برنامج وثائقي نُشر مؤخرًا عن رؤية الوزير المتطرف لحدود ما بات يعرف بـ”إسرائيل الكبرى”، والتي تشمل وفق سموتريتش أراضي في (الأردن وسوريا ولبنان والعراق ومصر وحتى في المملكة العربية السعودية)، إلى جانب الاستيطان الواسع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي هذا الوثائقي الذي بثته قناة “arte” الفرنسية، للصحفيين جيرون سيسكبن ونيتسان بيرلمان، بعنوان (وزير الفوضى)، ويتضمن حوارات مع وزير المالية الصهيوني بتسلئيل سموتريتش، كشف الأخير عن رؤيته الخطيرة لـ”إسرائيل الكبرى” وحدودها.
وقال سموتريتش بثقة تامة ووجه مبتسم: “أريد دولة يهودية تشمل الأردن ولبنان وأراضي من مصر وسوريا والعراق والسعودية”.. مضيفاً: “بالنسبة لكبار حكمائنا قدر القدس أن تمتد حتى دمشق”.
وجاء في تصريحات سموتريتش أيضاً: إن (دولة إسرائيل) يجب أن تضم العاصمة السورية دمشق، والأردن وأجزاء من مصر ولبنان والسعودية والعراق.
ودعا إلى حل السلطة الفلسطينية وضم جميع الأراضي في الضفة الغربية المحتلة إلى كيانه الغاصب.. قائلاً: إن “أرض (إسرائيل الكبرى) يجب أن تمتد الآن من البحر إلى الأردن”.
وخلال المقابلة ذاتها، أكد سموتريتش، أنه “سيتم بناء الهيكل في أيامنا”.. وسألته المذيعة “هل سنرى الهيكل ونحن أحياء؟”، فأجاب: “نعم بالتأكيد، ربما يحدث ذلك صباح الغد”.
وخلال المقابلة مع الإعلامية دانا وايس، اعتبر سموتريتش، أن “اليهودي الذي يلقى زجاجة مولوتوف على منزل عربي (فلسطيني) ويقتل طفلاً، ليس إرهابياً، مقارنة بالعربي الذي يفعل شيئاً مماثلاً”.. مضيفاً: “إذا فعل عربي ذلك كجزء من حربه ضد الشعب اليهودي وجزء من رغبته في تدمير (دولة إسرائيل)، فعندئذ نعم – هو إرهابي”.
وقال في نهاية المقابلة: “مكتوب في كتب الحكماء (القادة الروحيين والدينيين لليهود) أن مستقبل القدس هو أن تمتد إلى دمشق”.. وختم بقوله: “وحدها القدس حتى دمشق.. باختصار لدينا الكثير لنطمح إليه”.. حسب قوله.
وكتب أحد المعلقين على فيديو المقابلة، بالقول: “حُلمهم أُجهض قبل الدعاية له، لأنهم لن يستطيعوا أن يحافظوا في المستقبل على المستوطنات المحاذية لغزة.. “إسرائيل” أمامها عقد من الزمان وتختفي”.
فيما كتب آخر.. قائلاً: “حلم “إسرائيل الكبرى” والهيكل المزعوم وأكاذيب اليهود هي كلها خرافة وأسطورة، ولكن إن بقي العرب يتفرجون على إخوانهم وهم يقصفون ليل نهار، فإن دورهم سيأتي لا محالة”.
وفي يونيو الماضي، كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية عن حصولها على تسجيل صوتي لسموتريتش يؤكد فيه امتلاكه “خطة سرية” لتعزيز “السيطرة” الصهيونية على الضفة الغربية المحتلة، وإجهاض أي محاولة لأن تكون جزءا من الدولة الفلسطينية، ولاحقا أكد سموتريتش صحة التسجيل الصوتي.
كما ظهر سموتريتش، في خطاب ألقاه يوم الـ19 من مارس 2023، بالعاصمة الفرنسية باريس، وأمامه منصة عليها خريطة متداخلة بين فلسطين والأردن، في إشارة إلى أن “إسرائيل” تتكون من فلسطين والأردن.
وتستند هذه الخريطة إلى شعار “الأرغون” التابع “للمنظمة العسكرية الوطنية في أرض إسرائيل”، وهي جماعة مسلحة تُطالب بأن تكون دولة فلسطين التاريخية والمملكة الأردنية دولة يهودية يطلق عليها اسم “إتسل”.
وفي العام 2022 صادقت حكومة الكيان الصهيوني على أكثر من 80 مخططًا استيطانيًا في الضفة الغربية والقدس المحتلتين إضافة لعشرات آلاف الوحدات الاستيطانية.
وقال تقرير للمكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، مؤخرا: إن “سياسة حكومة الحرب الصهيونية بزعامة بنيامين نتنياهو، التي تشكلت نهاية 2022، صادقت على أكثر من 80 مخططاً استيطانياً في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس إضافة لعشرات آلاف الوحدات الاستيطانية”.
وبحسب تقديرات صهيونية، يُقيم أكثر من 720 ألف مستوطن في بؤر استيطانية بالضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة.. ويشهد الاستيطان في الضفة بما فيها القدس ارتفاعا ملحوظا منذ وصول الحكومة اليمينية الراهنة برئاسة بنيامين نتنياهو، إلى الحكم في ديسمبر 2022.. وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة “غير قانوني”، وتحذر من أنه يقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين، فلسطينية و”إسرائيلية”، وتطالب منذ عقود بوقفه دون جدوى.
ويطمح الصهاينة لبناء هيكلهم المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى بمدينة القدس الشرقية، لكن على ما يبدو أن ذلك “كان صرحاً من خيال فهوى” بفعل معركة “طوفان الأقصى” التي كبدت العدو الصهيوني الخسائر الفادحة.
وبالتوازي مع معركة “طوفان الأقصى”، فتح حزب الله اللبناني جبهة إسناد لغزة أسفرت عن تهجير نحو 150 ألف صهيوني من مستوطنات الشمال، مما تطور مؤخرا إلى معركة ميدانية مباشرة بين الكيان المُحتل والحزب، كما فتحت كلا ًمن اليمن والعراق وإيران جبهاتها لإشغال العدو الصهيوني وتحطيم أحلامه ومعنوياته.
ويأتي إعادة تداول التصريحات القديمة لسموتريتش في وقت تتصاعد فيه الإبادة الصهيونية على غزة إضافة إلى تصعيد الاعتداءات بالضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس المُحتلة من قبل جيش العدو الصهيوني وقطعان المستوطنين.
وأسفرت الاعتداءات بالضفة الغربية المُحتلة عن أكثر من 749 شهيداً، ونحو ستة آلاف و250 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023، وكثيراً ما أدلى سموتريتش بتصريحات تعهد فيها بتوسعة المستوطنات بالضفة ووافق على إقامة مستوطنات جديدة.
وبدعم أمريكي، يواصل العدو الصهيوني شن حرب إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 139 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على عشرة آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، يواصل العدو الصهيوني مجازره بغزة متجاهلاً قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فوراً، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية.
ويجمع العديد من المراقبين على أن حركة حماس أحبطت مخطط “إسرائيل”، فقد اتخذت قراراً بشن حرب خاطفة ومُدمرة على القطاع المحاصر، وجاء هجوم المقاومة ليخلط الأوراق كافة، ويجر “إسرائيل” للدخول في مربع رد الفعل والاستنزاف المتراكم والمتدحرج بشرياً وعسكرياً واقتصادياً، وصولاً إلى الزوال الحتمي بإذن الله.