كسر الحلقة المفرغة
أفق نيوز – بقلم – احمد الزبيري
الطريق الى جهنم كما يقال مفروش بالنوايا السيئة والاخطاء الصغيرة تتراكم وتكبر وتتكثف بمورو الوقت وتأتي بالاسواء..الحديث عن اليمن وهو بحاجة الى تفسيرات للمسار الذي اتخذه الشمال والجنوب بعد ثورتي سبتمبر واكتوبر وخاصة في فترات ما بعد التحرر من الاستعمار البريطاني وصراعات الجمهوريين بالشمال نشير الى احداث اغسطس86 وحركة اليسار في الجنوب عام1969م وماتلاها في اليمن المشطور من انقلابات وتصفيات وصراعات وحروب شطرية لتاخذنا النتائج الى ما نحن عليه.
الارضية الداخلية كانت مهيأة لمثل هذه النزعات التي تارة تأخذ طابع سياسي إيديولوجي وتارة مناطقي وتارة قبلي واحينا يجتمع كل هذا والمحصول يتأكد في الصورة التي نراها اليوم لاسيما في المحافظات المحتلة ويبقى العامل الخارجي صاحب الدور الرئيسي والاساسي ..اماعبر العملاء والخونة واما بالتآمر وافتعال الصراعات والحروب بين اليمنيين عبر ادواتهم الداخلية والوصاية والتبعية كانت نتيجة جرت الى نتائج اخرى .
ما يجري في المحافظات المحتلة ليس ارتدادا ولاخيانة للثوار والشهداء والتضحيات بل هو انتكاسة لثورة 14 اكتوبر وتعيدنا الى ماهو اسواء من الاستعمار خاصة اذا كان هناك قوى تريد ان تؤسس مكانتها ونفوذها من موقع خضوعها لاسيادها الخارجيين واستجلابها للمستعمرين الجدد والقدامى.
المحافظات المحتلة تعيش اوضاع اقتصادية وخدمية كارثية بطريقة ممنهجة من المحتلين والغزاة والهدف اخضاعي وانتقامي وما تشكيل المليشيات الا بداية لتشكل كنتونات تؤدي الى ما كان يراد تحقيقه بما يسموه الدولة الاتحادية ..وتجويع أبناء اليمن في المحافظات المحتلة هدفه القبول باي شي للتخفيف من الجوع والحصول على ابسط الخدمات ولن يحصلوا على هذا ولا ذاك ويريدون ايضا وأد الثورة التحررية ومعها دفن الثوار وتضحياتهم وقبول الناس بهذا المنطق هو الذي أوصلهم لما هم فيه .. فالجهل وغياب الوعي يؤدي الى وجود حالة يمكن اختزالها بالمثل الشعبي
(من طبل لنا رقصنا معه) والمسألة ليست كذلك والحل ليس في الثبات على زمن الذل والهوان الا ستعماري بل اشعال ثورة تحرر ثانية و(لا يفل الحديد الا الحديد) اي ان الحل في طرد الغزاة والمستعمرين والخونة والعملاء الجدد وبدون ذلك سنبقى ندور في الحلقة المفرغة التي سوف تضيق وتصغر وتخنق الجميع .