أفق نيوز
الخبر بلا حدود

هل ما يقوم به العدو الإسرائيلي “جريمة إبادة”؟

146

جدل الإبادة في غزة بين الوقائع اليومية, والتعريفات القانونية, والأرقام المسجلة, والمجازر الموثّقة..

 تقرير . يحيى الشامي

تختلف التعريفات القانونية لمصطلح الإبادة الجماعية وفقاً لاعتبارات متنوعة، لكنها في مضامينها تتفق على أن ما يحصل في غزة إبادة جماعية،  وإن جادل البعض عن طريق محاولة صرف الجرائم في غزة عن محتوى التعريف، أو حرف سياق التعريف عن مشهد الجرائم في غزة، لكن الإبادة في تعريفاتها المختلفة توصل في محصلتها القانونية وخلاصة مضمونها إلى أن ما قام ويقوم به كيان العدو الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في غزة منذ عام لا يمكن صرفه بأي شكل من الأشكال، أو حجةٍ من الأسباب، عن كونه إبادة جماعية يتم تنفيذها عن سبق إصرار وتعمد، مع الأخذ بعين الاعتبار تصريحات قادة العدو الإسرائيلي التي رافقت تنفيذ الجريمة وسبقتها.

اليوم يعود الجدل بقوة حول هذا الموضوع القانوني, مع بدء نقاشات حادة صاحبت تصنيف موسوعة ويكيبيديا لجرائم العدو الإسرائيلي في غزة بأنها إبادة جماعية

بعد أشهر من النقاش، لتحسم ويكيبيديا قرارها، وتعيدُ تسمية صفحة الموسوعة العالمية التي كانت معنونة في البداية باسم ادعاءات الإبادة الجماعية في الهجوم الإسرائيلي على غزة في عام 2023″ لتصبح بعنوان “‎الإبادة الجماعية لغزة، وبذلك تكون الموسوعة الرقمية التي ينشئ ويشارك في تدوين صفحاتها ويحررها متطوعون دوليون وبلغات متعددة– قد أقرت حكمها الخاص بعد تصويت مساهميها، وبعد أشهر من الأخذ و الرد.

ويشار إلى أن هذا الجدل أثير ابتداءً مع  تقدم جنوب أفريقيا في 11 يناير 2024، بدعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية – الهيئة القضائية الرئيسة للأمم المتحدة- للحكم على تصرفات العدو الإسرائيلي في غزة بأنها إبادة جماعية، واتخاذ تدابير تجبرها على وقف الحرب.

لا يستبعد أن تمارس الصهيونية ضغوطاً جديدة بهدف ثني الموسوعة وإجبارها على التراجع عن قرارها الذي صنّف انتصاراً للقضية الفلسطينية، بالرغم من أنه يستند وينسجم مع خلاصات قدمتها منظمات حقوقية مثل العفو الدولية وغيرها, مع أنه لا يحمل أي ثقل قانوني, ولكنه يتوقع أن يكون له تأثير ثقافي وسياسي في تشكيل الرأي العام العالمي.

واستشهدت صفحة ويكيبيديا الإبادة الجماعية لغزة” كذلك بقرابة 800 مصدر, شملت تقارير إخبارية وصحفية وحقوقية وميدانية، من بينها مصادر عربية عاملة في غزة، والأهم إشارتها إلى حديث وتصريحات قادة سياسيين صهاينة, بينهم مجرم الحرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو, الذين أشاروا إلى تدمير العماليق” كما ورد في (سفري الخروج والتثنية بالعهد القديم).

ونشير هنا إلى اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 والتي تُعرِّف الإبادة الجماعية على أنها أيٌّ من الأفعال الخمسة المرتكبة بقصد التدمير الكلي أو الجزئي لجماعة وطنية أو إثنية أو عنصرية أو دينية“. وتشمل الأفعال المعنية قتل أعضاء الجماعة، وإلحاق أذى جسدي أو عقلي خطير بهم، وفرض ظروف معيشية تهدف إلى تدمير الجماعة، ومنع المواليد، ونقل الأطفال قسراً خارج الجماعة.

جريمة الإبادة بين النفي والإثبات :

بعيداً عن هذا اللغط والجدل القائم في أكثر من محفل دولي حقوقي وقانوني, نورد أرقام حصيلة جريمة الإبادة الجماعية في غزة, والتي صدرت مفصّلة في تقرير وزارة الصحة الفلسطينية في غزة, وتتضمن ما يمكن اعتبارها أدلة قطعية يمكن لمحكمة العدل الدولية الاستناد إليها وعليها لإثبات وقوع جريمة الإبادة الجماعية, وإدانة العدو الإسرائيلي بها.

