انفجرت قنبلة (طُـوفَان الأقصى)، وظهرت المواقف الحقيقة على السطح، حَيثُ خلعت الأقنعة وتجلّت الحقائق بوضوح وكشفت الأحداث وأزالت سُحب النفاق عن المشهد، لتظهر الحقائق كما هي بلا أي تزييف، اليوم، نحن أمام واقع مُخزٍ، يختزل كُـلّ شيء في خيارين لا ثالث لهما: فلسطين و”إسرائيل”.
حيثُ تراجعت كُـلّ المواقف والأصوات الهامشية إلى ظلال الصمت، اليوم، نحن أمام الحقيقة المُجَـرّدة، التي كانت تلوح في الأفق، لكننا، في غفلتنا، لم نكن نرصدها كما ينبغي، لقد تبخرت الأوهام، وسقطت ورقة التوت التي كانت تخفي عورات الأنظمة والمواقف المتخاذلة.
كم كان ساذجًا منّا أن نعتقد أن العودة إلى الحقائق كانت ستتحقّق بكلمات أَو شعارات جوفاء! وكأن تضحيات الشرفاء، أمثال السيد حسن أَو يحيى السنوار، كانت بحاجة لتؤكّـد على وضوح ما كان مستترًا.
إن حقيقتكم القبيحة كانت عارية منذ الأزل، تبحثون عن من يستر عورتها، لا من يرفعها.
إنكم لا تحتاجون إلى طائفي يتاجر بمبادئه، يزعم الكمال بينما يعبث بالمقدسات، صحيح أن بعضهم قدّم أغلى ما لديه، لكن ذلك لا يعفيه من الجرائم التي أُريقت على أعتاب مغامراته، دعوني أكون واضحًا: حزب الله لم يكن الجلاد، بل أنتم من تلطخت أيديكم بدماء الأبرياء!
أنتم، وكلّ من يمد لكم يد العون، من خطط لهذه المآسي، عشرون دولة عربية وخمسون أجنبية، وأعداد لا حصر لها من الفتاوى التي سُخّرت لإشعال نيران الفتن، داعش، جبهة النصرة، كتائب القعقاع، وغيرهم من الأسماء التي تسببت في الفوضى، لكن حزب الله، في عزّ المحنة، كان له موقف مشرف.
لقد وقف الحزب بجانب الشعب السوري، قاتلوا معهم ودافعوا عن قضاياهم، في حين أنتم انكشفت عوراتكم عن حقائقكم، لقد كانت تلك الخطوة ضرورية لمنع يومٍ يتحول فيه أعداؤكم إلى أبطال في عيونكم.
لأنكم خونة بلا هُــوِيَّة، بلا دين، لا تعبرون إلا عن مطامعكم الشخصية، جئتم من مسالك ضيقة، تحت رعاية الصهيونية، وما يجري اليوم في غزة يُثبت صدق موقف حزب الله؛ فكل ما يحدث هو نتيجة لمؤامراتهم الصهيونية، والأحداث الأخيرة تثبت ذلك بوضوح: نفس الوجوه التي خذلت غزة هي نفسها التي تسببت في مآسي السوريين.
تظنون أن حزب الله بحاجة إلى إطرائكم؟ بل أنتم من تحتاجون إلى الاعتراف بأخطائكم ومراجعة مواقفكم.
ولأنكم في غمرة الأحداث، انشغلتم بالتحريض، وتناسيتم الأهداف السامية.
ألا تدرون أن العار يلاحقكم في كُـلّ خطوة، بينما الثوار في غزة يسطرون ملاحم العزة والشرف؟ قد آن الأوان لتقفوا مع الحق، أَو لتصمتوا على الأقل، فالعالم لا يحتاج إلى زيفكم، بل إلى صدق وطني حقيقي، لا تغطيه الأقنعة بعد اليوم.