أفق نيوز
الخبر بلا حدود

حروب الإبادة الأمريكية وابنها المدلل الكيان الصهيوني ‏

28

أفق نيوز- د. محمد رقية:
على ما يبدو الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين المقدسة يتبع نفس نهج أمه بالتبني ‏الإمبراطورية الأمريكية في حروب إبادة الشعوب وبناء كياناتهم على جثثها.‏
فقد أكدت الدراسات التاريخية الموثقة أن أمريكا أبادت ١١٢ مليوناً من أكثر من ٤٠٠ شعب ‏وحضارة وهي تزعم نشر الحرية، بينهم عشرات الملايين من الهنود الحمر الذين ينتمون الى ‏عشرات القبائل والأمم مثل: أمة نافاجو، أمة شيروكي، أمة تشوكتاو، أمة تشيبيوا، أمة ‏سيوكس، أمة بلاكفيت، أمة وايت ماونتن أباتشي، أمة مسكوكي، أمم هاودنوسوني، أمة ‏بلاكفيت، والشيسكومسو، والكريك، والسيسيتول، والسينيكا، والأيروكوا والكايوغا، ‏الموهوك، اونايدا، انونداغا، كيغا، وتوسكارورا وغيرها.‏
إن الامبراطورية الأمريكية قامت على الدماء وبنيت على جماجم البشر، وخاضت أمريكا في ‏إبادة هؤلاء البشر وفق المعلوم والموثق ٩٣ حرباً جرثومية شاملة وتفصيل هذه الحروب أورده ‏الكاتب الأمريكي هنري دوينز في كتابه بعنوان «أرقامهم التي هزلت» ومن بينها ٤١ حرباً ‏بالجدري، ٤ حروب بالطاعون، ١٧ بالحصبة، ١٠ بالانفلونزا و ٢٥ بالسل والديفتيريا ‏والتيفوس والكوليرا هذا عدا عن الذين أبادوهم بالسخرة والحرق.‏
وتظهر أول وثيقة تثبت استخدام الأمريكان للسلاح الجرثومي عمداً في عام ١٦٣٦، ‏وبدأت الحروب الأمريكية الكبرى بالهجوم الأول على الهنود في جيمستاون عام 1662، ‏والذي أعقبه الحرب مع الهنود الحمر في ألجونكوينز في عامي 1635 و1636 وحرب عامي ‌‏1675 و1676، والتي أسفرت عن تدمير نصف مدن ماساتشوستس، واستمرت الحروب ‏الأمريكية الأخرى والهجوم على الهنود حتى الحرب العالمية الثانية.‏
ويروى أن الإبادة الجماعية للسكان الأصليين بلغت ذروتها في عهد الرئيس أندرو جاكسون ‏الذي قاد الولايات المتحدة في الفترة من 1829 إلى 1839.‏
لقد نفذت الحكومات الأميركية المتعاقبة حملات إبادة ضد السكان الأصليين وعملت على ‏تدمير مزارعهم وطمس هوياتهم واقتلاعهم من جذورهم، وتهجيرهم من المناطق الخصبة إلى ‏مناطق قاحلة لا تصلح للعيش.‏
وتقول المؤرخة روكسان دنبار أورتيز إن حرب الأميركيين البيض على السكان الأصليين ‏شملت قتل المدنيين وتدمير حقولهم.‏
وحدثت الكارثة الأكبر، عندما وقعت كاليفورنيا تحت حكم الولايات المتحدة عام 1846.‏
وتقول الاحصاءات بأنهم تمكنوا من إبادة 90% من هنود كاليفورنيا بالسخرة وتجارة النساء ‏والأطفال، حيث انخفض عدد السكان من 150 ألف شخص تقريباً إلى 30 ألف في عام ‌‏1870. ووصل عددهم عام 1900 إلى 16 ألف شخص فقط.‏
‏ لقد شكل تأسيس الكيان الصهيوني على أرض فلسطين التاريخية عام 1948 وقتل وتهجير ‏شعبها بمساعدة ودعم القوى الغربية استمرار لنهج أمريكا في إبادة الشعوب، وكيف لا ‏والكيان ابنها المدلل الذي لا تحرمه من أي شيء يريده.‏
فخلال 76 عاماً من وجود الكيان على هذه الأرض المقدسة، لم يمر عام إلا وارتكب فيه إبادة ‏لشعوبنا العربية في فلسطين ولبنان ومصر وسورية والأردن، وكان آخرها الإبادة الجماعية ‏التي ينفذها الكيان منذ أكثر من عام في قطاع غزة والضفة الغربية ومنذ أكثر من شهر في ‏لبنان والتي استخدم فيها كل وسائل القتل والتدمير التي تزوده بها الحكومات الأميركية ‏المتعاقبة، التي يندى لها جبين الإنسانية.‏
إن الجرائم التي ارتكبت بحق شعوبنا خلال أكثر من عام تشكل هولوكوست جديد أعظم وأفظع ‏من كل الذي حصل في تاريخ الشعوب فهنا الاغتيالات بكل أشكالها بمن فيهم القادة العظام ‏الذي نعتصر ألماً على فقدانهم وهنا مئات آلاف الشهداء والجرحى معظمهم من الأطفال ‏والنساء والشيوخ وأكثر من خمسة ملايين مهجر ومشرد ومحاصر سيلقون حتفهم من الجوع ‏والعطش والمرض وانعدام كل وسائل الحياة وخاصة في قطاع غزة بملايينه الثلاثة.‏
تحصل كل هذه المجازر برعاية الحكومات الأميركية الخبيرة بمثل هذه الجرائم من الهنود ‏الحمر إلى قتل أكثر من 4 ملايين فيتنامي، الى خمسة ملايين كوري، وملايين اليابانيين ‏بالقنابل النوويه، التي لم يستخدمها سوى الولايات المتحدة بالعالم كله. ‏
هذا إضافة مئات الألوف في يوغسلافيا التي حولوها إلى ست دويلات متناحرة، وأوكرانيا التي أشعلوا فيها حرباً لتحقيق مصالحهم النازية، إضافة إلى إبادة ملايين الناس في الصومال ‏وأفغانستان، والعراق وليبيا واليمن وسورية ولبنان والسودان ‏
وحصار كوبا وإيران وفنزويلا وروسيا وروسيا البيضاء وسورية وبوليفيا وكولومبيا والكثير ‏من دول أمريكا اللاتينية والدول الإفريقية والآسيوية والتي يحتاج استعراضها بالتفصيل الى ‏كتب عديدة، كل ذلك في عالم خاو غير قادر أن يقول كلمة في إدانة هذه الجرائم، ومحاسبة ‏مرتكبيها الزعران، وعلى رأسهم المجرم نتنياهو وحكومته الفاشية وقطعان مستوطنيه ‏الفاقدين لكل حس إنساني.‏
لكن رغم كل هذه المآسي التي تتعرض لها شعوبنا بمفاعيل أحدث وأفظع تقنيات الحروب ‏والأسلحة وأكثرها تدميراً، والتضحيات التي تقدم على مذبح الحرية، سينبلج نور النصر من ‏ديجور الظلام وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون وسيحاسبون على جرائمهم مهما طال ‏الزمن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com