بيان رقم (673) صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي:

‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‌‏المكتب الإعلامي الحكومي ينشر تحديثاً لأهم إحصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها العدو الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 400  السبت 9 نوفمبر 2024م:

 

◻️ (400) يوماً على حرب الإبادة الجماعية.

◻️ (3,798) مجزرة ارتكبها جيش العدو الإسرائيلي.

◻️ (53,552) شهيداً ومفقوداً.

◻️ (10,000) مفقودٍ.

◻️ (43,552) شهيداً ممن وصلوا إلى المستشفيات (وزارة الصحة).

◻️ (17,385) شهيداً من الأطفال.

◻️ (209) أطفال رُضّع وُلِدوا واستشهدوا في حرب الإبادة الجماعية.

◻️ (825) أطفالٍ استشهدوا خلال الحرب وعمرهم أقل من عام.

◻️ (1367) عائلة فلسطينية قتل العدو الإسرائيلي جميع أفرادها ومسحها من السجل المدني.

◻️ (38) استشهدوا نتيجة المجاعة.

◻️ (11,891) شهيدة من النساء.

️ (1054) شهيداً من الطواقم الطبية (وزارة الصحة).

◻️ (85) شهيداً من الدفاع المدني.

◻️ (184) شهيداً من الصحفيين.

◻️ (7) مقابر جماعية أقامها العدو الإسرائيلي داخل المستشفيات.

◻️ (520) شهيداً تم انتشالهم من 7 مقابر جماعية داخل المستشفيات.

◻️ (102,765) جريحاً ومُصاباً وصلوا إلى المستشفيات. (وزارة الصحة).

◻️ (398) جريحاً ومُصاباً من الصحفيين والإعلاميين.

◻️ (70%) من الضَّحايا هم من الأطفال والنساء.

◻️ (202) مركزاً للإيواء استهدفها العدو الإسرائيلي.

◻️ (35,055) طفلاً يعيشون بدون والديهم أو بدون أحدهما.

◻️ (3,500) طفل معرّضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء.

 

◻️ (186) يوماً على إغلاق جميع معابر قطاع غزة.

◻️ (12,000) جريح بحاجة للسفر للعلاج في الخارج.

◻️ (12,500) مريض سرطان يواجهون الموت وبحاجة للعلاج.

◻️ (3,000) مريض بأمراض مختلفة يحتاجون للعلاج في الخارج.

◻️ (1,737,524) مصاباً بأمراض معدية نتيجة النزوح.

◻️ (71,338) حالة عدوى التهابات كبد وبائي بسبب النزوح.

◻️ (60,000) سيدة حامل تقريباً مُعرَّضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية.

◻️ (350,000) مريض مزمن في خطر بسبب منع العدو الإسرائيلي إدخال الأدوية.

◻️ (5,300) معتقل من قطاع غزة خلال حرب الإبادة الجماعية.

◻️ (310) حالات اعتقال من الكوادر الصحية (تم اغتيال 3 أطباء منهم).

◻️ (38) حالة اعتقال صحفيين ممن عُرفت أسماؤهم.

◻️ (2) مليون نازح في قطاع غزة.

◻️ (100,000) خيمة اهترأت وأصبحت غير صالحة للنازحين.

◻️ (206) مقرات حكوميةٍ دمرها العدو الإسرائيلي.

◻️ (129) مدرسة وجامعة دمرها العدو الإسرائيلي بشكل كلي.

◻️ (344) مدرسة وجامعة دمرها العدو الإسرائيلي بشكل جزئي.

◻️ (12,700) طالب وطالبة قتلهم العدو الإسرائيلي خلال الحرب.

◻️ (785,000) طالب وطالبة حرمهم العدو الإسرائيلي  من التعليم.

◻️ (750) معلماً وموظفاً تربوياً في سلك التعليم قتلهم العدو الإسرائيلي خلال الحرب.

◻️ (138) عالماً وأكاديمياً وأستاذاً جامعياً وباحثاً أعدمهم العدو الإسرائيلي.

◻️ (815) مسجداً دمرها العدو الإسرائيلي بشكل كلي.

◻️ (151) مسجداً دمرها العدو الإسرائيلي بشكل بليغ بحاجة إلى إعادة ترميم.

◻️ (3) كنائس استهدفها ودمرها العدو الإسرائيلي.

◻️ (19) مقبرة دمرها العدو الإسرائيلي بشكل كلي وجزئي من أصل (60) مقبرة.

◻️ (2,300) جثمان سرقها العدو الإسرائيلي من العديد من مقابر قطاع غزة.

