المقاومة خيار الأحرار
أفق نيوز ـ بقلم ـ طه العامري
اسماعيل هنية، وهي كذلك وراء استهداف الشهيد يحيى السنوار، الذي قطعا لن يكون آخر الشهداء.
الأمر قطعا لا يتوقف هنا، بل يتصل اتصالا مباشرا بما حدث في بلادنا من انقسام وفتنة ثم عدوان وتحالف دولي وإقليمي، وعدوان وحصار وخراب ودمار لكل قدرات بلادنا وشعبنا، ثم كانت معركة طوفان الأقصى وما تبعتها من جرائم امتدت إلى لبنان واليمن والعراق وإيران وسوريا، أحداث دامية ومتوحشة واستهداف القيادات والرمزيات المقاومة، كل هذا لم يكن سوى امتداد لما بدأ في جبال (صعدة) التي واجهت ست حروب قبل أن يأتي العدوان الأمريكي متدثرا بزي (الشرعية) وقبل أن يأتي العدوان على غزة ولبنان متدثرا برداء الثأر من معركة طوفان الأقصى التي أحبطت المخطط الأمريكي الذي سبق وأحبطته حركة السيد الشهيد حسين بدر الدين، التي تلقفها السيد حسن نصر الله، فكانت مواقفه في سوريا أولا ثم في مناصرة مظلومية الشعب اليمني في مواجهة عدوان التحالف الدولي، وصولا إلى طوفان الأقصى ومناصرة أشقائنا في غزة، ثم كانت ( وحدة الساحات) بين أطراف محور المقاومة، وهو المصطلح الذي أطلقه الشهيد المقاوم يحيى السنوار (وحدة الساحات) لتلتحم صنعاء مع فلسطين وليس غزة وحسب مع بيروت ودمشق وصولا إلى بغداد و طهران، هذا التلاحم حملته رؤية أول شهداء المحور- إن جاز التعبير- وهو الشهيد السيد حسين بدر الدين.
فبدأ السيناريو الذي حذرنا منه أول شهداء المحور أكثر وضوحا، وكأن السيد حسين كان يقرأ المستقبل الذي تحاول أمريكا رسم أطيافه لوطننا ومنطقتنا والقضايا العادلة لأمتنا وفي المقدمة قضية فلسطين التي تحاول أمريكا- من وراء كل ما تقوم به اليوم- القضاء على المقاومة وطمس القضية الفلسطينية وإدخال المنطقة في اسطبل التبعية المطلقة للكيان الصهيوني الذي وضع مدماك إقامة هذا الاسطبل عبر ما أطلق عليه (الاتفاق الإبراهيمي)، في وقاحة غير مسبوقة بلغت حد تحريف دين الله ومسخ هوية المسلمين من خلال إلزامهم بدين بديل يتناسب مع الرغبة الصهيونية وهدفها في استلاب إرادة الأمة، برعاية أمريكية ومباركة أنظمة الذل والخيانة في الأمة.
إن العودة لطروحات ومحاضرات السيد الشهيد حسين بدر الدين كافية ليدرك المتابع والمهتم قدسية وأهمية المعركة التي يخوضها اليوم محور المقاومة وأن دور اليمن في المعركة لم يكن اعتباطيا ولا نتاج عواطف تضامنية، بل هو دور استراتيجي رسمته الأقدار له، فكان خارج دائرة وعي الأعداء الذين أربكهم الموقف اليمني كما أربك حلفاءهم في المنطقة، فشكل الموقف اليمني المساند أهم رافعة لمعركة الأقصى في السياق العملياتي، ثم هو استراتيجيا يتماهى مع حادثة الطوفان في 7 أكتوبر 2023م.. لماذا أقول هذا؟
لأن الموقف اليمني يرتبط ارتباطاً مباشراً بالمواجهة مع أمريكا التي ترى فيه خطورة على مصالحها في المنطقة، ليس على مستوى البحار والملاحة، بل وعلى استقرار أتباعها ومخزن مصالحها في نطاق الجوار الجغرافي لليمن الواقع تحت سيطرة اليمن ورغبتها، إذا ما تطورت المواجهة بين الأعداء وبين محور المقاومة، إذ يمكن القول إن الصهاينة العرب مجتمعين ومعهم أمريكا والصهاينة يقعون تحت رحمة الموقف اليمني.