◻️ (159,000) وحدة سكنية دمرها العدو الإسرائيلي بشكل كلي.

◻️ (83,000) وحدة سكنية دمرها العدو الإسرائيلي غير صالحة للسكن.

◻️ (193,000) وحدة سكنية دمرها العدو الإسرائيلي جزئياً.

◻️ (86,400) طن متفجرات ألقاها العدو الإسرائيلي على قطاع غزة.

◻️ (34) مستشفى أخرجها العدو الإسرائيلي عن الخدمة.

◻️ (80) مركزاً صحياً أخرجه العدو الإسرائيلي عن الخدمة.

◻️ (162) مؤسسة صحية استهدفها العدو الإسرائيلي.

◻️ (134) سيارة إسعاف استهدفها العدو الإسرائيلي.

◻️ (206) مواقع أثرية وتراثية دمرها العدو الإسرائيلي.

◻️ (3,130) كيلو متر أطوال شبكات الكهرباء دمرها العدو الإسرائيلي.

◻️ (125) عدد محولات توزيع الكهرباء الأرضية المدمرة.

◻️ (330,000) متر طولي شبكات مياه دمرها العدو الإسرائيلي.

◻️ (655,000) متر طولي شبكات صرف صحي دمرها العدو الإسرائيلي.

◻️ (2,835,000) متر طولي شبكات طُرق وشوارع دمرها العدو الإسرائيلي.

◻️ (39) منشأة وملعباً وصالة رياضية دمرها العدو الإسرائيلي.

◻️ (717) بئر مياه دمرها العدو الإسرائيلي وأخرجها عن الخدمة.

◻️ (86%) نسبة الدمار في قطاع غزة.

◻️ (37) مليار دولار الخسائر الأولية المباشرة لحرب الإبادة الجماعية.

 

 

كما أنّ الأرقام الواردة في تقارير الصحة في غزة مثبتة بالوقائع اليومية, والمقابر الجماعية, والمشاهد الموثقة بعدسات وسائل الإعلام المتبقية في غزة, التي تشير دائماً إلى أن ما يتم توثيقه أقل بكثير مما يقوم به العدوة الصهيوني، كما أن تقارير المؤسسات الأممية والحقوقية تتماشى تماماً معها, وعلى سبيل المثال يوم أمس الجمعة كشف تقرير للأمم المتحدة أن النساء والأطفال يشكّلون حوالي70% من الشهداء جراء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة, وهي حصيلة تشمل الضحايا  في الفترة بين نوفمبر 2023 وأبريل 2024.

وجاء في التقرير الذي أصدرته المفوضية الأممية السامية لحقوق الإنسان, أنها تحققت من أن قرابة 70% من 8119 شخصاً ممن سُجّل مقتلهم في الأشهر الستة الأولى من الحرب هم من الأطفال والنساء.

وأشار التقرير إلى  الواقع المروع الذي يعيشه سكان قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، لافتةً إلى عمليات قتل المدنيين, وانتهاك القانون الدولي, التي قد ترقى في كثير من الأحيان إلى جرائم حربوجرائم ضد الإنسانية, وحتى الإبادة الجماعية.

وهذه الأرقام هي حصاد المجازر اليومية, وشمل في تفاصيل لوقائع فظيعة, وجرائم شنيعة, من بينها أفعال القتل المباشر, والتجويع والتدمير المتعمد للبنية التحتية المدنية, والهجمات على مرافق الرعاية الصحية, وأفعال أخرى يمارسها العدو يومياً, مثل: الاعتقال, والاحتجاز الجماعي العشوائي, والقتل والحرق, والاغتصاب, والتعذيب واستخدام القوة المفرطة ضد المدارس والمستشفيات, والسرقة والتدنيس والتشويه للمتوفّين, وعدم التمييز بين المسلحين والمدنيين, وتدمير المواقع الثقافية والتعليمية وغيرها، أما فصول وقائع التجويع والحصار فجرائم أخرى تؤدي لا شك للهدف ذاته الذي يتوخاه العدو الاسرائيلي، وجميعها أفعال ترتكب تحت تصنيف الإبادة الجماعيةولا يمكن تصنيفها تحت أي عنوان, أو تبريرها بأي أسباب وذرائع، ويبقى السؤال أمام هذه الأهوال المستمرة بآلة القتل الأمريكية والغربية عموماً, كيف تعامت المحاكم الدولية وتستمر في تجاهلها لكل هذه الإثباتات والأدلة الوفيرة كما لم يسبق أن حدث في حرب من الحروب؟!

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com